بناتنا ، كيف نربِّيهنَّ ؟
المقدَّمة :
لم تقتصر الشريعة الإسلامية الحقة في تربيتها للإنسان على تربية الولد فقط ، بلشملت البنت كذلك ، وربَّما اهتمَّت بتربية البنت أكثر ، لأنَّها الوعاء الذي يحفظالأجنَّة وينمِّيها ، والحضن الذي يكتنف الإنسان الوليد ويرعاه ويربِّيه ويؤدِّبه ،والصديق الذي يلازم الإنسان طفلاً وحدثاً وشابّاً ، ويعينه في أموره ، ويرشدهويرفده برأيه المجرَّب حينما يلزم ، وحقّاً قيل وراء كل عظيم امرأة .
مكانة المرأة في الإسلام :
قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْأَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم : 21 .
وقال رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله ) : ( خَيْر أوْلادِكُم البَنَات ) .
وورد عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( البَنَاتُ حَسَنَات، والبَنُونُ نِعْمَة ، فإنَّمَا يُثابُ عَلَى الحَسَنَاتِ ويُسْألُ عَنِالنِّعمَةِ ) .
تربية البنت :
إنَّ التربية الإسلاميَّة تحثُّ الوالدين على حُبِّ البنت وإكرامها ، لتمتلئنفسها ارتياحاً واطمئناناً ووثوقاً ، ولتنشأَ في ظِلِّ أجواء نفسيَّة وتربويَّةطيِّبة ، تعدّها وتؤهِّلها للحياة الاجتماعية المستقبلية ، وتمكنها من التعامل معالآخرين بوحي من تلك القيم ، وتكون سليمة من الأمراض النفسية ، والعُقَد الاجتماعية، فتكون بذلك الأمُّ الصالحة لتربية أولاد صالحين ، تخرجهم إلى المجتمع أفراداًنافعين وعناصر خيِّرين .
إنَّ القرآن الكريم حينما يتحدَّث عن المرأة والرجل ، والإنسان والناس ، والذينآمنوا ، إنَّما يقصد بذلك الجنس البشري الواحد ، بعنصريه الرجل والمرأة .
وفي نظره أنَّهما يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجيَّة العام في عالمالطبيعة والحياة ، وهو في آيات مباركة كثيرة يُعلم عن هذه الحقيقة العلميّة الثابتة ( وِحدة الجنس البشري ) ، ومن هذه الآيات قوله تعالى : ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍوَاحِدَةٍ ) النساء : 1 .
وأمَّا ما تختلف المرأة به عن الرجل إنَّما هو لتركيبها العضوي والفسلجي ،وتكوينها النفسي ، ووظيفتها الحياتيَّة كأنثى ، تلد وترضع وتربِّي ، وتحمل غريزةالأمومة والميل الأنثوي ، وأنَّها هي التي تسير إدارة البيت وشؤون الزوج والأولاد ،لذا تعيَّن أن تتلاءم تربية الأنثى وإعدادها مع تركيبها النفسي والجسمي ودورها فيالحياة .
لذا نرى أن هناك عناصر تربوية مشتركة بين الجنسين ، كما أن هناك نمطاً تربويّاًخاصّاً بكلِّ منهما ، يتلاءم وأوضاعه الجنسيَّة الخاصَّة به .
ولذا صار التوجه والاهتمام بالفوارق بين الجنسين أساساً لوضع المنهج التربويالإسلامي المتكامل ، ودراسة السلوك في بعديه الإيجابي والسلبي .
على أن هذه الفوارق التربوية لا تكون على أساس النيل من إنسانية وكرامة المرأة ،أو تهدف إلى إضعافها ، بل هي ترمي إلى إعداد الطبيعة الإنسانية ضمن النوع والانتماءالنوعي ، كي تنسجم تربيتها وإعدادها مع الطبيعة وقوانينها .
وقد أكَّدت الدراسات والتجارب العلمية التي أجراها العلماء المتخصِّصون في شؤونالنفس ، والعلاج النفسي ، والطب ، والاجتماع ، أن هناك فوارق نوعية بين الرجلوالمرأة ، تؤثِّر في سلوك كلٍّ منهما على امتداد مراحل الحياة .
من هنا كانت التربية العلمية الناجحة هي التي تنظر إلى الفوارق النوعيَّة بينالجنسين ، والتي تُعِدُّ كُلاًّ من الرجل والمرأة وفق طبيعة تكوينه النفسي والعضويلتحمل مسئوليته في الحياة المستقبلية .
وقد اعتنت التربية الإسلاميَّة بالأنثى عناية فائقة ، واهتمَّت بتربيتهااهتماماً شديداً يقوم على قاعدة من المساواة في الحبِّ والتعامل ، لإشعارهابإنسانيَّتها وبتساويها مع الرجل في الإنسانية .
ويُروى عن سعد بن سعد الأشعري : قلت للإمام الرضا ( عليه السلام ) : الرجل تكونبناته أحبُّ إليه من بنيه .
فقال ( عليه السلام ) : ( البَنَاتُ والبَنونُ في ذَلك سَوَاء ، إنَّمَا هُوَبِقَدَر ما يُنزِلُ الله عَزَّ وَجَلَّ ) .
وبما أنَّ للمرأة مكانتها السامية ودورها المهمُّ في تربية وإعداد جيل صالح مؤمنمقتدر ، لذا فإن الإسلام العظيم يكرمها بتوجيه هذه المسؤولية الكبرى إليها ،ويوصيها باعتبارها منبع الحبِّ والحنان ، ومستودع الكرامات ، ومصدر الاستقراروالطمأنينة في البيت ، بأن تحرص على خلق جوٍّ عائليٍّ مفعم بهذه الروح الطيبة ،والعلاقة الحسنة .
فقد جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنِّي لي زوجة ، إذادخلتُ تلقَّتْني ، وإذا خرجتُ شيَّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمُّك ؟، إن كنتَ تهتمّ لرزقك فقد تكفَّل به غيرك ، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك اللههمّاً .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنَّ للهِ عُمَّالاً ، وَهَذِهِمِن عُمَّالِهِ ، لَهَا نِصْفُ أجْر الشَّهِيد
على ما تقدَّم يتعيَّن احترام المرأة وإكرامها ، وإعزازها وتقديرها حق قدرها ،والنظر إليها من خلال مكانتها الكريمة ، ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلامالحنيف فيها ، من عِفَّة وطهر وأدب ومثل سام ، ومسؤولية مقدَّسة كبرى في بناء جيلصالح مؤمن بالله جَلَّتْ عَظَمَتُه ، وبرسوله وأوصيائه وخلفائه الأئمَّة الاثني عشرالمعصومين ( عليهم السلام ) ، لا كما هي حَالها في الغرب المتحلِّل مثلاً ، مفرغاًلِشَهَوات المستهترين ، وتسلية لِعَبَث المفسدين
المقدَّمة :
لم تقتصر الشريعة الإسلامية الحقة في تربيتها للإنسان على تربية الولد فقط ، بلشملت البنت كذلك ، وربَّما اهتمَّت بتربية البنت أكثر ، لأنَّها الوعاء الذي يحفظالأجنَّة وينمِّيها ، والحضن الذي يكتنف الإنسان الوليد ويرعاه ويربِّيه ويؤدِّبه ،والصديق الذي يلازم الإنسان طفلاً وحدثاً وشابّاً ، ويعينه في أموره ، ويرشدهويرفده برأيه المجرَّب حينما يلزم ، وحقّاً قيل وراء كل عظيم امرأة .
مكانة المرأة في الإسلام :
قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْأَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم : 21 .
وقال رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله ) : ( خَيْر أوْلادِكُم البَنَات ) .
وورد عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( البَنَاتُ حَسَنَات، والبَنُونُ نِعْمَة ، فإنَّمَا يُثابُ عَلَى الحَسَنَاتِ ويُسْألُ عَنِالنِّعمَةِ ) .
تربية البنت :
إنَّ التربية الإسلاميَّة تحثُّ الوالدين على حُبِّ البنت وإكرامها ، لتمتلئنفسها ارتياحاً واطمئناناً ووثوقاً ، ولتنشأَ في ظِلِّ أجواء نفسيَّة وتربويَّةطيِّبة ، تعدّها وتؤهِّلها للحياة الاجتماعية المستقبلية ، وتمكنها من التعامل معالآخرين بوحي من تلك القيم ، وتكون سليمة من الأمراض النفسية ، والعُقَد الاجتماعية، فتكون بذلك الأمُّ الصالحة لتربية أولاد صالحين ، تخرجهم إلى المجتمع أفراداًنافعين وعناصر خيِّرين .
إنَّ القرآن الكريم حينما يتحدَّث عن المرأة والرجل ، والإنسان والناس ، والذينآمنوا ، إنَّما يقصد بذلك الجنس البشري الواحد ، بعنصريه الرجل والمرأة .
وفي نظره أنَّهما يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجيَّة العام في عالمالطبيعة والحياة ، وهو في آيات مباركة كثيرة يُعلم عن هذه الحقيقة العلميّة الثابتة ( وِحدة الجنس البشري ) ، ومن هذه الآيات قوله تعالى : ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍوَاحِدَةٍ ) النساء : 1 .
وأمَّا ما تختلف المرأة به عن الرجل إنَّما هو لتركيبها العضوي والفسلجي ،وتكوينها النفسي ، ووظيفتها الحياتيَّة كأنثى ، تلد وترضع وتربِّي ، وتحمل غريزةالأمومة والميل الأنثوي ، وأنَّها هي التي تسير إدارة البيت وشؤون الزوج والأولاد ،لذا تعيَّن أن تتلاءم تربية الأنثى وإعدادها مع تركيبها النفسي والجسمي ودورها فيالحياة .
لذا نرى أن هناك عناصر تربوية مشتركة بين الجنسين ، كما أن هناك نمطاً تربويّاًخاصّاً بكلِّ منهما ، يتلاءم وأوضاعه الجنسيَّة الخاصَّة به .
ولذا صار التوجه والاهتمام بالفوارق بين الجنسين أساساً لوضع المنهج التربويالإسلامي المتكامل ، ودراسة السلوك في بعديه الإيجابي والسلبي .
على أن هذه الفوارق التربوية لا تكون على أساس النيل من إنسانية وكرامة المرأة ،أو تهدف إلى إضعافها ، بل هي ترمي إلى إعداد الطبيعة الإنسانية ضمن النوع والانتماءالنوعي ، كي تنسجم تربيتها وإعدادها مع الطبيعة وقوانينها .
وقد أكَّدت الدراسات والتجارب العلمية التي أجراها العلماء المتخصِّصون في شؤونالنفس ، والعلاج النفسي ، والطب ، والاجتماع ، أن هناك فوارق نوعية بين الرجلوالمرأة ، تؤثِّر في سلوك كلٍّ منهما على امتداد مراحل الحياة .
من هنا كانت التربية العلمية الناجحة هي التي تنظر إلى الفوارق النوعيَّة بينالجنسين ، والتي تُعِدُّ كُلاًّ من الرجل والمرأة وفق طبيعة تكوينه النفسي والعضويلتحمل مسئوليته في الحياة المستقبلية .
وقد اعتنت التربية الإسلاميَّة بالأنثى عناية فائقة ، واهتمَّت بتربيتهااهتماماً شديداً يقوم على قاعدة من المساواة في الحبِّ والتعامل ، لإشعارهابإنسانيَّتها وبتساويها مع الرجل في الإنسانية .
ويُروى عن سعد بن سعد الأشعري : قلت للإمام الرضا ( عليه السلام ) : الرجل تكونبناته أحبُّ إليه من بنيه .
فقال ( عليه السلام ) : ( البَنَاتُ والبَنونُ في ذَلك سَوَاء ، إنَّمَا هُوَبِقَدَر ما يُنزِلُ الله عَزَّ وَجَلَّ ) .
وبما أنَّ للمرأة مكانتها السامية ودورها المهمُّ في تربية وإعداد جيل صالح مؤمنمقتدر ، لذا فإن الإسلام العظيم يكرمها بتوجيه هذه المسؤولية الكبرى إليها ،ويوصيها باعتبارها منبع الحبِّ والحنان ، ومستودع الكرامات ، ومصدر الاستقراروالطمأنينة في البيت ، بأن تحرص على خلق جوٍّ عائليٍّ مفعم بهذه الروح الطيبة ،والعلاقة الحسنة .
فقد جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنِّي لي زوجة ، إذادخلتُ تلقَّتْني ، وإذا خرجتُ شيَّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمُّك ؟، إن كنتَ تهتمّ لرزقك فقد تكفَّل به غيرك ، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك اللههمّاً .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنَّ للهِ عُمَّالاً ، وَهَذِهِمِن عُمَّالِهِ ، لَهَا نِصْفُ أجْر الشَّهِيد
على ما تقدَّم يتعيَّن احترام المرأة وإكرامها ، وإعزازها وتقديرها حق قدرها ،والنظر إليها من خلال مكانتها الكريمة ، ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلامالحنيف فيها ، من عِفَّة وطهر وأدب ومثل سام ، ومسؤولية مقدَّسة كبرى في بناء جيلصالح مؤمن بالله جَلَّتْ عَظَمَتُه ، وبرسوله وأوصيائه وخلفائه الأئمَّة الاثني عشرالمعصومين ( عليهم السلام ) ، لا كما هي حَالها في الغرب المتحلِّل مثلاً ، مفرغاًلِشَهَوات المستهترين ، وتسلية لِعَبَث المفسدين