خيالا وجنون
- جالسة في أحضان الصحراء أنتعش رطوبة الهواء شاردة الذهن وأنتظر من يسعفني ويشعرني براحة واطمئنان وظهور بلا استخفاء, فلمحت أحدهم قادما منادي... أنا مرسول لأحلام كاتبة الخواطر وصاحبة كلام الهوى... فتهت ولم أستفق إلى أن جلس أمامي يقول: صباح الخير وشمس النير, وتوديع قمر الليل والنجوم لامحة العين على صاحبة وجه باسم..ضاحك وضوء في كل وقت وحين. فرديت الصباح وقلت من دلك على طريقي وماذا تريد يا صاحب الصراح, يا منعش الأرواح بكلام مجذوب ولفظ معذوب.
- فرد: أنا المرسول وأبحث عن الحلول ولكني أريد أن تصغني خاطرة البديل من شعر الجهل إلى قول حنين, فضحكت ضحكة الحزين.
- وقلت: من أين أنت أيها المسكين؟.
- رد: هائما في صحاري الأمير خالق الكون المبين وصاحب كل شيء جميل هو الرحمان الرحيم, ونور العالمين, خالق جميع المؤمنين, والحاكم بالعدل وناصر الظالمين, ولولاه لما وصلت إلى بيت المرحبين بالضيوف الهائمين.
- قلت: من باعث مرسول القرى وعما تبحث يا ترى؟
- قال: أسمعيني إحدى خواطر المنى سأبلغك عما عندي هنا, لأني علمت أنك تقولين شعر الغنى وتحبين جميل بثينة وقيس ليلى.
- قلت: سأقدم الضيافة أولا
- رد: ضيافتي خواطرك وراحتي سماع صوتك, ومنايا معرفة ما بذهنك
- قلت بضحكة خافتة: صعب أن تعرف هذا يا هذا, و شرعت بقول خاطرة يبعثها عقلي ويصممها قلبي, ويحسها كياني ومنبعها شعوري.......
قدمو لي حياة الهناء
وأغدقوني سم البلاء
طلبوا مني قبول صاحب الثراء
ولم أعرف راحة ودمت في شقاء
وعندما أخبرت الناس العقلاء
لاموني وقالوا ما هذا الهراء؟
أأنت صاحبة كلام الشفاء
ومحبوبة كل صديقة تحب الحياء
نزف القلب دما
وأمطرت العيون دموعا
وعاشت الأفكار خيالا
وأظهرت التصرفات جنونا
وخرجت أنظر للدنيا شمولا
فقمت ناقمة ثائرة
وكل جوارحي ترد: إسمعوا يا أحياء لا أريد الثراء ولا أريد الدواء, أريد عقل الحكماء واختيار قلبي وإشارة دربي، خلود منايا وطالب رضايا والإحساس بهوايا.......
- رد المرسل قائلا: ذكرت خاطرة لمت ضياعي وأفاقت أوهامي وأضاعت أحزاني
- سألته: ما سبب مجيئك؟
- قال: أجبت عن سؤالي بخاطرة الخيال.......
وغادر كطيف أو كأحد لم تستضفه أيامي.