مغربية وافتخر
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 405
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
هلم معي إلى نظارة التنقيب :
قال الأميني: هل تعرف موقف أبي ذر الغفاري من الإيمان، وثباته على المبدأ، ومحله من الفضل، ومبلغه من العلم، ومقامه من الصدق، ومبوأه من الزهد، ومرتقاه من العظمة، وخشونته في ذات الله، ومكانته عند صاحب الرسالة الخاتمة ؟ فإن كنت لا تعرف ؟ فإلى الملتقى.
تعبده قبل البعثة. سبقه في الاسلام. ثباته على المبدأ :
1 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات 4، 161 من طريق عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر. صليت قبل الاسلام قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث سنين. فقلت: لمن ؟ قال. لله. فقلت: أين توجه ؟ قال: أتوجه حيث يوجهني الله.
وأخرج من طريق أبي معشر نجيح قال: كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام، فمر عليه رجل من أهل مكة بعد ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا أبا ذر ! إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول: لا إله إلا الله. ويزعم إنه نبي. وذكر حديث إسلامه ص 164.
وفي صحيح مسلم في المناقب 7: 153، بلفظ ابن سعد الأول، وفي ص 155 بلفظ: صليت سنتين قبل مبعث النبي، قال: قلت: فأين كنت توجه ؟ قال: حيث و وجهني الله.
وفي لفظ أبي نعيم في الحلية 1: 157: يا ابن أخي صليت قبل الاسلام بأربع سنين وذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة 1: 238.
وفي حديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه 7: 218: أخذ أبو بكر بيد أبي ذر وقال: يا أبا ذر ! هل كنت تتأله في جاهليتك ؟ قال: نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فما أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء، فقال: فأين كنت تتوجه ؟ قال: لا أدري إلا حيث وجهني الله.
2 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات 4: 161 من طريق أبي ذر قال: كنت في الاسلام خامسا. وفي لفظ أبي عمر وابن الأثير: أسلم بعد أربعة. وفي لفظ آخر. يقال: أسلم بعد ثلاثة. ويقال: بعد أربعة.
وفي لفظ الحاكم: كنت ربع الاسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع. وفي لفظ أبي نعيم: كنت رابع الاسلام، أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع. وفي لفظ المناوي: أنا رابع الاسلام. وفي لفظ ابن سعد من طريق ابن أبي وضاح البصري: كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا.
راجع حلية الأولياء 1: 157، مستدرك الحاكم 3: 342، الاستيعاب 1: 83، ج 2: 664، أسد الغابة 5: 186، شرح الجامع الصغير للمناوي 5: 423، الإصابة 4: 63.
3 أخرج ابن سعد في الطبقات 4: 161 من طريق أبي ذر قال: كنت أول من حياه صلى الله عليه وآله وسلم بتحية الاسلام فقلت: السلام عليك يا رسول الله ! فقال: وعليك ورحمة الله.
وفي لفظ أبي نعيم: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وآله حين قضى صلاته فقلت: السلام عليك فقال: وعليك السلام.
وأخرجه مسلم في " المناقب " من الصحيح 7: 154، 155، وأبو نعيم في " الحلية " 1: 159، وأبو عمر في " الاستيعاب " 2: 664.
4 ـ أخرج ابن سعد والشيخان في الصحيحين من طريق ابن عباس واللفظ للأول قال: لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم إنه نبي أرسل أخاه فقال: إذهب فائتني بخبر هذا الرجل وبما تسمع منه.
فانطلق الرجل حتى أتى مكة فسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله فرجع إلى أبي ذر فأخبره إنه: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم الأخلاق فقال أبو ذر: ما شفيتني.
فخرج أبو ذر ومعه شنة فيها ماءه وزاده حتى أتى مكة ففرق أن يسأل أحدا عن شئ ولما يلق رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركه الليل فبات في ناحية المسجد فلما اعتم مر به علي فقال: ممن الرجل ؟ قال: رجل من بني غفار.
قال: قم إلى منزلك قال: فانطلق به إلى منزله ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ وغدا أبو ذر يطلب فلم يلقه وكره أن يسأل أحدا عنه، فعاد فنام حتى أمسى فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله ؟ فانطلق به فبات حتى أصبح لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ فأصبح اليوم الثالث فأخذ على علي لئن أفشي إليه الذي يريد ليكتمن عليه وليسترنه، ففعل فأخبره إنه بلغه خروج هذا الرجل يزعم إنه نبي فأرسلت أخي ليأتيني بخبره وبما سمع منه فلم يأتيني بما يشفيني من حديثه فجئت بنفسي لألقاه، فقال له على إني غاد فاتبع أثري فإني إن رأيت ما أخاف عليك إعتللت بالقيام كأني اهريق الماء فأتيك، وإن لم أر أحدا فاتبع أثري حتى تدخل حيث أدخل.
ففعل حتى دخل على أثر علي على النبي صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم من ساعته ثم قال: يا نبي الله ما تأمرني ؟ قال: ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري.
قال: فقال له: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد.
قال: فدخل المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
قال: فقال المشركون: صبأ الرجل، صبأ الرجل، فضربوه حتى صرع فأتاه العباس فأكب عليه وقال: قتلتم الرجل يا معشر قريش ! أنتم تجار وطريقكم على غفار فتريدون أن يقطع الطريق فأمسكوا عنه.
ثم عاد اليوم الثاني فصنع مثل ذلك ثم ضربوه حتى صرع فأكب عليه العباس وقال لهم مثل ما قال في أول مرة فأمسكوا عنه.
وذكر ابن سعد في حديث إسلامه: ضربه لإسلامه فتية من قريش فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ! أما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم، ضربوني، فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر لهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها فجمعوا الحنط فقال لقومه: لا يمس أحد حبة حتى تقولوا: لا إله إلا الله. فيقولون: لا إله إلا الله، ويأخذون الغرائر.
راجع طبقات ابن سعد 4: 165، 166، صحيح البخاري كتاب المناقب باب إسلام أبي ذر 6: 24، صحيح مسلم كتاب المناقب 7: 156، دلائل النبوة لأبي نعيم 2: 86، حلية الأولياء له 1: 159، مستدرك الحاكم 3: 338، الاستيعاب 2: 664 وأخرج أبو نعيم في الحلية 1: 158 من طريق ابن عباس عن أبي ذر قال: أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة فعلمني الاسلام وقرأت من القرآن شيئا، فقلت: يا رسول الله ! إني أريد أن أظهر ديني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني أخاف عليك أن تقتل.
قلت: لا بد منه وإن قتلت.
قال: فسكت عني فجئت وقريش حلق يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
فانتقضت الحلق فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر، وكانوا يرون إنهم قد قتلوني فأفقت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى ما بي من الحال فقال لي: ألم أنهك.
فقلت: يا رسول الله ! كانت حاجة في نفسي فقضيتها، فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إلحق بقومك فإذا بلغك ظهور فأتني وأخرج من طريق عبد الله بن الصامت قال: قال لي أبو ذر رضي الله عنه: قدمت مكة فقلت: أين الصابئ ؟ فقالوا: الصابئ.
فأقبلوا يرمونني بكل عظم وحجر حتى تركوني مثل النصب الأحمر.
وأخرجه أحمد في " المسند " 5: 174 بصورة مفصلة، ومسلم في " المناقب "، و الطبراني كما في مجمع الزوائد 9: 329.
وأخرج من طريق أبي معشر نجيح قال: كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام، فمر عليه رجل من أهل مكة بعد ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا أبا ذر ! إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول: لا إله إلا الله. ويزعم إنه نبي. وذكر حديث إسلامه ص 164.
وفي صحيح مسلم في المناقب 7: 153، بلفظ ابن سعد الأول، وفي ص 155 بلفظ: صليت سنتين قبل مبعث النبي، قال: قلت: فأين كنت توجه ؟ قال: حيث و وجهني الله.
وفي لفظ أبي نعيم في الحلية 1: 157: يا ابن أخي صليت قبل الاسلام بأربع سنين وذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة 1: 238.
وفي حديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه 7: 218: أخذ أبو بكر بيد أبي ذر وقال: يا أبا ذر ! هل كنت تتأله في جاهليتك ؟ قال: نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فما أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء، فقال: فأين كنت تتوجه ؟ قال: لا أدري إلا حيث وجهني الله.
2 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات 4: 161 من طريق أبي ذر قال: كنت في الاسلام خامسا. وفي لفظ أبي عمر وابن الأثير: أسلم بعد أربعة. وفي لفظ آخر. يقال: أسلم بعد ثلاثة. ويقال: بعد أربعة.
وفي لفظ الحاكم: كنت ربع الاسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع. وفي لفظ أبي نعيم: كنت رابع الاسلام، أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع. وفي لفظ المناوي: أنا رابع الاسلام. وفي لفظ ابن سعد من طريق ابن أبي وضاح البصري: كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا.
راجع حلية الأولياء 1: 157، مستدرك الحاكم 3: 342، الاستيعاب 1: 83، ج 2: 664، أسد الغابة 5: 186، شرح الجامع الصغير للمناوي 5: 423، الإصابة 4: 63.
3 أخرج ابن سعد في الطبقات 4: 161 من طريق أبي ذر قال: كنت أول من حياه صلى الله عليه وآله وسلم بتحية الاسلام فقلت: السلام عليك يا رسول الله ! فقال: وعليك ورحمة الله.
وفي لفظ أبي نعيم: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وآله حين قضى صلاته فقلت: السلام عليك فقال: وعليك السلام.
وأخرجه مسلم في " المناقب " من الصحيح 7: 154، 155، وأبو نعيم في " الحلية " 1: 159، وأبو عمر في " الاستيعاب " 2: 664.
4 ـ أخرج ابن سعد والشيخان في الصحيحين من طريق ابن عباس واللفظ للأول قال: لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم إنه نبي أرسل أخاه فقال: إذهب فائتني بخبر هذا الرجل وبما تسمع منه.
فانطلق الرجل حتى أتى مكة فسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله فرجع إلى أبي ذر فأخبره إنه: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم الأخلاق فقال أبو ذر: ما شفيتني.
فخرج أبو ذر ومعه شنة فيها ماءه وزاده حتى أتى مكة ففرق أن يسأل أحدا عن شئ ولما يلق رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركه الليل فبات في ناحية المسجد فلما اعتم مر به علي فقال: ممن الرجل ؟ قال: رجل من بني غفار.
قال: قم إلى منزلك قال: فانطلق به إلى منزله ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ وغدا أبو ذر يطلب فلم يلقه وكره أن يسأل أحدا عنه، فعاد فنام حتى أمسى فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله ؟ فانطلق به فبات حتى أصبح لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ فأصبح اليوم الثالث فأخذ على علي لئن أفشي إليه الذي يريد ليكتمن عليه وليسترنه، ففعل فأخبره إنه بلغه خروج هذا الرجل يزعم إنه نبي فأرسلت أخي ليأتيني بخبره وبما سمع منه فلم يأتيني بما يشفيني من حديثه فجئت بنفسي لألقاه، فقال له على إني غاد فاتبع أثري فإني إن رأيت ما أخاف عليك إعتللت بالقيام كأني اهريق الماء فأتيك، وإن لم أر أحدا فاتبع أثري حتى تدخل حيث أدخل.
ففعل حتى دخل على أثر علي على النبي صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم من ساعته ثم قال: يا نبي الله ما تأمرني ؟ قال: ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري.
قال: فقال له: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد.
قال: فدخل المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
قال: فقال المشركون: صبأ الرجل، صبأ الرجل، فضربوه حتى صرع فأتاه العباس فأكب عليه وقال: قتلتم الرجل يا معشر قريش ! أنتم تجار وطريقكم على غفار فتريدون أن يقطع الطريق فأمسكوا عنه.
ثم عاد اليوم الثاني فصنع مثل ذلك ثم ضربوه حتى صرع فأكب عليه العباس وقال لهم مثل ما قال في أول مرة فأمسكوا عنه.
وذكر ابن سعد في حديث إسلامه: ضربه لإسلامه فتية من قريش فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ! أما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم، ضربوني، فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر لهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها فجمعوا الحنط فقال لقومه: لا يمس أحد حبة حتى تقولوا: لا إله إلا الله. فيقولون: لا إله إلا الله، ويأخذون الغرائر.
راجع طبقات ابن سعد 4: 165، 166، صحيح البخاري كتاب المناقب باب إسلام أبي ذر 6: 24، صحيح مسلم كتاب المناقب 7: 156، دلائل النبوة لأبي نعيم 2: 86، حلية الأولياء له 1: 159، مستدرك الحاكم 3: 338، الاستيعاب 2: 664 وأخرج أبو نعيم في الحلية 1: 158 من طريق ابن عباس عن أبي ذر قال: أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة فعلمني الاسلام وقرأت من القرآن شيئا، فقلت: يا رسول الله ! إني أريد أن أظهر ديني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني أخاف عليك أن تقتل.
قلت: لا بد منه وإن قتلت.
قال: فسكت عني فجئت وقريش حلق يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
فانتقضت الحلق فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر، وكانوا يرون إنهم قد قتلوني فأفقت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى ما بي من الحال فقال لي: ألم أنهك.
فقلت: يا رسول الله ! كانت حاجة في نفسي فقضيتها، فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إلحق بقومك فإذا بلغك ظهور فأتني وأخرج من طريق عبد الله بن الصامت قال: قال لي أبو ذر رضي الله عنه: قدمت مكة فقلت: أين الصابئ ؟ فقالوا: الصابئ.
فأقبلوا يرمونني بكل عظم وحجر حتى تركوني مثل النصب الأحمر.
وأخرجه أحمد في " المسند " 5: 174 بصورة مفصلة، ومسلم في " المناقب "، و الطبراني كما في مجمع الزوائد 9: 329.
حديث علمه:
1 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى 5: 170 طليدن من طريق زاذان سئل علي عن أبي ذر فقال: وعى علما عجز فيه، وكان شحيحا حريصا على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع، أما أن قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ.
وقال أبو عمر: روى عنه جماعة من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق، سئل علي عن أبي ذر فقال: ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس، ثم أوكأ فيه فلم يخرج شيئا منه " الاستيعاب 1: 83، ج 2: 664 ".
وحديث علي عليه السلام ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 5: 186، والمناوي في شرح الجامع الصغير 5: 423 ولفظه: وعاء ملئ علما ثم أوكأ عليه، وابن حجر في الإصابة 4: 64 وقال: أخرجه أبو داود بسند جيد.
2 ـ أخرج المحاملي في أماليه والطبراني من طريق أبي ذر قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا مما صبه جبرئيل وميكائيل في صدره إلا وقد صبه في صدري. الحديث. مجمع الزوائد 9: 331، الإصابة 3: 484.
قال أبو نعيم في الحلية 1: 156: العابد الزهيد، القانت الوحيد، رابع الاسلام ورافض الأزلام قبل نزل الشرع والأحكام، تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام، وأول من حيا الرسول بتحية الاسلام، لم يكن تأخذه في الحق لائمة اللوام، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام، أول من تكلم في علم البقاء والفناء، وثبت على المشقة والعناء، وحفظ العهود والوصايا، وصبر على المحن والرزايا، واعتزل مخالطة البرايا، إلى أن حل بساحة المنايا. أبو ذر الغفاري رضي الله عنه. خدم الرسول، وتعلم الأصول، ونبذ الفضول.
وفي ص 169: قال الشيخ رحمه الله تعالى: كان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه وآله ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الإيمان والاحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى ؟ وسأله عن كل شئ حتى مس الحصى في الصلاة.
ثم أخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن كل شيئ حتى سألته عن مس الحصى. فقال: مسه مرة أودع.
وأخرج أحمد في " مسند " 5: 163 عن أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن كل شئ حتى سألته عن مسح الحصي فقال: واحدة أودع.
وقال ابن حجر في الإصابة 4: 64: كان يوازي ابن مسعود في العلم.
وقال أبو عمر: روى عنه جماعة من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق، سئل علي عن أبي ذر فقال: ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس، ثم أوكأ فيه فلم يخرج شيئا منه " الاستيعاب 1: 83، ج 2: 664 ".
وحديث علي عليه السلام ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 5: 186، والمناوي في شرح الجامع الصغير 5: 423 ولفظه: وعاء ملئ علما ثم أوكأ عليه، وابن حجر في الإصابة 4: 64 وقال: أخرجه أبو داود بسند جيد.
2 ـ أخرج المحاملي في أماليه والطبراني من طريق أبي ذر قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا مما صبه جبرئيل وميكائيل في صدره إلا وقد صبه في صدري. الحديث. مجمع الزوائد 9: 331، الإصابة 3: 484.
قال أبو نعيم في الحلية 1: 156: العابد الزهيد، القانت الوحيد، رابع الاسلام ورافض الأزلام قبل نزل الشرع والأحكام، تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام، وأول من حيا الرسول بتحية الاسلام، لم يكن تأخذه في الحق لائمة اللوام، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام، أول من تكلم في علم البقاء والفناء، وثبت على المشقة والعناء، وحفظ العهود والوصايا، وصبر على المحن والرزايا، واعتزل مخالطة البرايا، إلى أن حل بساحة المنايا. أبو ذر الغفاري رضي الله عنه. خدم الرسول، وتعلم الأصول، ونبذ الفضول.
وفي ص 169: قال الشيخ رحمه الله تعالى: كان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه وآله ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الإيمان والاحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى ؟ وسأله عن كل شئ حتى مس الحصى في الصلاة.
ثم أخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن كل شيئ حتى سألته عن مس الحصى. فقال: مسه مرة أودع.
وأخرج أحمد في " مسند " 5: 163 عن أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن كل شئ حتى سألته عن مسح الحصي فقال: واحدة أودع.
وقال ابن حجر في الإصابة 4: 64: كان يوازي ابن مسعود في العلم.
حديث صدقه وزهده :
1 ـ أخرج ابن سعد والترمذي من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأبي الدرداء مرفوعا: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر.
وأخرج الترمذي بلفظ: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى بن مريم.
فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله ! أفتعرف ذلك له ؟ قال: نعم فاعرفوه.
وفي لفظ الحاكم. ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أو في من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم.
فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ! فنعرف ذلك له ؟ قال: نعم فاعرفوه له.
وفي لفظ ابن ماجة من طريق عبد الله بن عمرو: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء بعد النبيين أصدق من أبي ذر.
وفي لفظ أبي نعيم من ريق أبي ذر: ما تظل الخضراء ولا تقل الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر شبيه ابن مريم.
وفي لفظ ابن سعد من طريق أبي هريرة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وفي لفظ لأبي نعيم: أشبه الناس بعيسى نسكا وزهدا وبرا.
وفي لفظ من طريق الهجنع بن قيس: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ثم رجل بعدي، من سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم زهدا وسمتا فلينظر إلى أبي ذر.
وفي لفظ من طريق علي عليه السلام: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يطلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس.
وفي لفظ من طريق أبي هريرة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا وبرا ونسكا فعليكم به.
وفي لفظ من طريق أبي الدرداء: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
وفي لفظ ابن سعد من طريق مالك بن دينار: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
أخرجه على اختلاف ألفاظه.
ابن سعد، الترمذي، ابن ماجة، أحمد، ابن أبي شيبة، ابن جرير، أبو عمر، أبو نعيم، البغوي، الحاكم، ابن عساكر، الطبراني، ابن الجوزي.
راجع طبقات ابن سعد 4: 167، 168 ط ليدن، صحيح الترمذي 2: 221، سنن ابن ماجة 1: 68، مسند أحمد 2: 163، 175، 223، ج 5: 197، ج 6: 442، مستدرك الحاكم 3: 342 صححه وأقره الذهبي، و ج 4: 480 صححه أيضا وأقره الذهبي، مصابيح السنة 2: 228، صفة الصفوة 1 240، الاستيعاب 1: 84، تمييز الطيب لابن الديبع ص 137، مجمع الزوائد 9: 329، الإصابة لابن حجر 3: 622، و ج 4: 64، الجامع الصغير للسيوطي من عدة طرق، شرح الجامع الصغير للمناوي 5: 423 فقال: قال الذهبي: سنده جيد وقال الهيثمي: رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف، كنز العمال 6: 169، و ج 8: و ج 8: 1715.
2 أخرج الترمذي في صحيحه 2: 221 مرفوعا: أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم.
وفي لفظ أبي عمر في " الاستيعاب " 2: 664: أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم وفي ص 84 من ج 1: أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده.
وبلفظ: من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة 5: 186 بلفظ أبي عمر الأول.
3 ـ أخرج الطبراني مرفوعا: من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى برده وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر.
كنز العمال 6: 169.
مجمع الزوائد 9: 330.
4 ـ أخرج الطبراني من طريق ابن مسعود مرفوعا: من سره أن ينظر إلى شبه عيسى خلقا وخلقا فلينظر إلى أبي ذر. مجمع الزوائد 9: 330، كنز العمال 6: 169.
5 ـ أخرج الطبراني من طريق ابن مسعود مرفوعا: إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته. كنز العمال 6: 169.
وأخرج الترمذي بلفظ: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى بن مريم.
فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله ! أفتعرف ذلك له ؟ قال: نعم فاعرفوه.
وفي لفظ الحاكم. ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أو في من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم.
فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ! فنعرف ذلك له ؟ قال: نعم فاعرفوه له.
وفي لفظ ابن ماجة من طريق عبد الله بن عمرو: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء بعد النبيين أصدق من أبي ذر.
وفي لفظ أبي نعيم من ريق أبي ذر: ما تظل الخضراء ولا تقل الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر شبيه ابن مريم.
وفي لفظ ابن سعد من طريق أبي هريرة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وفي لفظ لأبي نعيم: أشبه الناس بعيسى نسكا وزهدا وبرا.
وفي لفظ من طريق الهجنع بن قيس: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ثم رجل بعدي، من سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم زهدا وسمتا فلينظر إلى أبي ذر.
وفي لفظ من طريق علي عليه السلام: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يطلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس.
وفي لفظ من طريق أبي هريرة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا وبرا ونسكا فعليكم به.
وفي لفظ من طريق أبي الدرداء: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
وفي لفظ ابن سعد من طريق مالك بن دينار: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
أخرجه على اختلاف ألفاظه.
ابن سعد، الترمذي، ابن ماجة، أحمد، ابن أبي شيبة، ابن جرير، أبو عمر، أبو نعيم، البغوي، الحاكم، ابن عساكر، الطبراني، ابن الجوزي.
راجع طبقات ابن سعد 4: 167، 168 ط ليدن، صحيح الترمذي 2: 221، سنن ابن ماجة 1: 68، مسند أحمد 2: 163، 175، 223، ج 5: 197، ج 6: 442، مستدرك الحاكم 3: 342 صححه وأقره الذهبي، و ج 4: 480 صححه أيضا وأقره الذهبي، مصابيح السنة 2: 228، صفة الصفوة 1 240، الاستيعاب 1: 84، تمييز الطيب لابن الديبع ص 137، مجمع الزوائد 9: 329، الإصابة لابن حجر 3: 622، و ج 4: 64، الجامع الصغير للسيوطي من عدة طرق، شرح الجامع الصغير للمناوي 5: 423 فقال: قال الذهبي: سنده جيد وقال الهيثمي: رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف، كنز العمال 6: 169، و ج 8: و ج 8: 1715.
2 أخرج الترمذي في صحيحه 2: 221 مرفوعا: أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم.
وفي لفظ أبي عمر في " الاستيعاب " 2: 664: أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم وفي ص 84 من ج 1: أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده.
وبلفظ: من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة 5: 186 بلفظ أبي عمر الأول.
3 ـ أخرج الطبراني مرفوعا: من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى برده وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر.
كنز العمال 6: 169.
مجمع الزوائد 9: 330.
4 ـ أخرج الطبراني من طريق ابن مسعود مرفوعا: من سره أن ينظر إلى شبه عيسى خلقا وخلقا فلينظر إلى أبي ذر. مجمع الزوائد 9: 330، كنز العمال 6: 169.
5 ـ أخرج الطبراني من طريق ابن مسعود مرفوعا: إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته. كنز العمال 6: 169.
حديث فضله :
1 ـ عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني إنه يحبهم: علي وأبو ذر والمقداد وسلمان.
أخرجه الترمذي في صحيحه 2: 213، وابن ماجة في سننه 1: 66، والحاكم في المستدرك 3: 130 وصححه، وأبو نعيم في الحلية 1: 172، وأبو عمر في الاستيعاب 2: 557، وذكره السيوطي في الجامع الصغير وصححه وأقر تصحيحه المناوي في شرح الجامع 2: 215، وابن حجر في الإصابة 3: 455، وقال السندي في شرح سنن ابن ماجة: الظاهر إنه أمر إيجاب ويحتمل الندب، وعلى الوجهين فما أمر به النبي صلى الله عليه وآله فقد أمر به أمته، فينبغي للناس أن يحبوا هؤلاء الأربعة خصوصا.
2 ـ أخرج ابن هشام في السيرة 4: 179 مرفوعا: رحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.
وأخرج ابن هشام في السيرة، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 170 في حديث دفنه قال: فاستهل عبد الله بن مسعود يبكي ويقول: صدق رسول الله: تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك.
وذكره أبو عمر في " الاستيعاب " 1: 83، وابن الأثير في " أسد الغابة " 5: 188، وابن حجر في " الإصابة " 4: 164.
3 ـ أخرج البزار من طريق أنس بن مالك مرفوعا: الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وأبي ذر.
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 330 فقال: إسناده حسن.
4 ـ أخرج أبو يعلى من طريق الحسين بن علي قال: أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد ! إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود. مجمع الزوائد 9: 330.
5 ـ أخرج الطبري من طريق أبي الدرداء إنه ذكر أبا ذر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد. كنز العمال 8: 15.
وأخرج أحمد في المسند 5: 197 من طريق عبد الرحمن بن غنم قال: إنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي وأمر بحماره فأوكف فقال أبو الدرداء: ما أراني إلا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا جميعا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس، ثم إن الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما أراكما تكرهانه.
فقال أبو الدرداء: فلعل أبا ذر نفي ؟ قال: نعم والله، فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات ثم قال: أبو الدرداء: إرتقبهم واصطبر.
كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه، أللهم وإن اتهموه فإني لا أتهمه، اللهم وإن استغشوه فأني لا استغشه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد، أما و الذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضه بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما أظلت الخضراء. الحديث.
وأخرجه الحاكم ملخصا في المستدرك 3 344 وصححه وقال الذهبي: سند جيد.
6 ـ من طريق ابن الحارث عن أبي الدرداء أنه قال وذكرت له أبا ذر: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليدنيه دوننا إذا حضر، ويتفقده إذا غاب، ولقد علمت أنه قال: ما تحمل الغبراء ولا تظل الخضراء للبشر بقول أصدق لهجة من أبي ذر.
كنز العمال 8: 15، مجمع الزوائد 9: 330، الإصابة 4: 63، نقلا عن الطبراني لفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يبتدئ أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب.
7 ـ أخرج أحمد في مسنده 5: 181 من طريق أبي الأسود الدؤلي أنه قال: رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فما رأيت لأبي ذر شبيها.
وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 331.
8 ـ روى شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف 1: 166 قال: مر أبو ذر على النبي صلى الله عليه وآله ومعه جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي فلم يسلم فقال جبريل: هذا أبو ذر لو سلم لرددنا عليه.
فقال: أتعرفه يا جبريل ؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا لهو في ملكوت السماوات السبع أشهر منه في الأرض قال: بم نال هذه المنزلة ؟ قال: بزهده في هذه الحطام الفانية.
وذكره الزمخشري في ربيع الأبرار باب 23.
أخرجه الترمذي في صحيحه 2: 213، وابن ماجة في سننه 1: 66، والحاكم في المستدرك 3: 130 وصححه، وأبو نعيم في الحلية 1: 172، وأبو عمر في الاستيعاب 2: 557، وذكره السيوطي في الجامع الصغير وصححه وأقر تصحيحه المناوي في شرح الجامع 2: 215، وابن حجر في الإصابة 3: 455، وقال السندي في شرح سنن ابن ماجة: الظاهر إنه أمر إيجاب ويحتمل الندب، وعلى الوجهين فما أمر به النبي صلى الله عليه وآله فقد أمر به أمته، فينبغي للناس أن يحبوا هؤلاء الأربعة خصوصا.
2 ـ أخرج ابن هشام في السيرة 4: 179 مرفوعا: رحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.
وأخرج ابن هشام في السيرة، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 170 في حديث دفنه قال: فاستهل عبد الله بن مسعود يبكي ويقول: صدق رسول الله: تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك.
وذكره أبو عمر في " الاستيعاب " 1: 83، وابن الأثير في " أسد الغابة " 5: 188، وابن حجر في " الإصابة " 4: 164.
3 ـ أخرج البزار من طريق أنس بن مالك مرفوعا: الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وأبي ذر.
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 330 فقال: إسناده حسن.
4 ـ أخرج أبو يعلى من طريق الحسين بن علي قال: أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد ! إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود. مجمع الزوائد 9: 330.
5 ـ أخرج الطبري من طريق أبي الدرداء إنه ذكر أبا ذر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد. كنز العمال 8: 15.
وأخرج أحمد في المسند 5: 197 من طريق عبد الرحمن بن غنم قال: إنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي وأمر بحماره فأوكف فقال أبو الدرداء: ما أراني إلا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا جميعا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس، ثم إن الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما أراكما تكرهانه.
فقال أبو الدرداء: فلعل أبا ذر نفي ؟ قال: نعم والله، فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات ثم قال: أبو الدرداء: إرتقبهم واصطبر.
كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه، أللهم وإن اتهموه فإني لا أتهمه، اللهم وإن استغشوه فأني لا استغشه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد، أما و الذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضه بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما أظلت الخضراء. الحديث.
وأخرجه الحاكم ملخصا في المستدرك 3 344 وصححه وقال الذهبي: سند جيد.
6 ـ من طريق ابن الحارث عن أبي الدرداء أنه قال وذكرت له أبا ذر: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليدنيه دوننا إذا حضر، ويتفقده إذا غاب، ولقد علمت أنه قال: ما تحمل الغبراء ولا تظل الخضراء للبشر بقول أصدق لهجة من أبي ذر.
كنز العمال 8: 15، مجمع الزوائد 9: 330، الإصابة 4: 63، نقلا عن الطبراني لفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يبتدئ أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب.
7 ـ أخرج أحمد في مسنده 5: 181 من طريق أبي الأسود الدؤلي أنه قال: رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فما رأيت لأبي ذر شبيها.
وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 331.
8 ـ روى شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف 1: 166 قال: مر أبو ذر على النبي صلى الله عليه وآله ومعه جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي فلم يسلم فقال جبريل: هذا أبو ذر لو سلم لرددنا عليه.
فقال: أتعرفه يا جبريل ؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا لهو في ملكوت السماوات السبع أشهر منه في الأرض قال: بم نال هذه المنزلة ؟ قال: بزهده في هذه الحطام الفانية.
وذكره الزمخشري في ربيع الأبرار باب 23.
عهد النبي الأعظم إلى أبي ذر
1 ـ أخرج الحاكم في " المستدرك " 3: 343 من طريق صححه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر ! كيف أنت إذا كنت في حثالة ؟ وشبك بين أصابعه، قلت: يا رسول الله ! فما تأمرني ؟ قال: اصبر اصبر اصبر، خالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم في أعمالهم.
2 ـ أخرج أبو نعيم في الحلية 1.
162 من طريق سلمة بن الأكوع عن أبي ذر رضي الله عنه قال: بينا أنا واقف مع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: يا أبا ذر ! أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي.
قلت: في الله ؟ قال: في الله. قلت: مرحبا بأمر الله.
3 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 ص 166 ط ليدن من طريق أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر ! كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ ؟ قال: قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى الحق به.
فقال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ إصبر حتى تلقاني.
وفي لفظ أحمد وأبي داود: كيف أنت وأئمة من بعدي تستأثرون بهذا الفئ ؟ قال: قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي ثم أضرب به حتى ألقاك ؟ أو: الحق بك.
قال: أولا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ تصبر حتى تلقاني وفي لفظ: كيف أنت عند ولاة يستأثرون بهذا الفئ ؟.
مسند أحمد 5: 180، سنن أبي داود 2: 282، لأحمد طريقان كلاهما صحيحان رجالهما كلهم ثقات، وهم:
1 ـ يحيى بن آدم، مجمع على ثقته من رجال الصحاح الست.
2 ـ زهير بن معاوية الكوفي، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
3 ـ يحيى بن أبي بكير الكوفي مجمع على ثقته من رجال الصحاح الست.
4 ـ مطرف بن طريف، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
5 ـ أبو الجهم سليمان بن الجهم الحارثي تابعي لا خلاف في ثقته.
6 ـ خالد بن وهبان، تابعي ثقة.
4 ـ أخرج أحمد في المسند 5: 178 من طريق أبي السليل في حديث عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا أبا ذر ! كيف تصنع إن أخرجت من المدينة ؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة.
قال: كيف تصنع إن أخرجت من مكة ؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة.
قال: وكيف تصنع إن أخرجت من الشام ؟ قال: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال: أو خير من ذلك ؟ قال: قلت: أو خير من ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا.
رجال الاسناد كلهم ثقات وهم:
1 ـ يزيد بن هارون بن وادي. مجمع على ثقته من رجال الصحيحين.
2 ـ كهمس بن الحسن البصري. ثقة من رجال الصحيحين.
3 ـ أبو السليل ضريب بن نقير البصري. ثقة من رجال مسلم والصحاح الأربعة غير البخاري.
وفي لفظ: كيف تصنع إذا خرجت منه ؟ أي المسجد النبوي.
قال: آتي الشام.
قال: كيف تصنع إذا خرجت منها ؟ قال: أعود إليه أي المسجد.
قال: كيف تصنع إذا خرجت منه ؟ قال: أضرب بسيفي.
قال: أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا ؟ قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك.
فتح الباري 3: 213، عمدة القاري 4: 291.
5 ـ أخرج الواقدي من طريق أبي الأسود الدؤلي قال: كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه فنزلت الربذة فقلت له: ألا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا، أم خرجت مكرها ؟ فقال: كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغنى عنهم فأخرجت إلى مدينة الرسول عليه السلام فقلت: أصحابي ودار هجرتي فأخرجت منها إلى ما ترى ثم قال: بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد إذ مر بي رسول الله فضربني برجله وقال: لا أراك نائما في المسجد فقلت: بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه فقال: كيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ فقلت: إذن الحق بالشام فإنها أرض مقدسة وأرض بقية الاسلام وأرض الجهاد فقال: فكيف تصنع إذا أخرجت منها ؟ فقلت: أرجع إلى المسجد قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ قلت: إذن آخذ سيفي فأضرب به فقال صلى الله عليه وآله: ألا أدلك على خير من ذلك ؟ انسق معهم حيث ساقوك وتسمع وتطيع.
فسمعت واطع وأنا أسمع وأطيع والله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي.
شرح ابن أبي الحديد 1: 241.
وبهذا الطريق واللفظ أخرجه أحمد في المسند 5: 156 والإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وهم:
1 ـ علي بن عبد الله المديني، وثقه جماعة وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الأئمة في الحديث.
2 ـ معمر بن سليمان أبو محمد البصري، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست .
3 ـ داود بن أبي الهند أبو محمد البصري، مجمع على ثقته من رجال الصحاح غير البخاري وهو يروي عنه في التاريخ من دون غمز فيه.
4 ـ أبو الحرب بن الأسود الدؤلي، ثقة من رجال مسلم.
5 ـ أبو الأسود الدؤلي، تابعي متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
6 ـ مر في ص 296 في حديث تسيير أبي ذر: قال " عثمان ": فإني مسيرك إلى الربذة. قال " أبو ذر " الله أكبر صدق رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني بكل ما أنا لاق قال عثمان: وما قال لك ؟ قال: أخبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة. الحديث.
2 ـ أخرج أبو نعيم في الحلية 1.
162 من طريق سلمة بن الأكوع عن أبي ذر رضي الله عنه قال: بينا أنا واقف مع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: يا أبا ذر ! أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي.
قلت: في الله ؟ قال: في الله. قلت: مرحبا بأمر الله.
3 ـ أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 ص 166 ط ليدن من طريق أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر ! كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ ؟ قال: قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى الحق به.
فقال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ إصبر حتى تلقاني.
وفي لفظ أحمد وأبي داود: كيف أنت وأئمة من بعدي تستأثرون بهذا الفئ ؟ قال: قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي ثم أضرب به حتى ألقاك ؟ أو: الحق بك.
قال: أولا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ تصبر حتى تلقاني وفي لفظ: كيف أنت عند ولاة يستأثرون بهذا الفئ ؟.
مسند أحمد 5: 180، سنن أبي داود 2: 282، لأحمد طريقان كلاهما صحيحان رجالهما كلهم ثقات، وهم:
1 ـ يحيى بن آدم، مجمع على ثقته من رجال الصحاح الست.
2 ـ زهير بن معاوية الكوفي، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
3 ـ يحيى بن أبي بكير الكوفي مجمع على ثقته من رجال الصحاح الست.
4 ـ مطرف بن طريف، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
5 ـ أبو الجهم سليمان بن الجهم الحارثي تابعي لا خلاف في ثقته.
6 ـ خالد بن وهبان، تابعي ثقة.
4 ـ أخرج أحمد في المسند 5: 178 من طريق أبي السليل في حديث عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا أبا ذر ! كيف تصنع إن أخرجت من المدينة ؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة.
قال: كيف تصنع إن أخرجت من مكة ؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة.
قال: وكيف تصنع إن أخرجت من الشام ؟ قال: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال: أو خير من ذلك ؟ قال: قلت: أو خير من ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا.
رجال الاسناد كلهم ثقات وهم:
1 ـ يزيد بن هارون بن وادي. مجمع على ثقته من رجال الصحيحين.
2 ـ كهمس بن الحسن البصري. ثقة من رجال الصحيحين.
3 ـ أبو السليل ضريب بن نقير البصري. ثقة من رجال مسلم والصحاح الأربعة غير البخاري.
وفي لفظ: كيف تصنع إذا خرجت منه ؟ أي المسجد النبوي.
قال: آتي الشام.
قال: كيف تصنع إذا خرجت منها ؟ قال: أعود إليه أي المسجد.
قال: كيف تصنع إذا خرجت منه ؟ قال: أضرب بسيفي.
قال: أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا ؟ قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك.
فتح الباري 3: 213، عمدة القاري 4: 291.
5 ـ أخرج الواقدي من طريق أبي الأسود الدؤلي قال: كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه فنزلت الربذة فقلت له: ألا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا، أم خرجت مكرها ؟ فقال: كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغنى عنهم فأخرجت إلى مدينة الرسول عليه السلام فقلت: أصحابي ودار هجرتي فأخرجت منها إلى ما ترى ثم قال: بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد إذ مر بي رسول الله فضربني برجله وقال: لا أراك نائما في المسجد فقلت: بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه فقال: كيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ فقلت: إذن الحق بالشام فإنها أرض مقدسة وأرض بقية الاسلام وأرض الجهاد فقال: فكيف تصنع إذا أخرجت منها ؟ فقلت: أرجع إلى المسجد قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ قلت: إذن آخذ سيفي فأضرب به فقال صلى الله عليه وآله: ألا أدلك على خير من ذلك ؟ انسق معهم حيث ساقوك وتسمع وتطيع.
فسمعت واطع وأنا أسمع وأطيع والله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي.
شرح ابن أبي الحديد 1: 241.
وبهذا الطريق واللفظ أخرجه أحمد في المسند 5: 156 والإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وهم:
1 ـ علي بن عبد الله المديني، وثقه جماعة وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الأئمة في الحديث.
2 ـ معمر بن سليمان أبو محمد البصري، متفق على ثقته من رجال الصحاح الست .
3 ـ داود بن أبي الهند أبو محمد البصري، مجمع على ثقته من رجال الصحاح غير البخاري وهو يروي عنه في التاريخ من دون غمز فيه.
4 ـ أبو الحرب بن الأسود الدؤلي، ثقة من رجال مسلم.
5 ـ أبو الأسود الدؤلي، تابعي متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
6 ـ مر في ص 296 في حديث تسيير أبي ذر: قال " عثمان ": فإني مسيرك إلى الربذة. قال " أبو ذر " الله أكبر صدق رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني بكل ما أنا لاق قال عثمان: وما قال لك ؟ قال: أخبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة. الحديث.
هذا أبو ذر
وفضايله وفواضله وعلمه وتقواه وإسلامه وإيمانه ومكارمه وكرائمه ونفسياته وملكاته الفاضلة وسابقته ولاحقته وبدء أمره ومنتهاه، فأيا منها كان ينقمه الخليفة عليها فطفق يعاقبه ويطارده من معتقل إلى منفي، ويستجلبه على قتب بغير وطاء، يطير مركبه خمسة من الصقالبة الأشداء حتى أتوا به المدينة وقد تسلخت بواطن أفخاذه وكاد أن يتلف، ولم يفتأ يسومه سوء العذاب حتى سالت نفسه في منفاه الأخير " الربذة " على غير ماء ولا كلاء يلفحه حر الهجير، وليس له من ولي حميم يمرضه، ولا أحد من قومه يواري جثمانه الطاهر، مات رحمه الله وحده، وسيحشر وحده كما أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي خوله بتلكم الفضائل، والله سبحانه من فوقهما نعم الخصيم للمظلوم، فانظر لمن الفلج يومئذ.
لقد كان الخليفة يباري الريح في العطاء لحامته ومن ازدلف إليه ممن يجري مجراهم، فملكوا من عطاياه وسماحه الملايين، وليس فيهم من يبلغ شأوابي ذر في السوابق والفضائل، ولا يشق له غبارا في أكرومة، فماذا الذي أخر أبا ذر عنهم حتى قطعوا عنه عطائه الجاري ؟ ومنعوه الحظوة بشئ من الدعة، وأجفلوه عن عقر داره وجوار النبي الأعظم، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولماذا نودي عليه في الشام أن لا يجالسه أحد (1) ؟ ولماذا يفر الناس منه في المدينة ؟ ولماذا حظر عثمان على الناس أن يقاعدوه ويكلموه ؟ ولماذا يمنع الخليفة عن تشييعه ويأمر مروان أن لا يدع أحدا يكلمه ؟ فلم يحل ذلك الصحابي العظيم إلا محلا وعرا، ولم يرتحل إلا إلى متبوأ الارهاب كأنما خلق أبو ذر للعقوبة فحسب، وهو من عرفته الأحاديث التي ذكرناها، وقصته لعمر الله وصمة على الاسلام وعلى خليفته لا تنسى مع الأبد.
نعم إن أبا ذر ينقم ما كان مطردا عند ذاك من السرف في العطاء من دون أي كفائة في المعطى (بالفتح) ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك وفي كلما يخالف السنة الشريفة واضطهاد أهل السوابق من الأمة بيد أمراء البيت الأموي رجال العيث والعبث، وكانوا يحسبون عرش ذلك اليوم قد استقر على تلكم الأعمال، فرأوا أن في الاصاخة إلى قيل أبي ذر وشاكلته من صلحاء الصحابة تزحزحا لذلك العرش عن مستقره، أو أن مهملجة الجشع الذين حصلوا على تلكم الثروات الطائلة خافوه أن يسلب ما في أيديهم إن وعى واع إلى هتافه، فتألبوا عليه وأغروا خليفة الوقت به بتسويلات متنوعة حتى وقع ما وقع، والخليفة أسير هوى قومه، ومسير بشهواتهم، مدفوع بحب بني أبيه وإن كانوا من الشجرة المنعوتة في القرآن.
وما كان أبو ذر يمنعهم عن جلب الثروة من حقها، ولا يبغي سلب السلطة عمن ملك شيئا ملكا مشروعا، لكنه كان ينقم أهل الأثرة على اغتصابهم حقوق المسلمين، وخضمهم مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، وما كان يتحرى إلا ما أراد الله سبحانه بقوله عز من قائل: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله في الجهات المالية.
أخرج أحمد في مسنده 5: 164، 176 من طريق الأحنف بن قيس قال: كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال: قلت: من أنت ؟ قال: أنا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قلت: ما يفر الناس منك ؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.
وفي لفظ مسلم في صحيحه 3: 77 قال الأحنف بن قيس: كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر رضي الله عنه وهو يقول: بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من أقفيتهم بخرج من جباههم قال: ثم تنحى فقعد إلى سارية فقلت: من هذا ؟ قالوا: هذا أبو ذر فقمت إليه فقلت: ما شئ سمعتك تقول قبيل ؟ قال: ما قلت إ شيئا سمعته من نبيهم صلى الله عليه وآله قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء ؟ قال: خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه. " سنن البيهقي 6: 359 ".
وأخرج أبو نعيم في الحلية 1: 162 من طريق سفيان بن عيينة بإسناده عن أبي ذر قال: إن بني أمية تهددني بالفقر والقتل، ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها، وللفقر أحب إلي من الغنى، فقال له رجل: يا أبا ذر ! مالك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك ؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز.
وفي فتح الباري 3: 213 نقلا عن غيره: الصحيح إن إنكار أبي ذر كان على السلاطين الذين يأخذون المال لأنفسهم ولا ينفقونه في وجهه.
وتعقبه النووي بالابطال لأن السلاطين حينئذ كانوا مثل أبي بكر وعمر وعثمان وهؤلاء لم يخونوا. ا هـ.
وفي هذا التعقيب تدجيل ظاهر فإن يوم هتاف أبي ذر بمناويه لم يكن العهد لأبي بكر وعمر، وإنما كان ذلك يوم عثمان المخالف لهما في السيرة مخالفة واضحة، والمبائن للسيرة النبوية في كل ما ذكرناه، ولذلك كله كان سلام الله عليه ساكتا عن هتافه في العهدين وكان يقول لعثمان: ويحك يا عثمان ! أما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ورأيت أبا بكر وعمر ؟ هل رأيت هذا هديهم ؟ إنك تبطش بي بطش الجبار.
ويقول: إتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام. راجع ص 298 و 306.
ولم يكن لأبي ذر منتدح من نداءه والدعوة إلى المعروف الضايع، والنهي عن المنكر الشايع وهو يتلو آناء الليل وأطراف النهار قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (2) .
قال ابن خراش: وجدت أبا ذر بالربذة في مظلة شعر فقال: ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لم يترك الحق لي صديقا (3).
وكان ينكر مع ذلك على معاوية المتخذ شناشن الأكاسرة والقياصرة بالترفه والتوسع والاستيثار بالأموال وكان في العهد النبوي صعلوكا لا مال له ووصفه به رسول الله صلى الله عليه وآله (4) وفي لفظ: إن معاوية ترب خفيف الحال (5).
فما واجب أبي ذر عندئذ ؟ وقد أمره النبي الأعظم في حديث (6) السبعة التي أوصاه بها، بأن يقول الحق وإن كان مرا، وأمره بأن لا يخاف في الله لومة لائم.
وما الذي يجديه قول عثمان: مالك وذلك ؟ لا أم لك ؟ ولأبي ذر أن يقول له كما قال: والله ما وجدت لي عذرا إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولم تكن لما رفع به أبو ذر عقيرته جدة ليس لها سلف من العهد النبوي، فلم يهتف إلا بما تعلمه من الكتاب والسنة، وقد أخذه من الصادع الكريم من فلق فيه، ولم يكن صلى الله عليه وآله يسلب ثروة أحد من أصحابه وكان فيهم تجار وملاك ذوو يسار، ولم يأخذ منهم زيادة على ما عليهم من الحقوق الإلهية، وعلى حذوه حذا أبو ذر في الدعوة والتبليغ.
كان صلى الله عليه وآله أخبره بما يجري عليه من البلاء والعناء وما يصنع به من طرده من الحواضر الإسلامية: مكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة.
ووصفه عند ذلك بالصلاح وأمره بالصبر وأن ما يصيبه في الله، فقال أبو ذر: مرحبا بأمر الله.
فصلاح أبي ذر يمنعه عن الأمر بخلاف السنة بما يخل نظام المجتمع، وكون بلاءه في الله يأبى أن يكون ما جر إليه ذلك البلاء غير مشروع.
وإن كان ذلك خلاف الصالح العام ولم تكن فيه مرضاة الله ورسوله لوجب عليه صلى الله عليه وآله أن ينهاه عما سينوء به من الإنكار وهو يعلم أن تلك الدعوة تجر عليه الأذى والبلاء الفادح، وتشوه سمعة خليفة المسلمين، وتسود صحيفة تاريخه، وتبقى وصمة عليه مع الأبد.
وما كانت الشريعة السمحاء تأتي بذلك الحكم الشاق الذي اتهم به أبو ذر، ولم يكن قط يقصده وهو شبيه عيسى في أمة محمد صلى الله عليه وآله زهدا ونسكا وبرا وهديا وصدقا وجدا وخلقا.
هكذا وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله غير أن عثمان قال لما غضب عليه: أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب إما أن اضربه أو أحبسه أو اقتله.
وكذبه حين رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث بني العاص، عجبا هذا جزاء من نصح لله ورسوله وبلغ عنهما صادقا ؟ لاها الله هذا أدب يخص بالخليفة.
وأعجب من هذا جواب عثمان لمولانا أمير المؤمنين لما دافع عن أبي ذر بقوله: أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون.
أجابه بجواب غليظ أخفاه الواقدي وما أحب أن يذكره ونحن وإن وقفنا عليه من طريق آخر لكن ننزه الكتاب عن ذكره.
وقد تجهم عثمان مرة أخرى إمام المؤمنين عليه السلام بكلام فظ لما شيع هو و ولداه السبطان أبا ذر في سبيله إلى المنفى ومروان يراقبه وقد مر تفصيله ص 294، 297 وفيه قوله لعلي عليه السلام: ما أنت بأفضل عندي من مروان.
إن من هوان الدنيا على الله أن يقع التفاضل بين علي ومروان الوزغ ابن الوزغ اللعين ابن اللعين، أنا لا أدري هل كان الخليفة في معزل عن النصوص النبوية في مروان ؟ أو لم يكن مروان ونزعاته الفاسدة بمرأى منه ومسمع ؟ أو القرابة والرحم بعثته إلى الاغضاء عنها فرأى ابن الحكم عدلا لمن طهره الجليل ورآه نفس النبي الأعظم في الذكر الحكيم. كبرت كلمة تخرج من أفواهم..
لقد كان الخليفة يباري الريح في العطاء لحامته ومن ازدلف إليه ممن يجري مجراهم، فملكوا من عطاياه وسماحه الملايين، وليس فيهم من يبلغ شأوابي ذر في السوابق والفضائل، ولا يشق له غبارا في أكرومة، فماذا الذي أخر أبا ذر عنهم حتى قطعوا عنه عطائه الجاري ؟ ومنعوه الحظوة بشئ من الدعة، وأجفلوه عن عقر داره وجوار النبي الأعظم، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولماذا نودي عليه في الشام أن لا يجالسه أحد (1) ؟ ولماذا يفر الناس منه في المدينة ؟ ولماذا حظر عثمان على الناس أن يقاعدوه ويكلموه ؟ ولماذا يمنع الخليفة عن تشييعه ويأمر مروان أن لا يدع أحدا يكلمه ؟ فلم يحل ذلك الصحابي العظيم إلا محلا وعرا، ولم يرتحل إلا إلى متبوأ الارهاب كأنما خلق أبو ذر للعقوبة فحسب، وهو من عرفته الأحاديث التي ذكرناها، وقصته لعمر الله وصمة على الاسلام وعلى خليفته لا تنسى مع الأبد.
نعم إن أبا ذر ينقم ما كان مطردا عند ذاك من السرف في العطاء من دون أي كفائة في المعطى (بالفتح) ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك وفي كلما يخالف السنة الشريفة واضطهاد أهل السوابق من الأمة بيد أمراء البيت الأموي رجال العيث والعبث، وكانوا يحسبون عرش ذلك اليوم قد استقر على تلكم الأعمال، فرأوا أن في الاصاخة إلى قيل أبي ذر وشاكلته من صلحاء الصحابة تزحزحا لذلك العرش عن مستقره، أو أن مهملجة الجشع الذين حصلوا على تلكم الثروات الطائلة خافوه أن يسلب ما في أيديهم إن وعى واع إلى هتافه، فتألبوا عليه وأغروا خليفة الوقت به بتسويلات متنوعة حتى وقع ما وقع، والخليفة أسير هوى قومه، ومسير بشهواتهم، مدفوع بحب بني أبيه وإن كانوا من الشجرة المنعوتة في القرآن.
وما كان أبو ذر يمنعهم عن جلب الثروة من حقها، ولا يبغي سلب السلطة عمن ملك شيئا ملكا مشروعا، لكنه كان ينقم أهل الأثرة على اغتصابهم حقوق المسلمين، وخضمهم مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، وما كان يتحرى إلا ما أراد الله سبحانه بقوله عز من قائل: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله في الجهات المالية.
أخرج أحمد في مسنده 5: 164، 176 من طريق الأحنف بن قيس قال: كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال: قلت: من أنت ؟ قال: أنا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قلت: ما يفر الناس منك ؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.
وفي لفظ مسلم في صحيحه 3: 77 قال الأحنف بن قيس: كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر رضي الله عنه وهو يقول: بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من أقفيتهم بخرج من جباههم قال: ثم تنحى فقعد إلى سارية فقلت: من هذا ؟ قالوا: هذا أبو ذر فقمت إليه فقلت: ما شئ سمعتك تقول قبيل ؟ قال: ما قلت إ شيئا سمعته من نبيهم صلى الله عليه وآله قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء ؟ قال: خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه. " سنن البيهقي 6: 359 ".
وأخرج أبو نعيم في الحلية 1: 162 من طريق سفيان بن عيينة بإسناده عن أبي ذر قال: إن بني أمية تهددني بالفقر والقتل، ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها، وللفقر أحب إلي من الغنى، فقال له رجل: يا أبا ذر ! مالك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك ؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز.
وفي فتح الباري 3: 213 نقلا عن غيره: الصحيح إن إنكار أبي ذر كان على السلاطين الذين يأخذون المال لأنفسهم ولا ينفقونه في وجهه.
وتعقبه النووي بالابطال لأن السلاطين حينئذ كانوا مثل أبي بكر وعمر وعثمان وهؤلاء لم يخونوا. ا هـ.
وفي هذا التعقيب تدجيل ظاهر فإن يوم هتاف أبي ذر بمناويه لم يكن العهد لأبي بكر وعمر، وإنما كان ذلك يوم عثمان المخالف لهما في السيرة مخالفة واضحة، والمبائن للسيرة النبوية في كل ما ذكرناه، ولذلك كله كان سلام الله عليه ساكتا عن هتافه في العهدين وكان يقول لعثمان: ويحك يا عثمان ! أما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ورأيت أبا بكر وعمر ؟ هل رأيت هذا هديهم ؟ إنك تبطش بي بطش الجبار.
ويقول: إتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام. راجع ص 298 و 306.
ولم يكن لأبي ذر منتدح من نداءه والدعوة إلى المعروف الضايع، والنهي عن المنكر الشايع وهو يتلو آناء الليل وأطراف النهار قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (2) .
قال ابن خراش: وجدت أبا ذر بالربذة في مظلة شعر فقال: ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لم يترك الحق لي صديقا (3).
وكان ينكر مع ذلك على معاوية المتخذ شناشن الأكاسرة والقياصرة بالترفه والتوسع والاستيثار بالأموال وكان في العهد النبوي صعلوكا لا مال له ووصفه به رسول الله صلى الله عليه وآله (4) وفي لفظ: إن معاوية ترب خفيف الحال (5).
فما واجب أبي ذر عندئذ ؟ وقد أمره النبي الأعظم في حديث (6) السبعة التي أوصاه بها، بأن يقول الحق وإن كان مرا، وأمره بأن لا يخاف في الله لومة لائم.
وما الذي يجديه قول عثمان: مالك وذلك ؟ لا أم لك ؟ ولأبي ذر أن يقول له كما قال: والله ما وجدت لي عذرا إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولم تكن لما رفع به أبو ذر عقيرته جدة ليس لها سلف من العهد النبوي، فلم يهتف إلا بما تعلمه من الكتاب والسنة، وقد أخذه من الصادع الكريم من فلق فيه، ولم يكن صلى الله عليه وآله يسلب ثروة أحد من أصحابه وكان فيهم تجار وملاك ذوو يسار، ولم يأخذ منهم زيادة على ما عليهم من الحقوق الإلهية، وعلى حذوه حذا أبو ذر في الدعوة والتبليغ.
كان صلى الله عليه وآله أخبره بما يجري عليه من البلاء والعناء وما يصنع به من طرده من الحواضر الإسلامية: مكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة.
ووصفه عند ذلك بالصلاح وأمره بالصبر وأن ما يصيبه في الله، فقال أبو ذر: مرحبا بأمر الله.
فصلاح أبي ذر يمنعه عن الأمر بخلاف السنة بما يخل نظام المجتمع، وكون بلاءه في الله يأبى أن يكون ما جر إليه ذلك البلاء غير مشروع.
وإن كان ذلك خلاف الصالح العام ولم تكن فيه مرضاة الله ورسوله لوجب عليه صلى الله عليه وآله أن ينهاه عما سينوء به من الإنكار وهو يعلم أن تلك الدعوة تجر عليه الأذى والبلاء الفادح، وتشوه سمعة خليفة المسلمين، وتسود صحيفة تاريخه، وتبقى وصمة عليه مع الأبد.
وما كانت الشريعة السمحاء تأتي بذلك الحكم الشاق الذي اتهم به أبو ذر، ولم يكن قط يقصده وهو شبيه عيسى في أمة محمد صلى الله عليه وآله زهدا ونسكا وبرا وهديا وصدقا وجدا وخلقا.
هكذا وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله غير أن عثمان قال لما غضب عليه: أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب إما أن اضربه أو أحبسه أو اقتله.
وكذبه حين رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث بني العاص، عجبا هذا جزاء من نصح لله ورسوله وبلغ عنهما صادقا ؟ لاها الله هذا أدب يخص بالخليفة.
وأعجب من هذا جواب عثمان لمولانا أمير المؤمنين لما دافع عن أبي ذر بقوله: أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون.
أجابه بجواب غليظ أخفاه الواقدي وما أحب أن يذكره ونحن وإن وقفنا عليه من طريق آخر لكن ننزه الكتاب عن ذكره.
وقد تجهم عثمان مرة أخرى إمام المؤمنين عليه السلام بكلام فظ لما شيع هو و ولداه السبطان أبا ذر في سبيله إلى المنفى ومروان يراقبه وقد مر تفصيله ص 294، 297 وفيه قوله لعلي عليه السلام: ما أنت بأفضل عندي من مروان.
إن من هوان الدنيا على الله أن يقع التفاضل بين علي ومروان الوزغ ابن الوزغ اللعين ابن اللعين، أنا لا أدري هل كان الخليفة في معزل عن النصوص النبوية في مروان ؟ أو لم يكن مروان ونزعاته الفاسدة بمرأى منه ومسمع ؟ أو القرابة والرحم بعثته إلى الاغضاء عنها فرأى ابن الحكم عدلا لمن طهره الجليل ورآه نفس النبي الأعظم في الذكر الحكيم. كبرت كلمة تخرج من أفواهم..
أفحكم الجاهلية يبغون ؟
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 4: 168.
(2) سورة آل عمران 104.
(3) الأنساب 5: 55، ومر مثله من طريق آخر ص 301.
(4) صحيح مسلم كتاب النكاح والطلاق 4: 195، سنن النسائي 6: 75، سنن البيهقي 7: 135.
(5) صحيح مسلم 4: 199.
(6) أخرجه ابن سعد في الطبقات 164 من طريق عبادة بن الصامت عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي بسبع: بحب المساكين والدنو منهم. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي. وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا. وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت. وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا. وأمرني أن لا أخاف لومة لائم. وأمرني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنهن من كنز تحت العرش.
(2) سورة آل عمران 104.
(3) الأنساب 5: 55، ومر مثله من طريق آخر ص 301.
(4) صحيح مسلم كتاب النكاح والطلاق 4: 195، سنن النسائي 6: 75، سنن البيهقي 7: 135.
(5) صحيح مسلم 4: 199.
(6) أخرجه ابن سعد في الطبقات 164 من طريق عبادة بن الصامت عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي بسبع: بحب المساكين والدنو منهم. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي. وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا. وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت. وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا. وأمرني أن لا أخاف لومة لائم. وأمرني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنهن من كنز تحت العرش.