علي - العراق
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 13 أكتوبر 2006
- المشاركات
- 275
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 7
- العمر
- 39
على مر العصور والأزمنة يضع القادة العظام وصايا محددة لمن يؤمنون بهم من جماهيرهم ومريديهم تعبيراً عن حب القادة لشعوبهم وإخلاصهم في قيادتهم , فالبرغم من أن الفعل الميداني المباشر والتنظير المكتوب والخطب في المناسبات تمثل نضماً فكرياً يحمل كل المفاهيم التي يعمل القادة على تحقيقها لشعوبهم إلا أن صيغة الوصايا ذات تأثير كبير تختلف عن غيرها من وسائل الاتصال والتوجيه كونها جمل أو عبارات واضحة وبسيطة يسهل حفظها واستيعابها وترديدها والعمل بموجبها .
وكانت كل وصايا الرفيق القائد الشهيد رحمه الله معبرة بصدق عن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ونظرية العمل التي صاغها رحمه الله وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وشملت كل مفردات الحياة من الحياة الداخلية للحزب ودور الحزب وأعضائه في قيادة المجتمع وبناء الدولة , ففي (وصايا للمناضلين) يخاطب القائد رحمه الله من خلالها كل الرفاق لرصانة دورهم النضالي والإنساني وفي (وصايا القائد لمنتسبي قوى الأمن الداخلي) التي انصبت جميعها على كيفية تعامل رجال الأمن مع المواطنين أثناء تأدية واجباتهم الأمنية رغم حساسيتها , وكذلك (وصايا لرجال الأعلام) ووصايا أخرى للشباب والسفراء والماجدات ولرجال القطاع الخاص وللصناعيين والتجار وأبناء القوات المسلحة والمقاتلين ولكل شرائح المجتمع طيلة أيام النضال والجهاد في الـ(35) عاماً قبل الاحتلال .
وبعد الاحتلال وخلال فترة اسر القائد وقبل استشهاده وجه العديد من الوصايا لأبناء شعبنا ولرفاقنا في الحزب أكد خلالها على أحقية الشعب في مقاتلة المحتلين وعملائهم وقد نضمت اغلب الوصايا على العفو والتسامح حتى مع من ظل عن الطريق ثم عاد إلى جادة المواطنة الصالحة ومنها :
أولاً: وصايا أدلى بها رحمه الله خلال أفادته فيما يسمى بالمهزلة (المحكمة)
· ادعوكم أيها العراقيون نساءً ورجالاً أن تقلعوا عن قتل وتجريح أنفسكم لكي لا تتداخل الألوان فيضيع الشعب ويضيع الدرب الذي يهديه إلى حيث ينقذ شرفه واقعه ومصالحه من القتلة السراق أجانب ومحليون
· ايها الشعب العظيم لا تضيق صدوركم بما قدره الله لكم واذكروا ولا تنسوا ان النصر يطرد شياطين الانس والجن مثلما يطرد القنديل الظلام , وان النصر يأتي بقدرات اضافية لمن يتكل على الله وبه نستعين وقدموا أيها العراقيون فرصة العفو والتسامح ازاء أي خطأ لمن يتراجع عنه , على الحقد والانتقام والثأر
ثانياً: الوصايا التي وردت في رسالته رحمه الله في 15/تشرين اول/2006م التي وجهها للشعب العراقي وقواته المسلحة والنشامى في القوات المسلحة وللانسانية بمناسبة شهر رمضان
(( ان مقاومة الغزاة حق وواجب ومثلهم من سهل لهم الامر ولم يرعووا وابقوا على موقف العداء في مناصرة العدو والعدوان الغربي والشرقي على حد سواء ... ادعوكم ايها الاخوة والرفاق تحت عناوينكم ومسمياتكم في المقاومة الباسلة وفي المقدمة شعب العراق الابي العظيم الى ان تعتمدوا الحق والعدل في جهادكم ولا يجرنكم الى ما يسيء اليه او طبش لا سمح الله , وادعوكم الى التسامح بدل التشدد مع من تاه واضاع الدرب الصحيح ليهتدي اذا ظهر من اهلها بارقة امل ..... وان يبقى باب العفو والتسامح مفتوحاً امام الجميع حتى اللحظة التي تسبق ساعة التحرير.... وان تتذكروا ولا تنسوا ان هدفكم القريب ينحصر في تحرير بلدكم من قوى الغزو وتابعيه .
ثالثاً: وجه الرفيق الشهيد رحمه الله رسالة الى الشعب العراقي والنشامى في القوات المسلحة والماجدات والشجعان المؤمنون في المقاومة الباسلة وابناء الامة العربية قبل فترة وجيزة من استشهاده وقد بدأها بالاية الكريمة ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا)) وقد نصت الرسالة عدة وصايا منها
· ايها الاحبة ان هذه الحال القاسي الذي نحن جميعا فيه وابتلى به العراق العظيم , درس جديد وبلوى جديدة ليعرف به الناس كلٌّ على وصف مسعاه فيصير له عنواناً امام الله وامام الناس
· ايها الشعب العظيم ... ادعوكم ان تحافظو على المعاني التي جعلتكم تحملون الايمان بجدارة وان تكونوا القنديل المشع في الحضارة
· ايها الاخوة , ايها المجاهدون والمناضلون .... ادعوكم الى عدم الحقد , ذلك لأن الحقد لا يترك فرصة لصاحبه ليتصف ويعدل , ولانه يعمي البصر والبصيرة ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الاصح ... ادعوكم أن لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا , وفرقوا بين اهل القرار والشعوب* , واكرهوا العمل فحسب , بل وحتى الذي يستحق عمله ان تحاربوه وتجالدوه لا تكرهوه كأنسان ... ومن ويصلح ان في داخل العراق او خارجه فاعفوا عنه , وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل لان الله عفوّ ويحب من يعفوا عن اقتدار
· ايها الشعب الوفي الكريم أستودعكم ونفسي عند الرب الرحيم الذي لا تضيع عنده وديعة ولا يخيب ظنّ مؤمن صادق امين .. الله اكبر ... الله اكبر
