- إنضم
- 26 جوان 2007
- المشاركات
- 2,156
- نقاط التفاعل
- 93
- النقاط
- 77
- العمر
- 36
كـ كل صباح استجمع أبو عادل قواه وابتدأ نهار جديد بعزم جديد على البقاء
وكانت أولى كلماته دائماً
( اصبحنا وأصبح الملك لله الحمدلله الذي أحيانا بعد ماأماتنا وإليه النشور..اللهم ارزقني كفاف يومي هذا..)
نعم كانت هذه جل آماله وطموحاته وهو ابن الثامنة والستون عاماً..كان يكفيه قوت يوم يسد رمقه ويغنيه عن السؤال..
تمنى كثيراً لو يفتح عينيه كأيام زمان ليجد زوجته أم عادل تنتظره بقهوة الصباح وهي تهمس :صباح الخير ابن عمي بحياء فتاة لم تبلغ العشرين ووجهها يزداد تورداً كلما رمقها بنظراته ولكن هيهات فقد رحلت عنه منذ سنين وتركته وحده يتعارك مع الحياة وطفله الذي رغم بلوغه الثلاثين مازال يجده طفلاً للآن ورغم بعده عنه وسنوات اغترابه الطوال لم يزل بعينيه ذلك الطفل الشقي الوحيد المدلل..عندما توفت والدته كان بالمرحلة الابتدائية والكثير طالبوا ابو عادل بالزواج ليجد من تعتني بعادل ولكنه خاف من ان يظلمه وان يأتي بمن يضطهده فقرر الاعتناء به وحده الاان بلغ تعليمه الجامعي وبتفوق
وكان فخورا به وسعيدا بما تحمل من أجله الى أن قررذات يوم السفرللعمل حاول ثنيه مراراً وتكراراً بالعدول عن رأيه ولكنه كان مصمماً ووعده بالرجوع حالما يستطيع الوقوف على قدميه وتكوين نفسه
ومرت الأيام ولاشئ سوى بضع رسائل تريح بال أبو عادل وتثلج صدره حتى عودة قريبة
ومرت السنين والرسائل قل عددها ومازال ينتظر ..حتى وصلته رسالة يزف اليه خبر زواجه من أجنبية وأنه من الصعب العودة وانه يود لو يزوره والده في غربته
ولكن ابو عادل كان الرفض دوماً هو رده فهو رجل عجوز كان يحتاج ولده قربه لاان يتغرب معه ..وهاهوالزمن يمضي ويترك آثاره أخاديد حزن على وجهه وأسى وألم بقلبه ونواجذ القدر قد نالت من جل صبره
قام من فراشه بتثاقل مضني فحتى عظامه أنهكها تعب السنين لبس ثيابه وأخرج عربته التي رافقته طوال الأيام فكانت خير رفيق وخير معين ووضع بضاعته عليها وبدأ مشواره اليومي بـ حارات الشام تنعشه روائح القهوة وعطر الياسمين المنتشر بكل مكان وبدأ ينادي بصوته الذي ألفه سكان الحي :
حمرة وريانة ..نعنع ومهفهف..الخ
ودار كثيرا حتى اصابه الارهاق ولم يحظى الاببضع ليرات ..واخذ يفكر الى متى سأبقى على تلك الحال ..والى متى سأصمد بدون أن أنهار
والى متى سأبقى محروماً من فلذة كبدي وأعاقبه على بعده..الايحق له القرار..؟وبعد تفكير طويل اقتنع انه يجب ان يراسله ويطلب منه الحضور أو السفرإليه فلم يعد بالعمر الكثير مما يستحق وعاد الى البيت بغاية الإعياء
ومر يومان ولم يرى الجيران الطيب أبو عادل ..انشغل بالهم فلم يكن من عادته الغياب او عدم الرد على الباب ..قرروا كسر الباب ليجدوا
جثة باردة وباليد رسالة لن يصلها جوااب
وكانت أولى كلماته دائماً
( اصبحنا وأصبح الملك لله الحمدلله الذي أحيانا بعد ماأماتنا وإليه النشور..اللهم ارزقني كفاف يومي هذا..)
نعم كانت هذه جل آماله وطموحاته وهو ابن الثامنة والستون عاماً..كان يكفيه قوت يوم يسد رمقه ويغنيه عن السؤال..
تمنى كثيراً لو يفتح عينيه كأيام زمان ليجد زوجته أم عادل تنتظره بقهوة الصباح وهي تهمس :صباح الخير ابن عمي بحياء فتاة لم تبلغ العشرين ووجهها يزداد تورداً كلما رمقها بنظراته ولكن هيهات فقد رحلت عنه منذ سنين وتركته وحده يتعارك مع الحياة وطفله الذي رغم بلوغه الثلاثين مازال يجده طفلاً للآن ورغم بعده عنه وسنوات اغترابه الطوال لم يزل بعينيه ذلك الطفل الشقي الوحيد المدلل..عندما توفت والدته كان بالمرحلة الابتدائية والكثير طالبوا ابو عادل بالزواج ليجد من تعتني بعادل ولكنه خاف من ان يظلمه وان يأتي بمن يضطهده فقرر الاعتناء به وحده الاان بلغ تعليمه الجامعي وبتفوق
وكان فخورا به وسعيدا بما تحمل من أجله الى أن قررذات يوم السفرللعمل حاول ثنيه مراراً وتكراراً بالعدول عن رأيه ولكنه كان مصمماً ووعده بالرجوع حالما يستطيع الوقوف على قدميه وتكوين نفسه
ومرت الأيام ولاشئ سوى بضع رسائل تريح بال أبو عادل وتثلج صدره حتى عودة قريبة
ومرت السنين والرسائل قل عددها ومازال ينتظر ..حتى وصلته رسالة يزف اليه خبر زواجه من أجنبية وأنه من الصعب العودة وانه يود لو يزوره والده في غربته
ولكن ابو عادل كان الرفض دوماً هو رده فهو رجل عجوز كان يحتاج ولده قربه لاان يتغرب معه ..وهاهوالزمن يمضي ويترك آثاره أخاديد حزن على وجهه وأسى وألم بقلبه ونواجذ القدر قد نالت من جل صبره
قام من فراشه بتثاقل مضني فحتى عظامه أنهكها تعب السنين لبس ثيابه وأخرج عربته التي رافقته طوال الأيام فكانت خير رفيق وخير معين ووضع بضاعته عليها وبدأ مشواره اليومي بـ حارات الشام تنعشه روائح القهوة وعطر الياسمين المنتشر بكل مكان وبدأ ينادي بصوته الذي ألفه سكان الحي :
حمرة وريانة ..نعنع ومهفهف..الخ
ودار كثيرا حتى اصابه الارهاق ولم يحظى الاببضع ليرات ..واخذ يفكر الى متى سأبقى على تلك الحال ..والى متى سأصمد بدون أن أنهار
والى متى سأبقى محروماً من فلذة كبدي وأعاقبه على بعده..الايحق له القرار..؟وبعد تفكير طويل اقتنع انه يجب ان يراسله ويطلب منه الحضور أو السفرإليه فلم يعد بالعمر الكثير مما يستحق وعاد الى البيت بغاية الإعياء
ومر يومان ولم يرى الجيران الطيب أبو عادل ..انشغل بالهم فلم يكن من عادته الغياب او عدم الرد على الباب ..قرروا كسر الباب ليجدوا
جثة باردة وباليد رسالة لن يصلها جوااب