• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

نصيحة للشباب في لزوم ما فيه الرشد و الصواب.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,287
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
لقد كان صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة يسيرون على منهج الكتاب والسنة الذي تركهم عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوصاهم بالتمسك به فقال : (إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي) .
وقال عليه الصلاة والسلام : (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة) .
والله تعالى قد أوصانا باتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فقال - سبحانه وتعالى - : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
ومنهج هؤلاء الذين أوصانا الله باتباعهم يحتاج منا إلى معرفته وتعلمه ، ومعرفة ما يخالفه ويضادّه حتى نتجنبه ، إذ لا يمكن لنا اتباع منهج السلف إلا بمعرفته ، ولهذا قال سبحانه : {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان} ، أي باعتدال من غير غلوّ ، ومن غير تساهل ولا تفريط ، ولا يمكن ذلك إلا بتعلم هذا المنهج ، وعِلم ما يخالفه ويضاده ، ولذلك ألَّف الأئمة كتب العقائد التي فيها بيان منهج السلف وبيان منهج المخالفين لهم ، من شيعة وقدرية وخوارج وجهمية ومعتزلة ومشتقاتهم من الفرق الضالة التي أخبر عنها - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة . قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على ما أنا عليه وأصحابي) .
واليوم شبابنا تتخطفهم مناهج مختلفة، فيحتاجون إلى دراسة عقيدة السلف الصالح بعناية تامة ، وتحذيرهم من الانقسامات تبعاً للمناهج الوافدة ، عملا بقوله تعالى : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
وكثير ممّن ينتمون لمنهج السلف يجهلونه ولذلك اختلفوا بينهم، كلٌّ يزعم أن الصواب معه ، فحصلت بينهم صراعات مريرة ، بل وصل الأمر ببعضهم إلى التكفير لغيرهم أو التفسيق والتبديع نتيجة للجهل بمنهج السلف، فلم يتبعوه بإحسان ، بينما فِرق أخرى من الحزبيين تُزهد بمنهج السلف ، وتتبع رموزاً من حركيين ومنظرين أبعدوهم عن منهج السلف ، فاعتنقوا أفكاراً غريبة عن منهج السلف ، وكلا الفريقين من هؤلاء وهؤلاء على طرفي نقيض وفي صراع مرير ، أفرحوا به أعداء الإسلام ، ولا ينجي من هذا الصراع والاختلاف بين صفوف شباب الأمة إلا الرجوع الصادق إلى الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة وأئمتها ، قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} ، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته ، وهذا لا يحصل ولا يتحقق إلا بتعلم العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، الله الله ، عليكم الجدّ والاجتهاد في توضيح هذه العقيدة الصحيحة السليمة .... ، حتى تكون لهم حصناً منيعاً - بإذن الله - يقيهم من الانحراف الفكري ، وربُّـوهم على التآخي في الحق وعِفة القول فيما بينهم ، بدلاً من التراشق فيما بينهم بالاتهامات الجارحة ، والوقيعة في أعراض العلماء والدعاة ، قال تعالى : {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} .
وحينما أقول : إن الشباب على طرفي نقيض حول منهج السلف ، فلست أعني كل الشباب ، لأن هناك كثيراً من الشباب - ولله الحمد - على منهج سليم ، ومنهج وسط معتدل هو منهج السلف الصالح ، وهم قدوة صالحة لشباب الأمة ، نرجو الله أن يثبتهم ويرزقهم الفقه في دينه ، لكننا نخاف عليهم التأثر بالتيارات المضللة التي اجتاحت فئات من شبابنا ، والحي لا تؤمن عليه الفتنة ، كما قال بعض السلف : (من كان مستناً فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ) .
فيا شباب الأمة ، خذوا عن العلماء الربانيين الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله ، ويعلمونكم العلوم النافعة في المدارس والمساجد ، وإياكم والأخذ عن أهل الضلال والجُهال وأصحاب الأهواء ، وخذوا عمن تثقون بعلمه ودينه وعقيدته ، كما قال بعض السلف : (إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم) ، فأقبلوا على طلب العلم الصحيح ، واحذروا من التفرق والتنابز بالألقاب ، قال الله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ، وقال تعالى : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، وذلك بسبب تفرقهم واختلافهم .
وخذوا بوصية نبيكم - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) ، وخافوا مما خاف منه النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال : (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) .
إنه ليس لنا إمام وقدوة سوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخر} .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (من قال هناك شخص يجب اتباعه غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه يستتاب ، فإن تاب وإلا قُـتل) .
ومعنى هذا أن غير الرسول لا يُتَّبع إلا إذا اتبع الرسول ، ومن خالف الرسول حرم اتباعه، وأبو بكر - رضي الله عنه - يقول : (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا تطيعوني) ، ومعنى هذا أنه ليس هناك متبوع معصوم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وعليكم معشر الشباب بتوقير العلماء والمدرسين حتى تستفيدوا من علمهم، فإن احتقرتموهم حُرمتم من علمهم، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .
هناك من يدعو إلى البقاء على التفرق في الآراء، كما نقرأ لهم في الصحف والمجلات ، ويقولون : (إن هذا من يسر الإسلام في قبول الرأي والرأي الآخر ، ومِن الأخذ بالاجتهاد) ، وهذا من المغالطة والتضليل ، لأن الله لم يرضَ لنا البقاء على الاختلاف ، بل حذرنا من ذلك ، فقال سبحانه : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفرقة والإضاعة .
والأخذ بأقوال المجتهدين - وهو الذي يعبر عنه بقولهم : لا إنكار في مسائل الاجتهاد - فذلك حينما لا يتبين الدليل مع أحد المختلفين ، فإذا تبين وجب الأخذ بما قام عليه الدليل وترك ما خالفه ، وهو معنى قوله تعالى : {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} ، وأصحاب هذه الفكرة يقولون : (لا تردون مسائل النـزاع إلى الله والرسول ، وإنما كلٌّ يبقى على قوله ، ويجوز لنا الأخذ بأي قول دون نظر إلى مستنده ) !
نحن لا نتعصب لإمامٍ معينٍ لا نأخذ إلا بقوله ، وإنما نتبع الدليل مع أي إمام كما أمرنا الله ورسوله بذلك ، قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : (إذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء الحديث عن الصحابة فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال ) ، أي هم مجتهدون ونحن مجتهدون ، حيث لا دليل .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد .
وقال رحمه الله : إذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط .
وقال الإمام مالك رحمه الله : أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد لجدل هؤلاء ؟ .
وقال الإمام أحمد رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان ، والله تعالى يقول : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
وقبل هؤلاء الأئمة يقول ابن عباس رضي الله عنهما - لما خالفه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في مشروعية فسخ الحج إلى العمرة مع أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضحة في مشروعية الفسخ - قال : (يوشك أن تنـزل عليكم حجارة من السماء ، أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر) .
أقول : فكيف بالذين يقولون الآن : (قال المفكر الفلاني والكاتب والفلاني) ، ممّا يخالف كلام الله وكلام رسوله ؟!
ويُسر الإسلام ليس باتباع الأقوال ، وإنما هو بالأخذ بالرخص الشرعية .
اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول ، ونسألك الثبات على الحق ، ونعوذ بك من اتباع الهوى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . من مقال للشيخ صالح الفوزان في نصيحة غالية لشباب الأمة، مقتطع من جريدة الجزيرة الصادرة ليوم 6 / 7 / 1425/ هـ، مع تصرف يسير لا يخل بالمعنى ومن أراد أصل المقال فهذا الرابط نصيحة للشباب بقلم: صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -.
 
آخر تعديل:
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفرقة والإضاعة .
اللهم اسالك ان تجعلنا ممن تبيض وجوههم يوم القيامة
لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
رزقنا الله حسن الخاتمة اللهم امين
جعلها الله بموازين حسناتك واضافها لرصيدك
والحمد لله على نعمة الاسلام
بارك فيكم
واسال الله ان تدوم مثل هذه المواضيع في منتدانا
فهو يحتاج اليها
حتى تعم الفائدة
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

 
بارك الله فيك و نفع بك

و بارك الله في شيخنا على ما قدم من نصح

واصل

سلامي
 
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفرقة والإضاعة .
اللهم اسالك ان تجعلنا ممن تبيض وجوههم يوم القيامة
لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
رزقنا الله حسن الخاتمة اللهم امين
جعلها الله بموازين حسناتك واضافها لرصيدك
والحمد لله على نعمة الاسلام
بارك فيكم
واسال الله ان تدوم مثل هذه المواضيع في منتدانا
فهو يحتاج اليها
حتى تعم الفائدة
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

بارك الله فيك، ان شاء الله يكون الأمر كذلك.
 
العودة
Top