- إنضم
- 24 أفريل 2010
- المشاركات
- 1,658
- نقاط التفاعل
- 92
- النقاط
- 37
- العمر
- 40
[FONT="] السلام عليكم و رحمة الله
[/FONT]
[FONT="]احبتي في الله اراد اليوم اخوكم الضعيف و الفقير الى الله ان يتوب الى الله فاستجمع بعض القوى متوكلا على الله باحثا عن امور معينة و ميسرة للعودة الى الله قبل الممات و ما هذه الايام الا الطرح المميز و الفرش الممهد لتذكر العودة الى الله
[/FONT]
[FONT="]و هذه بعض الامور المعينة لي و لك للعودة :
[/FONT]
[FONT="]1_الإخلاص لله، والإقبال عليه ـ عز وجل ـ[/FONT] [FONT="]: [/FONT][FONT="]فالإخلاص لله أنفع الأدوية؛ فإذا أخلص الإنسان لربه، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه، وتصده عن التوبة؛ ذلك أن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن شيء عنده، أحلى، ولا ألذ، ولا أمتع، ولا أطيب من ذلك. [/FONT]
[FONT="]والإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحبَّ إليه، أو خوفاً من مكروه؛ فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح، أوبالخوف من الضرر. [/FONT]
[FONT="]قال الله ـ تعالى ـ في حق يوسف: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] (يوسف: 24). [/FONT]
[FONT="]فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله. [/FONT]
[FONT="]ولهذا تغلب الإنسان نفسُه على اتباع هواها قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له، فإذا ذاق طعم الإخلاص، وقوي قلبه ـ انقهر قلبه بغير علاج. [/FONT]
[FONT="]قال ابن تيمية:وإذا كان العبد مخلصاً لله اجتباه ربه فأحيا قلبه، واجتذبه إليه؛ فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء، ويخاف من ضد ذلك. [/FONT]
[FONT="]بخلاف القلب الذي لم يخلص لله؛ فإن فيه طلباً، وإرادة، وحباً مطلقاً، فيهوى كل ما يسنح له، ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مرّ به عطفه، وأمالَهُ؛ فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة، فيبقى أسيراً عبداً لمن لو اتخذه هو عبداً لكان ذلك عيباً ونقصاً وذماً. [/FONT]
[FONT="]وتارة يستعبده الدرهم والدينار، وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوبَ، والقلوبُ تهواها، فيتخذ إلهه هواه، ويتبع بغير هدى من الله. [/FONT]
[FONT="]ومن لم يكن خالصاً لله، عبداً له، قد صار قلبه معبداً لربه وحده لا شريك له بحيث يكون الله أحب إليه مما سواه، ويكون ذليلاً له خاضعاً، وإلا استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه+. [/FONT]
[FONT="]2_امتلاء القلب من محبة الله ـ عز وجل ـ:[/FONT] [FONT="]فالمحبة أعظم محركات القلوب؛ فهي الباعث الأول للأفعال والتروك. [/FONT]
[FONT="]وما أُتي من اسْتُذِل واستعبد لغير الله بمثل ما أُتي من باب المحبة؛ فالقلب إذا خلا من محبة الله تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر الرغائب والمحبوبات، فشتَّتته، وفرقته، وذهبت به كل مذهب. [/FONT]
[FONT="]فإذا امتلأ القلب من محبة الله ـ بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة ـ كمل أنسه، وطاب نعيمه، وسلم من التعلق بسائر الشهوات، وهان عليه فعل سائر القربات؛ فمن المتقرر أن في القلب فقراً ذاتياً، وجوعة، وشعثاً، وتَفَرُّقاً. [/FONT]
[FONT="]ولا يغني هذا القلب، ولا يلم شعثه، ولا يسد خلته إلا عبادة الله، ومحبته. [/FONT]
[FONT="]فأجدر بمن يريد الإقبال على الله، والإنابة إليه أن يملأ قلبه من محبة الله؛ ففي ذلك سروره، ونعيمه، وأنسه، وفلاحه؛ فمحبة الله ـ عز وجل ـ أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته؛ فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضاؤه للطاعة، وترك المخالفة أقوى، وإنما تَصْدُر المعصية والمخالفة من ضعف المحبة؛ فالمحب الصادق عليه رقيب من محبوبه يرعى جوارحه، وعلامة صدق هذه المحبة شهود هذا المراقبِ، ودوامُه. [/FONT]
[FONT="]وههنا مسألة لطيفة يجب التنبه لها، وهي أن تلك المحبة لابد أن تقرن بإجلال الله وتعظيمه؛ فذلك يوجب الحياء والطاعة؛ ذلك أن المحبة الخالية عنهما لا تحمل على ترك المعاصي، وإن أوجبت نوعَ أنسٍ واشتياق؛ فما عَمَر القلبَ شيءٌ كالمحبة المقترنة بإجلال الله وتعظيمه. [/FONT]
[FONT="]3_المجاهدة: [/FONT] [FONT="]فهي عظيمة النفع، كثيرة الجدوى؛ معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى المبادرة إلى الخير؛ ذلك أن النفوس طلعة إلى الشرور، مؤثرة للكسل والبطالة؛ فإذا راضها الإنسان، وجاهدها في ذات الله فليبشر بالخير، والإعانة، والهداية [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ](العنكبوت: 69). [/FONT]
[FONT="]قال ابن المبارك ×: ويقولون: إن سليمان بن عبد [/FONT]
[FONT="]الملك لم يقل بيت شعر قط إلا هذا البيت: [/FONT]
[FONT="]4_قِصَر الأمل، وتذكُّر الآخرة:[/FONT] [FONT="]فإذا تذكر المرء قِصَرَ الدنيا، وسرعة زوالها، وأدرك أنها مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، وتذكر ما في الجنة من النعيم المقيم، وما في النار من النكال والعذاب الأليم ـ أقصر عن الاسترسال في الشهوات، وانبعث إلى التوبة النصوح وتدارك ما فات بالأعمال الصالحات. [/FONT]
[FONT="]عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: أخذ رسول الله "بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. [/FONT]
[FONT="]وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[/FONT].
[FONT="]قال ابن عقيل:ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال؛ فإن كل من عدَّ ساعته التي هو فيها كمرض الموت ـ حسُنَتْ أعمالُه، فصار عمره كله صافياً. [/FONT]
[FONT="]5_الاشتغال بما ينفع، وتجنب الوحدة والفراغ[/FONT] [FONT="]: ذلك أن الفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة للانحراف؛ فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقود إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، وضيعة الآداب؛ فإذا اشتغل الإنسان بما ينفعه في دينه ودنياه قلَّت بطالته، ولم يجد فرصة للفساد والإفساد. [/FONT]
[FONT="]6_البعد عن المثيرات، وما يُذكِّر بالمعصية: [/FONT] [FONT="]فيبتعد عن كل ما يثير دواعي المعصية، ونوازع الشر، ويبتعد عن كل ما يثير شهوته، ويحرك غريزته من مشاهدة للأفلام، وسماع للأغاني الخليعة الماجنة، وقراءة للكتب السيئة، والمجلات الداعرة. [/FONT]
[FONT="]كما عليه أن يقطع صلته بكل ما يذكره بالمعصية من أماكن الخنا؛ فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل؛ فالقرب من المثيرات بلاء وشقاء، والبعد عنها جفاء وعزاء؛ فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب؛ فليصبر على مضض الفراق صبر المصاب في بداية المصيبة، ثم إن مر الأيام يُهَوِّن الأمر، خصوصاً إذا كان ذلك مما يثير العشق والغرام. [/FONT]
[FONT="]ومن البعد عن المثيرات أن يبتعد الإنسان عن الفتن؛ لأن البعد عنها نجاة وسلامة، والقرب منها مدعاة للوقوع فيها؛ فمن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه. [/FONT]
[FONT="]وأحق الأشياء بالضبط والقهر ـ اللسان والعين؛ فإيّاك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب. [/FONT]
[FONT="]7_مصاحبة الأخيار ومجانبة الأشرار: [/FONT] [FONT="]فمصاحبة الأخيار تحيي القلب، وتعين على الخير، وتبعث على الاقتداء بأهل الصلاح، وتكف الإنسان عن الفساد. [/FONT]
[FONT="]بعكس رفقة السوء؛ فإنها تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتقود الإنسان إلى الاقتداء بأهل السوء؛ فالصاحب ساحب، والطبع استراق. [/FONT]
[FONT="]8_النظر في العواقب:[/FONT] [FONT="]فذلك يوقف الإنسان على حقائق الأشياء، ويريه الأمور كما هي. [/FONT]
[FONT="]وما أُتي أكثر الناس إلا من قبل غفلته وجهله بالعواقب، ولو أوتي حظَّـاً من النظر لما آثر اللذة العاجلة الفانية على اللذات الآجلة الباقية. [/FONT]
[FONT="]قال ابن الجوزي: لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظةً، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر ـ لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا، غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وذلك. [/FONT]
[FONT="]9_استحضار فوائد ترك المعاصي: [/FONT] [FONT="]قال ابن القيم ـ رحمه الله_: =سبحان الله رب العالمين ! لو لم يكن في ترك المعاصي إلا إقامة المروءة، وصون العرض، وحفظ الجاه، وصيانة المال الذي جعل الله قوامًا لمصالح الدنيا والآخرة، ومحبةُ الخلق، وجوازُ القول بينهم، وصلاح المعاش، وراحة البدن، وقوة القلب، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، والأمن من مخاوف الفساق والفجار، وقلة الهم والغم والحزن، وعزّ النفس عن احتمال الذل، وصون نور القلب أن تطفئة ظلمة المعصية، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليه، وتيسير العلم، والثناء الحسن في الناس، وكثرة الدعاء له، والحلاوة التي يكتسبها وجهه، والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس، وانتصارهم وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم، وذبُّهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب، وسرعة إجابة دعاءه، وزوال الوحشة التي بينه وبين الله، وقرب الملائكة منه، وبعد شياطين الجن والإنس منه، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه، وخطبتهم لمودته وصحبته، وعدم خوفه من الموت، بل يفرح به لقدومه على ربه، ولقائه له، ومصيره إليه، وصغرُ الدنيا في قلبه، وكبر الآخرة عنده، وحرصه على الملك الكبير، والفوز العظيم فيها، وذوقُ حلاوة الطاعة، ووَجْدُ حلاوة الإيمان، ودعاء حملة العرش ومَنْ حولَه من الملائكة له، وفرح الكاتبين به، ودعاؤهم له، وحصول محبة الله له، وإقباله عليه، وفرحه بتوبته، وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له إلى فرحه وسروره بالمعصية بوجه من الوجوه. [/FONT]
[FONT="]فـهذه بعض آثار تـرك المعاصي فـي الدنيـا، فـإذا مـات تَلَقَّتْه الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة، وبأنه لا خوف عليه ولا حزن، وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحرّ والعرق، وهو في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين، [ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ] (الجمعة: 4). [/FONT]
[FONT="]10_استحضار أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة[/FONT] [FONT="]: [/FONT][FONT="]فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعتُه حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيرُه أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تُذْهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامة خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ وأطيبُ من قضاء الشهوة، وإما أن تُطَرّقَ لِوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلبَ همّاً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذِكْرُه ألذُّ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً وتحزن وليَّـاً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق. [/FONT]
[FONT="]11_استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: [/FONT] [FONT="]فمن أضرارها حرمان العلم والرزق، والوحشةُ التي يجدها العاصي في قلبه، وبينه وبين ربه، وبينه وبين الناس. [/FONT]
[FONT="]ومنها تعسير الأمور، وظلمة القلب، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركاته. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها، وتُقَوِّي في القلب إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ إرادة التوبة من القلب بالكلية، فيستمرئ صاحبها المعصية، وينسلخ من استقباحها. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه، وأن شؤمها لا يقتصر على العاصي، بل يعود على غيره من الناس والدواب. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعصية تورث الذل، وتفسد العقل، وتدخل العبد تحت اللعنة، وتحرمة من دعوة الرسول "، ودعوة الملائكة، ودعوة المؤمنين. [/FONT]
[FONT="]كما أنها تطفئ نار الغيرة من القلب، وتذهب الحياء، وتضعف في القلب تعظيم الرب، وتستدعي نسيان الله لعبده، وتخْليته بينه ويبن نفسه وشيطانه. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن تنزل الرعب في قلب العاصي، وتعمي قلبه، وتسقط منزلته، وتسلبه أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذل والصغار، وتجعله من السفلة بعد أن كان مُهَيّـأً لأن يكـون مـن العِلْية، وتجـرئ علـيه شيـاطين الجـن والإنس إلى غير ذلك من أضرار المعاصي، التي إذا استحضرها العاقل كان حرياً به أن يقلع عنها، ويحذر منها. [/FONT]
[FONT="]12_الدعاء: [/FONT] [FONT="]فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل. [/FONT]
[FONT="]قال ـ تعالى ـ: [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ](غافر: 60). [/FONT]
[FONT="]ومن أعظم ما يُسأل ويدعى به سؤال الله التوبة؛ وذلك بأن يدعو الإنسان ربه أن يمنّ عليه بالتوبة النصوح، مهما كانت حاله. [/FONT]
[FONT="]ولهذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل_عليهما السلام ـ: [رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] (البقرة: 128). [/FONT]
[FONT="]وكان من دعاء نبينا محمد": =رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم+([FONT="][1][/FONT]). [/FONT]
[FONT="]فحري بمن أراد التوبة أن يسأل ربه أن يرزقه إيّاها، وأن يلح عليه بذلك، وأن يتحرى الأوقات، والأحوال، والأوضاع، التي هي مظان الإجابة، كالدعاء في السجود، وفي آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي حال اشتداد الإخلاص وإقبال القلب. [/FONT]
[FONT="]كما عليه أن يتجنب موانع الإجابة، وألا يمل الدعاء، وألا يستعجل الإجابة. [/FONT]
[FONT="]فمن كانت هذه حالة كان حريَّـاً بأن يجاب دعاؤه. [/FONT]
[FONT="]13_النظر في حال العصاة[/FONT] [FONT="]: فذلك يُقصر عن التمادي في الذنوب، ويقود العاقل إلى التوبة النصوح؛ فللعصاة نصيب غير منقوص من الذلة، والهوان، والصغار، والضنك، والشدة، والشقاء، والعذاب؛ فالمعصية تورث ذلك ولابد؛ فإن العز كل العزِّ، والسعادة كل السعادة إنما تكون بطاعة الله ـ عز وجل ـ. [/FONT]
[FONT="]قال ـ تعالى ـ:[مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً](فاطر: 10). [/FONT]
[FONT="]أي فليطلبها من الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته. [/FONT]
[FONT="]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من آرد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية. [/FONT]
[FONT="]وقال ابن الجوزي في حال من يتطلع ويمد طرفه إلى أرباب الدنيا: فإياك أن تنظر إلى صورة نعيمهم؛ فإنك تستطيبه؛ لبعده عنك، ولو قد بلغته كرهته ثم في ضمنه من محن الدنيا والآخرة ما لا يوصف؛ فعليك بالقناعة مهما أمكن؛ ففيها سلامة الدنيا والدين. [/FONT]
[FONT="]وقال الحسن في العصاة: إنهم وإن طقطقت بها البغال، وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه. [/FONT]
[FONT="]فأهل المعصية يجدون في أنفسهم الذلة، والشقاء، والخوف؛ حتى وإن رآهم الناس بخلاف ذلك، ولو تظاهروا بالسعادة والسرور، ولو كانت الدنيا طوع أيمانهم وشمائلهم؛ فالذل والضنك لا يفارقهم، بل يزيد كلما زادوا بعداً عن ربهم. [/FONT]
[FONT="]قال ابن تيمية: ولهذا تجد القوم الظالمين أعظم الناس فجوراً، وفساداً، وطلباً لما يروحون به عن أنفسهم من مسموع، ومنظور، ومشموم، ومأكول، ومشروب. [/FONT]
[FONT="]ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك. [/FONT]
[FONT="]هذا فيما ينالونه من اللذة، وأما ما يخافونه من الأعداء فهم أعظم الناس خوفاً، ولا عيشة لخائف. [/FONT]
[FONT="]وأما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم، ولا يزال في أسف على ما فاته، وعلى ما أصابه. [/FONT]
[FONT="]أما المؤمن فهو ـ مع مقدرته ـ له من الأعمال الصالحة، والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه، وانشراح صدره بما يفعله من الأعمال الصالحة، وله من الطمأنينة، وقرة العين ما لا يمكن وصفه. [/FONT]
[FONT="]وهو مع عجزه ـ أيضًا ـ له من أنواع الإرادات الصالحة، والعلوم النافعة التي يتنعم بها ما لا يمكن وصفه. [/FONT]
[FONT="]ولقد عبر كثير من المشاهير سواء من الأغنياء، أو الفنانين، أو الأغنياء ممن ابتعدوا عن الله ـ عن ما يلاقونه من الضنك والشدة، مع أن الناظر في أحوالهم بادي الرأي يظن أن السعادة لا تفارقهم، ولا تتعداهم إلى غيرهم. [/FONT]
[FONT="]14_الصبر والمصابرة خصوصاً في بداية الأمر[/FONT] [FONT="]:[/FONT][FONT="] فلا ريب أن للشهوات سلطاناً على النفوس، وأن لها استيلاءً وتمكناً في القلوب؛ فتركها عزيز، والخلاص منها شاق عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. [/FONT]
[FONT="]وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي إلى الوقوع فيه ـ عظم الأجر في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه. [/FONT]
[FONT="]وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، وأما من تركها مخلصاً لله فإنه لا يجد مشقة إلا أول وهلة؛ ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؛ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة؛ فمن ذاق طعم الاستقامة فلن يبغي بدلاً، ولا عنها حولاً. [/FONT]
[FONT="]ألا ترى إلى الصبي الذي اعتاد ثدي أمه كيف سكوتُه بذلك الثدي، وكيف حنينه إليه إذا هو فقده، وكيف فرحه به إذا هو وجده. [/FONT]
[FONT="]فكذلك النفس الشهوانية؛ فإذا فطم الصبي انفطم حتى لا يلتف إلى الثدي بعد ذلك؛ لأنه وجد طعم ألوان الأطعمة؛ فلا يَحِنُّ إلى لبن أمه. [/FONT]
[FONT="]وكذلك النفس إذا وجدت لذة العبادة، وذاقت طعم الإيمان، وبرد اليقين، واستشعرت رَوْح قرب الله، وجميل نظره ـ لم تحنَّ إلى تلك الشهوات. [/FONT]
[FONT="]وكل هذا مجرب محسوس، وإنما يقع غلط أكثر الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور وذاقها، ولم يذق لذات أهل البر، ولم يخبرها. [/FONT]
[FONT="]15_عرض الحال على من يعين:[/FONT] [FONT="]سواء كان ذلك عالماً، أو داعية، أو خطيباً، أو معلماً أو نحو ذلك؛ فعرض الحال على أمثال أولئك يعين الإنسان على التوبة، والإقبال على الله، حيث يرشدونه إلى الطريق الصحيح، ويوضحون له ما يشكل عليه من مسائل التوبة، ويفتحون أمامه أبوابها. [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]احبتي في الله اراد اليوم اخوكم الضعيف و الفقير الى الله ان يتوب الى الله فاستجمع بعض القوى متوكلا على الله باحثا عن امور معينة و ميسرة للعودة الى الله قبل الممات و ما هذه الايام الا الطرح المميز و الفرش الممهد لتذكر العودة الى الله
[/FONT]
[FONT="]و هذه بعض الامور المعينة لي و لك للعودة :
[/FONT]
[FONT="]1_الإخلاص لله، والإقبال عليه ـ عز وجل ـ[/FONT] [FONT="]: [/FONT][FONT="]فالإخلاص لله أنفع الأدوية؛ فإذا أخلص الإنسان لربه، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه، وتصده عن التوبة؛ ذلك أن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن شيء عنده، أحلى، ولا ألذ، ولا أمتع، ولا أطيب من ذلك. [/FONT]
[FONT="]والإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحبَّ إليه، أو خوفاً من مكروه؛ فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح، أوبالخوف من الضرر. [/FONT]
[FONT="]قال الله ـ تعالى ـ في حق يوسف: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] (يوسف: 24). [/FONT]
[FONT="]فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله. [/FONT]
[FONT="]ولهذا تغلب الإنسان نفسُه على اتباع هواها قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له، فإذا ذاق طعم الإخلاص، وقوي قلبه ـ انقهر قلبه بغير علاج. [/FONT]
[FONT="]قال ابن تيمية:وإذا كان العبد مخلصاً لله اجتباه ربه فأحيا قلبه، واجتذبه إليه؛ فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء، ويخاف من ضد ذلك. [/FONT]
[FONT="]بخلاف القلب الذي لم يخلص لله؛ فإن فيه طلباً، وإرادة، وحباً مطلقاً، فيهوى كل ما يسنح له، ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مرّ به عطفه، وأمالَهُ؛ فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة، فيبقى أسيراً عبداً لمن لو اتخذه هو عبداً لكان ذلك عيباً ونقصاً وذماً. [/FONT]
[FONT="]وتارة يستعبده الدرهم والدينار، وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوبَ، والقلوبُ تهواها، فيتخذ إلهه هواه، ويتبع بغير هدى من الله. [/FONT]
[FONT="]ومن لم يكن خالصاً لله، عبداً له، قد صار قلبه معبداً لربه وحده لا شريك له بحيث يكون الله أحب إليه مما سواه، ويكون ذليلاً له خاضعاً، وإلا استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه+. [/FONT]
[FONT="]2_امتلاء القلب من محبة الله ـ عز وجل ـ:[/FONT] [FONT="]فالمحبة أعظم محركات القلوب؛ فهي الباعث الأول للأفعال والتروك. [/FONT]
[FONT="]وما أُتي من اسْتُذِل واستعبد لغير الله بمثل ما أُتي من باب المحبة؛ فالقلب إذا خلا من محبة الله تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر الرغائب والمحبوبات، فشتَّتته، وفرقته، وذهبت به كل مذهب. [/FONT]
[FONT="]فإذا امتلأ القلب من محبة الله ـ بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة ـ كمل أنسه، وطاب نعيمه، وسلم من التعلق بسائر الشهوات، وهان عليه فعل سائر القربات؛ فمن المتقرر أن في القلب فقراً ذاتياً، وجوعة، وشعثاً، وتَفَرُّقاً. [/FONT]
[FONT="]ولا يغني هذا القلب، ولا يلم شعثه، ولا يسد خلته إلا عبادة الله، ومحبته. [/FONT]
[FONT="]فأجدر بمن يريد الإقبال على الله، والإنابة إليه أن يملأ قلبه من محبة الله؛ ففي ذلك سروره، ونعيمه، وأنسه، وفلاحه؛ فمحبة الله ـ عز وجل ـ أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته؛ فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضاؤه للطاعة، وترك المخالفة أقوى، وإنما تَصْدُر المعصية والمخالفة من ضعف المحبة؛ فالمحب الصادق عليه رقيب من محبوبه يرعى جوارحه، وعلامة صدق هذه المحبة شهود هذا المراقبِ، ودوامُه. [/FONT]
[FONT="]وههنا مسألة لطيفة يجب التنبه لها، وهي أن تلك المحبة لابد أن تقرن بإجلال الله وتعظيمه؛ فذلك يوجب الحياء والطاعة؛ ذلك أن المحبة الخالية عنهما لا تحمل على ترك المعاصي، وإن أوجبت نوعَ أنسٍ واشتياق؛ فما عَمَر القلبَ شيءٌ كالمحبة المقترنة بإجلال الله وتعظيمه. [/FONT]
[FONT="]3_المجاهدة: [/FONT] [FONT="]فهي عظيمة النفع، كثيرة الجدوى؛ معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى المبادرة إلى الخير؛ ذلك أن النفوس طلعة إلى الشرور، مؤثرة للكسل والبطالة؛ فإذا راضها الإنسان، وجاهدها في ذات الله فليبشر بالخير، والإعانة، والهداية [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ](العنكبوت: 69). [/FONT]
[FONT="]قال ابن المبارك ×: ويقولون: إن سليمان بن عبد [/FONT]
[FONT="]الملك لم يقل بيت شعر قط إلا هذا البيت: [/FONT]
[FONT="]إذا أنت لم تعصِ الهوى قادك الهوى
[/FONT]
[FONT="]إلى بعض ما فيه عليك مقال
[/FONT]
[FONT="]ولا تعني المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرات، وإنما يجاهدها في ذات الله حتى الممات. [/FONT][/FONT]
[FONT="]إلى بعض ما فيه عليك مقال
[/FONT]
[FONT="]4_قِصَر الأمل، وتذكُّر الآخرة:[/FONT] [FONT="]فإذا تذكر المرء قِصَرَ الدنيا، وسرعة زوالها، وأدرك أنها مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، وتذكر ما في الجنة من النعيم المقيم، وما في النار من النكال والعذاب الأليم ـ أقصر عن الاسترسال في الشهوات، وانبعث إلى التوبة النصوح وتدارك ما فات بالأعمال الصالحات. [/FONT]
[FONT="]عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: أخذ رسول الله "بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. [/FONT]
[FONT="]وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[/FONT].
[FONT="]قال ابن عقيل:ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال؛ فإن كل من عدَّ ساعته التي هو فيها كمرض الموت ـ حسُنَتْ أعمالُه، فصار عمره كله صافياً. [/FONT]
[FONT="]5_الاشتغال بما ينفع، وتجنب الوحدة والفراغ[/FONT] [FONT="]: ذلك أن الفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة للانحراف؛ فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقود إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، وضيعة الآداب؛ فإذا اشتغل الإنسان بما ينفعه في دينه ودنياه قلَّت بطالته، ولم يجد فرصة للفساد والإفساد. [/FONT]
[FONT="]6_البعد عن المثيرات، وما يُذكِّر بالمعصية: [/FONT] [FONT="]فيبتعد عن كل ما يثير دواعي المعصية، ونوازع الشر، ويبتعد عن كل ما يثير شهوته، ويحرك غريزته من مشاهدة للأفلام، وسماع للأغاني الخليعة الماجنة، وقراءة للكتب السيئة، والمجلات الداعرة. [/FONT]
[FONT="]كما عليه أن يقطع صلته بكل ما يذكره بالمعصية من أماكن الخنا؛ فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل؛ فالقرب من المثيرات بلاء وشقاء، والبعد عنها جفاء وعزاء؛ فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب؛ فليصبر على مضض الفراق صبر المصاب في بداية المصيبة، ثم إن مر الأيام يُهَوِّن الأمر، خصوصاً إذا كان ذلك مما يثير العشق والغرام. [/FONT]
[FONT="]ومن البعد عن المثيرات أن يبتعد الإنسان عن الفتن؛ لأن البعد عنها نجاة وسلامة، والقرب منها مدعاة للوقوع فيها؛ فمن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه. [/FONT]
[FONT="]وأحق الأشياء بالضبط والقهر ـ اللسان والعين؛ فإيّاك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب. [/FONT]
[FONT="]7_مصاحبة الأخيار ومجانبة الأشرار: [/FONT] [FONT="]فمصاحبة الأخيار تحيي القلب، وتعين على الخير، وتبعث على الاقتداء بأهل الصلاح، وتكف الإنسان عن الفساد. [/FONT]
[FONT="]بعكس رفقة السوء؛ فإنها تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتقود الإنسان إلى الاقتداء بأهل السوء؛ فالصاحب ساحب، والطبع استراق. [/FONT]
[FONT="]8_النظر في العواقب:[/FONT] [FONT="]فذلك يوقف الإنسان على حقائق الأشياء، ويريه الأمور كما هي. [/FONT]
[FONT="]وما أُتي أكثر الناس إلا من قبل غفلته وجهله بالعواقب، ولو أوتي حظَّـاً من النظر لما آثر اللذة العاجلة الفانية على اللذات الآجلة الباقية. [/FONT]
[FONT="]قال ابن الجوزي: لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظةً، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر ـ لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا، غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وذلك. [/FONT]
[FONT="]9_استحضار فوائد ترك المعاصي: [/FONT] [FONT="]قال ابن القيم ـ رحمه الله_: =سبحان الله رب العالمين ! لو لم يكن في ترك المعاصي إلا إقامة المروءة، وصون العرض، وحفظ الجاه، وصيانة المال الذي جعل الله قوامًا لمصالح الدنيا والآخرة، ومحبةُ الخلق، وجوازُ القول بينهم، وصلاح المعاش، وراحة البدن، وقوة القلب، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، والأمن من مخاوف الفساق والفجار، وقلة الهم والغم والحزن، وعزّ النفس عن احتمال الذل، وصون نور القلب أن تطفئة ظلمة المعصية، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليه، وتيسير العلم، والثناء الحسن في الناس، وكثرة الدعاء له، والحلاوة التي يكتسبها وجهه، والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس، وانتصارهم وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم، وذبُّهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب، وسرعة إجابة دعاءه، وزوال الوحشة التي بينه وبين الله، وقرب الملائكة منه، وبعد شياطين الجن والإنس منه، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه، وخطبتهم لمودته وصحبته، وعدم خوفه من الموت، بل يفرح به لقدومه على ربه، ولقائه له، ومصيره إليه، وصغرُ الدنيا في قلبه، وكبر الآخرة عنده، وحرصه على الملك الكبير، والفوز العظيم فيها، وذوقُ حلاوة الطاعة، ووَجْدُ حلاوة الإيمان، ودعاء حملة العرش ومَنْ حولَه من الملائكة له، وفرح الكاتبين به، ودعاؤهم له، وحصول محبة الله له، وإقباله عليه، وفرحه بتوبته، وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له إلى فرحه وسروره بالمعصية بوجه من الوجوه. [/FONT]
[FONT="]فـهذه بعض آثار تـرك المعاصي فـي الدنيـا، فـإذا مـات تَلَقَّتْه الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة، وبأنه لا خوف عليه ولا حزن، وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحرّ والعرق، وهو في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين، [ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ] (الجمعة: 4). [/FONT]
[FONT="]10_استحضار أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة[/FONT] [FONT="]: [/FONT][FONT="]فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعتُه حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيرُه أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تُذْهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامة خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ وأطيبُ من قضاء الشهوة، وإما أن تُطَرّقَ لِوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلبَ همّاً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذِكْرُه ألذُّ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً وتحزن وليَّـاً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق. [/FONT]
[FONT="]11_استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: [/FONT] [FONT="]فمن أضرارها حرمان العلم والرزق، والوحشةُ التي يجدها العاصي في قلبه، وبينه وبين ربه، وبينه وبين الناس. [/FONT]
[FONT="]ومنها تعسير الأمور، وظلمة القلب، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركاته. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها، وتُقَوِّي في القلب إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ إرادة التوبة من القلب بالكلية، فيستمرئ صاحبها المعصية، وينسلخ من استقباحها. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه، وأن شؤمها لا يقتصر على العاصي، بل يعود على غيره من الناس والدواب. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن المعصية تورث الذل، وتفسد العقل، وتدخل العبد تحت اللعنة، وتحرمة من دعوة الرسول "، ودعوة الملائكة، ودعوة المؤمنين. [/FONT]
[FONT="]كما أنها تطفئ نار الغيرة من القلب، وتذهب الحياء، وتضعف في القلب تعظيم الرب، وتستدعي نسيان الله لعبده، وتخْليته بينه ويبن نفسه وشيطانه. [/FONT]
[FONT="]ومنها أن تنزل الرعب في قلب العاصي، وتعمي قلبه، وتسقط منزلته، وتسلبه أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذل والصغار، وتجعله من السفلة بعد أن كان مُهَيّـأً لأن يكـون مـن العِلْية، وتجـرئ علـيه شيـاطين الجـن والإنس إلى غير ذلك من أضرار المعاصي، التي إذا استحضرها العاقل كان حرياً به أن يقلع عنها، ويحذر منها. [/FONT]
[FONT="]12_الدعاء: [/FONT] [FONT="]فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل. [/FONT]
[FONT="]قال ـ تعالى ـ: [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ](غافر: 60). [/FONT]
[FONT="]ومن أعظم ما يُسأل ويدعى به سؤال الله التوبة؛ وذلك بأن يدعو الإنسان ربه أن يمنّ عليه بالتوبة النصوح، مهما كانت حاله. [/FONT]
[FONT="]ولهذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل_عليهما السلام ـ: [رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] (البقرة: 128). [/FONT]
[FONT="]وكان من دعاء نبينا محمد": =رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم+([FONT="][1][/FONT]). [/FONT]
[FONT="]فحري بمن أراد التوبة أن يسأل ربه أن يرزقه إيّاها، وأن يلح عليه بذلك، وأن يتحرى الأوقات، والأحوال، والأوضاع، التي هي مظان الإجابة، كالدعاء في السجود، وفي آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي حال اشتداد الإخلاص وإقبال القلب. [/FONT]
[FONT="]كما عليه أن يتجنب موانع الإجابة، وألا يمل الدعاء، وألا يستعجل الإجابة. [/FONT]
[FONT="]فمن كانت هذه حالة كان حريَّـاً بأن يجاب دعاؤه. [/FONT]
[FONT="]13_النظر في حال العصاة[/FONT] [FONT="]: فذلك يُقصر عن التمادي في الذنوب، ويقود العاقل إلى التوبة النصوح؛ فللعصاة نصيب غير منقوص من الذلة، والهوان، والصغار، والضنك، والشدة، والشقاء، والعذاب؛ فالمعصية تورث ذلك ولابد؛ فإن العز كل العزِّ، والسعادة كل السعادة إنما تكون بطاعة الله ـ عز وجل ـ. [/FONT]
[FONT="]قال ـ تعالى ـ:[مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً](فاطر: 10). [/FONT]
[FONT="]أي فليطلبها من الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته. [/FONT]
[FONT="]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من آرد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية. [/FONT]
[FONT="]وقال ابن الجوزي في حال من يتطلع ويمد طرفه إلى أرباب الدنيا: فإياك أن تنظر إلى صورة نعيمهم؛ فإنك تستطيبه؛ لبعده عنك، ولو قد بلغته كرهته ثم في ضمنه من محن الدنيا والآخرة ما لا يوصف؛ فعليك بالقناعة مهما أمكن؛ ففيها سلامة الدنيا والدين. [/FONT]
[FONT="]وقال الحسن في العصاة: إنهم وإن طقطقت بها البغال، وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه. [/FONT]
[FONT="]فأهل المعصية يجدون في أنفسهم الذلة، والشقاء، والخوف؛ حتى وإن رآهم الناس بخلاف ذلك، ولو تظاهروا بالسعادة والسرور، ولو كانت الدنيا طوع أيمانهم وشمائلهم؛ فالذل والضنك لا يفارقهم، بل يزيد كلما زادوا بعداً عن ربهم. [/FONT]
[FONT="]قال ابن تيمية: ولهذا تجد القوم الظالمين أعظم الناس فجوراً، وفساداً، وطلباً لما يروحون به عن أنفسهم من مسموع، ومنظور، ومشموم، ومأكول، ومشروب. [/FONT]
[FONT="]ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك. [/FONT]
[FONT="]هذا فيما ينالونه من اللذة، وأما ما يخافونه من الأعداء فهم أعظم الناس خوفاً، ولا عيشة لخائف. [/FONT]
[FONT="]وأما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم، ولا يزال في أسف على ما فاته، وعلى ما أصابه. [/FONT]
[FONT="]أما المؤمن فهو ـ مع مقدرته ـ له من الأعمال الصالحة، والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه، وانشراح صدره بما يفعله من الأعمال الصالحة، وله من الطمأنينة، وقرة العين ما لا يمكن وصفه. [/FONT]
[FONT="]وهو مع عجزه ـ أيضًا ـ له من أنواع الإرادات الصالحة، والعلوم النافعة التي يتنعم بها ما لا يمكن وصفه. [/FONT]
[FONT="]ولقد عبر كثير من المشاهير سواء من الأغنياء، أو الفنانين، أو الأغنياء ممن ابتعدوا عن الله ـ عن ما يلاقونه من الضنك والشدة، مع أن الناظر في أحوالهم بادي الرأي يظن أن السعادة لا تفارقهم، ولا تتعداهم إلى غيرهم. [/FONT]
[FONT="]14_الصبر والمصابرة خصوصاً في بداية الأمر[/FONT] [FONT="]:[/FONT][FONT="] فلا ريب أن للشهوات سلطاناً على النفوس، وأن لها استيلاءً وتمكناً في القلوب؛ فتركها عزيز، والخلاص منها شاق عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. [/FONT]
[FONT="]وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي إلى الوقوع فيه ـ عظم الأجر في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه. [/FONT]
[FONT="]وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، وأما من تركها مخلصاً لله فإنه لا يجد مشقة إلا أول وهلة؛ ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؛ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة؛ فمن ذاق طعم الاستقامة فلن يبغي بدلاً، ولا عنها حولاً. [/FONT]
[FONT="]ألا ترى إلى الصبي الذي اعتاد ثدي أمه كيف سكوتُه بذلك الثدي، وكيف حنينه إليه إذا هو فقده، وكيف فرحه به إذا هو وجده. [/FONT]
[FONT="]فكذلك النفس الشهوانية؛ فإذا فطم الصبي انفطم حتى لا يلتف إلى الثدي بعد ذلك؛ لأنه وجد طعم ألوان الأطعمة؛ فلا يَحِنُّ إلى لبن أمه. [/FONT]
[FONT="]وكذلك النفس إذا وجدت لذة العبادة، وذاقت طعم الإيمان، وبرد اليقين، واستشعرت رَوْح قرب الله، وجميل نظره ـ لم تحنَّ إلى تلك الشهوات. [/FONT]
[FONT="]وكل هذا مجرب محسوس، وإنما يقع غلط أكثر الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور وذاقها، ولم يذق لذات أهل البر، ولم يخبرها. [/FONT]
[FONT="]15_عرض الحال على من يعين:[/FONT] [FONT="]سواء كان ذلك عالماً، أو داعية، أو خطيباً، أو معلماً أو نحو ذلك؛ فعرض الحال على أمثال أولئك يعين الإنسان على التوبة، والإقبال على الله، حيث يرشدونه إلى الطريق الصحيح، ويوضحون له ما يشكل عليه من مسائل التوبة، ويفتحون أمامه أبوابها. [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
آخر تعديل: