أحبتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضمّ ماشهده الشارع العربي ويشهده هذا العام من حالة غليان وطوفان بشري عارم أو كما يحلو للبعض ان يسميه بـ ربيع الثورات او ربيع التغيير في طريق الخلاص وطيّ مايمكن طيه من حقب زمنية سوداء طال أمدها في عمر هذا الشعب او ذاك ، حقب أثقلت وأرهقت كاهلهم بـ انتظار بزوغ فجر جديد أكثر اشراقاً ، فجر يزيح عتمة الليل الموحش الطويل ويزيح معها ذلك النمرود الجبار الذي بقي لـ سنين طويلة جاثما على صدورهم ، فجر يعيد الابتسامة لـ ملايين الشفاه المتعطشة والمتشوقة لـ طعم الفرحة والبهجة التي لم تعرفها أو تتذوقها منذ أمد بعيد
في خضم كل ذلك المعترك الذي عشناه وعايشناه سياسياً أصبح حرياً بنا وقد حان الوقت لـ نحلم بـ ركوب تلك الامواج ولكن بـ نكهة رياضية وبروح ميرينغية وبثورة ملكية خالصة ، ثورة يقودها الملايين من الثوار من مختلف عواصم وبلدان العالم بـ مختلف اعراقهم وانتمائاتهم وطوائفهم ، ثورة مسلحة بـ ارادة التغيير في زمن التغيير والهدف واحد ، الدوري وأي دوري ؟ لافرق بينهما فكل منهما اهم من الآخر , الليغا والأبطال ، كلاهما اصبح مطلباً اساسياً وجوهرياً لـ تلك الشعوب الثائرة الباحثة عن التغيير ، فـ لن تكتمل الفرحة بـ غياب أي منهما ، لن تكتمل الا بـ احتضان الاثنتين معاً في ساحة ( السيبيليس ) حيث سـ يتحقق النصر وتعود الفرحة مجدداً بعد سنين عجاف تخلّلها الكثير من الاخفاقات التي أدمت قلوبنا جميعاً كـ عشاق للميرينغي فقد هرمنا ، هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية
نعم ، سنين طويلة ثقيلة مرت علينا دون أي انجازات أو انتصارات تذكر اذا استثنينا بطولة الكأس في الموسم المنصرم لـ تستمر وتتسع بذلك الفجوة بينهم وبين البنتين الشرعيتين لهذا المارد الملكي الليغا والأبطال ، نعم طال الفراق وما أصعبه وأمرّه من فراق فـ هل من لقاء قريب ؟ هل سـ تتوشح صدورهم بـ سبائك الذهب مجدداً بعد ان توشحت قمصانهم بـ خيوطه قبل انطلاقة الموسم ؟
المهمة ليست سهلة بكل تاكيد ولكن لن أذيع عليكم سرا لو همست لكم أن نبض هاتين الكأسين في هذا الموسم أصبح أقرب إلى مسامعي من أي موسمٍ مضى ، وبدأت أشعر بـ بشائر النصر تداعب جوانحي منذ الآن ولكن ، لماذا الآن بـ الذات بعد كل تلك السنين العقيمة وما الذي تغيّر أو سـ يتغيّر في الموسم المقبل ؟
إن المتتبّع للشأن المدريدي خلال السنوات الماضية سـ يلاحظ بلاشك أن ثمة تغيراتٍ مفصليةٍ قد طرأت على البيت المدريدي هذا العام ، هذه التغيرات نقلته نقلة نوعية ووضعته على أعتاب البطولات وجعلته أقرب من أي وقت مضى إلى منصات التتويج :
* طوال السنوات التسع الأخيرة لم يشهد البيت المدريدي استمرار أي مدرب في منصبه لـ عامين متتاليين حتى أصبح النادي الملكي مضرباً للأمثال والسخرية في نفس الوقت في ظاهرة استبدال المدربين بعد انتهاء كل موسم وحتى في منتصفه في بعض الأحيان ، ولكن في الموسم المقبل سـ نشهد أول بقاء لـ مدرب مدريدي لـ عامين متتاليين ، ومن هو هذا المدرب ؟ بـ التأكيد ليس بيليغريني وليس خواندي راموس او كماتشو أو غيره أو غيره إنه الداهية مورينيو , وهذا مايدل على أن الإدارة المدريدية بدأت تفهم أن استقرار المدرب شرط أساسي لـ استقرار الفريق والمضي قدماً في الطريق الصحيح ، طريق النصر والانتصارات
* وجود أكثر من قبطان أو قائد في المركب سـ يؤدي بلاشك الى غرقها وهذا ماعانى منه الفريق خلال فترة رئاسة كل من الرئيس السابق كالديرون والرئيس الحالي بيريز حيث لم يكن يتمتع المدرب بـ صلاحياته الكاملة في اختيار اسماء اللاعبين القادمين او المغادرين أو حتى اختيار التشكيلة الاساسية للاعبين في ظل التدخل السافر واللا محدود في عملهم من قبل كل من المدير الفني الصربي مياتوفيتش ونظيره الارجنتيني فالدانو مما خلق جواً مشحوناً وعلاقات متوترة بين المدربين من جهة والإدارة من جهة اخرى انعكست آثاره سلباً على المستوى الفني العام للفريق ، ولكن في هذا الموسم وبفضل قوة الشخصية التي يتمتع بها الداهية مورينيو نجد أن الأمور الفنية قد أصبحت بـ أكملها ولأول مرة بـ يد المدرب لـ وحده مما يعني مزيداً من الاستقرار للفريق بـ شكل عام
* انتباه هذا المدرب إلى نقطة مهمة للغاية كانت سبباً رئيسياً في تدني وتراجع مستوى الفريق في المواسم الماضية ألا وهي لعنة الإصابات التي كانت على الدوام سبباً في حرمان المدرب من البدائل المناسبة في دكة الاحتياط التي يفترض بها أن تكون أغنى الدكات على مستوى العالم نظراً لـِ ما تزخر به من اسماء كبيرة بـ الاضافة الى سوء التغذية الصحية التي طالما كانت سبباً في تراجع مستوى الفريق واخفاقه في العديد من المباريات الهامة لعلّ أبرزها خسارة لقاء الكلاسيكو بـ خماسية في الكامب نو ، حيث أمر مورينيو هذا الموسم بـ استبدال الطاقم الطبي بـ أكمله بـ الاضافة إلى المسؤولين عن النظام الغذائي لـ عناصر الفريق بـ طاقم جديد
* منذ آخر غالاكتيكوس مدريدي ، ذلك العصر الذهبي الذي أحرز آخر دوري أبطال في عام 2002 لم تعد تلك التعاقدات الجبارة ناجعة في إحراز البطولات ولم تعد سياسة الغالاكتيكوس تقدم ماهو مرجو منها بما يتناسب مع قيمة ومكانة تلك الأسماء التي كانت تثبت فشلها الواحدة تلو الأخرى حتى قدوم مورينيو الذي وضع حداً لـ تلك الظاهرة وأصبح يعتمد اعتماداً شبه كلي على الأسماء الشابة التي تعطي أكثر وأكبر من قيمتها المادية من أمثال اوزيل خضيرة دي ماريا وحتى كارفايو في الموسم المنصرم ، كاليخون فاران شاهين وحميد التينتوب في الموسم القادم
* عندما قدِم مورينيو إلى القلعة الملكية صرح أنه عادةً لايحرز البطولات في اول موسم له مع الفريق وأن البطولات تأتي عادةً في العام التالي وهذا مايجعل مورينيو أمام تحدٍ كبير هذا الموسم للحفاظ على كلمته وعدم الإخلال بـ وعده الذي قطعه على نفسه وعلى المدريديستا ، لذلك يُتوقع له أن يقدم هذا الموسم كل مالديه لـ إحراز البطولات خصوصاً بعد أن وفرت له الإدارة كل مايطلبه ويحتاجه وتخلت عن مديرها الفني فالدانو من اجل استمراره على رأس عمله
* من الصعب على فريق شبه جديد أن ينسجم ويتفاهم مع بعضه البعض ومع مدربه الجديد أيضاً ويحرز أي بطولة منذ أول موسم له واتحدث هنا عن الفريق في الموسم الماضي الذي خالف هذه القاعدة وأحرز بطولة غالية وغائبة عن خزائن النادي منذ زمن طويل بـ الاضافة إلى وصول ذات الفريق إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري الأبطال وهو الانجاز الذي عجزت عنه مجرات النجوم التي سبقتهم طوال ثمان سنوات حيث كانوا يخرجون في كل مرة من دور الـ 16 ، وهذا الفريق وهذه المجموعة هي من سـ تشكل العصب الرئيسي للفريق في الموسم القادم ومع نفس المدرب مما يعني مزيداً من التفاهم والانسجام والانصهار والبطولات بـ إذن الله مما يجعلنا نستبشر خيراً بـ هذه المجموعة الشابة في المستقبل القريب والقريب جداً
* قد نتفق جميعاً أن أهم عنصرين في الفريق للموسم القادم هما المدرب مورينيو والنجم كريستيانو رونالدو ، هذان الشخصان اللذان لايستسيغان أبداً طعم الهزيمة ولايطيقان أو يتحملان أبداً فكرة الابتعاد لـ فترة طويلة عن منصات التتويج التي لم يصلاها حتى الآن مع النادي الملكي لو استثنينا بطولة الكأس التي قد لاتعني لهما الكثير ، اسمان اقترنا كثيراً بـ البطولات والانجازات ومن المؤكد أنهما لن يقبلا أن يخرجا من مُولد الموسم القادم بلا حمّص خصوصاً أن خصمهما المباشر هو النادي الكتلوني الذي تربطهما به علاقات متوترة ومشحونة وحساسة شبيهة بـ التحدي وتكسير العظام ، فـ هنا مورينيو ورونالدو وهناك غوارديولا وميسي فـ لِمن سـ تكون الغلبة ؟
أراها بيضاء بيضاء بيضاء والعلم عند الله .. !
جزيل الشكر .. دمتم بِـ ود
