
عظمة الله تعالى لاتحد بحدود , ولا يتصورها عقل موجود , وغاية كل عابدٍ كبود
سبحانه ماأعظمة , سبحانه ماألطفة , سبحانه ماأصبره
المتحدث عن رب الأربابتلفه الحيرة كيف يصيغ العبارات , ويحكي الحكايات , ويروي
عن ذاته العليا أبلغا لآيات
ولا نقول ولا نصفه ألا بما وصف به نفسه وأثنى على جلالقدره
حيث قال
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقّ َقَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )
فكل كبير أمام قوته صغير , وكل عزيزٍ بحضور هيبته حقير
سبحانه عدد الحصى سبحانه عدد ماخلق وعدد من سجد
لانحصي ثناءاً عليه
ونعترف ونقر أنه هو المالك
وهو الخالق وهو المتصرف في الخلق
نعترف بأننا ملكه وتحت تصرفه وتقديره؛
نعترف بأنه سبحانه مالك الملك
ذو الجلال والإكرام، ربنا ورب كل شيء،
وأنه لا يخفى عليه من عباده خافية
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

المسجد الحرام والكعبة المشرفة

أول بيت وضع للناس وقبلة إبراهيم أبي الأنبياء وقبلة المسلمين
"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين" (آل عمران: 96)
المسجد الحرام، يقع في قلب مكة المكرمة، ويتوسطه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين أينما كانوا.. وشعائر الله الأخرى التي يقوم بها الناس في الحج والعمرة إنما هي في قلب الحرم المكي.. أرض الله الحرام وكلها مقدسة، إذا دخلها الإنسان كان آمناً..
كما في سورة الفتح "وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم"وكذلك وردت بصيغة بكة، كما في الآية "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين" ووردت باسم أم القرى في سورة الأنعام "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق لما بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها"، كما وردت باسم البلد الأمين كما في سورة التين "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين"
فقد أقبل موسم الحج واقتربت أيامه المباركات جاءت لتكون شاهدة ً بما سيودعها الناس فهناك أقوام سيودعونها بصالحِ العملِ وعظيم ِ القربِ من صلاة وصيام وحج واعتمار وتنافس في الطاعات وتسابق إلى الخيرات ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَاَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوانُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ )

الكعبـــة:-

هي قبلة المسلمين في صلواتهم, وإليها يطوفون في حجهم, وتهوى أفئدتهم وتتطلع الوصول إليها من كل أرجاء العالم. وهي أيضاً البيت الحرام, وسميت بذلك لأن الله حرم القتال بها, وهي أقدس مكان على وجه الأرض بالنسبة للمسلمين, كما أنها مكان خاص بالمسلمين وحدهم.
لإن الله امر إبراهيم برفع قواعد الكعبه المشرفه, وساعده ابنه إسماعيل في بنائها, ولما اكتمل بنائهما أمر الله إبراهيم أن يؤذن في الناس بأن يزوروها ويحجوا إليها.
وصفتها أنها بناء مكعب الشكل, يبلغ أرتفاعها 15 متراً, ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 متراً, وكذلك يكون الذي يقابله, وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله, فطولهما عشرة أمتار. ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسعة أذرع, وكانت دون سقف, ولها باب ملتصق بالأرض, حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً, ثم جاء من بعده عبد المطلب وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب, وقد كان بذلك أول من حلىّ الكعبة بالذهب.

وصف الكعبة :-

لكعبة هي مبنى دو شكل مكعب تقريبا بارتفاع 15 متر و اضلاعها 12 متر و 10 متر. للكعبة منفد واحد و هو باب يفتح ثلاث مرات سنويا لغسل داخلها بماء زمزم.
في الداخل, الغرفة فارغة
السقف مدعم من ثلاثة اعمدة محاطة بالرخام. في زاوية نجد ادراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة. في القرن 19 كانت الكعبة محاطة بعدة مبان صغيرة.

- باب الكعبة :-
و يقع الحائط الشرقي و يرتفع 2.13 متر عن الأرض.
ستارة باب الكعبة …
من أكثر قطع الكسوة المشرفة احتفاء بالزخارف النباتية والهندسية والخطية والمثال علي ذلك ما تحمله آخر كسوة للكعبة صنعتها مصر ولم تزل محفوظة بدار الخرنفش حيث تتماثل الزركشة الهندسية حول محورها الرئيسي أما زركشة الخط فهي لا تخضع لهذا التماثل نظرا لوجود آيات قرآ نية تأخذ مساحة أكبر من النصف وتكثر الزخارف والزركشة في الجزء السفلي من الستارة وهي ما يسمي بالقائم الكبير والذي به فتحة باب الكعبة لكي يبعد باقي الزخارف الكتابية عن مستوي الأرض بأكبر مسافة ممكنة لأنها تحتوى علي آيات قرآنية وتأخذ هذه الآيات أشكال دائرية وبيضاوية علي هيئة القنديل أو ثمرة الكمثري .

قفل الباب
تمت صناعة قفل جديد للباب حين أُريد تغيير القفل القديم ، و الذي يعود تاريخه إلى عهد السلطان عبد الحميد سنة (1309 هـ)، و ذلك بنفس مواصفات القفل القديم بما يناسب التصميم الخاص بالباب الجديد، مع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانة.
- ميزاب
و تقع في الحائط الشمالي لإخراج مياه الأمطار.

هدف ميزاب هو توجيه تدفق مياه الأمطار المتراكمة على الأسطح إلى الخارج ومنعها من الانحدار على طول الجدران وإلحاق الضرر بالأساسات.
4- الشاذروان
و هو جزء من حجر أساس الكعبة.

- الحطيم


قال ابن القيم :
وأما الحطيم : فقيل فيه أقوال : أحدها : أنه ما بين الركن والباب ، وهو الملتزم ، وقيل : هو جدار الحِجر ؛ لأن البيت رُفع وترك هذا الجدار محطوماً .
والصحيح : أن الحطيم الحِجر نفسه ، وهو الذي ذكره البخاري في " صحيحه " واحتج عليه بحديث الإسراء ، قال : " بينا أنا نائم في الحطيم " ، وربما قال : " في الحِجر " ، قال : وهو حطيم بمعنى محطوم ، كقتيل بمعنى مقتول .
" شرح تهذيب سنن أبي داود "
- ملتزم
الدعاء عنده مستجاب ، وما يقول عنده
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
والدعاء مستجاب عند نزول المطر وعند التحام الحرب وعند الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات وفي حال السجود ودعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم وأمثال ذلك فهذا كله مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والدعاء بالمشاعر كعرفة ومزدلفة ومنى والملتزم ونحو ذلك من مشاعر مكة والدعاء بالمساجد مطلقاً وكلما فضل المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء فيه أفضل .
" مجموع الفتاوى

7- مقام سيدنا إبراهيم

قال الله سبحانه وتعالى: ( وإذ جعلنا البيت مثابةللناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
أي : اتخذوا عند مقام إبراهيم مصلى.
قيل : المسجد كله مقام إبراهيم , وقيل : الحرم كله , وقيل : جميع مشاهدالحج كمنى وعرفة ومزدلفة , وقيل : هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه الصلاةوالسلام عند بناء الكعبة وكان يرتفع به كلما ارتفع البناء. وهذا القول الأخير هوالصحيح وهو الذي يتبادر إلى الاذهان إذا ذكر المقام وهو الذي أراد الله أن تغوص فيهقدما إبراهيم عليه الصلاة والسلام تخليدا لذكراه وما يحوطها من إيمان كامل وتعلقبالله شامل.
أصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنةطمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)
8- زاوية الحجر الاسود .
9- زاوية اليمن
10- زاوية سوريا
11- زاوية العراق

عمارة الكعبة المشرفة.. عبر الزمان
الكعبة المشرفة هي أصل مدينة مكة المكرمة، وتقع في وسط المسجد الحرام، ثم نشأت حول البيت الحرم مدينة مكة المكرمة التي صارت موطن قبيلة قريش وذرية إسماعيل عليه السلام، كما تقع الكعبة المشرفة في مركز الكرة الأرضية، ويعلوها في السماوات العلى البيت المعمور الذي تطوف حوله الملائكة، ويقال إن الملائكة هم الذين قاموا ببناء الكعبة قبل خلق الإنسان بعد أن أذن لهم الله تعالى بذلك.. وظلت مندثرة فترة من الزمن تحت الرمال، حتى عين الله (سبحانه وتعالى) موقع البيت لسيدنا إبراهيم عليه السلام وساعده في عمارتها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وكان ذلك منذ قرابة أربعة آلاف عام،
وبناء سيدنا إبراهيم يعتبر البناء الثاني للكعبة المشرفة حيث ورد بالقرآن الكريم أن سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل رفعا قواعد البيت مما يدل على أنه كان موجودًا من قبل ذلك، وهو البناء الذي شيده الملائكة المكرمون؛ ويصف أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام بأنها كانت بناء ذا جوانب أربعة ارتفاعها تسعة أذرع وكان بابها إلى الأرض، وجعل سيدنا إبراهيم عليه السلام في جدارها حجرا أسود علامة على بداية الطواف حولها ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن في الناس بالحج، وقد أسمع الله تعالى جميع خلقه هذا النداء..
وتفضل الله سبحانه وتعالى فجعل هذا البيت حرماً طاهراً آمناً يلجأ إليه الناس ويأمنون فيه على أنفسهم. وقد أسمت العرب الكعبة المشرفة بعدة أسماء منها البيت الحرام، والبيت المحرم، البيت العتيق، وأصبحت الكعبة بعد السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة قبلة المسلمين، يتجهون إليها في صلاتهم.
الكعبة المشرفة في ظل الإسلام
أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بعد فتح مكة بتطهير الكعبة من الأصنام والصور، وكساها بكسوة من اليمن، وأمر بتطييبها، ولم يكن للكعبة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) سور يحيط بها، بل كانت بيوت أهل قريش تحيط بها وتفتح على المطاف الذي يحيط بجسم الكعبة، ولم يحدث تغيير يذكر في عمارة الكعبة في عهد الرسول (عليه الصلاة والسلام) ولا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق(رضي الله عنه) وفي عصر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضاقت مساحة المطاف حول الكعبة بسبب زيادة أعداد المسلمين الآتين للحج، فطلب الخليفة عمر بن الخطاب من أهل قريش أن يفسحوا مكاناً لتوسيع المطاف وذلك بشراء منازلهم المطلة على الكعبة فلما رفضوا ذلك نزع ملكيتها ووضع الأموال في بيت المال لمن يطلبها وهدمت البيوت المحيطة بالمطاف القديم ووسعت مساحة المطاف الذي يحيط بالكعبة، وحتى لا تزحف بيوت قريش مرة أخرى على المطاف الذي يحيط بالكعبة قام ببناء سور حول المطاف من الخارج بارتفاع قامة الإنسان، وجعل فيه عدداً من الأبواب وكان ذلك في السنة السابعة عشر من الهجرة النبوية.
وفي عام 26 هـ، أجرى الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) توسعة أخرى حول الكعبة المشرفة وسورها حيث تم توسيع المطاف بعد هدم عدد آخر من بيوت أهل قريش المحيطة بسور عمر بن الخطاب الخارجي، كما أنه بنى لأول مرة ثلاث سقائف حول مساحة المطاف خصصها للصلاة، وكانت هذه السقائف تؤدي إلى أروقة ؛ وبهذه التوسعة يكون الخليفة عثمان بن عفان أول من بني مسجداً محاطاً بسور حول بناء الكعبة المشرفة، ولم يكن هذا المسجد به منبراً فأحضر معاوية ابن أبي سفيان معه منبراً حين حضوره لأخذ البيعة لابنه يزيد من أهل مكة ووضع المنبر في المسجد وكان ذلك عام 47 هـ.
وفي الفترة التي سيطر فيها عبد الله بن الزبير على مكة المكرمة أجرى بعض التعديلات على عمارة الكعبة، وعندما سيطر الأمويون ـ مرة أخرى ـ على مقاليد الحكم أعادوا بناء الكعبة على ما كانت عليه وقت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان ذلك على يد الحجاج بن يوسف، من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان وظلت الكعبة المشرفة على هذا الشكل لمدة لا تقل عن ألف عام بدون تغيير يذكر اللهم إلا الإضافات التي قام بها الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي أجرى عمارة كبيرة في المسجد الحرام، وكذلك الإضافة التي تمت في عهد الخليفة المهدي العباسي، وأصبحت الكعبة تتوسط صحن المسجد الحرام
يتبع