- إنضم
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 7,671
- نقاط التفاعل
- 11,979
- النقاط
- 356
- محل الإقامة
- أرض الله الواسعة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نبذة عن الصيام تعريفه وفضله وزمنه
الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، كما في حديث جبريل لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن الإسلام، فقال: ((أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان))1 الحديث.
وكما في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس .. - وذكر منها - وصوم رمضان..)2 الحديث.
إذاً فالصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمارة بالسوء، وهو مركب من أعمال القلب, ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه ، وهو أجمل الخصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس فاقتضت الحكمة الإلهية أن يبدأ في التكاليف بالأخف, وهو الصلاة تمريناً للمكلف ورياضة له ثم يثني بالوسط وهو الزكاة، ويثلث بالأشق وهو الصوم وإليه وقعت الإشارة في مقام المدح والترتيب {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} (35) سورة الأحزاب.
وها نحن في شهر رمضان المبارك الذي فرض الله صومه على كل مسلم مكلف ، فالصيام فيه شعيرة ظاهرة ، وعبادة واجبة ، لذا كان من المناسب الحديث عن هذه العبادة العظيمة ، وما فيها من فضائل وحكم وأسرار .
تعريف الصيام:
الصيام في اللغة: هو الإمساك والامتناع، ومنه قول مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} سورة مريم 26.
ويستعمل في كل إمساك, يقال: صام: إذا سكت, وصامت الخيل: وقفت، ومنه قول الشاعر:
خـيل صيـام وخـيل غـير صائمـة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
فهذا هو معناه، يعني مثل إمساك الخيل عن علك اللجام، هو تركها له، وكذلك الإمساك في اللغة: هو الترك. والإمساك عن كل شيء من الكلام والطعام، وجاء به الشرع في أشياء مخصوصة.
والصيام في الشرع: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات - (حقيقة أو حكماً) كمن أكل ناسياً فإنه ممسك حكماً - من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس.
فالصوم الشرعي: إمساك وامتناع إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، وما في حكمهم خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى.
قال تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَيْلِ}(سورة البقرة- آية187).
وهو كما سبق ركن من أركان الإسلام، كما ثبت في ذلك أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وأجمع العلماء على وجوبه بشروط بينوها، كغيره من واجبات الشرع.
وتجري علية الأحكام الخمسة من الوجوب والإباحة والمسنون والمحرم والصيام المحرم كصيام العيدين.
والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، فالجوع يكسر من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة، وهو كذلك يضيق مجاري الشيطان، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه، وقبل ذلك كله هو عبادة لله، فالصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله، وذلك حقيقة الصيام.
زمن فرضية الصيام:
وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد صام تسع رمضانات، وفرض أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام، فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً، ورخص للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، فإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض، وإنما كان مع الصحة فجبر بإطعام ثلاثين مسكيناً، كفطر الصحيح في أول الإسلام.
ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} (187) سورة البقرة، والخيطان: بياض النهار وسواد الليل.
فضل الصيام:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((..ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))3
وعن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -عز وجل-: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).4
وقال أيضاً: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد))5
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان))6
وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا))7
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما حضر رمضان: ((قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))8
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).9
والصيام باب من أبواب الخير: فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ألا أدلك على أبواب الخير؟!)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار ))10
والصيام لا مثل له: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: (( عليك بالصيام، فإنه لا مثل له))11
والصوم باب يؤدي إلى التقوى: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة
وكلما أكثر المرء من الصيام باعد الله بينه وبين النار: فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).
فهذا في صيام يوم واحد، فكيف بمن صام يوماً وأفطر يوماً، أو صام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر؟!
ومن فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، ولكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة))12.
وقد قال تعالى: في أثناء آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة، ليرغب الصائم بكثرة الدعاء.
وهذه من فضائل الصيام مطلقاً وهي في شهر رمضان آكد ؛ لأن صيام رمضان هو أشرف أنواع الصيام وأفضلها. قال الحافظ ابن رجب: ( فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام، لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها).
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا من فضله ، ويسبغ علينا نعمه ، ويجعلنا ممن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً ، ويغفر لنا ويعتقنا من النار إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لا تنسونا من صالح دعائكم
تحياتي
نبذة عن الصيام تعريفه وفضله وزمنه
الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، كما في حديث جبريل لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن الإسلام، فقال: ((أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان))1 الحديث.
وكما في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس .. - وذكر منها - وصوم رمضان..)2 الحديث.
إذاً فالصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمارة بالسوء، وهو مركب من أعمال القلب, ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه ، وهو أجمل الخصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس فاقتضت الحكمة الإلهية أن يبدأ في التكاليف بالأخف, وهو الصلاة تمريناً للمكلف ورياضة له ثم يثني بالوسط وهو الزكاة، ويثلث بالأشق وهو الصوم وإليه وقعت الإشارة في مقام المدح والترتيب {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} (35) سورة الأحزاب.
وها نحن في شهر رمضان المبارك الذي فرض الله صومه على كل مسلم مكلف ، فالصيام فيه شعيرة ظاهرة ، وعبادة واجبة ، لذا كان من المناسب الحديث عن هذه العبادة العظيمة ، وما فيها من فضائل وحكم وأسرار .
تعريف الصيام:
الصيام في اللغة: هو الإمساك والامتناع، ومنه قول مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} سورة مريم 26.
ويستعمل في كل إمساك, يقال: صام: إذا سكت, وصامت الخيل: وقفت، ومنه قول الشاعر:
خـيل صيـام وخـيل غـير صائمـة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
فهذا هو معناه، يعني مثل إمساك الخيل عن علك اللجام، هو تركها له، وكذلك الإمساك في اللغة: هو الترك. والإمساك عن كل شيء من الكلام والطعام، وجاء به الشرع في أشياء مخصوصة.
والصيام في الشرع: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات - (حقيقة أو حكماً) كمن أكل ناسياً فإنه ممسك حكماً - من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس.
فالصوم الشرعي: إمساك وامتناع إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، وما في حكمهم خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى.
قال تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَيْلِ}(سورة البقرة- آية187).
وهو كما سبق ركن من أركان الإسلام، كما ثبت في ذلك أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وأجمع العلماء على وجوبه بشروط بينوها، كغيره من واجبات الشرع.
وتجري علية الأحكام الخمسة من الوجوب والإباحة والمسنون والمحرم والصيام المحرم كصيام العيدين.
والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، فالجوع يكسر من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة، وهو كذلك يضيق مجاري الشيطان، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه، وقبل ذلك كله هو عبادة لله، فالصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله، وذلك حقيقة الصيام.
زمن فرضية الصيام:
وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد صام تسع رمضانات، وفرض أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام، فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً، ورخص للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، فإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض، وإنما كان مع الصحة فجبر بإطعام ثلاثين مسكيناً، كفطر الصحيح في أول الإسلام.
ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} (187) سورة البقرة، والخيطان: بياض النهار وسواد الليل.
فضل الصيام:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((..ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))3
وعن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -عز وجل-: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).4
وقال أيضاً: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد))5
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان))6
وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا))7
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما حضر رمضان: ((قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))8
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).9
والصيام باب من أبواب الخير: فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ألا أدلك على أبواب الخير؟!)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار ))10
والصيام لا مثل له: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: (( عليك بالصيام، فإنه لا مثل له))11
والصوم باب يؤدي إلى التقوى: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة
وكلما أكثر المرء من الصيام باعد الله بينه وبين النار: فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).
فهذا في صيام يوم واحد، فكيف بمن صام يوماً وأفطر يوماً، أو صام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر؟!
ومن فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، ولكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة))12.
وقد قال تعالى: في أثناء آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة، ليرغب الصائم بكثرة الدعاء.
وهذه من فضائل الصيام مطلقاً وهي في شهر رمضان آكد ؛ لأن صيام رمضان هو أشرف أنواع الصيام وأفضلها. قال الحافظ ابن رجب: ( فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام، لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها).
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا من فضله ، ويسبغ علينا نعمه ، ويجعلنا ممن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً ، ويغفر لنا ويعتقنا من النار إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لا تنسونا من صالح دعائكم
تحياتي