السلام عليكم
اهلا بكم في الدرس الثالث بعنوان
يكفيك حب الله عز وجل
♥ ♥ ♥ ............" تذكـــ يكفيك حب الله ـــرة "
إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله عز وجل ، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا
الحب ويبحث عنه ، فإذا وقع في أمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ،
فإذا أصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه ،
وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالى خائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ،
لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء الله إنما
هو دليل محبة وتكريم ، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغض
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي .
بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،
فإن إتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى : "لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ،
وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان"
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " ][آل عمران / 31]
أن علامات حب الله عز وجل ان يجعل الله له المحبة في أهل الأرض ،
ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب.
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة لهذا أدرك علماء الإسلام أهمية حب الله عز وجل
فكانوا يسألونه تعالى هذا الحب في دعائهم ، ومن أدعيتهم في هذا المجال :
" اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك"
فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله فلا شيء يكفيه ، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه .
♥ ♥ ♥ ............" آية من الذكر الحكيم "
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ
بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير )[ المائدة/18]
وزعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه، قل لهم -أيها الرسول- : فَلأيِّ شيء يعذِّبكم بذنوبكم؟
فلو كنتم أحبابه ما عذبكم، فالله لا يحب إلا من أطاعه، وقل لهم: بل أنتم خلقٌ مثلُ سائر بني آدم،
إن أحسنتُم جوزيتم بإحسانكم خيرا، وإن أسَأْتُم جوزيتم بإساءتكم شرًّا، فالله يغفر لمن يشاء،
ويعذب من يشاء، وهو مالك الملك، يُصَرِّفه كما يشاء، وإليه المرجع، فيحكم بين عباده، ويجازي كلا بما يستحق.
♥ ♥ ♥ ............" من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حب الله"
كان حب النبي صلى الله عليه وسلم لربه حبا صادقا، ترجمته العبادة والذكر، وكانت عبادته صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه تقوي الحب إذا خفت،
وتزيده إذا قلّ، لذا رأيناه صلى الله عليه وسلم يقول: "حُبب إليّ الطيب والنساء، وجُعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد في مسنده
وكان صلى الله عليه وسلم إذا حضرت الصلاة قال: "أرحنا بها يا بلال".رواه أحمد في مسنده
ولقد دفع هذا الحب رسول صلى الله عليه وسلم أن يستعذب الألم الذين يلقاه في عبادته،
فإذا صلى أطال صلاته حتى يشفق عليه من يراه، إنه يقوم حتى تتورم قدماه
فإذا سئل من كثرة القيام مع مغفرة ربه قال: "أفلا أكون عبدا شكورا" متفق عليه.
♥ ♥ ♥ ............" إن من البيان لسحر "
قال صلى الله عليه وسلم"إن الله تعالى يحب العبد : التقي الغني الخفي" [صحيح]
( إن اللّه تعالى يحب العبد ) المؤمن
( التقي ) من يترك المعاصي امتثالاً للمأمور به واجتناباً للمنهي عنه،
وهو فعيل من الوقاية تاؤه مقلوبة عن واو وقيل هو المبالغ في تجنب الذنوب
( الغني ) غنى النفس كما جزم به في الرياض هو الغني المحبوب
وأشار البيضاوي وعياض والطيبي إلى أن المراد غنى المال والمال غير محذور لعينه بل لكونه يعوق عن اللّه
فكم من غني لم يشغله غناه عن اللّه وكم من فقير شغله فقره عن اللّه فالتحقيق أنه لا يطلق القول بتفضيل الغني على الفقير
وعكسه ( الخفي ) بخاء معجمة أي الخامل الذكر المعتزل عن الناس الذي يخفي عليهم مكانه ليتفرغ للتعبد
قال ابن حجر وذكر للتعميم إشارة إلى ترك الرياء وروى بمهملة ومعناه الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء
قال الطيبي والصفات الثلاثة الجارية على العبد واردة على التفضيل والتمييز فالتقى مخرج للعاصي والغني للفقير والخفي على الروايتين
لما يضادها فإذا قلنا إن المراد بالغنى غنى القلب اشتمل على الفقير الصابر والغني الشاكر منهم
وفيه على الأول حجة لمن فضل الاعتزال وآثر الخمول على الاشتهار .
♥ ♥ ♥ ............" عن أهل الخير "
قال هرم بن حيان : ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم .
♥ ♥ ♥ ............" مواقف مضيئة "
وقف الرسول صلى الله عليه وسلم قبل غزوة أحد ، يعلن الحرب على أبي سفيان ، ولبس لأمته،
وهو يتحدث في الناس ويشاورهم ، أنقاتل في المدينة ، أم نخرج خارج المدينة إلى أحد .
فقام شاب ، من بني عمر بن سالم ، فقال : يا رسول الله ، لا تمنعني ، ولا تحرمني دخول الجنة ،
فو الله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة .فقال صلى الله عليه وسلم ـ وهو يتبسم ـ : بم تدخل الجنة ؟
.قال : بخصلتين .قال : ما هما ؟قال : بأني أحب الله ورسوله كثيراً ، ولا أفر يوم الزحف .
قال صلى الله عليه وسلم : "إن تصدق الله يصدقك" .وبدأت المعركة ، ودارت رحاه ، وأتى الصادق ،
فصدق الله فقتل .فمر صلى الله عليه وسلم عليه ،
وأخذ يمسح التراب عن جبينه ، وتدمع عيناه صلى الله عليه وسلم ويقول : " صدقت الله فصدقك الله ".