أرباح اليوم: ـ مغفرة ما تقدم من الذنوب: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه ". - أجر بغير حساب: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله تعالي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ". - شفاعةُ يوم القيامة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة " . - ثواب يفوق الخيال: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له. قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له . قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له . صحيح - إجابة الدعاء: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر. صحيح - إطفاء نار الشهوة: فمن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء. - البعد عن النار: « من صامَ يوماً في سبيلِ الله باعدَ الله وجهَه عن النارِ سبعين خريفا » رواه البخاري - الفوز بالجنة: قال (صلى الله عليه وسلم) : «إن في الجنةِ غرفةً .. يُرى ظاهرُها من باطنِها ، وباطنُها من ظاهِرها .. أعدها الله لمن أطعمَ الطعام ، وألانَ الكلام ، وتابعَ الصيام ، وصلى والناسُ نيام» حسنه الألباني، وما أدراكَ ما الغرفات ؟ يقولُ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «إن أهلَ الجنةِ ليتراءون أهلَ الغرفِ من فوقهِم كما تراءَون الكوكبَ الدرَي لبعدِهم في الأفقِ من المشرقِ أو المغربِ لتفاضلِ ما بينهم». نور قرآني: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (183) - وهو الخالق والعالم بما يصلحنا وما ينفعنا، ومن ذلك تشريع الصيام. - وهو أمر دافع الحب والحرص على عباده. - وهو أمر مجرَّب في كل الأمم السابقة وأثبت مفعوله وليس حكرا على امتنا، وليس الإنسان المسلم هو الوحيد الذي كُلّف به، فهناك معه غيره قبل أن تنزل رسالة الإسلام، حتى لا يستوحش الإنسان ظناً منه أن هذا التكليف وقع عليه وحده، وهي آية تعلي في بُعدها الحضاري قيمة التجربة التي خاضها من سبقونا لنستفيد من خبرات السابقين. - وهو أقصر طريق للوصول إلى التقوى مع ما في التقوى من القرب من الله والتعرض لثوابه.
الرسول قدوتنا: - يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه- : خرجنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض أسفاره في يوم حار حتى وضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا النبي وابن رواحة. - كان أحب الصيام إليه صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما. متفق عليه
من درر الأقوال:
- قيل للأحنف بن قيس: إنك كبير، وإن الصيام يضعفك. قال: إني أعده لسفر طويل.
- قال ابن القيم: ليس الصوم صوم جماعة عن الطعام وإنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام وصمت اللسان عن فضول الكلام وغض العين عن النظر إلى الحرام وكف الكف عن أخذ الخطام ومنع الأقدام.
- قال يعقوبُ بنُ يوسف الحنفي : بلغَنا أن اللهَ تعالى يقولُ لأوليائهِ يومَ القيامةِ : يا أوليائي طالما نظرتُ إليكمْ في الدنيا وقد قَلُصتْ شفاهُكم عن الأشربةِ ، وغارت أعينُكم ، وجفتْ بطونُكم ، كونوا اليومَ في نعيمِكِم ، وتعاطوا الكأسَ فيما بينَكم.
- قال الحسن : تقول الحوراء لوليّ الله وهو متكئٌ معها على نهر العسل تُعاطيه الكأس: إن اللهَ نظرَ إليكَ في يومٍ صائفٍ بعيدِ ما بين الطرفين وأنتَ في ظمأِ هاجرةٍ من جهد العطشِ فباهي بك الملائكةَ وقال : انظروا إلى عبدي ترك زوجتَه وشهوتَه ولذتَه وطعامَه وشرابَه من أجلي رغبةً فيما عندي اشهدوا أني قد غفرتُ له فغفر لك يومئذٍ وزوَّجنيكَ.
من روائع القصص: * بين الحجاج والأعرابي: خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء فقال: اطلبوا من يتغذى معنا، فطلبوا ، فلم يجدوا إلا أعرابيًّا ، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار: الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء. الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته. الحجاج: من هو ؟ الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم. الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حره. الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرًا. الحجاج: أفطر اليوم وصم غدًا. الأعرابي: أوَ يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد. الحجاج: ليس ذلك إليَّ ، فعلم ذلك عند الله. الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل. الحجاج: إنه طعام طيب. الأعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية. الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا .. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة. * هل أنت من الرعيل الأول؟! عُرِض على الحسن البصري طعام فقال: إني صائم ، فقيل له: في هذا الحر الشديد تصوم!! قال: إني أحب أن أكون في الرعيل الاول!
الصيام في رمضان: ثلاثون يوما تصومها مهما كان من حرها أو تعبها دون أن تتخلف عن يوم واحد، وتمسك فيها جوارحك عن كل ما يجرح صيامك خشية أن يضيع صيامك هدرا، فكيف لا تقوى بعدها على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وكيف لا تتحمل إمساك لسانك وبصرك عن الحرام بقية أيام العام.
و غابت شمس الصيام:
* فصار شهر الصيام شهر الطعام لا شهر القيام. * فقد الناس أعصابهم وازداد غضبهم فيه عما كان قبل رمضان فنزاع وشجار وخصام وشقاق. * أفسد بعض الناس صيامهم بالكلمة الجارحة والنظرة المحرمة، فلم ينالوا من صيامهم غير الجوع والعطش. * أفطر بعض المسلمين بغير عذر في رمضان وجاهروا بذلك. قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني و مدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ، و يظنّون به الزندقة والانحلال.
دعاء:
- اللهم اجعلنا من عتقاء هذا الشهر من النار. - اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وسائر أعمالنا - اللهم كنا سلمتنا رمضان فتسلمه منا بما كان فيه من غفلة أو عصيان. - اللهم إنا نعوذ بك من صيام مردود وعمل غير مقبول. - اللهم جمِّل بواطننا بالاخلاص لك وحسن أعمالنا باتباع رسولك. - اللهم أيقظنا من الغفلات ، ونجِّنا من الدركات ، وكفِّر عنا الذنوب والسيئات ، وتقبل صيامنا يا رب العالمين.
كفانا كلاماً أرونا العمل:
- سأحقِّق صيام الجوارح عن محارم الله، لأنه الصيام الحقيقى بل الجهاد الاكبر، فإذا صمت سيصوم سمعي و بصري و لساني، فلن يكون يوم صومي و يوم فطري سواء. - سأقلع عن التدخين في رمضان، فإن عافاني الله من هذا البلاء سأحرص على دعوة غيري إلى ذلك. - لن أفسد صيامي بمشاهدة العورات في الطرقات أو في الفضائيات، ولن يضحك عليَّ الشيطان فيوقعني ليلا في ما فشل فيه نهارا. - لن يستدرجني الشيطان إلى عداوة مع غيري فأغضب فأخطئ فأخسر!!
- تحويل النوم إلى عبادة. - الفوز بالمغفرة وأدعية الملائكة: قال (صلى الله عليه وسلم): «من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا». - الاستفادة من الوقت وإطالة العمر. - الفوز بأجر الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في كل مظاهر حياته.
نور قرآني:
قال تعالى: { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } الذاريات17 قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: قل ليلة أتت عليهم هجعوها كلها، وقال مجاهد: كانوا لا ينامون كل الليل . قال الإمام الرازي: وفى الآية إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون ، ثم يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك وأخلص منه ، فيستغفرون من التقصير، وهذه سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) : يأتى بأبلغ وجوه الكرم ثم يستقله وعلى النقيض، فإن اللئيم يأتى بالقليل ويستكثره . وفيه وجه آخر ألطف منه : وهو أنه - تعالى - لما بين أنهم يهجعون قليلا ، والهجوع مقتضى الفطرة البشرية، لكنهم مع ذلك { يَسْتَغْفِرُونَ } أي من ذلك القدر من النوم القليل . ومدحهم بالهجوع وذلك أن الهجوع أورثهم الاشتغال بعبادة أخرى ، وهو الاستغفار في الأسحار ، ومنعهم من الإعجاب بأنفسهم والاستكبار .
الرسول قدوتنا:
- كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نامت عيناه لم ينم قلبه. - كان (صلى الله عليه وسلم) لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك ، وفي حديث آخر كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني اسرائيل. - كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت خده الأيمن ويقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك
من درر الأقوال:
- قال أبوحامد الغزالي: لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتخسروا كثيراً ، وفي كثرة النوم ضياع العمر وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب ، والعمر أنفس الجواهر وهو رأس مال العبد فيه يتجر ، والنوم موت فتكثيره يُنقِص العمر.
- قال الفضيل بن عياض : خصلتان تقسيان القلب كثرة النوم ، كثرة الآكل
- قال ابن القيم: النوم يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل، وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه. ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره. ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، لاسيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران. ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة، حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول الأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه ينشأ النهار، فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر. يا طويـل الرقاد والغفــلات ... كثرة النوم تورث الحسرات إن في القبر إن نزلت إليه ... لرقــاداً يطـول بعد الممـات
من روائع القصص:
نوم بين أسدين!!: كان عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- يُرى عليه أثر التعب من قلة النوم، حتى يقال له: ألا تنام ؟ فيقول: إن نمت بالنهار أضعت رعيتي، وإن نمت بالليل أضعت نفسي!!.
>> قليل النوم فائز:
عن جعفر بن زيد قال : خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، فترك الناس عند العتمة، فقلت: لأرمقن عمله فأنظر ما يذكر الناس من عبادته، فصلى، ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس، حتى إذا قلت هدأت العيون وثب فدخل غيضة (غابة) قريباً مني، فدخلت في أثره، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة، وجاء أسد حتى دنا منه، فصعدت إلى شجرة، قال: أفتراه التفت إليه أو عذبه حتى سجد، فقلت: الآن يفترسه فلا شيء فجلس ثم سلم، فقال: أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر، فولى وإن له لزئيراً تصدعت منه الجبال، فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أوَ مثلي يجترئ أن يسألك الجنة، ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا، وقد أصبحت وبي من الفترة (التعب) ما الله به عليم!
النوم في رمضان:
- يدرِّبك رمضان على تنظيم وقت نومك وملء وقتك بما ينفعه. - شعار "مضى عهد النوم" ، "ولت ساعات الراحة"، والسبب: أن شهر السهر في الطاعة قد جاء، وساعات التعب في لذة العبادة قد حضرت، وليالي القرب من الله قد دنت. - يعلمك رمضان أن طاقتك أكبر مما تتخيل، ساعات نوم قليلة تكفيك وباقي اليوم صلاة وقيام، ومن قدر مرة قدر مرات، ومن كسر حاجز الإنجاز في شهر رفع سقف طموحاته على الدوام.
- إن أغلب العبادات في رمضان ليلية، فإن أضعت ليلك فاتك خير كثير، فاحرص ألا تقليل ساعات نومك، واحرص علي النوم بالنهار ( القيلولة ) قدر المستطاع. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل "، فإن ذلك يساعدك على قيام الليل بتركيز .
- تذكَّر: كل ساعة نوم ناقصة تساوي ساعة زائدة في العمر، يطير قلبك فرحا بها عندما ترى ثمرتها في القبر.
وغابت شمس اليقظة:
- ضيع الناس الأرزاق بنومة بعد الفجر. - سهر على التلفاز وتضييع لفرائض الله وتنزه في الأسواق في أغلى ليالي العام. - فوات أرباح ما بعدها أرباح بنوم أكثر الليل.. أرباح لا يعلمون قيمتها إلا حين يرون فوز الفائزين وحسرة المعذبين المفرطين
دعاء:
اللهم اكفني من النوم باليسير. لا تجعل منامي عن طاعتك، واجعل منامي عن معاصيك. اجعلني أحتسب نومتي وأحتسب قومتي فأنال أجر النوم واليقظة.
كفانا كلاما أرونا العمل
- حدد لنفسك ساعات نوم معينة كل ليلة من ليالي هذا الشهر الكريم. - جدد نيتك دائما عند النوم فإن هذا يجعلك في عبادة، مثل أن تنوي أت تتقوى بنومك علي القيام. - تأدّب بآداب النوم وأذكاره: قراءة المعوذات الثلاث 3مرات والنفث على سائر الجسد، مع قراءة آية الكرسي، وتسبيحة الزهراء سيدة نساء اهل الجنة عليها السلام 33 والحمد لله 33 مرة، والله أكبر 34 مرة.
- لا تأكل قبل نومك بثلاث ساعات على الأقل لنوم صحي وجسد عفي.
- احتسب عند الله كل راحة تركتها لأداء عبادة وكل نوم هجرته في سبيل طاعة، فيبدلك الله خيرا منه في الدنيا والآخرة. قال (صلى الله عليه وسلم): النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة ( وفي رواية: ولا ينام أهل الجنة ) - لا تنم في الأوقات التي يكره فيها النوم: بعد الفجر، وقبل العشاء.
* تمام الإيمان في الإحسان إلى الجار: عن أبي شريح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله ؟ قال: من لا يأمن جارُه بوائقه، وفي الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره. * دخول الجنة: عن أبي هريرة عن النبي قال: " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ". صحيح * وإيذاء الجار سبب دخول النار: قيل للنبيِّ : يا رسول الله ! إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل، وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا خير فيها، هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدَّق بأثوار ولا تؤذي أحدا ؟ فقال رسول الله : هي من أهل الجنة. ولفظ الإمام أحمد : ولا تؤذي بلسانها جيرانها. * شهادة النبي له بالخيرية: قال (صلى الله عليه وسلم): خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره.
نور قرآني:
قال الله عز وجل في آية الحقوق العشرة: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ } (النساء: 36). فقوله - تعالى - : { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } : هو الذي بينك وبينه قرابة. وقيل: هو الذي قَرُبَ جوارُه. وقيل: الزوجة. وقوله: { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } : قيل: هو الذي يعد في العُرْف جارًا وبينك وبين منزله فسحة. وقيل: هو الذي ليس بينك وبينه قرابة. وقيل: غير المسلم.
الرسول قدوتنا:
- عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يشكو جاره ، فقال : اذهب فاصبر ، فأتاه مرتين أو ثلاثاً فقال : اذهب فاطرح متاعك في الطريق ، فطرح متاعه في الطريق ، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره ، فجعل الناس يلعنونه ، فعل الله به وفعل.فجاء إليه جاره فقال له: ارجع ، لا ترى شيئاً تكرهه. - وأوصى النبي (صلى الله عليه وسلم) النساء : يا نساء المؤمنات ، لا تَحْقِرنَّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِن شاة. صحيح والفِرْسِن : هو العظم قليل اللحم ، والمقصود بالفرسن في الحديث : حافر الشاة ، ومعنى الحديث : لا تحقرن جارة أن تهدي إلى جارتها شيئًا ولو أن تهدي لها ما لا يُنتفع به في الغالب ، وبالجملة فالحديث يُستفاد منه فائدتان: 1- ألا تحقر المرأة شيئًا تهديه لجارتها ولو قلَّ. 2- ألا تحتقر المرأة المُهدَى إليها شيئًا ولو كان قليلاً أو حقيرًا. وإنما خص النساء بالنهي لأمور منها: 1- أن النساء يكثر منهن احتقار الهدية التي تُهدى إليها. 2- ولأن النساء أكثر اتصالاً بالجيران من الرجال؛ بحكم المكث في البيوت. 3- ولأن النساء أساس المودة أو البغضاء بيت البيوت.
من درر الأقوال : - قال الحسن البصري: ليس حسن الجوار كف الأذى ، حسن الجوار الصبر على الأذى. - وقال ابن العربي في جامع أحكام القرآن : «حرمة الجار عظيمة في الجاهلية والإسلام ، معقولةٌ مشروعةٌ مروءةً وديانة» ؛ قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». صحيح - قال منصور الفقيه يمدح بعض جيرانه: يا سائلي عن حسين وقد مضى أشكـالـه أقلُّ ما فـي حسين كفُّ الأذى واحتماله
من روائع القصص:
- كان العرب يضربون المثل في حسن الجوار بجار أبي دؤاد ، وهو كعب بن مامة ، فيقولون في مثلهم السائر : جار كجار أبي دؤاد ، فإن كعباً كان إذا جاوره رجل فمات وداه ( أعطى أهله مقدار ديته ) ، وإن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه ، فجاءه أبو دؤاد الشاعر مجاورًا له ، فكان كعب يفعل به ذلك ، فضربت العرب به المثل في حسن الجوار ، فقالوا : جار كجار أبي دؤاد.
- مرّ مالك بن أنس بقينة تغني شعرا :
أنتِ أختي وأنت حرمة جاري وحقيقٌ عليَّ حفظُ الجوار إن للجــار إن تغيَّب غيبـاً حافظاً للمغيب والأسرار ما أبالي أكان للجار ستر مسبل أم بَقِيْ بغير ستار فقال مالك: علموا أهليكم هذا ونحوه.
- لما عزم أبو البركات التلمساني على الرحلة من بلاد المغرب إلى الشرق كتب إليه ابن خاتمة أحد شعراء تلمسان أبياتاً يقول فيها: أشمسَ الغربِ حقّاً ما سمعنا بأنك قد سئمت من الإقامـه وأنك قد عزمت على طلـوع إلى شرق سموت به علامه لقد زلزلتَ منا كلَّ قلـبٍ بحق الله لا تَـقُم القيـامـه فقال أبو البركات: لا أرحل من إقليم فيه من يقول مثل هذا.
حسن الجوار في رمضان:
دعوة الجار إلى الإفطار
تهنئته بقدوم الشهر
مصاحبته إلى صلاة التراويح
لقاؤه في صلاة الفجر.
كل هذه فرص لكي تعود المياه إلى مجاريها، وتلين قلوب الجيران في رمضان وتمتلأ عاطفة، فكيف لا نغتنم مثل هذه الفرصة ؟!
وغابت شمس حسن الجوار:
انتشر إيذاء الجيران وذلك عن طريق:
* الخصومة والشجار على أتفه الأسباب. * الأنانية والأثرة وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الجماعة. * عدم مشاركة الجار في الأفراح ومواساته في الأحزان. *إيقاف السيارات أمام بابه حتى يضيقَ عليه دخولُ منزله، أو الخروج منه. *ترك المياه تتسرب أمام منزل الجار مما يشق معها دخول الجار منزله، وخروجه منه. *مضايقة الجار بمخلفات البناء وأدواته؛ حيث تمكث طويلاً أمام بيوت الجيران. *وضع المخلفات والقمامة أمام أبوابهم. واسمعوا حديث ابن عمر قال: لقد أتى علينا زمان وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا ربِّ ! هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه.
دعاء:
كان من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم): اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول.
كفانا كلاما أرونا العمل:
- لا تؤذ جارك بأي شيء يضايقه. - تعاهد جارك من طعامك، وتذكر حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): يا أبا ذر!! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك. - ادعُه إلى طعام الإفطار ثم اصطحبه إلى صلاة التراويح عند شيخك المفضل. - أهدِ إلى أطفاله من الهدايا ما تكسب به قلوبهم وقلب أبيهم.
ورد المحاسبة التغييري : الجار
إهداء الطعام إلى الجار
عدم إيذاء الجار بقول أول فعل
دعوته إلى الإفطار
الإهداء إلى أطفال الجار أو إهداء زوجتك إلى زوجته
أرباح اليوم: - التائب من الذنب كمن لم يرتكبه : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . حسن، والثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلاً - التائب حبيب الرحمن : قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222] - التائب سبب فرح الرب: قال (صلى الله عليه وسلم) : لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : أرجع إلى مكاني ، فرجع فنام نومة ، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده. - التائب نادم محمود: عن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه ، وندمه عليه مفتاح توبته ، ولا يزال العبد يهتم بالذنب يصيبه حتى يكون أنفع له من بعض حسناته.
نور قرآني: قال جلَّ ذكره : { وَتُوبُوا إِلّى اللَّهِ جميعاً أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . أمَر الله الكافة بالتوبةِ؛ العاصين بالرجوع إلى الطاعة من المعصية ، والمطيعين من رؤية الطاعة إلى رؤية لاتوفيق ، وخاصَّ الخاصِّ من رؤية التوفيق إلى مشاهدة الذي وفقهم لهذه الطاعة وهو الله جل جلاله، ولذا قيل أحوجُ الناس إلى التوبة مَنْ تَوَهَّمَ أنَّه لا يحتاج إلى التوبة . { إنه هو التواب } المراد من وصف الله تعالى بالتواب المبالغة في قبول التوبة وذلك من وجهين:
الأول : أن واحداً من ملوك الدنيا متى جنى عليه إنسان ثم اعتذر إليه فإنه يقبل الاعتذار ، ثم إذا عاد إلى الجناية وإلى الاعتذار مرة أخرى فإنه لا يقبله لأن طبعه يمنعه من قبول العذر ، أما الله سبحانه وتعالى فإنه بخلاف ذلك.
الثاني : أن الذين يتوبون إلى الله تعالى كثير عددهم ، فإذا قبل توبة الجميع استحق المبالغة في ذلك.
الرسول قدوتنا : قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة. صحيح
فائدة: انظر إلى الرحمة المهداة "صلى الله عليه وسلم" يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة أو مئة مرة، بل كان يعلنها في مجلسه ويكثر منها في مجلسه فكان الصحابة يعدون لرسول الله في المجلس الواحد ( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ) أكثر من مئة مرة ، وهذا النبل من رسول الله قد أزال عن كاهل الأمة بحورا من سوء الظن ربما تفتك بها. هل هناك فرق بين الصورتين ؟ صورة المهموم الطامع في فك كربه وصورة المذنب الطامع في مغفرة ذنبه ؟ لو استغفر المذنب لظن الناس أنه صاحب ذنب أو ارتكب جريمة أو كبيرة من الكبائر ، لكنه الستر النبوي الجميل والتغطية الربانية الرحيمة على كل صاحب ذنب ، بأن شرع الاستغفار للجميع، حتى قال بكر بن عبدالله : إن أكثر الناس ذنوباً أقلهم استغفاراً ، وأكثرهم استغفاراً أقلهم ذنوبا. من درر الأقوال: * قال الفضيل بن عياض : ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلاله : من أعظم مني جوداً ، والخلائق عاصون ، وأنا لهم مراقب ، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني ، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا ، من بيني وبينهم أجود بالفضل على العاصي ، وأتفضل على المسىء ، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه ؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه ؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته ، أنا الفضل ومني الفضل ، أنا الجواد ومني الجود ، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني ، فأين عني تهرب الخلائق ، وأين عن بابي يتنحى العاصون ؟! * قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة. * قال ابن السماك: والله لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم!! * قال مجاهد رحمه الله : من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح فهو من الظالمين. * قال سهل بن عبد الله التستري : التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات المحمودة. * قال علي رضي الله عنه: العجب ممن يهلك ومعه النجاة ، فقيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار والتوبة. * قال ابن عباس : كل ذنب أصر عليه العبد كبير ، وليس بكبير ما تاب منه العبد. * قال عطاء الخراساني: مثل المعتكف كمثل عبد ألقى نفسه بين يدي ربه ثم قال رب لا أبرح حتى تغفر لي لا أبرح حتى ترحمني. * قال ابن مسعود : " أكبر الكبائر : الشرك بالله ، والقنوط من رحمة الله، والأمن لمكر الله، واليأس من روح الله ". من روائع القصص: * سئل عبد الله بن المبارك عن بدء حاله، فقال : كنت في بستان ، فأكلت مع إخواني وكنت مولعاً حريصاً بضرب العود والطنبور ، فقمت في جوف الليل والعود بيدي وطائر فوق رأسي يصيح على شجرة ، فسمعت الطير يقول : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } (الحديد : 16) ، فقلت : بلى ، وكسرت العود ، فكان هذا أول زهدي. * سمع عليٌّ أعرابيا يقول : اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك ، فقال : يا هذا إن سرعة اللسان بالتوبة توبة الكذابين ، قال : وما التوبة؟ قال : يجمعها ستة أشياء : على الماضي من الذنوب الندامة ، وعلى الفرائض الإعادة ، ورد المظالم واستحلال الخصوم ، وأن يعزم على أن لا يعودوا ، وأن تدئب نفسك في طاعة الله كما أدأبتها في المعصية ، وأن تذيقها مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعاصي. التوبة في رمضان: ويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له هل لك في دعاء طويل لا تقوم منه حتى يتوب الله عليك هل لك في بكاء غزيز في ليلة من ليالي رمضان ترجو به العتق من النار هل هناك فرصة سانحة مثل هذه الفرصة في أن تتوب من سماع المغنين والمغنيات ، ومشاهدة القنوات الفاضحات، أسرع قبل ن يأتي يوم لا تقال فيه العثرات، ولا تستدرك الزلات، فغن لم يكن اليوم فمتى ؟! وغابت شمس التوبة: فرأينا الآتي: * استعظام الذنب، فإذا استعظم الإنسان ذنبه رأى أنه لا يمكن مغفرته وبالتالي يستمرئه ويستمر عليه ، وهذا قنوط من رحمة الله ، وهو من الكبائر. * استصغار الذنب واحتقاره ، فكثير من العصاة يستصغرون ذنوبهم ويحتقرونها ، فيستمرون فيها. * الإصرار على الذنب والمداومة عليه. * المجاهرة بالذنب والمفاخرة به. المراحل الأربعة للذنب: وهذا لأن الشيطان يستدرج العبد رويدا رويدا، فيبدأ الذنب بالارتكاب، ثم بعده يكون الانهماك، ثم يزداد تعلق القلب بالخطيئة فيكون الاستحسان، ثم يأتي في المرحلة الرابعة الاستحلال والعياذ بالله.
دعاء: * اللهم اغفر لي خطيئتى وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت اعلم به منى .. اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.. اللهم اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت. * اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، خطأه وعمده، وسره وعلانيته، أوله وآخره. * رب اغفر لي وتب علي إنك انت التواب الرحيم --بهذا التعميم فى الدعاء وهذا الشمول تحصل التوبة لكل الذنوب التى عملها العبد من ذنوبه وما لم يعلمها، فينبغى ألا يخلو يوماً في حياتك من توبه عامة شاملة من خلال واحد من الأدعية المأثورة السابقة. كفانا كلاما أرونا العمل:
*سأجدِّد توبتي لله كل ليلة *سأحفظ ثم أردد الأدعية النبوية المأثورة *لن اكتفي بنفسي بل سأحاول اجتذاب العصاة *إلى رحاب الله، وأفتح لهم باب الأمل في عفو الله. *سأرد المظالم إلى اهلها، ولن أيمر هذا الشهر علي وعلي مظلمة لأحد.
أرباح اليوم: * سبب حصول الخير. * اندفاع الإنسان للعمل والنجاح. * الطمأنينة والنظرة الإيجابية للأحداث ولو كنت في قلب المحنة والمصيبة.. * كسر حاجز الإحباط واليأس. * تنشيط الأجهزة المناعية النفسية والجسدية. * حسن الظن بالله. * مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار المناسب. * الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في تفاؤله. * تقوية الإرادة وبلوغ المراد. * انتقال عدوى الفرح والسرور من المتفائل لأهله وأصحابه فينال بذلك ثواب إدخال السرور على قلب مسلم . نور قرآني: يفيض القرآن بآيات التفاؤل وبث الامل وتبديد اليأس والأحزان، ومنها: - تفاؤل بالمغفرة في قوله: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } - تفاؤل بالنصر في قوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} - تفاؤل بالأجر في قوله: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } - تفاؤل بالنور من وراء الظلمة وانفكاك الكرب بعد اشتداده في قوله: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } - تفاؤل عام في قوله: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }
الرسول قدوتنا: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. قال الحليمي : الفرق بينهما أن الطيرة هي سوء ظن بالله من غير سبب ظاهر يرجع إليه الظن والتيمن بالفأل حسن ظن بالله وتعليق تجديد الأمل به وذلك بالإطلاق محمود ، وأصل التطير التفاؤل بالطير وكانت العرب في الجاهلية إذا أرادت سفرا نفرت أول طائر تلقاه ، فإن طار يمنة سارت وتيمنت، وإذا طار يسرة رجعت وتشاءمت، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، ولذا حكى عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس رضي الله عنهما، فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم : خير ، فقال ابن عباس : لا خير ولا شر . - عن يحيى بن سعيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال للقحة تحلب من يحلب هذه فقام رجل فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما اسمك، فقال الرجل: مُرة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اجلس، ثم قال: من يحلب هذه ؟ فقام رجل فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما اسمك ؟! فقال: حرب، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اجلس، ثم قال: من يحلب هذه ؟! فقام رجل فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما اسمك، فقال: يعيش ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): احلب. - دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) على أم السائب أو أم المسيب فقال : ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ؟ فقالت : الحمى .. لا بارك الله فيها ، فقال: لا تسبي الحمى ، فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد. وقوله : تزفزفين: تتحركين حركة سريعة ومعناه ترتعدين. - وغير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اسم شهاب فسماه هشاما، وسمى حربا سلما ، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة ، وشعب الضلالة سماه شعبا لهدى ، وبني الزنية سماهم بني الرشدة ، وسمى بني مغوية بني رشدة - كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا توجه لحاجة يحب أن يسمع يا نجيح يا راشد يا مبارك ، ومثل ذلك أن يسمع المريض يا سالم فينشرح لذلك صدره ، أو يسمع طالب الضّالّة يا واجد فتستريح لذلك نفسه. - وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) التفاؤل ، فكان أكثر الناس بشرا ، وقد عاتبه ربه في العبوس ، وعلمنا : لا عزاء فوق ثلاث، إشارة إلى عدم الغرق في الأحزان والتفاؤل بالمستقبل.
من درر الأقوال: - قال الإمام الماوردي فى كتابه أدب الدنيا والدين: اعلم أنه لا يخلو من التطير أحد لا سيما الذى عارضته المقادير فى إرادته وصده القضاء عن حاجته فهو يرجو واليأس عليه أغلب ويأمل والخوف إليه أقرب فإذا عاقه القضاء وخانه الرجاء جعل الطيرة عذر خيبته وغفل عن قضاء الله ومشيئته فإذا تطير أحجم عن الإقدام ويئس من الظفر وقدر أن القياس فيه وارد وأن العسرة مستمرة ثم يصير ذلك عادة فلا ينجح له سعى ولا يتم له قصد وأما من ساعدته المقادير ووافقه القضاء فهو قليل التطير لإقدامه ثقة بإقباله وتعويلا على مساعدته فلا يصده خوف ولا يكفه خور لأن الغنم بالإقدام والخيبة بالإحجام. - قال بعض الصالحين: ليس أضر بالرأى ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاء أو يدفع مقدرا فقد جهل. - قال ابن سينا: الوهم نصف الداء ، والإطمئنان نصف الدواء ، والصبر أول خطوات الشفاء. - ومن جميل شعر إيليا أو ماضي قوله: قال السماء كئيبة ! وتجهَّما قلت: ابتسم يكفي التجهُّم في السما ! قال: الصِّبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصِّبا المتصرما !! قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحمــــى ؟ قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمِّهم لو لم تكن منهم أجلَّ وأعظـــــما ! من روائع القصص: في فتح بلاد فارس .. قال يزدجرد قائد الفرس للنعمان بن مقرن بعد أن عرض عليه النعمان الجزية أو الإسلام أو القتال: لولا أن الرُّسُلَ لا تُقْتلُ لَقَتَلْتُكُـم .. قوموا فليس لكم شَيْءٌ عندي، وأخْبِرُوا قائِدَكم أنِّي مُرْسِل إِلَيْه رسْتُم حتَّى يَدْفِنَهُ وَيَدفنكم معا في خندق الْقَادِسِيَّةِ، ثم أمَرَ فَأتِيَ لَهُ بِحِمْلِ تُرَابٍ ، وقال لِرِجالِه: حَمِّلوهُ على أشْرَف هؤلاءِ، وسوقوه أمامكـم على مرأى من النَّاس حتى يخرج من أبوابِ عاصمةِ مُلْكِنَا. فقالوا للوفد : مَنْ أشْرَفُكُمْ ؟ فبادرَ إِليهم عاصم بن عمر وقال : أنا. فَحَمَّلُوهُ عليه حتى خَرَجَ مِنَ المدائِنِ، ثم حَمَّلَهُ عَلَى ناقَتِهِ وأخَذَه معه لِسَعْدِ بنِ أبي وَقَّاص، وبشَّره بالنصر، فقد رأى في أخذه التراب فألا حسن أن الله سيمنح المسلمين بلادهم، وقد كان فقد وقعت معركةُ القادسيةِ، واكْتَظَّ خَنْدَقُها بِجُثَثِ آلافِ الْقَتْلَى من جنودِ كِسْرَى. التفاؤل في رمضان: يبث رمضان روح التفاؤل فهو شهر المغفرة لمن أسرف على نفسه ، وشهر الانتصارات في كبرى معارك الإسلام
وغابت شمس التفاؤل: - سريان روح التشاؤم: تشاؤم من الأشخاص .. تشاؤم من الأرقام .. تشاؤم من الرؤى والأحلام .. تشاؤم من بعض الأماكن، مما يؤثر في سلوك المرء ويعيق نجاحاته، ولذا قالوا: الشيء الذي أخافه هو الذي أبتلى به، وأفضل ما قيل في هذا قول ابن القيم: «واعلم أن التطير إنما يضرُّ من أشفق منه وخاف، وأما من لم يُبالِ به ولم يعبأ به شيئا لم يضُرَّه البتة» - سيادة ثقافة الطيرة (النحس) .. وفي أمثال العرب: أشأم من البسوس، ويراد بها الناقة التي حدثت بسببها الحرب المسماة حرب البسوس بين كل من بكر وتغلب، وفي أمثال العوام: المتعوس متعوس ولو علقوا فى رقبته فانوس!! وكذلك قولهم: قيراط حظ ولا فدان شطارة، وهي كلها كلمات سلبيا لا تلد غير واقع سلبي ومستقبل مضطرب. دعاء: - اللهم أعني على بث الأمل في من حولي، واجعلني مفتاح للخير ، مغلاقا للشر. - اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به. - اللهم وأنر بصيرتي لأرى من وراء كل محنة منحة، وبعد كل بلاء عطاء، وفي ثنايا كل شدة فرجا. كفانا كلاما أرونا العمل : - سأكسر أقفال القلوب اليائسة، وأبث روح التفاؤل في من حولي. - ستعلو ابتسامة الرضا وجهي دائما خاصة في مواجهة المشكلات. - سأنشر في من حولي أن دوام الحال من المحال، وأن فرج كل مكروب قريب، وهلاك كل ظالم وشيك. ورد المحاسبة التعبدي
تابع..... في رحاب أيام رمضان نبدأ بسم الله مع سادس يوم
أرباح اليوم: * خيركم على الإطلاق: «خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه» ، ولعل هذا هو السر في هذا قوله (صلى الله عليه وسلم): «من علّم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تُليَت».
* شرفك الحقيقي: «أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل». * المحسودون: «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار». * هجران القرآن خراب القلوب: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب» ، كبيت الخرابة لا نفع فيها، ولا نظر إليها، ولا اهتمام بها ولا فائدة منها مطلقا. * الشفيعان: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان». * خاصة الله: أهل القرآن أهل الله وخاصته . نور قرآني: قال تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) قال السعدي _ رحمه الله _ في تفسيره (( كتاب أنزلناه إليك مبارك )) أي ، فيه خير كثير وعلم غزير. (( ليدبروا آياته )) أي هذه الحكمة من إنزاله ، ليتدبر الناس آياته فستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها. فإنه بالتدبر فيه و التأمل لمعانيه ، وإعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره ، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن ، وأنه من أفضل الأعمال ولهذا قال عبد الله بن مسعود (( لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة )) وفي مسند الإمام أحمد عن عائشة _ رضي الله عنها _ (( أنه ذكر لها أن ناسا يقرأون القرآن في الليلة مرة أو مرتين ، فقالت : أولئك قرأوا ولم يقرأوا ، كنت أقوم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها خوف إلا دعا الله واستعاذ و لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغَّب إليه )).
الرسول قدوتنا: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا نحب ذلك.
قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد ، فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل. رواه مسلم وأبو داود
عندما انجلت معركة أحد وجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) يدفن شهداء الصحابة ، كان يضع الرجلين والثلاثة في القبر الواحد . فإذا جيء بهم سأل: أيهم كان أقرأ للقرآن ؟ فإذا دُلَّ عليه قدَّمه في اللحد والقبر.
4. من درر الأقوال :
- قال أبو أمامة الباهلي: اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلباً هو وعاء للقرآن. - قال ابن مسعود: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه وسلم). - قال أبو هريرة: إن البيت الذي يُتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل: ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين. - قال أنس بن مالك: رب تال للقرآن والقرآن يلعنه. - قال ابن مسعود: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون وبنهاره إذا الناس يفرطون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون. وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكيناً ليناً ولا ينبغي له أن يكون جافياً ولا ممارياً ولا صياحاً ولا صخَّابا. - قال أبو حامد الغزالي:أما تستحي أن يأتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله وتقرؤه وتتدبره حرفا حرفا حتى لا يفوتك شيء منه ، وهذا كتاب الله أنزله إليك .. انظر كم فصَّل لك فيه القول .. وكم كرره عليك لتتأمل وتتدبر ، ثم أنت بعد كل هذا معرض!! أفجعلت الله أهون عليك من بعض إخوانك ؟ يزورك أخوك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك ، فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثه أومأت إليه أن كُفَّ، وها هو الله يقبل عليك ويتحدَّث إليك وأنت مُدبر مُعرض مشغول .. أفجعلته أهون عندك من بعض خلقه؟! من روائع القصص: * رفعة الدنيا والآخرة : عن نافع بن عبد الحارث لقى عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادى ، فقال ابن أبزى. قال: ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا. قال : فاستخلفت عليهم مولى. قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم (صلى الله عليه وسلم) قد قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين».
* قف عند حدود الله:هذا عيينة ابن حِسنٍ الفزاري يأتي إلى ابن أخيه الحُرِ بن قيس ويقول له : إن لك عند هذا الرجل - أي عمر - رضي الله عنه مكاناً فاستأذن لي عليه ، فيستأذن له على عمر وكان عيينة شديداً جافياً غليظا، فدخل على عمر وقال: هيه يا ابن الخطَّاب .. والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه وهمَّ أن يبطش به، فقال الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين .. إن الله أمر نبيه (صلى الله عليه وسلم) فقال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ، وإن هذا من الجاهلين . قال الحر بن قيس : فوالله ما تجاوزها عمر وكان وقاَّفاً عند كتاب الله عز وجل.
* كيف يُعرفون ؟! في صحيح البخاري عن الأشعريين قومِ أبي موسى الأشعري الذي أوتي مزماراً من مزامير آل داود ، يخبر عنهم الراوي أنهم كانوا إذا نزلوا المدينة ، علم الناس قدومهم بالقرآن!! قال : إني أعلم قدوم الأشعريين ومنازلهم بالمدينة ولمَّا أرهم، كانوا يدوّوُن بالقرآن كدويِّ النحل في الليل . فعلامتهم التي يعرف الناس قدومهم بهذه التلاوات التي يضجون بها في الليل يحيون بها ليلهم ويعبدون ربهم، فكيف نُعرف نحن اليوم في ليلنا؟! القرآن في رمضان: رمضان شهر بدأ فيه نزول القرآن ، بل وكل الكتب المقدسة ، بذا أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم): «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان». حسن فهو شهر القرآن بلا نزاع، وكان جبريل يلقى النبي (صلى الله عليه وسلم) كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، وفيه يقرأ الناس القرآن ويستمعون إليه يتلى ويُختم في المساجد، وترى الطرقات ووسائل المواصلات تكتظ بمن يحمل مصحفه ليقرأ ويختم ، فمنهم من يختم ختمة واحدة ، ومنهم ختمتين ، ومن زاد زاد الله له. وغابت شمس القرآن: هجر الناس القرآن، فأقبلوا عليه في رمضان وهجروه بقية العام، ولأن هجر القرآن أنواع، فاعلموا أي نوع وقعتم فيه لتحذروه: - هجر سماعه والإصغاء إليه. - هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه . - هجر التحاكم إليه في أصول الدين وفروعه. - هجر تدبره وتفهمه. - هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به. دعاء: - اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
كفانا كلاما أرونا العمل : قال الله تعالى: { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ } ومن هذه القوة التي أستحضرها: * سأختم القرآن في رمضان بنية جديدة وهي التعود على قراءته بعد رمضان. * سأحرص على قراءة متدبرة أعلم بها ماذا يريد الله مني؟ * سأتعلم أحكام تلاوة القرآن في حلقة التلاوة في المسجد المجاور. * سأعلِّم غيري أحكام التلاوة، وسأغتنم رمضان واعتكاف العشر الأواخر. ألا تُفرِّغ جزءًا من وقتك للقمة العيش ؟! ألا تمكث مع أهلك كل يوم وقتا ثابتا ترعى مصالحهم ؟! ألا تزور أصحابا تستأنس بهم ؟! أيكون القرآن وتعلمه أهون عليك من كل هذه الأمور الزائلة ؟! ما موقفك رعاك الله ؟ أدع الإجابة لك ، وأسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه . ورد المحاسبة التعبدي
صلاة الفجر
صلاة الجماعة
الورد القرآني
حفظ الصيام
صلاة التراويح
الدعاء
ورد المحاسبة التغييري: القرآن
أختم القرآن في رمضان بنية المداومة على ذلك بعد رمضان
أقرأ هذا العام بتدبر وتفهم للمعاني
أتعلم أحكام تلاوة القرآن في حلقة التلاوة في المسجد المجاور
أرباح اليوم عدم انقطاع الأثر بعد الموت: والأثر يتبع العمر ، والإنسان ما دام حي ويمشي فأثره يتبع عمره ، فإذا انقضى العمر انقطع الأثر ، ولذا قال ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه وهذا فيه فضل صلة الرحم بل وجوبها. سعة الرزق: لذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه )) . دخول الجنة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " لا يدخل الجنة قاطع " قال سفيان في روايته : يعني: قاطع رحم. مضاعفة الأجر مرتين: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة. أسرع مكافأة : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أسرع الخير ثواباً البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم ".
نور قرآني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لما نزلت هذه الآية: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] دعا رسول الله قريشاً ، فاجتمعوا فعم، وخص وقال : يا بني عبد شمس ، يا بني كعب بن لؤي ، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب ، أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف ، أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ، غير أن لكم رحماً سأبلها ببلاها " رواه مسلم، وقوله: قوله "صلى الله عليه وسلم" : " ببلاها " هو بفتح الباء الثانية وكسرها " والبلال": الماء. ومعنى الحديث : سأصلها ، شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة.
فائدة: ِمَ بدأ الله بعشيرة النبي الأقربين ؟ لو كنت تمشي قرب هذا المسجد .. هل تستطيع أن تقول لشخص يمشي لا تعرفه اذهب معي إلى المسجد ؟ لا يعرفك ، سيتوجس منك خيفة ، لكن بإمكانك أن تقول لأخيك ، لابن أخيك ، لقريبك ، لصهرك ، لابن عمك ، لابن عمتك ، لابن خالتك ، لابن خالك ، اذهب معي ، فالقرابة فيها ثقة، لذا ينبغي أن تستغل هذه الثقة الموجودة بين الأقارب في إيصال الخير والدعوة إلى الله.
الرسول قدوتنا - عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : " إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط "، وفي رواية: " ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً "، وفي رواية: " فإذا افتتحتموها، فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً " أو قال: " ذمة وصهراً " رواه مسلم. قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم " والصهر " كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" منهم - وعن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ألك والدة )، وفي رواية ابن قتادة ( أما لك والدة ) قال: لا. قال: ( ألك خالة ) قال: نعم قال: (فبرها ). - وعن معاوية بن جاهمة السلمي –رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت : يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال: ( ويحك أحية أمك ) ؟ قلت: نعم قال: ( ارجع فبرها )، أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ( ويحك أحية أمك ) قلت: نعم يا رسول الله قال ( فارجع إليها فبرها )، ثم أتيته من أمامه فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال : (ويحك أحية أمك ) قلت : نعم يا رسول الله قال: ( ويحك ألزم رجلها فثم الجنة ). - وروي عن عمر - رضي الله عنه - أن رجلاً قال له : قتلت نفساً ؟ قال: أمك حية ؟ قال: لا. قال: فأبوك ؟ قال نعم. قال فبره وأحسن إليه ، ثم قال عمر : لو كانت أمه حية فبرهما وأحسن إليها رجوت أن لا تطعمه النار أبدا.
من درر الأقوال: * قال الإمام النووي رحمه الله : " صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل ، فتارة تكون بالمال ، وتارة بالخدمة ، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك ". * عن أنس رضي الله عنه قال : إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فينسؤه الله - أي يؤخره - ثلاثين سنة. وإنه ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيره الله إلى ثلاثة أيام. من روائع القصص: روي عن أبي هريرة أنه جلس يحدِّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أحرِّج على كل قاطع رحم الا قام من عندنا، فلم يقم أحد الا شاب من أقصى الحلقة فذهب الى عمته لانه كان قد صارمها منذ سنتين فصالحه، فقالت له عمته ما جاء بك يا ابن اخي، فقال: إنى جلست إلى أبى هريرة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أحرج على كل قاطع رحم الا قام من عندنا، فقالت له عمته: ارجع إلى أبى هريرة واسأله لم ذلك، فرجع اليه و أخبره بما جرى له مع عمته و سأله لم لا يجلس عندنا قاطع رحم ؟ فقال أبو هريرة: إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
صلة الرحم فى رمضان: ان شهر رمضان تتضاعف فيه الأجور، وصلة الرحم من اعظم العبادات، فرمضان فرصة لتوثيق هذة العباه بين الارحام لما فيه من صفاء نفس الخلق وقربهم من الله، وشهر رمضان تتعدد فيه وسائل الصلة بين الأرحام من اتصال للتهنئة بقدوم الشهر، ودعوات على الإفطار، والتزاور في عيد الفطر، فيجب على كل مقصر فى هذة العبادة ان لا يضيع هذة الفرصة الغالية.
وغابت شمس صلة الرحم: - عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام, فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين. - عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ، ومعلوم دور الهدية في جلب المودة وفي الحديث : (( تهادوا تحابوا )). - عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً. - عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم. - عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه، وهذا في حقيقة الأمر ليس واصلا لرحمه وإنما هو مكافئ، وفي الحديث الذي أخرجه البخاري : (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصله )). دعاء: - اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك...اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه يا رب العالمين. - اللهم اجعلنا ممن يصلون أرحامهم وأعنا على بر أقاربنا. - اللهم إنا نعوذ بك من قطيعة الرحم. - اللهم أعنا على وصل ما أمرتنا أن نصله، وأن نقطع ما أمرت بهجره.
كفانا كلاما وهذا العمل - سأعمل برنامج شهرى لزيارة الأرحام والأقارب. - سأشارك الأرحام والأقارب في أفراحهم وأحزانهم. - سأقوم بدعوتهم على مناسبة عائلية تكون فرصة للتلاقي والمودة. - سأتصل بهم من حين لآخر وأتعرف على أحوالهم. - سأجدِّد نيتي لله فتكون الصلة لله وحده لا لأجل مصلحة دنيوية - سأطلب مسامحتهم إن كان هناك تقصير في صلتهم.
ورد المحاسبة التعبدي
صلاة الفجر
صلاة الجماعة
الورد القرآني
حفظ الصيام
صلاة التراويح
الدعاء
ورد المحاسبة التغييري:الأرحام
.أغتنم رمضان لأدعوهم على الإفطار تجديدا للصلات
أتصل للتهنئة بقدوم الشهر والعيد وغيرها من المناسبات
أرد إساءتهم بالإحسان وأصلهم وإن قطعوني
أتصدق على الفقراء منهم لأنال أجر الصدقة وأجر الصلة
* مغفرة الله وعفوه: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ } * يكفيك أن الله مطلع على نقاء قلبك
* تحقيق العزة والانتصار على النفس، فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ومن تواضع لله رفعه. * التفرغ لمعالي الأمور فلا وقت للعظماء حتى يقفوا عند التوافه. * القدرة على التركيز والإبداع والسلامة من التشتت. * طريق الفوز برضا الله وجنته، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَه دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء ). * الحلم دليل قوة إرادة صاحبه. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ( ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ). * الحلم أفضل وسيلة لكسب الخصوم وتحويلهم إلى أصدقاء { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } [فصلت: 34]. التفرغ للنفس وإصلاح عيوبها. * بقاء الهيبة لأن من حاسب على كل شيء هانت نفسه وتجرَّأ عليه أراذل الناس. * تحقيق الهدوء النفسي والاستقرار الداخلي لسلامة القلب من شواهب العتاب والخصومات. * التسامح علاج لأمراض كثيرة كالكذب والبخل والغضب والجبن والخوف والقلق. * إبقاء المودة فمن كثر عتابه قل أصحابه.
نور قرآني: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلينَ } (الأعراف 199) { خُذِ الْعَفْوَ } أمرٌ له عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق أي خذ بالسهل اليسير في معاملة الناس ومعاشرتهم، قال ابن كثير: وهذا أشهر الأقوال ويشهد له قول جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله يأمركَ أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك" { وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي بالمعروف والجميل المستحسن من الأقوال والأفعال { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } أي لا تقابل السفهاء بمثل سفههم بل احلم عليهم، قال القرطبي: وهذا وإن كان خطاباً لنبيه عليه الصلاة والسلام فهو تأديبٌ لجميع خلقه
الرسول قدوتنا : فلقد نال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشتائم والسِبابَ من كافة فئات المجتمع، فقد هجاه الشعراء، وسخر منه سادة قريش ، ونال منه السفهاء بالضرب بالحجارة، وقالوا عنه ساحر ومجنون وغير ذلك من صور الأذى التي كان يتلاقها رسول الله بسعة صدر وعفو وحلم وتسامح ودعاء لمن آذاه بالمغفرة والرحمة، ومن حلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم مع الأعراب، فحينما أقبل عليه ذلك الأعرابي الجلف، فشد رداء النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوة، حتى أثَّر ذلك على عنقه، فصاح الأعرابي قائلا: مُر لي من مال الله الذي عندك ، فقابله النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يضحك له ، والصحابة من حوله في غضب شديد من هول هذا الأمر، وفي دهشة من ضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) وعفوه وفي نهاية الأمر، يأمر النبي صحابته بإعطاء هذا الأعرابي شيئاً من بيت مال المسلمين.
من درر الأقوال : - قال ابن القيم: فإِن المخلوق يحلم عن جهل ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه، ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شئ الى شئ أزين من حلم الى علم، ومن عفو إلى اقتدار، ولهذا كان في دعاء الكرب وصفه سبحانه بالحلم مع العظمة، وكونه حليماً من لوازم ذاته سبحان - وقال الأحنف: إياكم ورأي الأوغاد. قالوا: وما رأي الأوغاد ؟ قال: الذين يرون الصفح والعفو عاراً. - وعن لأحنف أنه قال : ما عاداني أحد قط إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال : إن كان أعلى مني عرفت له قدره ، وإن كان دوني رفعت قدري عنه ، وإن كان نظيري تفضلت عليه . - قال أبو بكر بن عبد الله: أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم.
من روائع القصص: - شتم رجل ابن عباس رضى الله عنه فلما قضى مقتله، فقال : يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى . - وأسمع رجل معاوية كلاماً شديداً فقيل له : لو عاقبته ؟ فقال : إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. - وجاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة له، فقال له : من كسر رجل هذه ؟ قال : أنا فعلته عمداً لأغيظك، فضربنى، فتأثم . فقال : لأغظين من حرضك على غيظي، فأعتقه . - وشتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته قال : إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا. - ولقي رجل على بن الحسين رضى الله عنهما، فسبه، فثارت إليه العبيد، فقال : مهلاً، ثم أقبل على الرجل فقال : ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها ؟ فاستحى الرجل، فألقى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسول
- وقالت جارية لأبي الدرداء : إني سممتك منذ سنة فما عمل فيك شيئاً فقال: لم فعلت ذلك ؟ فقالت: أردت الراحة منك، فقال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله. - قال الزهري: متى قلت للملوك أخزاك الله فهو حر.
- اغتاظت عائشة رضي الله عنها على خادم لها ثم رجعت إلى نفسها فقالت : لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء . - وقسم معاوية رضي الله عنه قماشا فأعطى شيخا من أهل دمشق قطيفة لم تعجبه، فحلف أن يضرب بها رأس معاوية، فأتاه فأخبره فقال له معاوية: أوف بنذرك وليرفق الشيخ بالشيخ!!
الحلم في رمضان: قال (صلى الله عليه وسلم) : « فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم ». الحلم و العفو من أجمل أخلاق رمضان، فهو شهر المغفرة و العفو، مما يغري العبد بأن يعفو عمَّن أساء إليه أو ظلمه، ولا يوقع به العقوبة عند القدرة عليه، طمعا في أن يعامله الله بالمثل مستحضرا قول الله تعالى: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ }
وغابت شمس الحلــم فخسر الناس صيامهم:
- بغضب في قيادة السيارة
- بغضب في تحصيل حق
- بمشاجرة مع موظف في مصلحة حكومية
- بنزاع بين اثنين انتهى بسباب وشجار
- بخلاف بين زوجين أدى إلى خصومة وهجر
دعاء: - اللهم ارزقنا الحلم والأناة، واجعلنا من الذين إذا جهل عليهم صبروا، واجعلنا ممن إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. - اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني عفوت عنه، فاعف عنه - اللهم إني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجاً أن يعفو عبادك عني
كفانا كلاما أرونا العمل : - إذا تملك منك الغضب فأسرع بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقل إني صائم إني صائم!! - لا تنتقم لنفسك، وإنما اجعل الانتصار حين تنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله. - ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها فتكون من عباد الرحمن الذين قال الله تعالى فيهم: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }
ورد المحاسبة التعبدي
صلاة الفجر
صلاة الجماعة
الورد القرآني
حفظ الصيام
صلاة التراويح
الدعاء
ورد المحاسبة التغييري: الحلــــــــم بكسر الحاء و تسكين اللام
أملك نفسي عند الغضب إن جهل عليَّ جاهل
أرد على أي إساءة أو فحش بقولي: إني صائم .. إني صائم
أرباح اليوم: * التغلب على شهوات البطن والفرج. * القدرة على الإنجاز عن طريق صيام الساعات الطويلة. * التحكم في النفس عند الغضب لئلا يفسد الصيام. * الاستعلاء على مظاهر الإغراء والمتع اللحظية في سبيل الوصول إلى الهدف المرسوم. * القدرة على تحمل الأذى وتجاوز الأزمات حتى أحقق ما أريد.
نور قرآني: قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
قال ابن القيم: « علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد: جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة فى الله هداه الله سبل رضاه الموصلة الي جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطَّل من الجهاد، ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا، فمن انتصر عليها انتصر على عدوه، ومن نُصِرت عليه انتصر عليه عدوه ». كان الإمام المجاهد عبدالله بن المبارك يقول: « من اعتاصت عليه مسألةٌ فليسأل أهلَ الثغور، فإن الله يقول: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) ». وفي الآية معنى لطيف، فعلى الرغم من أن الجهاد نفسه لون من الوان الهداية بل هو أعلاها لكنه سبحانه وعدهم بالهداية إن جاهدا!! فيكون المعنى هنا: إما زيادة ما نالوه من الهدى ، أو الثبات عليه. الرسول قدوتنا: ومن ملامح قوة إرادته وشدة بأسه: - عدم التردد: في غزوة أحد مال النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عدم الخروج من المدينة، واختار الصحابة الخروج، فنزل على رأيهم، وخافوا أن يكونوا قد استكرهوه، فراجعوه أن ينزلوا على رأيه ولا يخرجوا، فقال لهم: ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل. - هجر الراحة: جاء في وصف النبي (صلى الله عليه وسلم): ليست له راحة، وهو بذلك يطيع أمر ربه الذي قال: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ أي : فادأبْ في العمل ، وهو من النَّصْب أي التعب، وورد في الآية خمسة أقوال: * أحدها: فإذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ، قاله ابن مسعود. * والثاني: فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء ، قاله ابن عباس والضحاك ومقاتل. * والثالث: فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك ، قاله مجاهد. * والرابع: فإذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك ، قاله الشعبي والزهري. * والخامس: إذا صحَّ بدنك فاجعل صحتك نَصبا في العبادة
من درر الأقوال : - قال ابن عطاء: الإمداد على قدر الاستعداد. - قال ابن القيم: ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه وكان مأمورا بإزالته لأزاله. - قال أبو الطيب المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم ***وعلى قدر الكرام تأتي المكارم. - قال هنري فورد: إذا كنت تعتقد بأنك يُمكن أن تعمل شيئا، أو تعتقدُ بأنك لا تستطيع، فأنت في كلتا الحالتين على صواب، وقال: لا يوجد شيء صعب عمليا إذا قمت بتقسيمه إلى أعمال الصغيرةِ. - قال نابليون بونابرت: لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء. - قال طاغور: سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجاب: في أحلام العاجز!!
من روائع القصص: إرادة حصان!! ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته بعد يوم حافل بالعمل، وحصانه يمشي إلى جواره وعلى ظهره شيئا من ثمار أرضه، وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقط فيها، أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملأ قلبه، وفكر الفلاح في حيلة يخرج بها حصانه، فأعيته الحيلة، فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك، فالبئر جافة، وقد تؤذي فلاحا آخر ويسقط فيها إحدى حيواناته، فلم لا ينادي جيرانه من الفلاحين ويردم البئر، ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحته النتنة بعد موته، وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها. وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم المساعدة في ردم البئر، وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه، وبدأو العمل،وما هو إلا وقت قليل إلا وبدأ التراب ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيلة، ولم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري ,وأيقن أنه هالك لا محالة، فارتفع صهيله في فزع وخوف، لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر !! وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة في البئر بلا توقف، وإذا بصوت الحصن ينقطع تماما، فلا عويل ولا صراخ، ولا صهيل ألم وخوف، فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما، وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون في إلقاء التراب على الحصان، كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة، فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى، واستمر الحال على هذا المنوال، هذا يرمي بالأتربة والأوساخ، وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها، ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور، وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه، اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض من خلالها ، إلى أن صار حرا ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا ! والفائدة : الحل الوحيد حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها للخروج من حفرة الهلاك.
قوة الإرادة في رمضان: - كثير من الناس كان يستبعد قبل رمضان استطاعته الصوم لمدة أربع عشرة ساعة متواصلة في جو شديد الحرارة ؟! - كثير منا لم يكن يظن أنه يستطيع التخلص من التدخين .. من مطالعة الشاشات .. - كثيرون ما كان يتصورون أن يقوموا ثلث الليل ونصفه .. وأن يقل نومهم عما كان عليه قبل رمضان .. أو أن تتحمل أبدانهم كل هذه المشاق. - وفي رمضان خروج عن المالوف وكسر للروتين وانعتاق من أسر العادات المستحكمة ، وفي هذا تقوية لإرادة المرء وعزيمته.
وغابت شمس الإرادة: أسرى عادات قبيحة .. السهر .. التدخين .. الوقوع في أعراض الناس .. النوم عن الصلاة .. عدم المحافظة على الفرائض .. الاستسلام لمكائد الشيطان .. وبقدر ما تقوى الإرادة يضعف سلطان العادة.
دعاء: - اللهم أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. - اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، و أعوذ بك من شر ما تعلم، و أستغفرك لما تعلم .. إنك أنت علام الغيوب. - اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. - رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسِّر الهدى لي، وانصرني علي من بغى عليَّ.
كفانا كلاما أرونا العمل : - المسارعة في الخيرات. - سأطمع في بلوغ أعالي الدرجات في العبادات. - سأعلي سقف طموحي الوظيفي. - لن تأسرني بعد اليوم رغبةأو رهبة. - سأقضي على الملل وقصر النفس عن طريق وضوح الهدف واستحضار حلاوة الأجر.
ورد المحاسبة التعبدي
صلاة الفجر
صلاة الجماعة
الورد القرآني
حفظ الصيام
صلاة التراويح
الدعاء
ورد المحاسبة التغييري: الإرادة
أضع لنفسي أهدافا واضحة لتحقيقها
أبذل غاية جهدي لإدراك هذه الأهداف
أتغلب على نقاط ضعفي ولا أدعها تتحكم فيَّ
أداوم على العمل الصالح ولا أنقطع يوما عن خير بدأته
أرباح اليوم: - تنويع العبادات ومن ثم تنويع طرق الثواب والأجر.
- عدم الوقوع أسرى للملل مرض العصر. - سد الطريق على الشيطان إذا استدرجنا لألوان العصيان. - أعرف سياسة النفس وطريق قيادتها إلى الجنة.
نور قرآني: - ملَّ بنو إسرائيل أجود الطعام؛ لأنهم أداموا أكله، فقالوا كما أخبر ربنا : لَن نَصبرَ عَلى طَعَامٍ وَاحِدٍ.
- كان الخليفة المأمون يقرأ مرة جالساً، ومرة قائماً، ومرة وهو يمشي، ثم قرأ قول الله تعالى مستأنسا: { الَذين يذكُروُن اللهَ قِياماً وقُعُوداً وَعًلى وجنوبِهِمْ }، وهذه الآيات تدل على أن الانسان قلق بطبعه ملول متطلع إلى التغير، ولو عاش أرغد عيش في أفخم قصر مع أجمل البشر، فسرعان ما يتسلل إليه الملل. - ولذا كان الملل مستحيلا في الجنة مع أن فيها الخلود، لكن مع الخلود تجدد النعيم وأصناف الملذات، ولذا وصف الله أهل الجنة بقوله: خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا. - ولما علم الله طبيعتنا التي خلقنا بها كان التنويع في ما خلق لنا رحمة بنا ولطفا. قال الله { يَخْرُجُ من بُطُونِها شَرابٌ مُخْتلفٌ ألوانهُ } وقال في الزرع: { صنْوانٌ وغيرُ صنْوانٍ } ، وقال فيه كذلك: { مُتَشابهاً وغَير مُتشابه } ، وفي الجمادات: { وَمِن الْجبالِ جُددُ بِيضٌ وَحمرٌ مُختلفٌ ألْوانُها }، حتى الأيام التي خلقها لا تبقى على حال واحد: قال تعالى: { وتَلْك الأيام نُداوِلهاَ بيْن النَاسِ }
الرسول قدوتنا: - فتح لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) ما لا يُحصى من أبواب الطاعات وكنوز العبادات، وكان قدة عملية لنا.
- حذَّر النبي (صلى الله عليه وسلم) من تحميل النفس فوق ما تطيق ليطرد عنها الملل، فقال (صلى الله عليه وسلم): ليُصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليرقد. وهذا من أسباب توفير الراحة الجسمية والنفسية التي من شأنها تجديد العزم وتقوية النفس على الإقبال على العبادة برغبة وحب. - ونهى النبي (صلى الله عليه وسلم) من رآه يخالف هذه الوصية، فعن عائشة رضي الله عنها أن النَّبِىَّ (صلى الله عليه وسلم) دخل عليها وعندها امرأةٌ قال « من هذه » . قالت فلانة . تذكُرُ من صلاتها. قال: « مَهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا » . وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري ومسلم - أخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه الحقيقة: « إن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك »، والحديث يشير إلى حالين: حال الإقبال: تزيد من النوافل، كصيام التطوع، وقيام الليل، وصدقة السر وغيرها. حال الإدبار: نلزم أنفسنا بالفرائض، فلا ننزل عن شيء منها، قد نترك النوافل، فتركها يحرمنا من الأجر ولا يوجب العقوبة، أما الفرائض فتركها يوجب العقوبة، فلنعض عليها بالنواجذ.
من درر الأقوال : - كان أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يقول: " إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل، لأستعين به على الحق ".
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « إن للقلوب شرَّة وإقبالاً، وإن للقلوب فترة وإدبارًا، فاغتنموها عند شرَّتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها ».
من روائع القصص: ذات يوم مرض عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، فعاده بعض أصحابه، فجعل يبكي فعوتب في ذلك فقال: إني لا أبكي لأجل المرض؛ لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كفَّارة، وإنما أبكي على حال فترة (فتور)، ولم يصبني في حال اجتهاد، وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا" ، فلما أعاقه المرض عن عبادة محدودة بكى على ما فاته من الأجر والثواب.
الملل في رمضان: ليس له وجود، وكيف يحضر بيننا وأنت تتقلب بين ألوان الطاعات المختلفة، من قيام إلى صيام، إلى قراءة قرآن، إلى صدقة على الففراء، وهي ألوان من الطاعة تتفاوت بين عبادات فردية وعبادات جماعية، وتتفاوت كذلك بين عبادات بدنية وأخرى مالية، ومع هذا التنويع يلقى الملل مصرع ولا يعود له وجود على الإطلاق..
وغابت شمس هذا اليوم: وقوع المعاصي: فالملل يؤدي إلى النجرار إلى أي شيء يملأ الوقت، فيغتنم الشيطان الفرصة، ويوقع في المعصية، بل ويتفنن الناس في المعاصي الجديدة بعد أن سئموا المعاصي القديمة المعتادة!!
خسارة العمر والمال: والعمر أغلى من المال، وضياعه هو ضياع الأبد، وخسارة الجنة، والشقاء في جهنم، والملول لا يحفظ وقته، وينسى أهمية عمره، فيضيع. حدوث الفشل والإخفاق وعدم تحقيق الآمال: فينصرف الملول عن الجد والاجتهاد والحرص والمتابعة، فإن كان طالبا أهمل في دراسته، وإن كان موظفا أهمل في أداء واجبه، وإن كانت زوجة فرطت في حق زوجها وأولادها، وإن كان غنيا انفق ما له في التفاهات إن لم تكن الموبقات.
دعاء: اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا. اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء.. اللهم إنا نعوذ بك من الضلال بعد الهدى.. ونعوذ بك من الفتور بعد النشاط .. ومن المعصية بعد الطاعة. اللهم لا تقبضنا على حال فترة ولا تتوفنا على غفلة. واجعل اللهم خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
كفانا كلاما أرونا العمل
.عند حماسة النفس للطاعة سألزمها النوافل، وعند فتورها سأحافظ على الفرائض.
عند الملل والفتور سأستعين بصحبة الصالحين تؤنس وحدتي وتقتل حظ نفسني وتنقذني من شيطاني.
سأملأ أوقاتي حتى لا أدع الفرصة لفراغ يتسلل يقودني إلى ملل ثم إلى عصيان.
سأنوِّع عباداتي، ولن أقتصر على ألوان محددة من الطاعات سدا للملل البشري، وهذا يلزمني الاستعادة من العلم والقراءة في أبواب القربات.
ورد المحاسبة التعبدي .صلاة الفجر .صلاة الجماعة .الورد القرآني .حفظ الصيام .صلاة التراويح . الدعاء الورد التغييرى:
أرباح اليوم: - التقوي بالطعام على العبادة لا أن يكون عائقا يحول دون التلذذ بها. - معرفة هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في الطعام ونيل ثواب الاقتداء به. - مكافحة السمنة والوصول إلى بدن صحي قوي، وصاحبه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. - النجاة من أمراض القلب والسكر وغيرها من الأمراض الناتجة عن التخمة.
نور قرآني: قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (الأعراف31) فكيف الحال في شهر تحتاج فيه إلى بدن معافى وعقل صافي وقلب خاشع .. ولكننا للأسف إذا ذكر شهر رمضان ذكرت الولائم والموائد، فيستهلك المسلمون من الطعام أضعاف ما يستهلكونه في أي شهر أخر. الرسول قدوتنا: - كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفطر علي تمر وماء وكان لا يكثر من الطعام خاصة في رمضان ، فقد أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة . حسن - وفي الحديث قال (صلى الله عليه وسلم) : { ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه }. صحيح. قال الحافظ ابن رجب عن هذا الحديث: إنه أصل عظيم جامع لأصول الطب كلها، وقد قال ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات يعني من قوله (صلى الله عليه وسلم): « حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه » إلى آخره لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة. - وقال (صلى الله عليه وسلم) ذاما البدانة والبدناء: خير الناس قرني الذي أنا منهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم ينشأ أقوام يفشو فيهم السمن. من درر الأقوال: - قال سفيان الثوري: بقلة الطعام تملك سهر الليل. - قال سحنون: لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع - قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : إياكم والبطنة، فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسم، مؤدية إلى السقم، وعليكم بالقصد في قوتكم، فهو أبعد من السرف، وأصح للبدن، وأقوى على العبادة، وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه. - قال القاضي عياض: لم تزل العرب والحكماء تتمادح بقلة الغذاء والنوم، وتذم بكثرتهما. إن كان الرجل ليُعيَّر بالبط. - قال سلمة بن سعيد:نة كما يُعيَّر بالذنب يعمله . - قال مالك بن دينار: ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه ، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه . - قال محمد بن واسع: من قل طعمه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام لتثقل صاحبه عن كثير مما يريد. - قال أبو حامد الغزالي:ويقال في كثرة الأكل ست خصال مذمومة؛ أولها: أن يذهب خوف الله من قلبه. الثاني: أن يذهب رحمة الخلق من قلبه لأنه يظن أنهم كلهم شباع. والثالث: أنه يثقل عن الطاعة. والرابع: أنه إذا سمع كلام الحكمة لا يجد له رقة، والخامس: أنه إذا تكلم بالموعظة والحكمة لا يقع في قلوب الناس. والسادس: أن يهيج فيه الأمراض. من روائع القصص: جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) سبعة رجال، فأخذ كل واحد من الصحابة رجلا، وأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا، فقال له: ما اسمك. قال : أبو غزوان، قال: فحلب له سبع شياة فشرب لبنها كله، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): هل لك يا أبا غزوان أن تسلم ؟ قال: نعم فأسلم، فمسح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدره ، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال : مالك يا أبا غزوان؟ فقال: والذي بعثك بالحق لقد رويت. قال: إنك أمس كان لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا معي واحد. الطعام في رمضان: ليكن هذا الشهر المبارك بداية للتقلل من الطعام والاستمرار على ذلك على الدوام، وذلك عن طريق الإفطار: قال رسول اله (صلى الله عليه وسلم): ( من وجد تمرا فليفطر عليه ، و من لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهور ) رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجة و صححه الألباني. حقيقة علمية: والثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يفطر على التمر قبل أن يصلي ، و في إفطاره (صلى الله عليه وسلم) على الرطب أو التمر ما يظهر نور النبوة و ذلك لما أثبته العلم في السنوات الأخيرة عن أهمية الإفطار على التمر و ذلك لأن الصائم يعتمد على ما يوجد بجسمه من سكر و خاصة المخزون منه في الكبد. و السكر الموجود في طعام السحور يكفي 6 ساعات فقط من السحور، وبعد ذلك يبدأ الإمداد من المخزون الموجود بالكبد، و من هنا فإن الصائم إذا أفطر على التمر أو الرطب والتي تحتوي على سكريات أحادية مثل الفركتوز، فإنها تصل سريعاً إلى الكبد والدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء و خاصة المخ، فيعطى الجسم الطاقة اللازمة له بعد الإفطار، أما الذي يملأ معدته بالطعام فيحتاج لمدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر ويستفيد منه كطاقة للجسم. السحور: قال (صلى الله عليه وسلم) : (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه. وقال (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بغداء السحور فإنه هو الغداء المبارك) رواه النسائي . أما بركة الدنيا فتناول طعام السحور يعطي طاقة ووقود للجسم خلال النهار و أعماله الشاقة . ويقول (صلى الله عليه وسلم) فضل تأخير السحور ( بكروا بالإفطار وأخروا السحور ).
وغابت شمس هذا اليوم: فصار منا من يتابع الأكلات ويتتبع المطاعم ، فيوم هنا ويوم هناك، حتى أصبح بطنه شغله الشاغل ، ولو سألته عن أي مطعم فتح حديثا لعرفه وأعطاك وصفة مفصلة على ما يحتويه من أصناف وألوان، وما صار الطعام وسيلة بل غاية، ولا جسرا نعبر به الحياة بل صار هو الحياة، واعلم أن كثرة الطعام تؤدي إلى: * الكسل وعدم قدره الجسم على أداء ما هو مطلوب منه، فتشعر بعدها بقلة الحركه والشعور بالنعاس وعدم التركيز وبالتالي عدم القدره علي الخشوع في الصلاة وعند قراءه القرآن. * عدم الإحساس بالفقير وما يمر به من مشاق وضيق.
* السمنة والتخمة: في دراسة نشرتها بي بي سي العربية تحت عنوان (كتاب فرنسي يقدم نظام حمية للمسلمين خلال شهر رمضان)، قال ألان ديلابوس، مؤلف كتاب تاريخ التغذية
إن لم يكن الناس حذرين، فيمكن لصيام رمضان أن يسبب لهم شتى أنواع المشاكل المتعلقة بالصحة والوزن لأنك إذا التهمت أطعمة عالية القيمة الغذائية قبيل أن تأوي إلى الفراش، فستنتهي إلى السمنة بالتأكيد، لأنك عندما ترتاح فإن جسدك يخزن الأغذية، وينصح الكاتب بتناول وجبة سحور كبيرة قبيل الصيام، تتضمن اللحوم والنشويات والجبنة، أما الإفطار، فيجب أن يتضمن وجبة خفيفة من السكريات، و طبق خفيف من الأسماك. دعاء: اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي وخشوعا يشمل كل بدني....اللهم إني أسألك بدنا علي العباده قادرا وعلى الخشوع واصلا، وأعوذ بك من كثره تضر وقلة لا تكفي... واجعل بدني سفينة لروحي واجعل روحي موصولة بك يا أرحم الراحمين.
كفانا كلاما أرونا العمل - احرص على تناول الأغذية الصحية من الخضراوات والسلطة وأقلل من الدهون والمقليات. ملاحظة: حاجة الجسم العادي اليومية من السعرات الحرارية 2000 سعر، وكل ما زاد يتراكم على هيئة دهون مالم تمارس نشاطا رياضيا يحرق الطعام الزائد. - احرص علي تناول المأكولات والمشروبات اللازمه لنشاط الجسم في هذا الشهر التي لاتزيد عن حاجتك، فكلما كان البدن للجوع أقرب كان القلب على الخشوع أقرب. - ادخر أنت وأسرتك من مصروف الطعام والشراب الزائد في هذا الشهر وتصدق بها علي فقير أو محتاج - لا تكثر الكلام عن الطعام والشراب وأصناف المأكولات. قال الأحنف بن قيس: جنِّبوا مجالسنا ذكر الطعام والنساء، فإني أكره أن أرى الرجل وصَّافا لبطنه وفرجه. - شارك أنت وأسرتك في مشروع إفطار صائم في هذا الشهر. - جدِّد نيتك وانوِ بما تركت من طعام وشراب أن تتقوى على العبادة، وأن يبدلك الله خيرا منها في الجنة، وأن تقوي إرادتك وعزمك، وتهزم ضعفك وعجزك