عنوان الدرس
شهر الهدى والفرقان
♥ ♥ ♥ ............" تذكـــ شهر القرآن ـــرة "
القرآن يحب رمضان ..ورمضان يحب القرآن ..فهما صديقان حبيبان ... ثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين
القرآن وشهر الصيام ، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم ،
فيقبل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه ، وتمتلئ المساجد بالمصلين
والتالين ، وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين ، معلنة للكون أن هذا الشهر هو شهر القرآن ، قال جل وعلا :
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }( البقرة:185 ) ، قال الحافظ ابن كثير :
" وكان ذلك - أي إنزال القرآن - في شهر رمضان في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر }،
وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
" ، وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان - كما في الصحيحين - ،
وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين .
وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم ، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته ،
وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له ، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ، وكانَََ بعضهم يختم
القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، ، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان
يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك
جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن . فاحرص - أخي الصائم - على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب ،
واجعل لك ورداً يومياً لا تفرط فيه ، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً ، ولا تنس أن تجعل
لبيتك وأهلك وأولادك نصيبا من ذلك . اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا .
♥ ♥ ♥ ............" آية من الذكر الحكيم "
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ]القمر /22[
ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل
من متعظ به؟ وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه.
♥ ♥ ♥ ............" من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن"
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة ،
بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطِّع قراءته آية آية ، وكان يمدُّ عند حروف المد ، فيمد ( الرحمن ) ، ويمد) الرحيم ) ،
وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول :
(أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم ) ، ورُبَّما كان يقول) : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ )
وكان تعوّذُه قبلَ القراءة ، وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره ، وأمر عبد اللّه بن مسعود ، فقرأ عليه
وهو يسمع ، وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن مِنه حتى ذرفت عيناه .وكان يقرأ القراَن قائماً ،
وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
♥ ♥ ♥ ............" إن من البيان لسحر "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ."
قَوْله ( أَهْلِينَ ) : بِكَسْرِ اللَّام جَمْع أَهْل جُمِعَ بِالْيَاءِ وَالنُّون لِكَوْنِهِ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ اِسْم إِنَّ كَمَا
يُجْمَع بِالْوَاوِ وَالنُّون إِذَا كَانَ مَرْفُوعًا وَإِنَّمَا يُجْمَع تَنْبِيهًا عَلَى كَثْرَتهمْ
قَوْله ( هُمْ أَهْل الْقُرْآن ) :أَيْ حَفَظَة الْقُرْآن يُقْرَأ أَنَاءَ اللَّيْل وَأَطْرَاف النَّهَار الْعَامِلُونَ بِهِ
قَوْله ( أَهْل اللَّه ): بِتَقْدِيرِ أَنَّهُمْ أَهْل اللَّه أَيْ أَوْلِيَاؤُهُ الْمُخْتَصُّونَ بِهِ اِخْتِصَاص أَهْل الْإِنْسَان بِهِ
وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده صَحِيح.
♥ ♥ ♥ ............" عن أهل الخير "
قال عبد الله بن عمر:
"عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تُسألون وبه تجزون وكفى به واعظاً لمن عقل".
♥ ♥ ♥ ............" مواقف مضيئة "
جاء في ترجمة محمد بن المنكدر أنه كان ذات ليلة قائماً يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله،
وسألوه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك ؟ قال: مرت بي آية،
قال: وما هي ؟ قال: * (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما.
وجاء عنه أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع ؟ قال: أخشى آية من كتاب الله *
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) ؛ فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
القرآن يحب رمضان ..ورمضان يحب القرآن ..فهما صديقان حبيبان ... ثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين
القرآن وشهر الصيام ، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم ،
فيقبل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه ، وتمتلئ المساجد بالمصلين
والتالين ، وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين ، معلنة للكون أن هذا الشهر هو شهر القرآن ، قال جل وعلا :
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }( البقرة:185 ) ، قال الحافظ ابن كثير :
" وكان ذلك - أي إنزال القرآن - في شهر رمضان في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر }،
وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
" ، وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان - كما في الصحيحين - ،
وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين .
وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم ، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته ،
وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له ، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ، وكانَََ بعضهم يختم
القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، ، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان
يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك
جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن . فاحرص - أخي الصائم - على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب ،
واجعل لك ورداً يومياً لا تفرط فيه ، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً ، ولا تنس أن تجعل
لبيتك وأهلك وأولادك نصيبا من ذلك . اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا .
♥ ♥ ♥ ............" آية من الذكر الحكيم "
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ]القمر /22[
ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل
من متعظ به؟ وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه.
♥ ♥ ♥ ............" من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن"
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة ،
بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطِّع قراءته آية آية ، وكان يمدُّ عند حروف المد ، فيمد ( الرحمن ) ، ويمد) الرحيم ) ،
وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول :
(أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم ) ، ورُبَّما كان يقول) : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ )
وكان تعوّذُه قبلَ القراءة ، وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره ، وأمر عبد اللّه بن مسعود ، فقرأ عليه
وهو يسمع ، وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن مِنه حتى ذرفت عيناه .وكان يقرأ القراَن قائماً ،
وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
♥ ♥ ♥ ............" إن من البيان لسحر "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ."
قَوْله ( أَهْلِينَ ) : بِكَسْرِ اللَّام جَمْع أَهْل جُمِعَ بِالْيَاءِ وَالنُّون لِكَوْنِهِ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ اِسْم إِنَّ كَمَا
يُجْمَع بِالْوَاوِ وَالنُّون إِذَا كَانَ مَرْفُوعًا وَإِنَّمَا يُجْمَع تَنْبِيهًا عَلَى كَثْرَتهمْ
قَوْله ( هُمْ أَهْل الْقُرْآن ) :أَيْ حَفَظَة الْقُرْآن يُقْرَأ أَنَاءَ اللَّيْل وَأَطْرَاف النَّهَار الْعَامِلُونَ بِهِ
قَوْله ( أَهْل اللَّه ): بِتَقْدِيرِ أَنَّهُمْ أَهْل اللَّه أَيْ أَوْلِيَاؤُهُ الْمُخْتَصُّونَ بِهِ اِخْتِصَاص أَهْل الْإِنْسَان بِهِ
وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده صَحِيح.
♥ ♥ ♥ ............" عن أهل الخير "
قال عبد الله بن عمر:
"عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تُسألون وبه تجزون وكفى به واعظاً لمن عقل".
♥ ♥ ♥ ............" مواقف مضيئة "
جاء في ترجمة محمد بن المنكدر أنه كان ذات ليلة قائماً يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله،
وسألوه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك ؟ قال: مرت بي آية،
قال: وما هي ؟ قال: * (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما.
وجاء عنه أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع ؟ قال: أخشى آية من كتاب الله *
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) ؛ فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.