السلام عليكم
عنوان الدرس
°°علوا الهمة يا اهل الخير°°
♥ ♥ ♥ ........." تذكـــ علو الهمة ـــر "
علو الهمة خلق رفيع ، وغاية نبيلة ، تعشقه النفوس الكريمة وتهفو إليه الفطر القويمة . الهمة: هي الباعث
على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ ، ويجري في عروقك دم
الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل ، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل ، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ..
إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة ..أصحاب
الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم،ويغيرون مجرى الحياة
بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع "
من وحل الوهن، و وهدة الإحباط. زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل
فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء،
ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة . إن أمتك المسلمة تترقب
منك جذبة " عُمَرِيَّة " توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة " أيوبية "
تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز .
♥ ♥ ♥ ............" آية من الذكر الحكيم "
( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون
وعمله ونجني من القوم الظالمين ) ]التحريم/11[
(وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد يديها
ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة
)إذ قالت) في حال التعذيب (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب
(ونجني من فرعون وعمله( وتعذيبه (ونجني من القوم الظالمين) أهل دينه فقبض الله روحها وقال ابن كيسان رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب
♥ ♥ ♥ ............" من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علو الهمة"
الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة، والقدوة الرائعة، في علو الهمة والشجاعة والإقدام، وقد ثبت
أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حمي الوطيس في الحرب كان أكثر الناس شجاعة، وأعظمهم إقداماً، وأعلاهم همة،
وقد قاد صلوات الله عليه بنفسه خلال عشر سنين سبعاً وعشرين غزاة، وكان يتمنى أن يقوم بنفسه كل البعوث التي بعثها
والسرايا التي سيرها، ولكن أقعده عن ذلك أنه كان لا يجد ما يزود به جميع أصحابه للخروج معه في كل بعث، وكان أكثرهم
لا تطيب نفسه أن يقعد ورسول الله قد خرج إلى الجهاد. - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لولا أن رجالاً من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه،
ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيى، ثم أقتل ثم أحيى، ثم أقتل ثم أحيى، ثم أقتل)) .
فأية همة عالية أعلى من هذه الهمة النبوية .
♥ ♥ ♥ ............" إن من البيان لسحر "
( إن الله كريم يحب الكرم و يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها ) " صحيح "
(إن اللّه تعالى كريم ) أي جواد لا ينفذ عطاؤه ( يحب الكرم) لأنه من صفاته وهو يحب من تخلق بشيء منها كما سبق
( ويحب معالي الأخلاق ) من الحلم ونحوه من كل خلق فاضل لما ذكر
(ويكره ) لفظ رواية أبي نعيم ويبغض ( سفسافها ) بفتح أوله المهمل أي رديئها .
قال ابن عبد السلام : الصفات الإلهية ضربان :
أحدهما يختص به كالأزلية والأبدية والغنى عن الأكوان ، والثاني يمكن التخلق به وهو ضربان :
أحدهما لا يجوز التخلق بها كالعظمة والكبرياء ، والثاني ورد الشرع بالتخلق به كالكرم والحلم والحياء
والوفاء فالتخلق به بقدر الإمكان مرض للرحمن مرغم للشيطان .
قال في الصحاح:السفساف الرديء من الشيء كله والأمر الحقير.
♥ ♥ ♥ ............" عن أهل الخير "
نقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة : " ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
♥ ♥ ♥ ............" مواقف مضيئة "
رجل رثّ الهيئة يسمع أبا موسي الأشعري رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف )) فقام إلى موسى فقال له : يا أبا موسى! أأنت سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هذا ؟ قال : نعم . فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام ، ثم كسر جفن سيفه ، فألقاه ، ثم مشى
بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل ... العزيمة العزيمةَ ، فإن الجنة طيبة التربة ، وإنها نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وحسناء تتشوق.
عنوان الدرس
°°علوا الهمة يا اهل الخير°°
♥ ♥ ♥ ........." تذكـــ علو الهمة ـــر "
علو الهمة خلق رفيع ، وغاية نبيلة ، تعشقه النفوس الكريمة وتهفو إليه الفطر القويمة . الهمة: هي الباعث
على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ ، ويجري في عروقك دم
الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل ، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل ، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ..
إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة ..أصحاب
الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم،ويغيرون مجرى الحياة
بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع "
من وحل الوهن، و وهدة الإحباط. زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل
فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء،
ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة . إن أمتك المسلمة تترقب
منك جذبة " عُمَرِيَّة " توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة " أيوبية "
تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز .
♥ ♥ ♥ ............" آية من الذكر الحكيم "
( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون
وعمله ونجني من القوم الظالمين ) ]التحريم/11[
(وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد يديها
ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة
)إذ قالت) في حال التعذيب (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب
(ونجني من فرعون وعمله( وتعذيبه (ونجني من القوم الظالمين) أهل دينه فقبض الله روحها وقال ابن كيسان رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب
♥ ♥ ♥ ............" من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علو الهمة"
الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة، والقدوة الرائعة، في علو الهمة والشجاعة والإقدام، وقد ثبت
أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حمي الوطيس في الحرب كان أكثر الناس شجاعة، وأعظمهم إقداماً، وأعلاهم همة،
وقد قاد صلوات الله عليه بنفسه خلال عشر سنين سبعاً وعشرين غزاة، وكان يتمنى أن يقوم بنفسه كل البعوث التي بعثها
والسرايا التي سيرها، ولكن أقعده عن ذلك أنه كان لا يجد ما يزود به جميع أصحابه للخروج معه في كل بعث، وكان أكثرهم
لا تطيب نفسه أن يقعد ورسول الله قد خرج إلى الجهاد. - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لولا أن رجالاً من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه،
ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيى، ثم أقتل ثم أحيى، ثم أقتل ثم أحيى، ثم أقتل)) .
فأية همة عالية أعلى من هذه الهمة النبوية .
♥ ♥ ♥ ............" إن من البيان لسحر "
( إن الله كريم يحب الكرم و يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها ) " صحيح "
(إن اللّه تعالى كريم ) أي جواد لا ينفذ عطاؤه ( يحب الكرم) لأنه من صفاته وهو يحب من تخلق بشيء منها كما سبق
( ويحب معالي الأخلاق ) من الحلم ونحوه من كل خلق فاضل لما ذكر
(ويكره ) لفظ رواية أبي نعيم ويبغض ( سفسافها ) بفتح أوله المهمل أي رديئها .
قال ابن عبد السلام : الصفات الإلهية ضربان :
أحدهما يختص به كالأزلية والأبدية والغنى عن الأكوان ، والثاني يمكن التخلق به وهو ضربان :
أحدهما لا يجوز التخلق بها كالعظمة والكبرياء ، والثاني ورد الشرع بالتخلق به كالكرم والحلم والحياء
والوفاء فالتخلق به بقدر الإمكان مرض للرحمن مرغم للشيطان .
قال في الصحاح:السفساف الرديء من الشيء كله والأمر الحقير.
♥ ♥ ♥ ............" عن أهل الخير "
نقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة : " ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
♥ ♥ ♥ ............" مواقف مضيئة "
رجل رثّ الهيئة يسمع أبا موسي الأشعري رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف )) فقام إلى موسى فقال له : يا أبا موسى! أأنت سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هذا ؟ قال : نعم . فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام ، ثم كسر جفن سيفه ، فألقاه ، ثم مشى
بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل ... العزيمة العزيمةَ ، فإن الجنة طيبة التربة ، وإنها نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وحسناء تتشوق.