بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
شكر الله لوالدنا العلامة الشيخ ربيع المدخلي على ما قدَّمه من نصائح تدلُّ على حرصه الكبير على المسلمين عموما وعلى إخوانه أهل السنَّة خصوصا .وقد ذكرنا في نصائحه هذه بنصائح والدنا وشيخنا العلامة الوادعي رحمه الله .
فإنَّه كان كثيرا ما يُوصي بالإخلاص لله .
وكان يقول : " إنَّا نخاف على الدعوة من أنفسنا أكثر مما نخافه عليها من غيرنا " !
فوصايا أهل العلم ونصائحهم ينبغي أن تكون في محل الاعتبار والقبول والحرص والتنفيذ .
فقول شيخنا الوادعي رحمه الله : " إنَّا نخاف على الدعوة من أنفسنا "
هذا أمر مهم وهو أن نعلم جميعا أن أخطاءنا ومخالفتنا تضر دعوتنا أكثر مما يضر بها الخصوم في كثير من الأحيان !
إذا كانت هذه المخالفات مما يصر عليها صاحبها ويجادل ويعارض .
فيا أيها الإخوة : أدعو نفسي وإخواني حفظهم الله على أن نهتم ونعتني بإصلاح قلوبنا .
رأس مالنا قلوبنا
إذا صلحت القلوب فأبشر .
ولنقتدي بخير الخلق وأفضلهم بعد الأنبياء والرسل هم الصحابة رضي الله عنهم .
الصحابة قلوبهم عامرة بالخير ,فلما نزل قوله تعالى : ( لله ما في السموات وما الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) الآية
أقبلوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وجثوا على ركبهم وقالوا : يا رسول الله أما وقد أنزل الله عليك هذه الآية فإنا لا نطيقها !
وما فيها أعمال ظاهرة ! ما فيها فرائض جديدة بالنسبة للأعمال الظاهرة ؛فيها ذكر أنَّ الله تعالى سيحاسب العباد على ما في قلوبهم . سيحاسبهم على ما في قلوبهم .
قالوا : يا رسول الله أمرنا بالجهاد فجاهدنا ,أمرنا بالصدقة فتصدقنا ,أمرنا بالهجرة فهاجرنا وإنا لا نطيق هذه الآية .
هذا من فقههم ومن صدقهم وإخلاصهم أنَّهم يريدون أن تكون قلوبهم مرضية عند الله.
فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام : " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين ؟!
: ( سمعنا وعصينا ) قولوا : ( سمعنا وأطعنا ) قالوا : ( سمعنا وأطعنا ).
فأنزل الله : ( آمن الرسول .. ) الآية إلى آخرها . والحديث رواه مسلم .
والشاهد أن الصحابة كانوا يخافون من غوائل القلوب ومن آفات القلوب وأمراضها .
من ذا الذي يسلم قلبه ؟!
لما نزل قوله تعالى : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) الآية
قال ابن مسعود : والله ما كنت أعلم أنَّ أحدا يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
لأنهم يجاهدون في سبيل الله ؛المهاجرون والأنصار رضي الله تعالى عنهم :
المهاجرون : هجروا الأوطان والخلان والأولاد والأموال وهاجروا من أجل الله ورسوله عليه الصلاة والسلام .
والأنصار : ناصروا الله وناصروا رسوله بذلوا أموالهم وهيئوا أنفسهم وأقبلوا على الجهاد وعلى الدعوة وعلى التعليم إلى غير ذلك .
فنزلت هذه الآية : ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) الآية
يعني : أنَّ أصل ذلك الخطأ الذي حصل : إرادة الدنيا .
والمراد هنا بإرادة الدنيا هنا : الغنيمة ,وليس المراد بإرادة الدنيا باستمرار مثل ما هو حاصل الآن !
لو فتشنا عما في قلوبنا إيش سنجد ؟!!
إيش سنجد فيها ؟!!
مما لو أنزلنا الأدلَّة على ذلك لعلمنا أنَّ قلوبنا بحاجة إلى إنقاذ !
بحاجة إلى إصلاح ! بحاجة إلى تفتيش عمَّا فيها !
قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله : " إنَّما يتعثَّر في الطريق من لم يُخلص عمله لله "
ترى الواحد منَّا من يكون قطع شوطاً في الخير مُسابقاً إليه ومسارعاُ فيه ومُقبلا عليه ومن ثمَّ ترى بعد ذلك من التأخر والتفلت ما تستغرب !
مع العلم أنَّنا نعلم أن الشخص كلما بذل الطاعة كافأه الله بزيادة الحب لها والتعظيم والمثابرة عليها والاستمرارية . نحن نقرأ قوله تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى )
فأداء أي عبادة وطاعة ذلك من الهدى الذي يزيد الله الطائع هدى إلى هداه .
لكن كما سمعتم فكوننا نعتني بإصلاح القلوب أمر في غاية الأهمية .
لا تسأل عن قلبك إلا نفسك . انظر أين أنت ؟
انظر أين أنت ؟
فلهذا جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم قال : ( غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا .. ) الحديث
هذا النبي ما قبل من له تعلق بشيء من أمور الدنيا لأنَّه يُخشى بسبب انشغاله بهذه الأشياء وتعلقه بها أنَّه لا يُخلص لله ولا يصدق ولا يصبر في الجهاد في سبيل الله ؛يبقى منتظراً متى يرجع إلى أموره هذه !
فمن أعظم أسباب أمراض القلوب : حب الدنيا ,حب الدنيا .
فيا إخواني : من الآفات والأمراض الخطيرة .
فكلنا عندنا غرائز جُبِلنا وفُطِرنا على حب الدنيا ولا يستطيع الشخص أن يتعالى عن هذا وينجو إلا بقدر ما يصلح قلبه ويجاهد نفسه ,وينظر أين هو من إصلاح قلبه ؟
أين هو من إصلاح قلبه ؟
فالقلب إذا لم يكن عامراً بالخير ؛بخشية الله ,بمراقبة الله ,بالإخلاص لله والصدق مع الله احتوشته الفتن والأمراض .
قال ابن الجوزي رحمه الله : ( الظلم سُمِّي ظلماً لأنَّه من ظلمة القلب ,فإنَّ القلب إذا استنار لا يقبل الظلم وإذا لم يستنر أظلم وجاء منه الظلم )
فالقلوب تحتاج على نور ,إلى غذاء ,إلى شفاء وهو غذاؤها الذي اختاره الله وأنزله الله رحمة منه بنا وعناية من أجل الهداية والتوفيق لنا .
نورها وغذاؤها وشفاؤها ودواؤها في القرآن الكريم والسنَّة المطهرة .
هل نحن مقبلون على طلب العلم ؟!! العلم الشرعي ؟!!
العلم نور أعظم من نور الشمس والقمر فلا نضيع أنفسنا ونعيش بدون دروس بدون حلقات علم بدون اتصال بالقرآن .
دروس وتعليم وتعلُّم ونصح للناس ودعوة إلى الله عزَّ وجلَّ إن لم تكن وظيفتنا هكذا بجدٍّ وعزمٍ وصبرٍ واختيارٍ واقتناعٍ فسنضيع وتضيع دعوتنا وتضيع أخوَّتُنا .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله : " أهل السنَّة كثيرون ولكنَّهم متفرقون لا يبحث بعضهم عن بعض ولا نتعرف بعضهم على بعض " !
هذا من جملة الأخطاء والتقصير الحاصلة فينا .
إذا أيها الإخوة : الكلام قد يذهب يمنة ويسرة فباختصار :
نصيحة والدنا الشيخ ربيع حفظه الله : الإخلاص لله .
ونعم ما قال وجزاه الله عنا وعن الإسلام خيرا .وهكذا فلينصح الناصحون .
الاعتصام بكتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم : وهذا كما تعلمون أصل عظيم لا يقوم به إلا أهل السنَّة .
أما غير أهل السنَّة فهم الذين يسعون في هدم هذا الأصل كما قال الإمام أحمد رحمه الله : " أهل البدع مختلفون ,مخالفون للكتاب ,ومتفقون على مخالفة الكتاب "
فالاعتصام بالكتاب والسنَّة لا يحققه إلا من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلَّم رسولاً ونبياً عليه الصلاة والسلام . من كان يريد الله ولا يريد الدنيا , ومن كان يرحم عباد الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أهل السنَّة أعلم بالحق وأرحم بالخلق "
فالرحمة تأتي عندما نتعلَّم ونتزود من العلم ونبذل للناس النصح والإرشاد . الأمَّة بحاجة والناس بحاجة إلى النصح والتعليم .
وكما تعلمون -بارك الله فيكم- أن دعوة أهل السنَّة والجماعة الدعوة السلفية قد نفع الله بها في مشارق الأرض وفي مغاربها وأنَّها في هذا العصر نبعت من هذه البلاد (السعودية) ونفع الله بها نفعاً عظيما في مشارق الأرض وفي مغاربها فأنصح للعلماء والدعاة –وإن كنت من أحوج الناس إلى النصح ولكن لا مانع أن نُذَكِّر – فأنصح للعلماء في هذه البلاد –أعني علماء أهل السنَّة- والدعاة وطلاب العلم أن يواصلوا نشر الدعوة التي أكرمهم الله بها دعوة صافية نقية لا حزبية ولا شرقية ولا غربية ولا بدعة وإنَّما تمسك . ولا تهتك ولا تغيير ولا تبديل ولكن اتباع واعتصام واقتداء وتمسك بمنهاج النبوة .
نسأل الله بمنه وكرمه أن يزيدنا هدى وتقى وأن يصلح قلوبنا وأن يديم علينا أخوتنا في الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ."
شكر الله لوالدنا العلامة الشيخ ربيع المدخلي على ما قدَّمه من نصائح تدلُّ على حرصه الكبير على المسلمين عموما وعلى إخوانه أهل السنَّة خصوصا .وقد ذكرنا في نصائحه هذه بنصائح والدنا وشيخنا العلامة الوادعي رحمه الله .
فإنَّه كان كثيرا ما يُوصي بالإخلاص لله .
وكان يقول : " إنَّا نخاف على الدعوة من أنفسنا أكثر مما نخافه عليها من غيرنا " !
فوصايا أهل العلم ونصائحهم ينبغي أن تكون في محل الاعتبار والقبول والحرص والتنفيذ .
فقول شيخنا الوادعي رحمه الله : " إنَّا نخاف على الدعوة من أنفسنا "
هذا أمر مهم وهو أن نعلم جميعا أن أخطاءنا ومخالفتنا تضر دعوتنا أكثر مما يضر بها الخصوم في كثير من الأحيان !
إذا كانت هذه المخالفات مما يصر عليها صاحبها ويجادل ويعارض .
فيا أيها الإخوة : أدعو نفسي وإخواني حفظهم الله على أن نهتم ونعتني بإصلاح قلوبنا .
رأس مالنا قلوبنا
إذا صلحت القلوب فأبشر .
ولنقتدي بخير الخلق وأفضلهم بعد الأنبياء والرسل هم الصحابة رضي الله عنهم .
الصحابة قلوبهم عامرة بالخير ,فلما نزل قوله تعالى : ( لله ما في السموات وما الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) الآية
أقبلوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وجثوا على ركبهم وقالوا : يا رسول الله أما وقد أنزل الله عليك هذه الآية فإنا لا نطيقها !
وما فيها أعمال ظاهرة ! ما فيها فرائض جديدة بالنسبة للأعمال الظاهرة ؛فيها ذكر أنَّ الله تعالى سيحاسب العباد على ما في قلوبهم . سيحاسبهم على ما في قلوبهم .
قالوا : يا رسول الله أمرنا بالجهاد فجاهدنا ,أمرنا بالصدقة فتصدقنا ,أمرنا بالهجرة فهاجرنا وإنا لا نطيق هذه الآية .
هذا من فقههم ومن صدقهم وإخلاصهم أنَّهم يريدون أن تكون قلوبهم مرضية عند الله.
فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام : " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين ؟!
: ( سمعنا وعصينا ) قولوا : ( سمعنا وأطعنا ) قالوا : ( سمعنا وأطعنا ).
فأنزل الله : ( آمن الرسول .. ) الآية إلى آخرها . والحديث رواه مسلم .
والشاهد أن الصحابة كانوا يخافون من غوائل القلوب ومن آفات القلوب وأمراضها .
من ذا الذي يسلم قلبه ؟!
لما نزل قوله تعالى : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) الآية
قال ابن مسعود : والله ما كنت أعلم أنَّ أحدا يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
لأنهم يجاهدون في سبيل الله ؛المهاجرون والأنصار رضي الله تعالى عنهم :
المهاجرون : هجروا الأوطان والخلان والأولاد والأموال وهاجروا من أجل الله ورسوله عليه الصلاة والسلام .
والأنصار : ناصروا الله وناصروا رسوله بذلوا أموالهم وهيئوا أنفسهم وأقبلوا على الجهاد وعلى الدعوة وعلى التعليم إلى غير ذلك .
فنزلت هذه الآية : ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) الآية
يعني : أنَّ أصل ذلك الخطأ الذي حصل : إرادة الدنيا .
والمراد هنا بإرادة الدنيا هنا : الغنيمة ,وليس المراد بإرادة الدنيا باستمرار مثل ما هو حاصل الآن !
لو فتشنا عما في قلوبنا إيش سنجد ؟!!
إيش سنجد فيها ؟!!
مما لو أنزلنا الأدلَّة على ذلك لعلمنا أنَّ قلوبنا بحاجة إلى إنقاذ !
بحاجة إلى إصلاح ! بحاجة إلى تفتيش عمَّا فيها !
قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله : " إنَّما يتعثَّر في الطريق من لم يُخلص عمله لله "
ترى الواحد منَّا من يكون قطع شوطاً في الخير مُسابقاً إليه ومسارعاُ فيه ومُقبلا عليه ومن ثمَّ ترى بعد ذلك من التأخر والتفلت ما تستغرب !
مع العلم أنَّنا نعلم أن الشخص كلما بذل الطاعة كافأه الله بزيادة الحب لها والتعظيم والمثابرة عليها والاستمرارية . نحن نقرأ قوله تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى )
فأداء أي عبادة وطاعة ذلك من الهدى الذي يزيد الله الطائع هدى إلى هداه .
لكن كما سمعتم فكوننا نعتني بإصلاح القلوب أمر في غاية الأهمية .
لا تسأل عن قلبك إلا نفسك . انظر أين أنت ؟
انظر أين أنت ؟
فلهذا جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم قال : ( غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا .. ) الحديث
هذا النبي ما قبل من له تعلق بشيء من أمور الدنيا لأنَّه يُخشى بسبب انشغاله بهذه الأشياء وتعلقه بها أنَّه لا يُخلص لله ولا يصدق ولا يصبر في الجهاد في سبيل الله ؛يبقى منتظراً متى يرجع إلى أموره هذه !
فمن أعظم أسباب أمراض القلوب : حب الدنيا ,حب الدنيا .
فيا إخواني : من الآفات والأمراض الخطيرة .
فكلنا عندنا غرائز جُبِلنا وفُطِرنا على حب الدنيا ولا يستطيع الشخص أن يتعالى عن هذا وينجو إلا بقدر ما يصلح قلبه ويجاهد نفسه ,وينظر أين هو من إصلاح قلبه ؟
أين هو من إصلاح قلبه ؟
فالقلب إذا لم يكن عامراً بالخير ؛بخشية الله ,بمراقبة الله ,بالإخلاص لله والصدق مع الله احتوشته الفتن والأمراض .
قال ابن الجوزي رحمه الله : ( الظلم سُمِّي ظلماً لأنَّه من ظلمة القلب ,فإنَّ القلب إذا استنار لا يقبل الظلم وإذا لم يستنر أظلم وجاء منه الظلم )
فالقلوب تحتاج على نور ,إلى غذاء ,إلى شفاء وهو غذاؤها الذي اختاره الله وأنزله الله رحمة منه بنا وعناية من أجل الهداية والتوفيق لنا .
نورها وغذاؤها وشفاؤها ودواؤها في القرآن الكريم والسنَّة المطهرة .
هل نحن مقبلون على طلب العلم ؟!! العلم الشرعي ؟!!
العلم نور أعظم من نور الشمس والقمر فلا نضيع أنفسنا ونعيش بدون دروس بدون حلقات علم بدون اتصال بالقرآن .
دروس وتعليم وتعلُّم ونصح للناس ودعوة إلى الله عزَّ وجلَّ إن لم تكن وظيفتنا هكذا بجدٍّ وعزمٍ وصبرٍ واختيارٍ واقتناعٍ فسنضيع وتضيع دعوتنا وتضيع أخوَّتُنا .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله : " أهل السنَّة كثيرون ولكنَّهم متفرقون لا يبحث بعضهم عن بعض ولا نتعرف بعضهم على بعض " !
هذا من جملة الأخطاء والتقصير الحاصلة فينا .
إذا أيها الإخوة : الكلام قد يذهب يمنة ويسرة فباختصار :
نصيحة والدنا الشيخ ربيع حفظه الله : الإخلاص لله .
ونعم ما قال وجزاه الله عنا وعن الإسلام خيرا .وهكذا فلينصح الناصحون .
الاعتصام بكتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم : وهذا كما تعلمون أصل عظيم لا يقوم به إلا أهل السنَّة .
أما غير أهل السنَّة فهم الذين يسعون في هدم هذا الأصل كما قال الإمام أحمد رحمه الله : " أهل البدع مختلفون ,مخالفون للكتاب ,ومتفقون على مخالفة الكتاب "
فالاعتصام بالكتاب والسنَّة لا يحققه إلا من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلَّم رسولاً ونبياً عليه الصلاة والسلام . من كان يريد الله ولا يريد الدنيا , ومن كان يرحم عباد الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أهل السنَّة أعلم بالحق وأرحم بالخلق "
فالرحمة تأتي عندما نتعلَّم ونتزود من العلم ونبذل للناس النصح والإرشاد . الأمَّة بحاجة والناس بحاجة إلى النصح والتعليم .
وكما تعلمون -بارك الله فيكم- أن دعوة أهل السنَّة والجماعة الدعوة السلفية قد نفع الله بها في مشارق الأرض وفي مغاربها وأنَّها في هذا العصر نبعت من هذه البلاد (السعودية) ونفع الله بها نفعاً عظيما في مشارق الأرض وفي مغاربها فأنصح للعلماء والدعاة –وإن كنت من أحوج الناس إلى النصح ولكن لا مانع أن نُذَكِّر – فأنصح للعلماء في هذه البلاد –أعني علماء أهل السنَّة- والدعاة وطلاب العلم أن يواصلوا نشر الدعوة التي أكرمهم الله بها دعوة صافية نقية لا حزبية ولا شرقية ولا غربية ولا بدعة وإنَّما تمسك . ولا تهتك ولا تغيير ولا تبديل ولكن اتباع واعتصام واقتداء وتمسك بمنهاج النبوة .
نسأل الله بمنه وكرمه أن يزيدنا هدى وتقى وأن يصلح قلوبنا وأن يديم علينا أخوتنا في الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ."
كلمة الشيخ محمد الإمام حفظه الله تعالى
في لقاء الشرائع بمكة ليلة 8/12/1430 هـ
(بعد كلمة الشيخ العلامة ربيع حفظه الله تعالى)
فرغَّها وقابلها على الأصل السمعي
أخوكم : أبو إسحاق السطائفي-غفر الله له وأصلح قلبه- آمين
وأذن بنشرها فضيلة الشيخ حفظه الله
في لقاء الشرائع بمكة ليلة 8/12/1430 هـ
(بعد كلمة الشيخ العلامة ربيع حفظه الله تعالى)
فرغَّها وقابلها على الأصل السمعي
أخوكم : أبو إسحاق السطائفي-غفر الله له وأصلح قلبه- آمين
وأذن بنشرها فضيلة الشيخ حفظه الله