إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،
سنتعرض معكم في هذه السلسلة لمعجزات النبي صلى الله عليه و سلم الحسية التي شهدها الصحابة
الكرام رضوان الله عليهم رأي العين، بحيث سنتطرق و إياكم في كل عدد لمعجزة، و سنكتفي بما صح
عنه صلى الله عليه و سلم . و ارتأيت أن أبدأ بالقرآن الكريم فلا أستطيع القفزعلى هذه المعجزة الخالدة
و بعد هذا العدد مباشرة ستأتي المعجزات الحسية ، فترقبوا معنا هذه السلسلة يا إخواني و أخواتي
الفضلاء و أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لكل خير و يهدينا و يستخدمنا في طاعته و يجعل مثوانا الجنة .
المعجزة الأولى : القرآن الكريم ( الموضوع به قصتين لطبيب و عالم أعلنا إسلامهما و فيديو لمحمد حسان يتكلم عن الطبيب موريس بوكاي و كيف اهتدى إلى الحق بسبب آية )
لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه فدل ذلك على نبوته و صدقة في رسالته لأن القرآن معجز
بحروفه وكلماته وتراكيبه و معانيه وأخبار الغيوب التي وردت فيه فكانت كما أخبر.. كما أنه
معجز بالأحكام الشرعية و القضايا العقلية التي لا قبل للبشر بمثلها مع التحدي القائم إلى اليوم
بأن يأتي الإنس والجن متعاونين بمثله ، قال تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن
يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
سورة الإسراء
و تحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سور مثله فما استطاعوا
قال تعالى: ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) و تحداهم بسورة واحدة من
مثله فقال: ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله و ادعوا شهدائكم من
دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)
نفي لقدرتهم على الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام
و قد مضى حتى الآن 1421 سنة و لم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
1/ قصة الطبيب الفرنسي موريس بوكاي التي حكاها محمد حسان حفظه الله
هذا العالم كان مكلفا بدراسة جثة فرعون المحنطة ، و معلوم أن الله جل في علاه أخبرنا في
محكم كتابه الكريم أن فرعون مات غريقا ...يقول الله عز و جل :
"قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ
مَثْبُوراً فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً". فالآية تقول أن الله أغرق
فرعون من معه من أتباعه جمعيا.
كذلك في سورة طه: "فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مّنَ الْيَمّ مَا غَشِيَهُمْ"، وقوله تعالى في
سورة الشعراء: "وَأَنجَيْنَا مُوسَىَ وَمَن مّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمّ أَغْرَقْنَا الاَخَرِينَ"
ليجد هذا العالم بعد مرور ألاف السنين جزيئات الملح بين مسام جلد فرعون المحنط
فخرج على أصدقائه و كأنه اكتشف شيئا جديدا يزفه إليهم
فقال لهم هذا الفرعون مات غريقا
فأخذه أحد أصدقائه الذين لهم دراية بالإسلام و قال له أعد النظر في ما تقول فهذا هو نفس
قول المسلمين و هو مكتوب في كتابهم
فاستغرب في نفسه و قال له لا يمكن أن يأتي هذا قبل 1400 سنة حيث لا علم
و أنت تعرف الآلات التي تهيئت لنا في هذا العصر حتى نتمكن من الوصول إلى هذا
فأتى بالتوراة فلم يجد فيها شيئا ثم أتى بالإنجيل فلم يجد به شيئا ثم أتى له بالقرآن الكريم فتلى
عليه الآيات
"فَالْيَوْم نُنَجِّيك بِبَدَنِك لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفك آيَة "
فأسلم هذا الطبيب بعد ذهابه إلى الأزهر و قال عنه محمد حسان أنه حسن إسلامه
و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم
2/ قصة إسلام عالم نصراني لما وجد في القرآن الكريم من إعجازات عقلية و بيانية
نعم كان هذا الشخص يعيش في أمريكا
فجاءته فكرة أن يقرأ القرآن ليس للتدبر طبعا فهو كان نصرانيا و يريد أن يجد أخطاء في
القرآن و كان شخصا مولعا بعلم المستحثات و الحفريات
فبدأ يقرأ ترجمة القرآن و في باله أنه سيجد وصفا للصحراء والنساء و كلام فقط عن رسولنا
صلى الله عليه و سلم لأنه في تلك الحقبة لم يكن هناك علم اصلا و كانت الحياة بسيطة لأبعد
الدرجات فإذا به فوجئ بقوله تعالى : أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا
فيه اختلافا كثيرا
و هو نفس ما كان يريد فعله يعني نظريته ردت عليه
طبعا كانت قراءته للقرآن على فترات و كان يدون ما يجده
و كان في كل مرة يجد شيئا جديدا فمرة أطوار تكون الجنين في بطن أمه
و مرة أصل الخلق و تارة علم الفضاء
"و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون "
" و كل في فلك يسبحون "
حي أفلا يؤمنون "
هذا ناهيك عن وصف الشمس على أنها سراج وهاجا و الآن أصبحنا نرى ذلك بفيديوهات
"و جعلنا سراجا وهاجا "
" و جعلنا السماء سقفا محفوظا "
و في الجيولوجيا
وصف الجبال و بأنها أوتاد تتبت الأرض
" وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم "
أي كي لا تضطرب الكرة الأرضية
و في علم البحار:
"وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا
محجورا"
و هناك عدة آيات تتكلم عن البرزخ المائي الشيء الذي لم يدركه العلم إلا مؤخرا
"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"
ثم بعد البحث وجد القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يتكلم عن عمالقة أهل الماضي
قوم عاد و ثمود و فرعون
"أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ"
و في آية أخرى :
"وَاذكُرُوَاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوَاْ آلاَءَ اللّهِ لَعَلّكُمْ
تُفْلِحُونَ"
سبحان الله كانت هذه القطرة التي أفاضت الكأس فصرخ قائلا ما هذا بقول بشر
فهو له علم بالمستحتات و سبق له أن تعرض لهياكل ضخمة عن طريق حفريات و ما إلى ذلك
فأعلن إسلامه بعد أن اقتنع بأن هذا الكلام لا ينبغي لبشر و لا يستطيع أن يأتي بمثله .
فمعجزة القرآن الكريم معجزة خالدة محفوظة بحفظ البارئ جل في علاه
إلى يوم القيامة
قال الله سبحانه و تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق
فهذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه ، فكله معجز كلاما و بيان و تشريعا
و قصصا و غيبا و علما
هذا القرآن الذي يعجز الإنس و الجن على أن يأتو بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيراً
.
.
.
منقول
