"عنكبوت راقص" يمكنه نقل 12 شخصاً في رحلة بحرية لمسافة 5 آلاف ميل
واشنطن -
قد تبدو هذه السفينة وكأنها من مشاهد أفلام الخيال العلمي أو أفلام جيمس بوند - بيد أنها قد تكون عابرة المحيطات في المستقبل. ذلك أن السفينة النموذجية التي يمكن أن تتكيف مع الأمواج تنطلق فوق أنبوبين ضخمين قابلين للنفخ من شأنهما تمكين السفينة من "التراقص" مع الأمواج كما يقول مصمموها.
ويمكن أن يتكون طاقم هذه السفينة التي تشبه العنكبوت من شخصين فقط وهي مزودة بمحركين مزدوجين يعملان بالديزل كما يمكنها أن تمخر عباب المحيطات في رحلات بحرية تصل إلى خمسة آلاف ميل.
ولعل الأهم من هذا كله أن هذه السفينة خفيفة لدرجة أن استهلاكها للوقود "يقل بصورة ملحوظة" عن السفن والبواخر الأخرى التي في حجمها، على حد قول مصمميها.
فقد تم بناء هذه الباخرة التي أطلق عليها مسمى "بروتيوس" من قبل شركة الأبحاث البحرية المتقدمة - مارين أدفانسد رسيرش إنك - التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها؛ وذلك لإجراء دراسات لمحيطات العالم. ولكن مصمميها يقولون إنه يمكن استخدامها مستقبلاً كقارب ترفيهي فاخر أو زورق على هيئة غواصة للغطس تحت الماء أو باخرة ركاب تحمل 12 راكباً.
ويقولون أيضاً إنهم قاموا من قبل بتصميم وتصنيع وفحص نماذج يتم التحكم بها عن طريق الأجهزة اللاسلكية بالإضافة إلى مركب شخصي بطول 50 قدماً فضلاً عن الباخرة بروتيوس التي يبلغ طولها 100 قدم.
وصرَّح متحدث باسم المجموعة قائلاً: "إن عابرة المحيطات هي عبارة عن فئة جديدة من الناقلات المائية القائمة على أساس تقنية محمية بموجب براءة من شأنها تقديم تجربة جديدة تماماً في مجال ارتياد البحار. وإن هذا المركب ثنائي الهيكل والذي يتصف بالمرونة ويتم التحكم فيه عن طريق الأشعة فوق الضوئية قد تم تصميمه بحيث يسمح بتنفيذ تشكيلة متنوعة من التطبيقات ويتناسب مع متطلبات مستخدمين محددين أو مهام معينة أو مشاريع يعينها. وعلى خلاف المراكب التقليدية فإن جسم هذا المركب يتطابق مع سطح الماء. وهذا المركب لا يدفع الأمواج أو يخترقها أو ينزلق من خلالها وهو يقوم بتهيئة شكله وهيكله حسب سطح الماء بما يتمتع به من مرونة. وعوضاً عن جعل الماء يتكيف مع جسد المركب فإن المركب هو الذي يتكيف مع الماء. فهو يرقص مع الأمواج". وقال المتحدث باسم المجموعة إن المركب يمكن أيضاً استخدامه للرياضة المائية. وأردف يقول: "يمكن أن يمثل المركب وسيلة لتجربة رياضية جديدة تماماً".
وقد تم إنشاء الهيكل الرئيسي للمركب من التيتانيوم والألمنيوم وقد تم توصيله بالأنبوبين المزدوجين عن طريق مفصلات كروية الشكل مثبتة بزنبركات ووحدات امتصاص صدمة.
وهنالك حجرتا وقود للمحرك وهما تحتويان على شفرات المراوح والأجهزة المساعدة وهما مثبتان مع جسد المركب بمفصلات خاصة لكي تظل المراوح داخل الماء طوال الوقت.
وبرغم أنها تزيح 12 طناً عندما تحمل سعتها القصوى من الوقود والتي تبلغ 2000 جالون، فإن مصمميها يقولون إنها تعمل تماماً مثل قارب يعمل بالطاقة.