السلام عليكم و بعد . . .
من خلال مطالعتي لما يكتب في هذا المنتدى أو في منتديات جزائرية أخرى، لاحظت الإستعمال المفرط، لبعض الإخوة، لنظرية المؤامرة عند تحليل الأحداث و أن حسب رأيهم فكل ما يحدث أمامنا من أحداث إلا و يعتبرونه مؤامرة حيكت خيوطها في واشنطن أو باريس أو لندن جاعلين هذه الدول، بهكذا تفكير، في مقام الرب الذي لا يحدث معها شيء في هذا الكون إلا و كانوا وراءه مثل قوله عز و جل: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" الأنعام 59.
لا شك أنه لجلب المصالح تقوم جميع الدول بدون استثناء و بشكل أخص دول الإستكبار العالمي و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بتجنيد جميع إمكانياتها المادية و المعنوية للحصول على حصة الأسد من هذه المصالح، لكن يجب التذكير في نفس الوقت أن هذه العمليات ليست محسومة منذ البداية و أن يدها أقصر مما نتصور و أن الشعوب في حقيقة الأمر هي صاحبة القول الفصل و صاحبة القرار النهائي لأن إرادتها لا تقهر.
و من لديه شك في ذلك فما عليه سوى الرجوع إلى التاريخ الذي سجل لنا نماذج من إخفاقات هذه الدول رغم تجنيدها لإمكانيات رهيبة، فكل معاهد الدراسات الاستراتيجية الموجودة في أمريكا لم تتنبأ بحدوث ثورة على الشاه في إيران و لا على بن علي في تونس و لا حتى على مبارك في مصر تماما كما لم تتنبأ بحدوث تحول في بوليفيا أو فينزويلا أو الشيلي.
الغريب في الأمر أن رغم أخذ هذه الدول للصفعات في كثير من الأحيان كما تأخذها حاليا في العراق و أفغانستان أو سابقا في الفيتنام، إلا أننا نجد من يقوم بتلميع إخفاقاتها عن طريق تبرير الصفعات بـ "الانسحاب التكتيكي" كما قال لي ذات يوم أحد الإخوة أن أمريكا هي التي تركت المقاومة الأفغانية تتألق و تصعد لكي يتم قطع رأسها و القضاء عليها في حين كل المراقبين الأمريكيين يعترفون أن أمريكا وقعت في الفخ الأفغاني إلى العنق و أنها تأخذ الصفعات تلو الصفعات من المقاومة و ليس لها سوى الإعتراف بالهزيمة ثم الإنسحاب.
فالقول بأن أمريكا و أوروبا هي من تفتعل الثورات العربية عار عن الصحة باعتبار أن الزعماء الذين ثارت عليهم شعوبهم هم من أطيع خدام أمريكا و أوروبا، ناهيك على أنها عملية دعاية مجانية لها تبين أن لا يمكن حدوث أي شيء إلا بعد مباركة أمريكية أوروبية .
فلماذا لا نقول أن أسباب الثورات العربية تكمن في أنظمتنا الحاكمة و أن الفساد و الظلم و الإستبداد هو من حرض على الثورة، و أن الإستبداد مهما بلغ شأوا إلا و يأتي اليوم الذي تجتمع فيه الشروط للإطاحة به.
و الآن الخط إليكم لمناقشة الموضوع
تحياتي . . .
من خلال مطالعتي لما يكتب في هذا المنتدى أو في منتديات جزائرية أخرى، لاحظت الإستعمال المفرط، لبعض الإخوة، لنظرية المؤامرة عند تحليل الأحداث و أن حسب رأيهم فكل ما يحدث أمامنا من أحداث إلا و يعتبرونه مؤامرة حيكت خيوطها في واشنطن أو باريس أو لندن جاعلين هذه الدول، بهكذا تفكير، في مقام الرب الذي لا يحدث معها شيء في هذا الكون إلا و كانوا وراءه مثل قوله عز و جل: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" الأنعام 59.
لا شك أنه لجلب المصالح تقوم جميع الدول بدون استثناء و بشكل أخص دول الإستكبار العالمي و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بتجنيد جميع إمكانياتها المادية و المعنوية للحصول على حصة الأسد من هذه المصالح، لكن يجب التذكير في نفس الوقت أن هذه العمليات ليست محسومة منذ البداية و أن يدها أقصر مما نتصور و أن الشعوب في حقيقة الأمر هي صاحبة القول الفصل و صاحبة القرار النهائي لأن إرادتها لا تقهر.
و من لديه شك في ذلك فما عليه سوى الرجوع إلى التاريخ الذي سجل لنا نماذج من إخفاقات هذه الدول رغم تجنيدها لإمكانيات رهيبة، فكل معاهد الدراسات الاستراتيجية الموجودة في أمريكا لم تتنبأ بحدوث ثورة على الشاه في إيران و لا على بن علي في تونس و لا حتى على مبارك في مصر تماما كما لم تتنبأ بحدوث تحول في بوليفيا أو فينزويلا أو الشيلي.
الغريب في الأمر أن رغم أخذ هذه الدول للصفعات في كثير من الأحيان كما تأخذها حاليا في العراق و أفغانستان أو سابقا في الفيتنام، إلا أننا نجد من يقوم بتلميع إخفاقاتها عن طريق تبرير الصفعات بـ "الانسحاب التكتيكي" كما قال لي ذات يوم أحد الإخوة أن أمريكا هي التي تركت المقاومة الأفغانية تتألق و تصعد لكي يتم قطع رأسها و القضاء عليها في حين كل المراقبين الأمريكيين يعترفون أن أمريكا وقعت في الفخ الأفغاني إلى العنق و أنها تأخذ الصفعات تلو الصفعات من المقاومة و ليس لها سوى الإعتراف بالهزيمة ثم الإنسحاب.
فالقول بأن أمريكا و أوروبا هي من تفتعل الثورات العربية عار عن الصحة باعتبار أن الزعماء الذين ثارت عليهم شعوبهم هم من أطيع خدام أمريكا و أوروبا، ناهيك على أنها عملية دعاية مجانية لها تبين أن لا يمكن حدوث أي شيء إلا بعد مباركة أمريكية أوروبية .
فلماذا لا نقول أن أسباب الثورات العربية تكمن في أنظمتنا الحاكمة و أن الفساد و الظلم و الإستبداد هو من حرض على الثورة، و أن الإستبداد مهما بلغ شأوا إلا و يأتي اليوم الذي تجتمع فيه الشروط للإطاحة به.
و الآن الخط إليكم لمناقشة الموضوع
تحياتي . . .