BOUREZG chaouki
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 29 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 4
- آخر نشاط

شرح لسورة الأنبياء
هذا شرح لسورة الانبياء من الاية 01-الى 29
[FONT="]بَين يَدَي السُّورَة[/FONT]
[FONT="] هذه [/FONT][FONT="]السورة مكية وهي تعالج موضوع العقيدة الإِسلامية في ميادينها الكبيرة "الرسالة، الوحدانية البعث والجزاء" وتتحدث عن الساعة وشدائدها، والقيامة وأهوالها، وعن قصص الأنبياء والمرسلين.[/FONT]
[FONT="] * ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن غفلة الناس عن الآخرة، وعن الحساب والجزاء، بينما القيامة تلوح لهم وهم في غفلةٍ عن ذلك اليوم الرهيب، وقد شغلتهم مغريات الحياة عن الحساب المرقوب.[/FONT]
[FONT="] * ثم انتقلت إلى الحديث عن المكذبين، وهم يشهدون مصارع الغابرين، ولكنهم لا يعتبرون ولا يتعظون، حتى إِذا ما فاجأهم العذاب، رفعوا أصواتهم بالتضرع والاستغاثة ولكن هيهات.[/FONT]
[FONT="] * وتناولت السورة دلائل القدرة في الأنفس والآفاق، لتنبه على عظمة الخالق المدبر الحكيم، فيما خلق وأبدع، ولتربط بين وحدة الكون، ووحدة الإِله الكبير.[/FONT]
[FONT="] * وبعد عرض الأدلة والبراهين، الشاهدة على وحدانية رب العالمين، تذكر السورة حال المشركين وهم يتلقون الرسول عليه السلام بالاستهزاء والسخرية والتكذيب، وتعقّب على ذلك بسنة الله الكونية في إِهلاك الطغاة المجرمين.[/FONT]
[FONT="] * ثم تتناول [/FONT][FONT="]السورة الكريمة قصص بعض الرسل، وتتحدث بالإِسهاب عن قصة إِبراهيم عليه السلام مع قومه الوثنيّين، في أسلوب مشوّق، فيه من نصاعة البيان، وقوة الحجة والبرهان ما يجعل الخصم يقر بالهزيمة في خنوعٍ واستسلام، وفي قصته عبر وعظات.[/FONT]
[FONT="] * وتتابع [/FONT][FONT="]السورة الحديث عن الرسل الكرام فتتحدث عن "إِسحاق، ويعقوب، ولوط، ونوح، وداود، وسليمان، وأيوب، وإِسماعيل، وإِدريس، وذي الكفل، وذي النون، وزكريا، وعيسى" بإِيجاز مع بيان الأهوال والشدائد التي تعرضوا لها، وتختم ببيان رسالة سيد المرسلين محمد بن عبد الله المرسل رحمة للعالمين.[/FONT]
[FONT="]التســـميَــــة:[/FONT]
[FONT="]سميت "سورة الأنبياء" لأن الله تعالى ذكر فيها جملةً من الأنبياء الكرام في استعراضٍ سريع، يطول أحياناً ويقصر أحياناً، وذكر جهادهم وصبرهم وتضحيتهم في سبيل الله، وتفانيهم في تبليغ الدعوة لإِسعاد البشرية.[/FONT]
[FONT="] { قرب ودنا وقت حساب الناس على أعمالهم أي وهم مستغرقون في الشهوات، غافلون عن ذلك اليوم الرهيب، لا يعملون للآخرة ولا يستعدون لها كقول القائل: الناس في غفلاتهم: ورَحى المنيَّة تطحن، وإِنما وصف الآخرة بالاقتراب لأن كل ما هو آتٍ قرب ما يأتيهم شيءُ من الوحي والقرآن من عند الله متجدّد في النزول فيه عظةٌ لهم وتذكير إِلاّ استمعوا القرآن مستهزئين قال الحسن: كلما جُدّد لهم الذكرُ استمروا على الجهل ساهيةً قلوبهم عن كلام الله، غافلةً عن تدبر معناه تناجى المشركون فيما بينهم سراً أي قالوا فيما بينهم خفيةً هل محمد الذي يدّعى الرسالة إِلا شخص مثلكم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ؟ أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر ؟ قال الألوسي: أرادوا أن ما أتى به محمد عليه السلام من قبيل السحر، وذلك بناءً على ما ارتكز في اعتقادهم أن الرسول لا يكون إِلا ملكاً وأن كل ما جاء به من الخوارق من قبيل السحر وعنوا بالسحر القرآن قال محمد صلى الله عليه وسلم إِنَّ ربي لا يخفى عليه شيء مما يقال في السماء والأرض السميع بأقوالكم، العليم بأحوالكم، وفي هذا تهديدٌ لهم ووعيد هذا إِضرابٌ من جهته تعالى وانتقال إلى ما هو أشنع وأقبح حيث قالوا عن القرآن إِنه أخلاط منامات اختلقه محمد من تلقاء نفسه بل محمد شاعر وما أتى به شعر يخيل للسامع أنه كلام رائع مجيد قال ابن جزي: حكى عنهم هذه الأقوال الكثيرة ليظهر اضطراب أمرهم وبطلان أقوالهم فهم متحيرون لا يستقرون على شيء فليأتنا محمدٌ بمعجزةٍ خارقة تدل على صدقه كما أُرسل موسى بالعصا وصالح بالناقة أي ما صدَّق قبل مشركي مكة أهل القرى الذين اقترحوا على أنبيائهم الآيات بل كذبوا فأهلكهم الله أفيصدّق هؤلاء بالآيات لو رأوها ؟ كلا قال أبو حيان: وهذا استبعادٌ وإِنكار أي هؤلاء أعتى من الذين اقترحوا على أنبيائهم الآيات فلو أعطيناهم ما اقترحوا لكانوا أضلَّ من أولئك واستحقوا عذاب الاستئصال ولكنَّ الله تعالى حكم بإِبقائهم لعلمه أنه سيخرج منهم مؤمنون.[/FONT]
[FONT="]{وما أرسلنا قبلك يا محمد إِلا رسلاً من البشر لا ملائكة فكيف ينكر هؤلاء المشركون رسالتك ويقولون: ما هذا إِلا بشر مثلكم؟ أي فاسألوا يا أهل مكة العلماء بالتوراة والإِنجيل هل كان الرسل الذين جاؤوهم بشراً أم ملائكة ؟ إِن كنتم لا تعلمون ذلك أي ما جعلنا الأنبياء أجساداً لا يأكلون ولا يشربون كالملائكة بل هم كسائر البشر يأكلون ويشربون، وينامون ويموتون ما كانوا مخلَّدين في الدنيا لا يموتون ثم صدقنا الأنبياء ما وعدناهم به من نصرهم وإِهلاك مكذبيهم وإِنجائهم مع أتباعهم المؤمنين وأهلكنا المكذبين للرسل، المجاوزين الحدَّ في الكفر والضلال، وهذا تخويفٌ لأهل مكة اللام للقسم أي والله لقد أنزلنا إِليكم يا معشر العرب كتاباً عظيماً مجيداً لا يماثله كتاب في شرفُكم وعزُّكم أفلا تعقلون هذه النعمة فتؤمنون بما جاءكم به محمد عليه السلام ؟[/FONT]
[FONT="] أي وكثيراً أهلكنا من أهل القرى الذين كفروا بآيات الله وكذبوا رسله وخلقنا أمة أخرى بعدهم فلما رأوا عذابنا بحاسة البصر وتيقنوا نزوله إذا هم يهربون فارين منهزمين قال أبو حيان: لما أدركتهم مقدمة العذاب ركبوا دوابّهم يركضونها هاربين منهزمين تقول لهم الملائكة استهزاءً: لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا إِلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور ولين العيش ارجعوا إِلى مساكنكم الطيبة لعلكم تُسألون عما جرى عليكم، وهذا كله من باب الاستهزاء التوبيخ [/FONT][FONT="] قالوا يا هلاكنا ودمارنا إِنا كنا ظالمين بالإِشراك وتكذيب الرسل، اعترفوا وندموا حين لا ينفعهم الندم فما زالت تلك الكلمات التي قالوها يكررونها ويردّدونها حتى أهلكناهم بالعذاب وتركناهم مثل الحصيد موتى كالزرع المحصود بالمناجل لم نخلق ذلك عبثاً وباطلاً وإِنما خلقناهما دلالةً على قدرتنا ووحدانيتنا ليعتبر الناس ويستدلوا بالخلق على وجود الخالق المدّبر الحكيقال ابن عباس: هذا ردٌّ على من قال اتخذ الله ولداً والمعنى لو أردنا أن نتخذ ما يُتلهى به من زوجةٍ أو ولد لاتخذناه من عندنا من الحور العين أو الملائكة إِ لو أردنا فعل ذلك لاتخذنا من لدنا ولكنه منافٍ للحكمة فلم نفعله بل نرمي بالحق المبين على الباطل المتزعزع فيقمعه ويُبطله هالك تالف ولكم يا معشر الكفار العذاب والدمار من وصفكم الله تعالى بما لا يجوز من الزوجة والولد وله جلَّ وعلا جميع المخلوقات ملكاً وخلقاً وتصرفاً فكيف يجوز أن يشرك به ما هو عبدٌ ومخلوق له ؟ والملائكة الذين عبدتموهم من دون الله لا يتكبرون عن عبادة مولاهم ولا يَعْيَون ولا يملُّون {هم في عبادة دائمة ينزّهون الله عما لا يليق به ويصلّون ويذكرون الله ليل نهارّ لا يضعفون ولا يسأمون.[/FONT]
[FONT="]{[/FONT][FONT="] لما ذكر الدلائل على وحدانيته وأن من في السماوات والأرض ملكٌ له وأن الملائكة المقربين في طاعته وخدمته عاد إِلى ما كان عليه من توبيخ المشركين وذمهم وتسفيه أحلامهم، ؟ تنزّه الله الواحد الأحد خالق العرش العظيم عما يصفه به أهل الجهل من الشريك والزوجة والولد لا يسأل تعالى عمّا يفعل لأنه مالك كل شيء والمالك يفعل في ملكه ما يشاء، ولأنه حكيم فأفعاله كلُّها جارية على الحكمة، وهم يُسألون عن أعمالهم لأنهم عبيد كرَّر هذا الإِنكار استعظاماً للشرك ومبالغة في التوبيخ أي هل اتخذوا آلهة من دون الله تصلح للعبادة والتعظيم ؟ قل يا محمد لأولئك المشركين ائتوني بالحجة والبرهان على ما تقولون هذا الكتاب الذي معي والكتب التي من قبلي كالتوراة والإِنجيل ليس فيها ما يقتضي الإِشراك بالله، ففي أي كتابٍ نزل هذا ؟ في القرآن أم في الكتب المنزّلة على سائر الأنبياء ؟! فما زعمتموه من وجود الآلهة لا تقوم عليه حجة لا من جهة العقل ولا النقل، بل كتب الله السابقة شاهدة بتنزيهه عن الشركاء والأنداد بل أكثر المشركين لا يعلمون التوحيد فهم معرضون عن النظر والتأمل في دلائل الإِيمان.[/FONT]
[FONT="]المنَــاسَــبَــة:[/FONT]
[FONT="] لما بيَّن تعالى أحوال المشركين وأقام الأدلة والبراهين على وحدانية الله وبطلان تعدد الآلهة، ذكر هنا أن دعوة الرسل جميعاً إِنما جاءت لبيان التوحيد ثم ذكر بقية الأدلة على قدرة الله ووحدانيته في هذا الكون العجيب.[/FONT]
[FONT="]سـبَبَ النّزول :[/FONT]
[FONT="]مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سفيان وأبي جهل وهما يتحدثان، فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لأبي سفيان : هذا نبيُّ بني عبد مناف !! فغضب أبو سفيان وقال : ما تنكر أن يكون لبني عبد منافٍ نبيٌّ ؟ فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى أبي جهل وقال له : ما أراك منتهياً حتى يصيبك ما أصاب عمَّك الوليد بن المغيرةة.[/FONT]
[FONT="]أي وما بعثنا قبلك يا محمد رسولاً من الرسهَ إِلا أَنَا} أي إِلا أوحينا إِليه أنه لا ربَّ ولا معبود بحق سوى الله فاعبدوني وحدي وخصوني بالعبادة ولا تشركون معي أحداً قال المشركون اتخذ الله من الملائكة ولداً : هم حيٌّ من خزاعة قالوا: الملائكة بنات الله } أي تنزَّه الله وتقدَّس عما يقول الظالمون بل هم عبادٌ مبجَّلون اصطفاهم الله فهم مكرمون عنده في منازل عالية، ومقاماتٍ سامية وهم في غاية الطاعة والخضوع لا يقولون شيئاً حتى يقوله شأنهم شأن العبيد المؤدبين وهم بطاعته وأوامره يعلمون لا يخالفون ربهم في أمرٍ من الأوامر أي علمه تعالى محيط بهم لا يخفى عليه منهم خافية لا يشفعون يوم القيامة إِلا لمن رضي الله عنه وهم أهل الإِيمان كما قال ابن عباس: هم أهل شهادة لا إِله إِلا الله أي وهم من خوف الله ورهبته خائفون حذرون لأنهم يعرفون عظمة الله قال الحسن: يرتعدون من خشية الله أي ومن يقل من الملائكة إني إلهٌ ومعبودٌ مع الله } أي فعقوبته جهنم قال المفسرون: هذا على وجه التهديد وعلى سبيل الفرض والتقدير لأن هذا شرط والشرطُ لا يلزم وقوعه والملائكة معصومون أي مثل ذلك الجزاء الشديد نجزي من ظلم وتعدى حدود الله.[/FONT]