مسرحية تجسد الواقع الفلسطيني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ابو فرح

:: عضو منتسِب ::
إنضم
3 جانفي 2008
المشاركات
24
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
العمر
50
كنت ألعب مع الأولاد، جاءت أمي وجرتني من يدي، فصرخت، اتركيني، قالت أمش يا .. ولد، إنهم يقتلون ويذبحون، سألتها:
- من هم يا أمي؟
قالت:
- الحرب بدأت وهم يقتلون الأولاد.
- خفت وسألت:
- أمي ...ما هي الحرب؟
- قالت:ا مش يا ولد.
- أخذت الأصوات المزعجة تشتد بم بم بم. نظرت فرأيت دخانا كثيفا يتصاعد، اليوم قصفوا بيتا، عندما نهضت من النوم قالت أمي:
- جاءوا في الليل وأخذوا أباك.
كانت أمي حزينة، ولم أفهم شيئا.
قابلت علي عفانة، وقلت له:
- أخذوا أبي في الليل.
فقال:
تجري أمور عجيبة لا نفهمها.
رأينا دبابة وسيارات عسكرية، فأصابنا الخوف وقلنا:
جاءوا من جديد.
ثم ابتعدنا، اقتربوا من بيتنا، ورأيت جدي غاضبا لطمت أمي خديها، وشقت ثوبها، اقتربت من أمي، قبضت على طرف ثوبها، فأخذت تبكي، وسألتها:
- أين أبي؟
- ضمتني إلى صدرها وقالت:
- أبوك في السجن.
أمرونا أن نبتعد، ووقفنا نتفرج، سمعت صوتا شديدا، ورأيت دخانا أبيض يلف البيت، ثم بدا الدخان ينقشع، ولم أعد أرى بيتنا فقد هوى على الأرض، اقترب مني علي عفانة وقال:
- نسفوا بيتكم.
سألته:
- لماذا ينسفون البيوت، ويضعون الناس في السجن؟
- قال لي علي عفانة:
- الكبار يعرفون فقط.
فقلت:
- يقولون إن لهم أولادا مثلنا، يا ترى صحيح؟
قال علي عفانة:
- أنا لا أصدق دائما أراهم دون أولاد، لديهم أسلحة فقط وسألني:
- هل رأيت ولدا في دبابة؟
قلت:
- لا!
- قال إذا ليس لهم أولاد.
لم يعد لنا بيت، أمي تبكي دائما، وأنا أصبحت حزينا لا أحب اللعب، اليوم قتلوا علي عفانة، ما زلت أذكر أنه قال لي:
- ليس لهم أولاد.
- اتفقنا أن نسد الشارع بالحجارة، وقلنا:
- دباباتهم تنسف البيوت، ملأنا الدنيا بالحجارة، صرخنا بأصوات عالية، وقذفنا الجنود بالحجارة، أطلق الجنود، فأصابني خوف شديد، وكدت أهرب، لكنني تجمدت في مكاني لما وقع علي عفانة على الأرض.
وأخذ الدم يسيل من صدره، صحت بأعلى صوتي:
- علي علي
لكنه لم يتكلم، وكان الجنود يتراكضون من حولنا.
اليوم ذهبت إلى المقبرة، وما زال التراب طريا حول القبر.
ورنت في أذني كلمات علي عفانة: ليس لهم أولاد.
الآن، يرقد صديقي علي عفانة تحت التراب، سالت الدموع من عيني، وأخذت أتمايل:
- لماذا يقتلون الأولاد.
- عدت حزينا، قد سجنوا أبي، ونسفوا بيتنا، وقتلوا صديقي علي عفانة، فأحسست أنني أكرههم كثيرا.
books.gif
books.gif
books.gif
icon1366.gif
icon1366.gif
icon1366.gif
ما هو شعورك عندما كنت تقرأ هذه المسرحية؟
icon1366.gif
icon1366.gif
icon1366.gif
 
رد: مسرحية تجسد الواقع الفلسطيني

لماذا ينسفون البيوت، ويضعون الناس في السجن؟
- قال لي علي عفانة:
- الكبار يعرفون فقط.
 
رد: مسرحية تجسد الواقع الفلسطيني

اللهم ان هدا منكر
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top