بقلم أحسن بوشة
أعتقد أن يوم ظهور القنوات التلفزيونية الحرة في الجزائر قد بات قريبا جدا وذلك لأسباب عدة ,أولها ضغوطات لوبيات المال على صانعي القرار لإيجاد وسائل للترفيه وللإشهار لمشاريعهم الإستثمارية والتي أغلبها خدماتية أو إستهلاكية تنهك وتنهب الإقتصاد الوطني أكثر مما تنشطه وتنميه.
وثاني هاته الأسباب هو محاولة جذب وإغراء المشاهد الجزائري ليبتعد عن القنوات الأجنبية خاصة العربية منها والتي باتت شريك محارب ومحرض على الثورات ضد الأنظمة، فالسلطة إنتبهت أخيرا إلى الفراغ الإعلامي الموجود ويبدو أنها تيقنت بأن هذا الفراغ إذا ترك هكذا لابد أن يملأ ولايجب ترك الجزيرة أو العربية يرتاعون بحرية في بيوت الجزائريين لوحدهم.
السبب الثالث هو أن السلطة تكون قد تحركت لحماية بيتها من حمى الإنتفضات العربية وذلك بطرح الإصلاحات السياسية والإعلام كإجراء إستباقي لإي تحرك مماثل في الشارع الجزائري ,وهي تفعل ذلك تحت ضغط هاته الثورات وتحت ضغط الشارع الجزائري وأهم من ذلك تحت ضغط الدوائر الغربية كذلك.
السبب الرابع هو أن أرباب المال والأعمال يرون في إمتلاك الفرق الرياضية والقنوات التلفزيونية والقصور وحتى الطائرات الخاصة هي كلها من علامات النعمة ولا بد أن تظهر عليهم ويشكرون الله والسيسثام على هاته النعم وفي ذلك إشباع لنزواتهم وفنطازيتهم.
لقد بدأت إرهاصات الإنفتاح الإعلامي بمحاولة تغيير وجه اليتيمة ومكيجته كمحاولة لإظهارها في ثوب عصري, لكن الشيء الذي غاب عن أعين أولياء الأمر في شارع الشهداء هو أنه لايكفي أن تزيح كريم بوسالم أو تغير إستيديو الإرسال لكي تقول أنك تقضي على الرداءة وتستطيع منافسة البيبيسي وأخواتها,فهل نستطيع القول بأن زمن تسمير فريدة بلقاسم في كرسيها لأكثر من ساعة لتغطية زيارة داخلية لفخامته وإرغام وتعذيب المشاهد الجزائري على مشاهدة بليدة لكل ذلك قد ولى وإلى غير رجعة؟
وهذا يقودنا إلى السؤال الكبير وهو هل الجزائر جاهزة حقا لهذا الإنفتاح الكبير؟ هل لنا المادة الخام والإمكانيات البشرية لفعل ذلك؟أليس هناك خطر من تعويض رداءة واحدة برداءات وفوضى إعلامية؟
إن المشاهد لما عرض علينا في سوق الإنتاج التلفزيوني خلال شهر رمضان من بصل ولفت وعدس إعلامي من منتجينا ليصيبه الأذى من روائح الرداءة والبريكولاج ومغامرات الجمعي وأشباهه,لهذا لابد من رفع صفارات الإنذار قبل الوقوع في فوضى عارمة سنشتاق خلالها لأيام سيطرة اليتيمة على قاعات جلوسنا.
فالمال لايبدو كمشكل فالملايير المبيضة من مداخيل حاسي مسعود متوفرة,وعملية إستيراد حاويات جبل علي وتايوان مزدهرة,كما أن القروض السهلة والمشاريع المشبوهة لازالت هي من يقود الإقتصاد الوطني.لهذا ليس غريبا أن نرى السادة حداد وربراب ومهري ودحماني وطحكوت وجماعة دحلي وغيرهم ممن لهم الحظ أن يتمتعوا بإستقلال الجزائر دون غيرهم,سنراهم يتعاركون ويتسابقون في أختيار الأسماء والكاميرات والدمى البشرية لقنواتهم الجديدة ,سنرى قنوات رياضية للمولودية والشبيبة وحاسي الدلاع... وقنوات الشباب والشيخات وقنوات هز البطن وإرخاء السروال من الخلف ونعم قنوات الشيتة كذلك....وسوف لا نرى أثر لقنوات الرأي الحر والفكر الحر والخبر الحر لأن الناس والإعلاميين لا بد عليهم وأن يكونوا على دين ملوكهم ومادام الملك يؤمن بأن قنوات كهذه ستشكل خطرا على عرشه وقد تقذف بيته الزجاجي بالأخبار والأراء الحرة,لذلك فهي قنوات غير مرغوب فيها,سوف لن نرى قنوات لإنتاج أدبي أو درامي أو علمي رفيع لأننا لم نهيء الأرضية لتكوين من يستطيعون إنتاج برامج راقية,فالناس والعديد من المنتجين قد إعتادوا على إنتاج الرداءة والبريكولاج فقط, وسيمر حينا من الدهر قبل أن تتغير هاته العادة نحو الأفضل.
ربما سيلجاء السادة المستثمرون إلى جلب الخبرة من الخارج وربما سيبدؤون بمحاولة جذب الإعلاميين المغتربين لتغطية العجز, لكن الشيء المؤكد أن تعطش الجزائري إلى الخبر الحر والرأي الحر والإنتاج الرفيع سيستمر لفترة طويلة قادمة, ولامجال لإصلاح وترقية الإعلام بكل أشكاله بلا إصلاح سياسي وإقتصادي فعلي وحقيقي وهو ما لا يقبل به السلطان حتى الآن.
بقيت هناك أمنية وطلب أخير من السادة أصحاب المال والأعمال مؤسسي القنوات التلفزيونية أن لايبخلوا بنعمهم علينا بقناة قصبة تخصص لروائع البار عمر وبقار حدة وطبعا الجيالي تادلس...وعاشت الجزائر يابان المتوسط مزدهرة.
أعتقد أن يوم ظهور القنوات التلفزيونية الحرة في الجزائر قد بات قريبا جدا وذلك لأسباب عدة ,أولها ضغوطات لوبيات المال على صانعي القرار لإيجاد وسائل للترفيه وللإشهار لمشاريعهم الإستثمارية والتي أغلبها خدماتية أو إستهلاكية تنهك وتنهب الإقتصاد الوطني أكثر مما تنشطه وتنميه.

وثاني هاته الأسباب هو محاولة جذب وإغراء المشاهد الجزائري ليبتعد عن القنوات الأجنبية خاصة العربية منها والتي باتت شريك محارب ومحرض على الثورات ضد الأنظمة، فالسلطة إنتبهت أخيرا إلى الفراغ الإعلامي الموجود ويبدو أنها تيقنت بأن هذا الفراغ إذا ترك هكذا لابد أن يملأ ولايجب ترك الجزيرة أو العربية يرتاعون بحرية في بيوت الجزائريين لوحدهم.
السبب الثالث هو أن السلطة تكون قد تحركت لحماية بيتها من حمى الإنتفضات العربية وذلك بطرح الإصلاحات السياسية والإعلام كإجراء إستباقي لإي تحرك مماثل في الشارع الجزائري ,وهي تفعل ذلك تحت ضغط هاته الثورات وتحت ضغط الشارع الجزائري وأهم من ذلك تحت ضغط الدوائر الغربية كذلك.
السبب الرابع هو أن أرباب المال والأعمال يرون في إمتلاك الفرق الرياضية والقنوات التلفزيونية والقصور وحتى الطائرات الخاصة هي كلها من علامات النعمة ولا بد أن تظهر عليهم ويشكرون الله والسيسثام على هاته النعم وفي ذلك إشباع لنزواتهم وفنطازيتهم.
لقد بدأت إرهاصات الإنفتاح الإعلامي بمحاولة تغيير وجه اليتيمة ومكيجته كمحاولة لإظهارها في ثوب عصري, لكن الشيء الذي غاب عن أعين أولياء الأمر في شارع الشهداء هو أنه لايكفي أن تزيح كريم بوسالم أو تغير إستيديو الإرسال لكي تقول أنك تقضي على الرداءة وتستطيع منافسة البيبيسي وأخواتها,فهل نستطيع القول بأن زمن تسمير فريدة بلقاسم في كرسيها لأكثر من ساعة لتغطية زيارة داخلية لفخامته وإرغام وتعذيب المشاهد الجزائري على مشاهدة بليدة لكل ذلك قد ولى وإلى غير رجعة؟
وهذا يقودنا إلى السؤال الكبير وهو هل الجزائر جاهزة حقا لهذا الإنفتاح الكبير؟ هل لنا المادة الخام والإمكانيات البشرية لفعل ذلك؟أليس هناك خطر من تعويض رداءة واحدة برداءات وفوضى إعلامية؟
إن المشاهد لما عرض علينا في سوق الإنتاج التلفزيوني خلال شهر رمضان من بصل ولفت وعدس إعلامي من منتجينا ليصيبه الأذى من روائح الرداءة والبريكولاج ومغامرات الجمعي وأشباهه,لهذا لابد من رفع صفارات الإنذار قبل الوقوع في فوضى عارمة سنشتاق خلالها لأيام سيطرة اليتيمة على قاعات جلوسنا.
فالمال لايبدو كمشكل فالملايير المبيضة من مداخيل حاسي مسعود متوفرة,وعملية إستيراد حاويات جبل علي وتايوان مزدهرة,كما أن القروض السهلة والمشاريع المشبوهة لازالت هي من يقود الإقتصاد الوطني.لهذا ليس غريبا أن نرى السادة حداد وربراب ومهري ودحماني وطحكوت وجماعة دحلي وغيرهم ممن لهم الحظ أن يتمتعوا بإستقلال الجزائر دون غيرهم,سنراهم يتعاركون ويتسابقون في أختيار الأسماء والكاميرات والدمى البشرية لقنواتهم الجديدة ,سنرى قنوات رياضية للمولودية والشبيبة وحاسي الدلاع... وقنوات الشباب والشيخات وقنوات هز البطن وإرخاء السروال من الخلف ونعم قنوات الشيتة كذلك....وسوف لا نرى أثر لقنوات الرأي الحر والفكر الحر والخبر الحر لأن الناس والإعلاميين لا بد عليهم وأن يكونوا على دين ملوكهم ومادام الملك يؤمن بأن قنوات كهذه ستشكل خطرا على عرشه وقد تقذف بيته الزجاجي بالأخبار والأراء الحرة,لذلك فهي قنوات غير مرغوب فيها,سوف لن نرى قنوات لإنتاج أدبي أو درامي أو علمي رفيع لأننا لم نهيء الأرضية لتكوين من يستطيعون إنتاج برامج راقية,فالناس والعديد من المنتجين قد إعتادوا على إنتاج الرداءة والبريكولاج فقط, وسيمر حينا من الدهر قبل أن تتغير هاته العادة نحو الأفضل.
ربما سيلجاء السادة المستثمرون إلى جلب الخبرة من الخارج وربما سيبدؤون بمحاولة جذب الإعلاميين المغتربين لتغطية العجز, لكن الشيء المؤكد أن تعطش الجزائري إلى الخبر الحر والرأي الحر والإنتاج الرفيع سيستمر لفترة طويلة قادمة, ولامجال لإصلاح وترقية الإعلام بكل أشكاله بلا إصلاح سياسي وإقتصادي فعلي وحقيقي وهو ما لا يقبل به السلطان حتى الآن.
بقيت هناك أمنية وطلب أخير من السادة أصحاب المال والأعمال مؤسسي القنوات التلفزيونية أن لايبخلوا بنعمهم علينا بقناة قصبة تخصص لروائع البار عمر وبقار حدة وطبعا الجيالي تادلس...وعاشت الجزائر يابان المتوسط مزدهرة.