أطفال قطاع غزة الخدج تحت الحصار!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

nadya

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
21 نوفمبر 2007
المشاركات
1,927
نقاط التفاعل
15
النقاط
77
أطفال قطاع غزة الخدج تحت الحصار!

ألا نخجل؟


بلغ السيل الزبى وآن الأوان لاطلاق صرخة تتجاوز السياسة وتعقيدات الوضع القائم في اراضي السلطة الفلسطينية وحالة الانقسام القائمة بين قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية الواقعة مباشرة تحت الاحتلال.

عندما تصل آثار الحصار الى حاضنات الأطفال الخدج في مستشفيات قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، اضافة الى العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشجر والحجر والانسان، علينا التوقف مليا امام هذا المشهد السريالي الذي يبدو انه ينتمي الى عالم ليس عالمنا.

خلال عملي الطويل كنائب في برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية ومن خلال زياراتي التضامنية مع شعب البوسنة والهرسك في حينه اتيحت لي فرصة مشاهدة آثار الحصار الصربي الشديد لمدينة سراييفو وغيرها من المدن البوسنية، والذي ما كان يمكن ان يتم وان يصل الى ما وصل اليه لولا التواطيء والصمت الدوليين.

كما انه كان لي شرف التضامن مع شعب العراق الذي فقد اثناء الحصار الدولي الظالم مئات الألاف من الاطفال العراقيين الذين لم تتح لهم فرصة تلقي العلاج والغذاء الذي يحميهم من مصير محتم ، هو الموت البطيء الذي حمل كل معاني الوحشية التي كانت ثمرة للنظام الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وسكوت الأنظمة العربية عن ذلك الحصار الظالم، الذي ثبت انه لم يفت من عضد النظام آنذاك بقدر ما أدى الى عملية قتل جماعي وتجويع لجيل بأكمله لا ذنب له الا انه انتمى الى هذا الجزء من العالم الذي يقع ضمن دائرة اهتمام القوى الامبريالية الطامعة في ثرواته وموقعه الاستراتيجي كما اثبتت الايام ولا زالت تثبت.

تخفيض امدادات الكهرباء لقطاع غزة من قبل سلطة الاحتلال الاسرائيلي ادى الى توقف معظم القطاعات والخدمات الأساسية في ذلك الجزء المنكوب من الأرض الفلسطينية بشكل خاص. امدادات الغذاء والدواء تصل بالقطارة عبر المعابر الاسرائيلية المغلقة والتي أدت الى تفاقم الوضع الصحي والغذائي لمليون ونصف المليون فلسطيني محاصرين في سجن حقيقي وغيتو مغلق برا وجوا وبحرا مسيج على قطعة من الأرض لا تزيد مساحتها عن بضعة كيلومترات مربعة حيث الكثافة السكانية الأعلى عالميا.

كما ان الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يختلف كثيرا من حيث الجوهر حيث الباندوستانات المقطعة الأوصال على الطريقة الجنوب افريقية البائدة والطرق الالتفافية والحواجز العنصرية البغيضة والمستوطنات التي تلتهم الأرض الفلسطينية وجدار الفصل العنصري الذي خلف جدار برلين بجدارة تستدعي اشد انواع الادانة والاشمئزاز.واحدى ثمار ذلك كله وما أكثرها الخبر الذي طالعتنا به وكالات الأنباء عن سيدة فلسطينية حرة تضع مولودها على حاجز اسرائيلي في منطقة الخليل.

في الأسابيع القليلة الماضية بدأ المشهد الوحشي يصلنا عبر الفضائيات والذي يصور مجموعات من البشر المحتجين يهزون الأسلاك الشائكة محاصرين ويصرخون طلبا لفك الحصار الظالم عن قطاع غزة. وهنا تحضرني صور ابناء شعب البوسنة من خلف أسيجة معسكر اعتقالهم وقد برزت اقفاصهم العظمية من صدورهم، حيث تنتابني موجة من الرعب والغضب الشديد عندما اتصور ابناء قطاع غزة وقد بدأو يعانون من نقص التغذية والجوع بهياكل تبرز منها اقفاصهم الصدرية، وانا لا ابالغ في تصوير وتوقع هذا السيناريو عندما شاهدت عبر الفضائيات بالأمس حاضنات الأطفال الخدج في قطاع غزة وقد بدات تعاني من نقص التيار الكهربائي وعدم انتظام العمل ونقص قطع الغيار حيث يحرم اطفال غزة الخدج الراكدين فيها من اجراء العمليات الجراحية الضرورية في الخارج والتي تقيهم غائلة الموت وفي أحسن الأحوال العيش كمشوهين ومعاقين.

وعندما يصل عدد الذين قضوا نتيجة نقص العلاج والامدادات الطبية الى 62 ضحية حتى تاريخه فلا بد ان تقرع الاجراس حتى لا يتكرر عار البوسنة والعراق في قطاع غزة.

هؤلاء الضحايا ألابرياء انتظروا دون فائدة، وينتظر اخوة آخرون لهم مرشحون لموت التصاريح الاسرائيلية التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية او أحيانا الحكومة الأردنية لتمكن القليل منهم من الخروج من غيتو غزة للعلاج في الخارج، تلك التصاريح التي لا تعرف الا الانتظار في دواليب موظفي قوة الاحتلال الفاشي عديمي الرحمة.

يبدو لي ان المسألة في غاية الخطورة وتستدعي من أصحاب الضمائر الحية والمنظمات الدولية قرع الأجراس قبل ان يتكرر مشهد اطفال العراق الذين كانوا يذوبون ببطيء حتى يتحولوا الى هياكل عظمية يكسوها بعض الجلد.

غض الطرف عن التطورات المتعلقة بالوضع الانساني لفلسطيني قطاع غزة يعتبر وصمة عار في جبين البشرية وجريمة في حق الانسانية، توجب تقديم من يقترفها من كل المستويات امام محاكم الجرائم ضد الانسانية ذات الاختصاص.ان آجلا او عاجلا.

مرة أخرى حتى لا يتكرر مشهد اطفال العراق ومشهد محاصري ومعتقلي البوسنة والهرسك الجوعى والمرضى في قطاع غزة علينا ان نرفع صوتنا عاليا منذ اللحظة ونتوجه الى المنظمات الدولية والمجتمع الدولي وبالذات الى الحكومة المصرية بنداء عاجل وصرخة لرفع الحصار من جانب واحد وفتح المعابر التي تقع تحت سيطرتها، دون انتظار اي تريتبات سياسية او قانونية امام هذا الوضع الانساني الخاص وامام الحالات الانسانية الطارئة التي لا تحتمل الانتظار، بالضبط كما تم لتجاوز فضيحة حجاج بيت الله الحرام من قطاع غزة.

كما اننا نطالب برفع الحصار فورا عن امدادات الغذاء والدواء والكهرباء الضرورية جدا لرفع الضيم عن مليون ونصف المليون انسان، 85% منهم لآجئون في مخيمات القطاع، محاصرون في قطعة ارض ضيقة ومسيجة بالأسلاك الشائكة وتخلو من اي مصادر او اسباب للحياة الطبيعية.

ان استمرار هذا الحصار يعتبر وصمة عار في جبين كل من له علاقة به من قريب او بعيد ويعتبر جريمة في حق الانسانية تبعا لكل الشرائع الدولية وخصوصا حسب اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب.

على السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة المقالة في غزة تجاوز اي اعتبارات سياسية او قانونية حيث امكن فلسطينيا لتجاوز هذه المحنة التي يمر بها مواطنوا قطاع غزة. واذا كان كل منهما يدعي الحرص على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني فلا أجد مصلحة أعلى من فك الحصار عن مليون ونصف المليون انسان.واعادة امدادات الغذاء والدواء والكهرباء حيث التركيز على هذه المسالة ضرورة ملحة تسبق اي ملف آخر.

تحزنني العودة بالذاكرة الى الزيارة التي قمت بها كبرلماني ألماني لمخيم جنين الذي حاصره ودمره شارون على من فيه في حينه، حيث رائحة الموت في كل مكان. يومها اتيح لي شرف اللقاء بالرئيس الراحل ياسرعرفات والتضامن معه وهو الذي كان محاصرا في المقاطعة مثل ابناء شعبه.

كان واضحا من حجم الدمار وعدد الضحايا في مخيم جنين ان الاحتلال لم يلق بالا لمن يقوم بقتلهم وتهديم بيوتهم فوق رؤوسهم فيما اذا كانوا من "فتح" او "حماس" او غيرهما، بل قصف ودمر المخيم الفلسطيني والانسان الفلسطيني المتمسك بارضه ووحدته الوطنية فهل من معتبر؟



م/جمال قارصلي

برلماني ألماني سابق
 
رد: أطفال قطاع غزة الخدج تحت الحصار!

بارك الله فيكي اختي
 
رد: أطفال قطاع غزة الخدج تحت الحصار!

شكرا اخي رجا على المرور
 
رد: أطفال قطاع غزة الخدج تحت الحصار!

بارك الله فيك اختي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top