هذه حقيقة الحب يا من أثرتم زكاء القلب و نقاء المعتقد.

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,287
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
[font=&quot]تقديم [font=&quot]
[/font][font=&quot]الحمد لله الغفور الرحيم وهو بكل خلق عليم، أحمده وأشكره وأسأله حبه وحب من يحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وبعد، فهذه نبذة مفيدة كتبها بعض الشباب من أهل العلم والإدراك جمع فيها فصولاً نافعة في محبة العبد لربه وأسباب ذلك وآثاره وترتب محبة الله تعالى لأوليائه وعباده المتقين، وآثار هذه المحبة من التوفيق والإلهام والحفظ والحماية، وهكذا محبة المؤمن لأنبياء الله ورسله سيما خاتمهم وأفضلهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك وعلامات هذه المحبة والاقتصاد فيها والرد على أهل الغلو والاطراء، وكذا محبة الصحابة ومحبة المؤمن لكل أهل الإسلام وما يترتب على هذه المحبة، وقد أوعز في أثناء ذلك إلى علامات هذه المحبة وفوائدها حيث إن الكثير في هذا الزمان إنما يحبون الإنسان لأمر عاجل مؤقت كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في زمنه " قد كانت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئًا[/font][font=&quot] ".
[/font][font=&quot]فجزى الله الكاتب على جهده وما بذله خير الجزاء ونفعهم الله بهذه الرسالة وما بعدها وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين[/font][font=&quot]
28/12/1412 [/font][font=&quot]ه [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]الحب [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]توطئة[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]الحب أعظم عامل في الحياة وأعظم قوة في قلب الإنسان تسوقه إلى أعمال رفيعة، وتقوده إلى حيث لم يكن راغبًا، فهو ملك يتصدر عرش العواطف والأحاسيس، وينطلق من حالات خاصة في الروح يبذل في سبيلها كل غالٍ ورخيص[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]ولا يتصور وجود مخلوق أوجده الله تعالى وهو يعيش دون الحب حتى الحيوان والجماد[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]من عاش في الدنيا بغير حبيب[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]فحياته فيها حياة غريب [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وقال آخر[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]خليلاً ولم ينظر إليك حبيب [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ويقول آخر[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]أفٍ للدنيا متى ما لم يكن[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]صاحب الدنيا محب بلا حبيب [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]والحب: إيمان وإيثار وتضحية، بل هو عقيدة ونور يبيد الظلام وهو عبادة ورغبة وصبر وطهارة وسرور عن عقل وتبصُّر وقوة إرادة يقرب الفضيلة والتعفف والحشمة والألفة. وصلاح العبد أن يصرف قوى حبه كلها لله وحده بحيث يحب الله بكل قلبه وروحه وجوارحه فيوحّد محبوبه ويوحّد حبه. وتوحيد المحبوب أن يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها، فهذا الحب غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينيه[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله، فلا يحب إلا الله[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]ومتى انصرفت قوة الحب إلى جهة أخرى لم يبق فيها متسع لغيرها، ومن أمثال الناس: " ليس في القلب حُبَّان، ولا في السماء ربَّان ". ومتى انقسمت قوى الحب بين عدة أطراف ضعفت لا محالة[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وكل عاقل يعلم أن اللذة بحصول المحبوب، بحسب قوته ومحبته، فكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة المحبة أكمل، فلذة من اشتد ظمئه بإدراك الماء الزلال ومن اشتد جوعه بأكل الطعام الشهيّ أكمل[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]الحب: معناه، أسماؤه، وأشكاله[/font][font=&quot]
* [/font][font=&quot]معناه: قيل هو اسم لصفاء المودة؛ لأن العرب تقول، صفاء وبياض الأسنان ونضارتها حبَبَ الأسنان، وقيل الحبّان: ما يعلو الماء عند المطر الشديد وعليه غليان القلب وثورانه عند العطش والاهتياج إلى لقاء المحبوب، وقيل هو من القرط للزومه الأذن، وقيل غير ذلك[/font][font=&quot].
* [/font][font=&quot]أسماؤه: ذكــر ابن القيم رحمه الله أسماء المحبة وأوصلها إلى الستين اسمًا وزيادة ( )، كما تعرض إلى اشتقاق هذه الأسماء ومعانيها. ونسبة هذه الأسماء بعضها إلى بعض، وأطال الحديث فيها، ورغم هذا إلا أنه لم ير واحدًا من هذه الأسماء، لأنه يرى أن المحبة: لا تحتاج إلى تعريف، إنما التعريف يكون حال الإشكال والاستعجام على الفهم، يقول رحمه الله في سياق رده على أبي العباس بن العريف الذي يقول عن المحبة "... وهي على الإجمال قبل أن تنتهي إلى التفصيل وجود تعظيم في القلب يمنع الانقياد لغير محبوبه[/font][font=&quot] ".
[/font][font=&quot]يقول ابن القيم: وقد قيل في المحبة حدود أكثر من هذا وكل هذا تعنُّت، ولا توصف المحبة ولا تُحد بحدٍّ أوضح من المحبة ولا أقرب إلى الفهم من لفظها[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]ثم يوضح أن التعظيم للمحبوب ما هو إلا أثر من آثار المحبة لا أنه نفس المحبة، فإن المحبة إذا كانت صادقة أوجبت للمحب تعظيمًا لمحبوبه تمنعه من انقياده إلى غيره[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]فالمحبة إذن أكبر من أن يحدها لفظ فليست هي اسمًا كمسماها ولا لفظها بيّن لمعناها[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وهذا الاختلاف الشديد في بيان معنى المحبة راجع لأنها من الأمور الوجدانية والتي لا تُرى بالأبصار، فيشترك الواضعون لها في الصفة وتتفاوت بينهم درجاتها ولا تنحصر، فكل من أدرك بعض علاماتها عبّر بحسب ما أدركه[/font][font=&quot].
* [/font][font=&quot]أشكاله: الحب بين الناس في أشكاله وأنواعه دائر بين نفوس ثلاثة[/font][font=&quot]:



[/font][font=&quot]كذلك الحب لا إتيان معصية[/font][font=&quot]
1) [/font][font=&quot]نفس سماوية علوية مشغولة بما يقربها إلى الرفيق الأعلى وذلك قوتها وغذاؤها. فتسمو روح الإنسان فيه وتتغلب على حواس الجسد المعروفة وتقوى عليه، وتتكشف بها الروح وتتذوق بها أشياء غير محسوسة وغير معروفة لدى الآخرين، ولا يتمادى بصاحبه في إفراط وتجاوز في إطلاق التصور حتى يخرج من طيف الحبيب عن الصورة الحقيقية، وتسكب عليه اختراعات الهوس والوجد والتمايل، ولذا تصير إلى معنى "الاتحاد"، وادعاء المعرفة فيها تصل إلى الضلال البعيد[/font][font=&quot]. ( ) 2) [/font][font=&quot]ونفس سبعية غضبية منصرفة إلى البغي والعدوان والتكبر، فلذاتها وغذاؤها في ذلك[/font][font=&quot]. 3) [/font][font=&quot]ونفس حيوانية شهوانية مستغرقة في الشهوات ومنصرفة إلى الأكل والشرب والوصول إلى المرأة والتمتع بقربها وأغراضها، هذا هو الحب المبتذل السقيم[/font][font=&quot] – [/font][font=&quot]حب الزِّنا – حب الفارغين الباطلين والذي سرعان ما تنطفئ جذوته وتخمد ناره المتأججة بقضاء الوطر وبلوغ اللذة، فيذهب نور الوجه ويقذف بصاحبه إلى حضيض البؤس والرذيلة والإجرام إلى أن يجني من وراء ذلك ثمار الآلام والخسران والحسرات ويورث الأسف والتلف، لذة منعت لذة خيرًا منها وأجَلّ، وفوتت أعظم اللذات والسرائر[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]لا خير في لذة من بعدها سَقَرُ[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ومن هذا أيضًا الحب العذري الذي ينتهي بإصابة إحداهما بعاهات جسدية ونفسية تنتهي بالهلاك[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وكم ناحل بين تلك الخيام[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]تحسبه من أطنابها [/font]
[/font][font=&quot]

[/font]
 
[font=&quot]ومن الحب الهيامي والتفاخري ( حب الظهور )، وحب الوطن والنفس والهوى، والشعر والتمثيل والرقص والموسيقى والجنون، وحب المال والجاه والريّاسة والمدح والثناء والشكر، وقد تصل هذه المرتبة إلى التي سبقتها، وسيأتي بمشيئة الله بيان كل نوع في ذلك وموقف أهل السنة من هذا كله[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]عملي في الكتاب[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]كتابي هذا يتكون من جزأين، ويدور حول بيان أقسام الحب الثلاثة المذكورة أعلاه، ولسوف أقتصر في هذا الجزء على النوع الأول وهو: " الحب الإلهي[/font][font=&quot] ". [/font][font=&quot]وسأترك القسمين الباقيين للجزء الثاني بمشيئة الله تعالى والذي يدور حول حقيقة الحب عند الصوفية وحب النفس والحب الساقط. ولقد قسمت هذا البحث كالآتي[/font][font=&quot]:

1-
[/font][font=&quot]توطئه الحب[/font][font=&quot]. 2- [/font][font=&quot]الحب: معناه، أسماؤه، أشكاله[/font][font=&quot]. 3- [/font][font=&quot]محبة الله لعبده[/font][font=&quot]. 4- [/font][font=&quot]محبة العبد لربه[/font][font=&quot]. 5- [/font][font=&quot]محبة الرسول صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]. 6- [/font][font=&quot]محبة المؤمنين[/font][font=&quot]. 7- [/font][font=&quot]المصادر والمراجع[/font][font=&quot]. 8- [/font][font=&quot]الفهرس[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]محبة الله لعبده[/font][font=&quot]
-
[/font][font=&quot]أهل السُنّة يثبتون محبة الله تعالى ورضاه لعبده، وأنه - سبحانه – يستحق أن يُعبد لذاته ويُحبُّ لذاته، ويحمد نفسه ويُثني على نفسه ويُمجّد نفسه ويفرح بتوبة التائبين، ويُحِب أن يُحَبْ ويرضى عن عبادة المؤمنين[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]فمحبة الله تعالى لعبده صفة زائدة على رحمته وإحسانه وعطائه، وذلك من أثر المحبة وموجبها فأنه سبحانه لمّا أحبّهم كان نصيبهم من رحمته وإحسانه وبرّه أتمّ نصيب، وقد ورد في القرآن الكريم لفظ " الحب " أكثر من ثمانين موضعًا بين إثبات ونفي[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]فقد وصف الله تعالى نفسه بأنه يُحب عباده المؤمنين، وبأنه الودود، قال البخاري: " والود خالص الحب[/font][font=&quot] ".
[/font][font=&quot]وقال[/font][font=&quot]:[/font]{[font=&quot]إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[/font]}[font=&quot]ومما ورد في القرآن قولــه تعالى[/font][font=&quot]:

[/font][font=&quot]فبذل النفس لا يكون إلا عند خلوص النفس في محبة الله[/font][font=&quot].
(
[/font][font=&quot]البقرة: 222[/font][font=&quot] )[/font][font=&quot]،[/font]{[font=&quot]إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ[/font]}[font=&quot]وقال تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]وقــال[/font][font=&quot]: [ [/font][font=&quot]البقرة: 195[/font][font=&quot] ].[/font]{[font=&quot]إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[/font]}[font=&quot]
[/font][font=&quot]وهنالك أناس قد نفى الله عنهم المحبة وتجــردوا من هذه الأنعام العظيمة قال [/font][font=&quot] ([/font][font=&quot]القصص:77)، وقــــال[/font][font=&quot]:[/font]{[font=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[/font]}[font=&quot]تعالى[/font][font=&quot]: ([/font][font=&quot]الأنفال: 8[/font][font=&quot]).[/font]{[font=&quot]واللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ[/font]}[font=&quot]
[/font][font=&quot]ومن السّنة وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم – بثبوت محبة الله لعباده المؤمنين أذكر منها: قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة[/font][font=&quot]: «[/font][font=&quot]إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل في السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض» ( ) قال هرم بن حبان: ما أقبل عبد على الله بقلبه إلا أقبل الله عز وجل بقلوب المؤمنين إليه يرزقه مودتهم ورحمتهم[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وفي حديث عائشة: " الرجل الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سريّة فكان يقرأ في صلاته ( قل هو الله أحد[/font][font=&quot] )[/font][font=&quot]، ولما قيل للنبي ذلك قال سلوه لأي شيء يفعل ذلك، فقال الرجل: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي: أخبره أن الله يحبه[/font][font=&quot] " ( ).
[/font][font=&quot]ومجمل محبة الله لعبده متعلقة بأداء الفرائض وبالتقرب إليه بالنوافل بعدها[/font][font=&quot][/font][font=&quot]روى البخاري حديث أنس قوله لأصحابه في الحديث القدسي قال الله تعالى: «من أهان لي وليًا فقد بارزني، وما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، فبيَ يسمع وبيَ يبصر وبيَ يمشي، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه[/font][font=&quot]»( ).
[/font][font=&quot]والأمر بالفرائض جازم، ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب، فكانت الفرائض أكمل فلهذا كانت أحب إلى الله تعالى وأشد تقربًا[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]والغرض كالأصل والأُس، والنفل كالفرع والبناء، في إتيان الفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر، واحترام الأمر، وتعظيمه تعالى والانقياد له، وإظهار عظمة الربوبية وتلك هي العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل، ومؤدي النفل لا يفعله إلا إيثارًا للخدمة فيجازى بالمحبة التي هي غاية من يتقرب بخدمته. وهو سبحانه قد قضي بالموت فهو يريد أن يموت فسمى ذلك ترددًا ثم بيّن أنه لا بد من وقوع ذلك.. وذلك خير له[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وحب الله لعبده لا يقدر على قيمته وإدراكه إلا من عرف الله وعرف عظمته وقدرته وعرف ربه في تفرده وفي ملكوته، وإن هذا لفضل عظيم إن الله يخلق عبدًا من تراب ثم يحبه وبأمر بحبه[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وخالص المحبة هي الخُلّة: وهي كمال المحبة المستغرقة للمحب[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]قد تخللت الروح مني[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ[/font]}[font=&quot]وقال[/font][font=&quot]: [/font]{[font=&quot]يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ[/font]}[font=&quot] ([/font]{[font=&quot]يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ الصف: 4[/font][font=&quot] ).
[/font][font=&quot]وبذا سُمي الخليل خليلاً[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وقد اتخذ الله لنفسه خليلين من أهل الأرض: إبراهيم ومحمد – عليهما الصلاة [/font][font=&quot] ([/font]{[font=&quot]وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً[/font]}[font=&quot]والسلام – قال تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]النساء: 125[/font][font=&quot] ).
[/font][font=&quot]وفي الصحيح عنه – صلى الله عليه وسلم - « لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله[/font][font=&quot]» ( ).
[/font][font=&quot]مع أنه – صلى الله عليه وسلم – أحب شخصًا، فكان زيد حبِّ رسول الله وكذلك ابنه أسامة، فوصف نفسه – صلى الله عليه وسلم – بمحبة أشخاص، فعلم من ذلك أنه أخص من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها وتخللها في المحبة حتى يكون المحبوب بها محبوبًا لذاته لا لشيء آخر يؤدي إلى تأخر المحبة عن ذلك الغير، فمن كمالها أنها لا تقبل الشركة والمزاحمة، ففيها كمال التوحيد وكمال الحب، وقد وجد ذلك في نبينا – صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]محبة العبد لربه [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]محبة العبد لربه من أعظم واجبات الإيمان عند أهل السُنّة وأكبر أصولها وأجل قواعدها، بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان ولوازمه، والله سبحانه وتعالى يُحِب أن يُحَب ويرضى ما هو الغاية المقصودة في رضاه ويحب الوسيلة تبعًا لذلك[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]وقد نطق الكتاب والسنة بذكر محبة العبد لربه كما في قوله تعالى[/font][font=&quot]: ( [/font][font=&quot]البقـرة: 165 ) أشد حبًا[/font]{[font=&quot]وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ[/font]}[font=&quot]وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا[/font]}[font=&quot]من حب الأتباع لمتبوعيهم. وقال[/font][font=&quot]: .[/font]{[font=&quot]لِلَّهِ [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – تقديم محبة الله ورسوله على غيرهما من خصال الإيمان ومن علامات وجود حلاوة الإيمان: « ثلاث من كن فيه فقد وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله وسوله أحب إليه مما سواهما... » الحديث متفق عليه[/font][font=&quot] ( )
[/font][font=&quot]ولا شك أن هذا أعظم الحب، فإن وجود حلاوة الإيمان بحب الله عمّن سواه، ووجود محبة الرسول من محبة الله، وهذا يقتضي كمال الذل والخضوع، وهو أصل دعوة الرسل: فإفراد الله " بالإلهية " المتضمنة لمحبة الله وحده من كل وجه وليس شيء يُحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى، وكذلك لا تصلح " الإلهية[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]إلا له، ذلك لأن " التأليه ": المحبة والطاعة والخضوع، والإله هو الذي يألهه العباد حبًا وذلاً ورجاءً وتعظيمًا وطاعة، وأصل " التأله": التعبد، والتعبد آخر مراتب الحب. فإن أول مراتب الحب: العلاقة ثم الصبابة ثم الغرام ثم العشق، ثم الشوق ثم التيمم وهو التعبد[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]ومحبة العباد على نوعين[/font][font=&quot]:

[/font][font=&quot]أ- محبة ما يحبه الله: وهذه هي التي تُدخل الإسلام وتخرج من الكفر، وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]ب- الحب لله وفيه: وهي من لوازم ما يحبه الله[/font][font=&quot].

[/font]
 
آخر تعديل:
[font=&quot]والمحبة أصل كل عمل ديني، وكل عمل ديني متضمن للمحبة مع الذلّ، والعبادات وسائل تقرب إلى المحبوب، فمحبة العبادات والطاعات علامة لمحبة الله، وإلا فمن لا يحب الله لا يحب طاعته وعبادته، فالذي يعمل بِعِوَض – مثلاً – لينال منه خيرًا أو لدفع عقوبة عنه فإنه يكون معاوضًا له أو مفتديًا منه لا يكون محبًا له، فمحبة الله لا تعلق لها بمجرد العوض، فقد يستأجر الرجل من لا يحبه بحال، فعلم أن ما وصف الله به عباده المؤمنين من أنهم يحبونه يمتنع أن يكون معناه مجرد محبة العمل الذي يناله به بعض الأغراض المخلوقة من غير أن يكون ربهم محبوبًا أصلاً[font=&quot].
[/font][font=&quot]فالخوف والرجاء والإنابة والتوكل والخشوع والخضوع وغير ذلك من العبادات مستلزمة للمحبة – فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من الخوف لينال محبوبه، ولهذا كانت الجنة دار المحبين، وهي اسم جامع لكل خير، ومن ذلك الخير التمتع بالنظر إلى وجه الرب المحبوب[/font][font=&quot].
- [/font][font=&quot]وهنا يتبيّن زوال الاشتباه في قول من قال: "ما عبدتك شوقًا إلى جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدتك شوقًا إلى رؤيتك[/font][font=&quot]".
[/font][font=&quot]فإن هذا القائل ظن هو ومن تبعه أن الجنة لا يدخل في مسماها إلا الأكل والشرب واللباس والنكاح والسماع ونحو ذلك مما فيه التمتع بالمخلوقات، فعلم أن الجنة هي: الدار الجامعة لكل نعيم وأعلى ما فيه: النظر إلى وجه الله تعالى وهو من النعيم الذي ينالونه في الجنة[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]فاستوجب هنا حب الله بفعل أوامره واجتناب ما نهى عنه وزجر وتحمل المشاق وإيثار ذلك على أغراض الدنيا ولهذا قيل: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن[/font][font=&quot].
[/font][font=&quot]ولا شك أن ذكر الله من أعظم الوسائل التي تثمر عنها المحبة والمحبة إذا لم تكن مقترنة بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها، بل قد تضره، لأنها توجب الإذلال والانبساط، وربما زلت بكثير من الجهال إلى أنهم يستغنون بها عن الواجبات باعتقادهم أن القصد من العبادات إنما هو عبادة القلب وإقباله على الله ومحبته له وتألهه له، فإذا حصل المقصود فالاشتغال بالوسيلة باطل[/font][font=&quot]!
* * *
[/font][font=&quot]الجهاد [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]الحب يتطلب الجهاد وبذل النفس والنفيس من أجل المحبوب ولأن المحب يحب ما يحبه محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه فهو موافق له في محبوبه ومكروهه وولايته وعداوته. ومن المعلوم أن من أحب الله الحب التام والحب الواجب فلا بد له من بغض أعدائه وأهل معصيته يبغضهم بقدر معصيتهم، فصاحب الكبيرة مبغوض أكثر ممن أتى بالصغائر وهكذا.. نحب الشخص بقدر ما فيه حبًا لله ولرسوله ونبغضه بقدر ما يكون بعيدًا عن الله ورسوله[/font][font=&quot].
- [/font][font=&quot]ومن أحب الله لا يجوز له موالاة ومحبة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، فإن حب الله يفسده مودة الكافرين. وإذا علم تحريم موالاة أعداء الله تعالى وموادتهم، فليعلم أيضًا أن الأسباب الجالبة لمودتهم كثيرة منها[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]مصافحتهم وزيارتهم وتولي أعمالهم والتزيي بزيهم والفرح بأعيادهم والتأدب بآدابهم وتعظيمهم بالقول والفعل[/font][font=&quot]:
[/font][font=&quot]أتحب أعداء الحبيب وتدَّعي

[/font]
[/font][font=&quot]حبًا له ما ذاك في إمكان[font=&quot]

[/font][font=&quot]شرط المحبة أن توافق من تحب [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]على محبته بلا عصيان [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]فإذا ادَّعيت له المحبة مع [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]خلافك مما يحب لأنت ذو بهتان [/font][font=&quot]
[/font]
[/font]
[font=&quot] 1) [font=&quot]محبة محمودة: وهي محبة الله، وهي أصل السعادة ورأسها، ولا تكتفي هذه وحدها للنجاة من عذاب الله والفوز بثوابه؛ فإن المشركين واليهود وعبَّاد الصليب وغيرهم يحبون الله، فلا بد إذن من[/font][font=&quot]:
[/font]
[/font]أ- محبة ما يحبه الله: وهذه هي التي تُدخل الإسلام وتخرج من الكفر، وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها.
ب- الحب لله وفيه: وهي من لوازم ما يحبه الله.


[font=&quot]2[/font]- محبة مذمومة: وهي المحبة مع الله، هذه محبة الكافرين الذين اتخذوا أوليائهم أندادًا من دون الله، فهذه من أعظم أنواع المحبة المذمومة.
والمحبة أصل كل عمل ديني، وكل عمل ديني متضمن للمحبة مع الذلّ، والعبادات وسائل تقرب إلى المحبوب، فمحبة العبادات والطاعات علامة لمحبة الله، وإلا فمن لا يحب الله لا يحب طاعته وعبادته، فالذي يعمل بِعِوَض – مثلاً – لينال منه خيرًا أو لدفع عقوبة عنه فإنه يكون معاوضًا له أو مفتديًا منه لا يكون محبًا له، فمحبة الله لا تعلق لها بمجرد العوض، فقد يستأجر الرجل من لا يحبه بحال، فعلم أن ما وصف الله به عباده المؤمنين من أنهم يحبونه يمتنع أن يكون معناه مجرد محبة العمل الذي يناله به بعض الأغراض المخلوقة من غير أن يكون ربهم محبوبًا أصلاً.
فالخوف والرجاء والإنابة والتوكل والخشوع والخضوع وغير ذلك من العبادات مستلزمة للمحبة – فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من الخوف لينال محبوبه، ولهذا كانت الجنة دار المحبين، وهي اسم جامع لكل خير، ومن ذلك الخير التمتع بالنظر إلى وجه الرب المحبوب.
- وهنا يتبيّن زوال الاشتباه في قول من قال: "ما عبدتك شوقًا إلى جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدتك شوقًا إلى رؤيتك".
فإن هذا القائل ظن هو ومن تبعه أن الجنة لا يدخل في مسماها إلا الأكل والشرب واللباس والنكاح والسماع ونحو ذلك مما فيه التمتع بالمخلوقات، فعلم أن الجنة هي: الدار الجامعة لكل نعيم وأعلى ما فيه: النظر إلى وجه الله تعالى وهو من النعيم الذي ينالونه في الجنة.
فاستوجب هنا حب الله بفعل أوامره واجتناب ما نهى عنه وزجر وتحمل المشاق وإيثار ذلك على أغراض الدنيا ولهذا قيل: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.
ولا شك أن ذكر الله من أعظم الوسائل التي تثمر عنها المحبة والمحبة إذا لم تكن مقترنة بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها، بل قد تضره، لأنها توجب الإذلال والانبساط، وربما زلت بكثير من الجهال إلى أنهم يستغنون بها عن الواجبات باعتقادهم أن القصد من العبادات إنما هو عبادة القلب وإقباله على الله ومحبته له وتألهه له، فإذا حصل المقصود فالاشتغال بالوسيلة باطل!
[font=&quot] [/font]
 
آخر تعديل:
يتبع باذن الله، و يغلق الموضوع الى حال التتمة.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top