أيهما أفضل قراءة سورة من القرآن بتدبر وفهم أم قراءة القرآن كله من غير تدبر؟

يا تعب قلبي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
24 سبتمبر 2011
المشاركات
292
نقاط التفاعل
9
نقاط الجوائز
7
السلام عليكم

ننقل ههنا كلاما نفيسا للعلامة ابن القيم رحمه الله ، يبين فيه أقوال العلماء في المفاضلة بين قراءة القدر اليسير من القرآن بتدبر وفهم ، وبين قراءة القدر الكثير من القرآن من غير تدبر ولا تفكر .

يقول ابن القيم رحمه الله :

" اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة ، أو السرعة مع كثرة القراءة : أيهما أفضل ؟ على قولين :

فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها .

واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه ، كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملا ، ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به ، والعاملون بما فيه ، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله ، وإن أقام حروفه إقامة السهم .

قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال ، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( ومثل المنافق الذي يقرأ القران كمثل الريحانة : ريحها طيب ، وطعمها مر ).

والناس في هذا أربع طبقات : أهل القرآن والإيمان ، وهم أفضل الناس . والثانية : من عدم القرآن والإيمان . الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا . الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .

قالوا : فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان ، فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر .

قالوا : وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ، وقام بآية حتى الصباح .

وقال أصحاب الشافعي رحمه الله : كثرة القراءة أفضل ، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) رواه الترمذي وصححه .

قالوا : ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة ، وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة .

والصواب في المسألة أن يقال :

إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا ، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا :

فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة ، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .

والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .

وفي " صحيح البخاري " عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كان يمد مدا ) .

وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة ، قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .

وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود - وكان حسن الصوت – فقال : رتل فداك أبي وأمي ، فإنه زين القرآن .

وقال ابن مسعود : لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .

- والهذّ : سرعة القراءة ، والدَّقَل : رديء التمر -.

وقال عبد الله أيضا : إذا سمعت الله يقول : ( يأيها الذين آمنوا ) فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تصرف عنه . " انتهى.

" زاد المعاد " (1/337-340)

وانظر جواب السؤال رقم : (4040)، (131788)

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب
 
بارك الله فيك أختي ورحم الله الإمام بن قيم الجوزية
 
باركك الرحمن أختي الفاضلة،،

رحمه الله وجزاه الجنة ،،

الله يوفقك..
 
بارك الله فيكم نسال الله العظيم ان يجعل القران الكريم ربيع قلوبنا
وان يرزقنا تلاوته آناء الليل واطراف النهار
 
بارك الله فيكم
اظن لا ينبغي ان يثار او يقال بأن في المسألة خلاف إذا لم يكن هنالك من خالف ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم من الصحابة في ذلك
فلا يضرب قولهما رضي الله عنهما بقول أصحاب الشافعي رحمهم الله
لأن قول الصحابي الذي لم يخالفه غيره من الصحابة يعد اجماع سكوتي كما هو مقرر في محله من كتب الأصول
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإحتجاج أصحاب الشافعي بفعل عثمان رضي الله عنه وقراءته القرءان الكريمة في ركعة واحدة إحتجاج مع الفارق وخارج عن محل النزاع
فعثمان رضي الله عنه متدبر للقرءان الكريم لا يخفاه منه شيء فاهم لمعانيه فلا يصح قياس غيره عليه
وكذا يقال في باقي من ثبت عنهم كثرة القراءة فهم خارجون عن محل الكلام لفقههم وفقهمهم الكتاب ولو قراوه مرتين او ثلاثة في الليلة فلا يعزب عنهم منه شيء رضي الله عنهم
وهذا الأخير استفدته من مفتي المملكة عبد العزيز ال شيخ حفظه الله سمعا ...
 
بارك الله فيكم نسال الله العظيم ان يجعل القران الكريم ربيع قلوبنا


وان يرزقنا تلاوته آناء الليل واطراف النهار

اللهم آمين أخي الفاضل،،

يسر الله لكم أموركم..

تحياتي لمروركم الكريم..
 
بارك الله فيكم




اظن لا ينبغي ان يثار او يقال بأن في المسألة خلاف إذا لم يكن هنالك من خالف ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم من الصحابة في ذلك
فلا يضرب قولهما رضي الله عنهما بقول أصحاب الشافعي رحمهم الله
لأن قول الصحابي الذي لم يخالفه غيره من الصحابة يعد اجماع سكوتي كما هو مقرر في محله من كتب الأصول
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإحتجاج أصحاب الشافعي بفعل عثمان رضي الله عنه وقراءته القرءان الكريمة في ركعة واحدة إحتجاج مع الفارق وخارج عن محل النزاع
فعثمان رضي الله عنه متدبر للقرءان الكريم لا يخفاه منه شيء فاهم لمعانيه فلا يصح قياس غيره عليه
وكذا يقال في باقي من ثبت عنهم كثرة القراءة فهم خارجون عن محل الكلام لفقههم وفقهمهم الكتاب ولو قراوه مرتين او ثلاثة في الليلة فلا يعزب عنهم منه شيء رضي الله عنهم

وهذا الأخير استفدته من مفتي المملكة عبد العزيز ال شيخ حفظه الله سمعا ...

رضي الله عن الصحابة الكرام ورحم الأئمة والعلماء ،، وبارك في علم من لا زال حيا وأطال في عمره ..

أنرت أخي ماكانش أشكر لك مداخلتك القيمة العلامة ابن القيم رحمه الله ،، لم ينقل الكلام لغرض الترجيح والمفاضلة وإنما ذكر وجهات نظر الناس وإتجاهاتهم ،،
وأشار إلى الصواب...
بدليل تعقيبه الأخير


والصواب في المسألة أن يقال :
إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا ، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا :


فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة ، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .



والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .


ومثال ذلك: الأب الذي يُحفِّز ابنه على مذاكرة دروسه من خلال رصد الجوائز له...
يقينًا إن هدفه من خلال رصده لهذه الجوائز هو انتفاع ابنه بالمذاكرة، وليس مقصده مجرد جلوسه أمام الكتاب دون مذاكرة حقيقية..ويبقى هدف الطالب خاص لنفسه وعائد نفعه عليه^.^..

ولله المثل الأعلى..

وهذا الفرق بين قراءة التدبر وقراءة الثواب،، ففي الحالين تحصل على الأجر ،،

ولكن .. يبقى التدبر أنفع من حيث الفهم والتطبيق وامتثال في السلوك..

هذا الموضوع كان ردا للسؤال ،، وهذا السؤال هو عنوان الموضوع أخي^.^



فقط هو ذكر محل الخلاف بين الناس وأوضح الصواب ..

وبالنسبة لكلام الشيخ /عبد العزيز الشيخ الله يحفظه ويبارك في علمه وينفعه به وينفع الاسلام به..





فلا غبار عليه أكييييد،،



تعقيبك وضّح الكثير ولك الشكر ولا حرمك الله أجر مداخلتك ،،



موفق خيو.~
 
آخر تعديل:
العودة
Top