**أم البراء**
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 26 جوان 2010
- المشاركات
- 792
- نقاط التفاعل
- 126
- النقاط
- 19
تعرفتُ عليه منذ عدة سنوات..حين كنتُ لاهية عابثة بعيدة عن ربي ، حين كان الدين بالنسبة لي ينحصر في خمس صلوات أؤديها في آخر النهار بسرعة فائقة !!
تعارفنا و احسست بانجذاب نحوه و بقينا على اتصال
مرت الايام والاشهر و السنوات و لم اكن اراه الا نادرا جدا ، الا ان حبه تسلل الى قلبي بسهولة و اصبح كل املي في الدنيا..
غير ان حبا اقوى و اكبر عصف بفؤادي و تملك كل ذرة مني حتى هان علي كل من سواه
فقد شاء الله ان ينير قلبي و يشرح صدري و ينتشلني من الضلالة الى الهدى ،
فاصبحت اكره مكالماته بقد ما احبها و انتظرها بقدر ما انفر منها ،
لكني لم استطع ان ابوح له بما يختلج في صدري ،
و يوما ما.. رن هاتفي فامتدت يدي مرتشعة الى الهاتف و رفعت السماعة على مضض
و بدأ كعادته بالكلام عنا و عن زواجنا و مستقبلنا و لذت كعادتي بصمتٍ بائت كل محاولاته لخرقه بالفشل الذريع ..
سرحت بافكاري...
هل ارضى به زوجا؟
و لما لا؟ الست احبه ؟ بعد الزواج ساحاول ان اجعله ملتزماو ساحاول تغيير سلوكه و... وفجاة اخترق افكاري قول الله
انك لا تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء ،
ماذا لو لم يهده الله !!!
تذكرت عنوان درس ديني كنت استمعت اليه "لا تقبلي الا الزوج الملتزم"
ماذا لو جرني هو للخلف عوض ان انا ادفعه للامام؟!
ابعد ان انقذني ربي اعود و القي بنفسي في مستنقع الضلالة؟؟ مستحيل!! لن اتزوجه!!
شعرت باني غبية لماذا لم افكر بهذا من قبل كيف اسمررت في عصيان ربي طول هذه
المدة!!
حسمت امري و قاطعته قائلة:
لا استطيع!!
سكت قليلا كمن لم يفهم ما اعني و هم بالسؤال.. و لكني سبقته قائلة:
اسمعني ارجوك !!
كادت تخذلني مشاعري و انا اسمعه يهم بالاستفسار بنبرة مرتعشة فابعدت سماعة الهاتف عن اذني حتى لا اضعف و اغمضت عيني لسبب اجهله و اخذت اتكلم
كنت احاول ان لا اتوقف عن الكلام حتى اقول كلما اردت البوح به لاني علمت اني ان توقفت فلن استطيع المواصلة ،
و ما ان انهيت كلامي حتى طلبت منه ان ينساني و لا يتصل ثانية و اغلقت هاتفي
و ارتميت على سريري مطلقة العنان لسيل من الدموع..
مضت الايام متشابهات عندي..لافرق بين ليلي الباكي او نهاري المبلل بالعبرات.. ضاعت خلالها محاولات امي لمعرفة سبب بكائي سدى حتى اصبح حالها شبيها بحالي
تسالني بعطف :
حبيبتي، مابك؟ هل بك من داء؟هل تشكين شيئا؟ اخبري امك
فاتجلد لحظات، محاولة رسم ابتسامة مُطَمْئنة و لكن سرعان ما تخونني
العبارت فالقي جسدي المنهك في حضنها الحنون و ابكي فتبكي معي!
...
اختي المسكينة كانت تسترق النظر الي احيانا و احيانا اخرى تطبع على
وجنتي قلبة حانية تحمل الف سؤال..
و ابي كان يضمني الى صدره بقوة و بصمت..
كل يوم كان هاتفي يرن فاركض نحوه و انظر الى اسمه مكتوبا على الشاشة
التي كانت تنطفئ و تضيئ بلا توقف كانها تستجديني و تتوسل الي ان اجيب
و لكني ماكنت اقدر على اكثر من التحديق فيها ، راودتني فكرة الاجابة مرارا :
ارفعي الهاتف ، اجيبي ، الم تشتاقي لصوته ، لكلماته لـ..
فاهز راسي بعنف كانما اريد اطردها منه و القي الهاتف بعيدا و انا اقول في
سري:
لا! استغفر الله ! تركته لاجل ربي و لن اعود اليه لاجل الشيطان!!
الهمني صبرا من عندك يا الله
مضيت علي ايام و انا على تلك الحال حتي خفت علي بصري و رافت بحال اهلي و قلت في نفسي :
اما آن لك التجلد و الصبر؟
فاستعنت بربي و اتخذت سجادتي رفيقة
كنت اكثر من الدعاء له بالهداية و كنت اقرا القرآن و اهدي ثوابه له و استغفر و له و اتصدق لاجله متمنية ان يهديه ربي كما هداني
و مر يومان بعدها انقطعت اتصالاته تماما.. فاولت ذلك استجابة لدعائي بان ابعده الله عني فسلمت امري لربي
لكني كنت ارمق هاتفي بنضرة عتاب و نوع من الغيرة :
ابهذه السرعة نسيتني؟؟
و كانما انزل الله علي سكينة من عنده توقفت عن البكاء تقريبا و شعرت بانشراح في صدري غريب فقررت ان اعود لسالف حياتي..
و سمعت لاول مرة منذ مدة ضحكات امي و مزاح اختي و مداعبات ابي ، الذين كانت تشع اعينهم بفرحة لم اعهدها فشعرت بالذنب لكم الالم الذي سببته لهم ،
كانوا يتحاشون التطرق لسبب بكائي كانما يخشون ان يفتحوا جرحا قد اندمل....جرحا، لم يلتئم الا ليعود اعمق مما كان...
*************
افتحي الباب انه اخوك
هتفت امي منادية اختي التي قالت تتاكد
من؟
رد اخي : فلان
فتحت الباب و سلما على بعض و اتجهت نحوه اسلم عليه و اسأله عن حاله و حال زوجته
فقرصني من خدي بلطف قائلا
كبرتِ يا شقية هاه؟
و ذهب نحو امي يقبلها ثم سحبها من يدها و ذهبا يتكلمان في غرفة مجاورة
تبادلت و اختي نظرات استغراب
قالت بفضول: عما يوشوشان؟
هززت كتفي ان لا ادري و ذهبت للمطبخ اعد له كاس عصير
مالبثا ان خرجا تعلو محياهما ابتسامة و اتجه اخي نحو الباب قائلا السلام عليكم و رحمة الله
اطللت عليه من المطبخ قائلة:
و العصير؟؟
التفت الي و هو يفتح الباب و اجاب مبتسما :
نشربه في عرسك ان شاء الله و غمز بعينه و ذهب
ضحكت امي بينما قالت اختي بفضول
عما كنتما تتحدثان زجرتها امي قائلة بينما اخذت الصينية من يدي : اعدي لنا العصير
و جرتني الى غرفة المعيشة
لم تطعها اختي و تبعتنا الى هناك
اجلستني امي و قالت:
مبارك تقدم لك عريس
صفقت اختي بسرور
و تمتمت انا بذهول
عريس؟؟؟
قالت امي اجل عريس! اخوك قال عنه انه .. و بدات تعدد لي مزاياه و مناقبه
لا اريد!! قاطعتها بانفعال
شهقت اختي بتعجب ،
قالت امي:
لماذا حبيبتي انت لم تريه حتى!!
قلت و انا اتجه نحو غرفتي لا اريد امي! لا اريد !
شعرت برغبة ملحة في البكاء و لكني حاولت ان لا افعل ، لا اريد ان ابكي مجددا لا اريد المزيد من الدموع!!
أغلقت عيني في محاولة يائسة لايقاف فيض العبرات المتدافع غير ان قطرات تسللت من بين جفوني و القت بنفسها على ارضية الغرفة،
سمعت طرقا على باب غرفتي فمسحت دموعي و فتحت فاذا بأبي..كان يرمقني بنظرة حانية.. احتضنني و هو يقول
لماذا تبكي صغيرتي؟
اطرقت بينما سالت دمعة على وجنتي ،
قال حبيتي الامر لا يستحق منك كل هذا ان كنت لا تريدينه فلم يجبرك احد
اشعرتني كلماته ببعض الراحة فابتسمت له بينما كان يداعب شعري
قال : انت تحبين بابا اليس كذلك؟
اومأت براسي ايجابا
فقال و انا اعشق مدللتي ، تعالي اذن نعقد اتفاقا ، تقبلين برؤية الخاطب، فان اعجبك بها و نعمت ،و ان لم يعجبك فلن يكرهك احد و في المقابل اطمئني لن "تزن" عليك امك قالها موشوشا فابتسمت و عانقته و انا اقول على مضض حاضر بابا لن ارفض لك طلبا
هييييييه!
التفت كلانا فاذا باختي تقف ورائنا و ترسم على وجهها اتسامة واسعة
يا ربي ماهذه الفضولية!!
قالها ابي ممازحا و هو يحتضن كلينا بينما حملتني افكاري بعيدا
فتحت اختي الخزانة و اخرجت جلبابا و هي تقول
البني جميل
تاملته امي ثم قالت الرمادي اجمل
اجابتها و هي تضع اسدالا و تنظر لنفسها في المرآة
الكحلي انيق جدا
استمعت لهما قليلا بلا مبالاة ثم استلقيت على سريري و اخذت انظر للسقف بضجر
لا ادري ما رايك انت؟
استدارتا الي تنتظران جوابي؟
قلت ببرود رايي ؟ نهضت متكاسلة و تناولت عبائة سوداء و القيتها علي السرير و انا اقول
اسود..
رمقتاني بنظرة استنكار
فقلت : ماذا؟ انه لباس امهات المؤمنين .. خير الالوان للنساء السواد
زمت امي شفتيها بازعاج و هي توضب الثياب بينما قالت اختي بذكاء و هي تمد نحوي قارورة الكحل :
امهات المؤمنين كن يتكحلن ايضا..
ثم اضافت اجاز العلماء التكحل للخاطب عند الرؤية الشرعية بشرط ان لا تكون فيه مبالغة حتى لا يكون غشا ، هيا ضعي بعض الكحل
لن اكشف وجهي اصلا قلتها بحزم
..
آآآه منك !!
قالتها امي و هي تغادر الغرفة بينما نظرت الي اختي باحباط و عدت انا لسريري ناظرة للسقف
عادت بعد قليل و هي تقول
البسي "سوادك" بسرعة اقترب ميعاد وصولهم
خفق قلبي بشدة و احسست بثقل على صدري و احسست ان مقابلتي لذاك الشاب اشبه بجبل كلفت بحمله!!
تملكني الندم على قبولي عرض ابي وانا اسمع الباب يطرق
اسرعت اختي الي و هي تقول
لقد وصل!!
تنهدت بحرارة و تمنيت لو يغادر دون ان يراني!! كانت امنية غبية و لكنها راودتي حينها
مر بعض الوقت و انا البس ثيابي بتثاقل جاءت اختي و هي تقول هلا خرجت!! امه تريد رؤيتك
هممت بالنهوض و اذا بصوت اخي يناديني
سرت قشعريرة في جسدي
و قالت اختي و هاهو خطيبك يطلبك ..اذهبي بسرعة
تسمرت في مكاني لحظات و شعرت بارتباك كبير و مشيت الى غرفة المعيشة اجر قدمي جرا كانما اساق الى المشنقة!!
دخلت.. و اذا بشاب بهي الطلعة ذو لحية بنية جميلة و عينين متعلقتين بي و خيالُ ابتسامة ترتسم على وجهه المضيء
و لولا ان صوتي لم يستطع الخروج لشهقت بقوة ! احسست ان الارض تحتي تميد و اني ساقع و بدات ركباتي بالارتجاف حتى لم تعد ساقاي قادرتين على حملي
جذبني اخي من يدي و اجلسني قربه و هو يقول مرددا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا "
يُتيع بإذن الله
تعارفنا و احسست بانجذاب نحوه و بقينا على اتصال
مرت الايام والاشهر و السنوات و لم اكن اراه الا نادرا جدا ، الا ان حبه تسلل الى قلبي بسهولة و اصبح كل املي في الدنيا..
غير ان حبا اقوى و اكبر عصف بفؤادي و تملك كل ذرة مني حتى هان علي كل من سواه
فقد شاء الله ان ينير قلبي و يشرح صدري و ينتشلني من الضلالة الى الهدى ،
فاصبحت اكره مكالماته بقد ما احبها و انتظرها بقدر ما انفر منها ،
لكني لم استطع ان ابوح له بما يختلج في صدري ،
و يوما ما.. رن هاتفي فامتدت يدي مرتشعة الى الهاتف و رفعت السماعة على مضض
و بدأ كعادته بالكلام عنا و عن زواجنا و مستقبلنا و لذت كعادتي بصمتٍ بائت كل محاولاته لخرقه بالفشل الذريع ..
سرحت بافكاري...
هل ارضى به زوجا؟
و لما لا؟ الست احبه ؟ بعد الزواج ساحاول ان اجعله ملتزماو ساحاول تغيير سلوكه و... وفجاة اخترق افكاري قول الله
انك لا تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء ،
ماذا لو لم يهده الله !!!
تذكرت عنوان درس ديني كنت استمعت اليه "لا تقبلي الا الزوج الملتزم"
ماذا لو جرني هو للخلف عوض ان انا ادفعه للامام؟!
ابعد ان انقذني ربي اعود و القي بنفسي في مستنقع الضلالة؟؟ مستحيل!! لن اتزوجه!!
شعرت باني غبية لماذا لم افكر بهذا من قبل كيف اسمررت في عصيان ربي طول هذه
المدة!!
حسمت امري و قاطعته قائلة:
لا استطيع!!
سكت قليلا كمن لم يفهم ما اعني و هم بالسؤال.. و لكني سبقته قائلة:
اسمعني ارجوك !!
كادت تخذلني مشاعري و انا اسمعه يهم بالاستفسار بنبرة مرتعشة فابعدت سماعة الهاتف عن اذني حتى لا اضعف و اغمضت عيني لسبب اجهله و اخذت اتكلم
كنت احاول ان لا اتوقف عن الكلام حتى اقول كلما اردت البوح به لاني علمت اني ان توقفت فلن استطيع المواصلة ،
و ما ان انهيت كلامي حتى طلبت منه ان ينساني و لا يتصل ثانية و اغلقت هاتفي
و ارتميت على سريري مطلقة العنان لسيل من الدموع..
مضت الايام متشابهات عندي..لافرق بين ليلي الباكي او نهاري المبلل بالعبرات.. ضاعت خلالها محاولات امي لمعرفة سبب بكائي سدى حتى اصبح حالها شبيها بحالي
تسالني بعطف :
حبيبتي، مابك؟ هل بك من داء؟هل تشكين شيئا؟ اخبري امك
فاتجلد لحظات، محاولة رسم ابتسامة مُطَمْئنة و لكن سرعان ما تخونني
العبارت فالقي جسدي المنهك في حضنها الحنون و ابكي فتبكي معي!
...
اختي المسكينة كانت تسترق النظر الي احيانا و احيانا اخرى تطبع على
وجنتي قلبة حانية تحمل الف سؤال..
و ابي كان يضمني الى صدره بقوة و بصمت..
كل يوم كان هاتفي يرن فاركض نحوه و انظر الى اسمه مكتوبا على الشاشة
التي كانت تنطفئ و تضيئ بلا توقف كانها تستجديني و تتوسل الي ان اجيب
و لكني ماكنت اقدر على اكثر من التحديق فيها ، راودتني فكرة الاجابة مرارا :
ارفعي الهاتف ، اجيبي ، الم تشتاقي لصوته ، لكلماته لـ..
فاهز راسي بعنف كانما اريد اطردها منه و القي الهاتف بعيدا و انا اقول في
سري:
لا! استغفر الله ! تركته لاجل ربي و لن اعود اليه لاجل الشيطان!!
الهمني صبرا من عندك يا الله
مضيت علي ايام و انا على تلك الحال حتي خفت علي بصري و رافت بحال اهلي و قلت في نفسي :
اما آن لك التجلد و الصبر؟
فاستعنت بربي و اتخذت سجادتي رفيقة
كنت اكثر من الدعاء له بالهداية و كنت اقرا القرآن و اهدي ثوابه له و استغفر و له و اتصدق لاجله متمنية ان يهديه ربي كما هداني
و مر يومان بعدها انقطعت اتصالاته تماما.. فاولت ذلك استجابة لدعائي بان ابعده الله عني فسلمت امري لربي
لكني كنت ارمق هاتفي بنضرة عتاب و نوع من الغيرة :
ابهذه السرعة نسيتني؟؟
و كانما انزل الله علي سكينة من عنده توقفت عن البكاء تقريبا و شعرت بانشراح في صدري غريب فقررت ان اعود لسالف حياتي..
و سمعت لاول مرة منذ مدة ضحكات امي و مزاح اختي و مداعبات ابي ، الذين كانت تشع اعينهم بفرحة لم اعهدها فشعرت بالذنب لكم الالم الذي سببته لهم ،
كانوا يتحاشون التطرق لسبب بكائي كانما يخشون ان يفتحوا جرحا قد اندمل....جرحا، لم يلتئم الا ليعود اعمق مما كان...
*************
افتحي الباب انه اخوك
هتفت امي منادية اختي التي قالت تتاكد
من؟
رد اخي : فلان
فتحت الباب و سلما على بعض و اتجهت نحوه اسلم عليه و اسأله عن حاله و حال زوجته
فقرصني من خدي بلطف قائلا
كبرتِ يا شقية هاه؟
و ذهب نحو امي يقبلها ثم سحبها من يدها و ذهبا يتكلمان في غرفة مجاورة
تبادلت و اختي نظرات استغراب
قالت بفضول: عما يوشوشان؟
هززت كتفي ان لا ادري و ذهبت للمطبخ اعد له كاس عصير
مالبثا ان خرجا تعلو محياهما ابتسامة و اتجه اخي نحو الباب قائلا السلام عليكم و رحمة الله
اطللت عليه من المطبخ قائلة:
و العصير؟؟
التفت الي و هو يفتح الباب و اجاب مبتسما :
نشربه في عرسك ان شاء الله و غمز بعينه و ذهب
ضحكت امي بينما قالت اختي بفضول
عما كنتما تتحدثان زجرتها امي قائلة بينما اخذت الصينية من يدي : اعدي لنا العصير
و جرتني الى غرفة المعيشة
لم تطعها اختي و تبعتنا الى هناك
اجلستني امي و قالت:
مبارك تقدم لك عريس
صفقت اختي بسرور
و تمتمت انا بذهول
عريس؟؟؟
قالت امي اجل عريس! اخوك قال عنه انه .. و بدات تعدد لي مزاياه و مناقبه
لا اريد!! قاطعتها بانفعال
شهقت اختي بتعجب ،
قالت امي:
لماذا حبيبتي انت لم تريه حتى!!
قلت و انا اتجه نحو غرفتي لا اريد امي! لا اريد !
شعرت برغبة ملحة في البكاء و لكني حاولت ان لا افعل ، لا اريد ان ابكي مجددا لا اريد المزيد من الدموع!!
أغلقت عيني في محاولة يائسة لايقاف فيض العبرات المتدافع غير ان قطرات تسللت من بين جفوني و القت بنفسها على ارضية الغرفة،
سمعت طرقا على باب غرفتي فمسحت دموعي و فتحت فاذا بأبي..كان يرمقني بنظرة حانية.. احتضنني و هو يقول
لماذا تبكي صغيرتي؟
اطرقت بينما سالت دمعة على وجنتي ،
قال حبيتي الامر لا يستحق منك كل هذا ان كنت لا تريدينه فلم يجبرك احد
اشعرتني كلماته ببعض الراحة فابتسمت له بينما كان يداعب شعري
قال : انت تحبين بابا اليس كذلك؟
اومأت براسي ايجابا
فقال و انا اعشق مدللتي ، تعالي اذن نعقد اتفاقا ، تقبلين برؤية الخاطب، فان اعجبك بها و نعمت ،و ان لم يعجبك فلن يكرهك احد و في المقابل اطمئني لن "تزن" عليك امك قالها موشوشا فابتسمت و عانقته و انا اقول على مضض حاضر بابا لن ارفض لك طلبا
هييييييه!
التفت كلانا فاذا باختي تقف ورائنا و ترسم على وجهها اتسامة واسعة
يا ربي ماهذه الفضولية!!
قالها ابي ممازحا و هو يحتضن كلينا بينما حملتني افكاري بعيدا
فتحت اختي الخزانة و اخرجت جلبابا و هي تقول
البني جميل
تاملته امي ثم قالت الرمادي اجمل
اجابتها و هي تضع اسدالا و تنظر لنفسها في المرآة
الكحلي انيق جدا
استمعت لهما قليلا بلا مبالاة ثم استلقيت على سريري و اخذت انظر للسقف بضجر
لا ادري ما رايك انت؟
استدارتا الي تنتظران جوابي؟
قلت ببرود رايي ؟ نهضت متكاسلة و تناولت عبائة سوداء و القيتها علي السرير و انا اقول
اسود..
رمقتاني بنظرة استنكار
فقلت : ماذا؟ انه لباس امهات المؤمنين .. خير الالوان للنساء السواد
زمت امي شفتيها بازعاج و هي توضب الثياب بينما قالت اختي بذكاء و هي تمد نحوي قارورة الكحل :
امهات المؤمنين كن يتكحلن ايضا..
ثم اضافت اجاز العلماء التكحل للخاطب عند الرؤية الشرعية بشرط ان لا تكون فيه مبالغة حتى لا يكون غشا ، هيا ضعي بعض الكحل
لن اكشف وجهي اصلا قلتها بحزم
..
آآآه منك !!
قالتها امي و هي تغادر الغرفة بينما نظرت الي اختي باحباط و عدت انا لسريري ناظرة للسقف
عادت بعد قليل و هي تقول
البسي "سوادك" بسرعة اقترب ميعاد وصولهم
خفق قلبي بشدة و احسست بثقل على صدري و احسست ان مقابلتي لذاك الشاب اشبه بجبل كلفت بحمله!!
تملكني الندم على قبولي عرض ابي وانا اسمع الباب يطرق
اسرعت اختي الي و هي تقول
لقد وصل!!
تنهدت بحرارة و تمنيت لو يغادر دون ان يراني!! كانت امنية غبية و لكنها راودتي حينها
مر بعض الوقت و انا البس ثيابي بتثاقل جاءت اختي و هي تقول هلا خرجت!! امه تريد رؤيتك
هممت بالنهوض و اذا بصوت اخي يناديني
سرت قشعريرة في جسدي
و قالت اختي و هاهو خطيبك يطلبك ..اذهبي بسرعة
تسمرت في مكاني لحظات و شعرت بارتباك كبير و مشيت الى غرفة المعيشة اجر قدمي جرا كانما اساق الى المشنقة!!
دخلت.. و اذا بشاب بهي الطلعة ذو لحية بنية جميلة و عينين متعلقتين بي و خيالُ ابتسامة ترتسم على وجهه المضيء
و لولا ان صوتي لم يستطع الخروج لشهقت بقوة ! احسست ان الارض تحتي تميد و اني ساقع و بدات ركباتي بالارتجاف حتى لم تعد ساقاي قادرتين على حملي
جذبني اخي من يدي و اجلسني قربه و هو يقول مرددا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا "
يُتيع بإذن الله