- إنضم
- 17 أوت 2010
- المشاركات
- 1,244
- نقاط التفاعل
- 179
- النقاط
- 39
حبل غسيل أرواح البشر..
حبال الغسيل لا يكاد يخلو منها بيت تقريباً
تُعلق عليه الملابس بعد الانتهاء من مراحل الجرد والغسيل والشطف
ومن ثم تعريضهم للهواء واشعة الشمس
حتى يتبخر ماتبقى عالقاً فيها من اوساخ واتربة تتطاير في الهواء
لتعود من جديد تشع بالنظافة الاكيدة
التي لاتتم الا بوجود مسحوق غسيل من الدرجة الممتازة
حتى يتم المطلوب على افضل وجه .
تلك هي عميلة غسيل الملابس في كل بيت وعند كل شعب
لكن ماذا عن الاحتياجات الاخرى التي تستحق نفس العملية وبشكل اكبر ؟؟!
ملابسنا ان لم تصل لمرحلة نظافة اكيدة
نستطيع ان نستبدلها بشراء قطع اخرى جديدة
لكن هذا لايمكن ان ينطبق على مايحتاج للغسيل حقاً!!
كل شخص يحتاج لتلك العملية و ان تكون هناك ( غسالة)تقبع داخله
حتى يغسل مايحتاج للتنظيف والتطهير من الشوائب.
فـ عقله.. يحتاج لتطهيره من شوائب التخلف والجهل والتفكير السلبي
وكل ماتخزن داخله من محرمات سواء كانت شكلية او معنوية.
وكذلك من كل فكرة سوداء وكل ذكرى مؤلمة
وكل تفكير يؤدي بصاحبه للهلاك والدمار.
كذلك قلبه يحتاج لغسيله من حب محرم
وتخليص نبضاته من الخفقان لاجل دنيا فانية.
وأيضا تطهيره من كل كره وحسد وحقد وغل وبغضاء
وتعلقه بمعاصي شتى الى ما لانهاية..
ويسكن ذلك القلب المسكين الذي أهلكه صاحبه
بتراكم النقاط السوداء الى أن حكم الران عليه
(بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون)
ايضا اعيننا لابد ان نغسلها بماء الطهر لكفها عما حرم الله
وتخليصها من كل نظر يغضب الله
وتخليصها من كل نظر يغضب من وهبنا اياها
ولابد أن ندرك أن عيوننا أمانة لدينا
فلابد ان نحافظ عليها أن تمسها نار الاخرة
ونذكر قول المصطفى:
(عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سيبل الله
وعين بكت من خشية الله)
/
بطوننا لابد ان ننقيها من اكل الربا وماحرم الله علينا اكله دون ضرورة ملحة
وان لانسمح لاكل مال اليتيم او الفقير والمسكين يلوث جدران بطوننا..
فندعو ولا يستجاب لنا
لاننا بذلك أصبحنا ضمن الفئة التي أخبرنا رسول الله عنها
التي تدعو ولا يستجاب لها
لان مطعمهم حرام وملبسهم حرام فإنى يستجاب له؟!!..
افواهنا من الضروري ان نشطف عنها كل كلمة لاترضي الله
وتهوي بنا الى نار جهنم
وان نجعل ذلك اللسان نظيفاً دائما لايذكر الا ما هو خير ينفعه في الاخرة قبل الدنيا.
فقد ننطلق بكلمة لانلقي لها بالاً تهوي بنا سبعين خريفاً في نار جهنم
او كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام
وأن نلزم قول رسول الله : (قل خيراً أو أصمت)
ونذكر قول الخالق: (مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)
وأن نطهر أفواهننا من كل غيبة ونميمة
وكذب وغش وقول البهتان والزور..
/
صمتنا.. يحتاج كذلك لغسيله من السكوت الظالم
المبتعد عن طريق احقاق حق او طرد ظلم
فالساكت عن الحق شيطان اخرس
ونحن لانريد ان نتحول من انسان الى شيطان بفعل صمت جائر.
اذا رأيتِ الظلم وأنتِ تستطيعين دفعه فلا تترددي في ذلك
و تلزمي الصمت الظالم فكلمة حق تشفع لكِ في الاخرة
يوم لا ينفع مال ولا بنون
أما عند تفوهك بما لايرضي الله فحينها ألزمي الصمت
وأجعلي صمتك نجاتك!
اشياء واشياء لازالت تنتظر دورها في عملية الغسيل
بمسحوق الايمان في غسالة الدنيا
لنحصل على نظافة اكيدة في الاخرة.
/
ولابد لنا من بعد الغسيل
ان ننشر غسيلنا على الحبال
تحت اشعة شمس ملتهبة حتى تتطاير الاخطاء
ولايتبقى الدرن ملتصقا بها.
{اغسل نفسك اليوم واصلحها لتنعم بحياة نظيفة }
و قبل أن تُجبر على غسيلها في نار جهنم
لتنقى من الخطايا والاثام !!
وقانا الله وإياكم منها !!