الآسوار والأسرار

الحلم الوردي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
21 مارس 2010
المشاركات
44,625
نقاط التفاعل
68,165
النقاط
696
محل الإقامة
عالم النسيان
الجنس
أنثى
136_01314999662.png





عندما تغادر لا ينبغي أن تترك من يطوي صفحتك، كما سبق وطويت صفحات غيرها، ولا يمكن أن يكون غيابك، غياباً لإحساس من المحتمل تغييره.
قد تتساءل وكيف لي أن لا أكون مساحات من البياض غير قادرة على رد من يحاول تلوينها؟
كيف لي أن لا أصبح صورة من أشخاص أعرفهم حضروا وغابوا دون أن يشكل غيابهم أي تحدٍ للآخرين؟
ثمة معادلة من الممكن تفسيرها، ومن الممكن التوقف أمام صعوبتها إن حاولت التحرر من الأسوار، وأيضاً الأسرار التي اعتاد الجميع معرفتها، معادلة الاختلاف عن الآخرين، معادلة أن تكون أنت، تفعل ما تريده وتنتمي إلى ما تريده وعلى الآخرين أن يتقبلوا ما تقوم به إما بطريقة ايجابية، أو سلبية ولكنها ستظل غير مؤثرة على كونك أنت كما أنت.
لا تمثل، ولا تنتمي إلى ما لا تعرفه، ولا تؤلف ما ليس عالمك، أنت كغيرك من الأسوياء ولدت، وأحببت، وصدمت، وتعذبت، وعبرت لحظات فرح، وساعات تعاسة وألم، وبحثت طويلاً عن الحياة الأفضل في نطاق سعيك الدائم لها.. بحثت طويلاً وانشغلت بالأمان، وأنت تفقد من تحب ويبتعد عنك من تحب، وتبعد أنت قسرياً عمن أحببت... عشت القوة الكاسرة وعشت الضعف الصعب، ولحظاته الانكسارية، ومع ذلك ظللت كما أنت تلتحف بالقوة عندما يحين وقتها، وتتهاوى أمام هزائم الحياة دون أن تفقد الرغبة في مواصلة السعي بين أيامها.
أنت كما أنت لا تشبه أحداً بالمطلق، ولا تبتعد عن الواقع أو عن ملامح بعض السائد العام..
تجيد كما تعتقد إدارة حياتك وتفاصيل أيامك، تتمسك بالحياة رغم كل الصعوبات التي عبرت بها.
تبكي بسهولة أحياناً ولا تتوقف أمام ذلك المشهد، لأنك تعتقد أنه يندرج تحت بند الصدى لصوت الداخل.
ما تعلقت به أطراف نفسك التي حلمت بهدوئها، وبحثت لها عن ميناء حقيقي لا ترسوا فيه غيرها لامسته أحياناً، وأحياناً أخرى غاب عنك.
أنت كما أنت لكن يحزنك أن لا يميز البعض أحياناً بينك وبين ما تستحقه، بينك وبين ما ينبغي أن يفصل ويبقى على جوانب الطريق التي عبرت منها، ولا يفيض ويغادر معك.
أنت كما أنت يتقبلك الآخر ايجاباً دون أن ينسج لك صورة من العمق بأسرار قد لا تنتمي إليها، ولا يمكن أن تجرؤ على سردها له إن حاول حصارك.
أنت كما أنت لك عالمك الذي صنعته بخصوصية، تتمسك بجذورك العاطفية والجغرافية، والحياة بالنسبة لك ليست اختراعاً، ولا نقطة على الخريطة تحاول أن تتحسس مكانها، بل هي كما تعرفها مكاناً تجده في داخلك تعيش فيه ومعه، وتشعر بحنين دائم وارتباط قدري وتاريخي.
أنت كما أنت يتقبلك الآخر سلبياً ولا تنزعج لأنك قد ربحت نفسك، التقيت بها - تحسست حزنها، لامست غربتها، تنامت داخلك قيمك التي تربيت عليها، تزايد احساسك بالانتباه إلى ما يجري وانه لن يغير شيئاً ذا قيمة لديك، وأن ينزع ما هو أساسي في تركيبتك.
أنت كما أنت لا يخذلك الناس ولا الزمان الصادم إن لم يهادن، ويتقبلك كما أنت بعيداً عن تلك القواعد والإملاءات التي تسد الطرقات وتغلق الأبواب المفتوحة​
 
...
موضوعـــ جيملــ اختااااااااااه
ادامكــ الله في سمآآآآء لمتنا تحياتـــي
...
صفحــة بيضاء
 
نصيحة رائعة اختي .....على كل منا ان يبني شخصيته بنفسه و لا يلجا او يرضخ لما حوله
موضوع مميز اختي
تقبلي مروري و دمت متميزة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top