وليد القبة
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 28 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 42
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
كان سلمان رجلا ً فارسيا ً من أصبهان ، من قرية تدعى "جَيْ "، وكان أبوه شيخ قريته، يحب ابنه سلمان حبا ً شديدا ً دفعه لحبسه في البيت كما تحبس الجارية خوفا ً عليه ، وقد كان سلمان مجوسيا ً، مجتهدا ً في دينه، حتى أنه كان خادم النار الذي يوقدها لايتركها يخبو ساعة .
وكانت لأبيه ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يوما ً ، فطلب من سلمان الذهاب إلى الضيعة ومتابعة أحوالها ، وبينما هو في طريقة إليها ، مرَّ بكنيسة للنصارى، فأعجب بأصواتهم وصلاتهم عند سماعها، وقد ظن أن هذا خير من الدين الذي هو عليه، فرجع إلى أبيه بعد غروب الشمس دون أن يذهب إلى ضيعته، وروى له ماجرى معه أثناء رحلته، فخاف عليه من الخروج عن دينه ، فحبسه في البيت وقيده ، ولكن سلمان أصر على الديانة بهذا الدين لما وجده فيه من روحانية تملأ نفسه وتشبعها ، فبعث إلى النصارى يسألهم عن أصل هذا الدين، فعرف أنها الشام، وطلب منهم أن يخبروه إذا جاء إليهم ركب من الشام ليرحل معهم إليها، وقد حدث ذلك فعلا ً، وما أن وصل إلى الشام حتى سأل الناس عن أحسن الرجال فيهم دينا ً، فدلوه على الأسقف - عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم – في الكنيسة ، فجاءه وطلب أن يقيم عنده ويكون في خدمته ليتعلم منه الصلاة و أمور الدين الأخرى، فقبل بذلك، ولكن سلمان تفاجأ به عندما وجده أسوأ الرجال خلقا ً، فقد كان يأمر الناس بالصدقة ويأخذها لنفسه دون أن يعطي الفقراء منها شيئا ً، ثم مات الرجل واجتمع النصارى ليدفنوه، فأخبرهم سلمان بما شاهده ودلهم على مكان كنزه، فاستخرجوا سبع جرات عظيمات ملئت ذهبا ً وفضة ، فلم يدفنوه وصلبوه وقذفوه بالحجارة، واستبدلوه برجل صالح، أحبه سلمان حبا ً شديدا ً، فقد كان أفضل الرجال، أزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الأخرة، فأقام معه، ثم حضرته الوفاة، فسأله سلمان أن يوصي به إلى رجل مثله، فدله على رجل في الموصل، فذهب إليه وروى له ماحدث معه، فسمح له بأن يقيم عنده، وكان خير رجل على ماكان عليه صاحبه، فلما حضرته الوفاة سأله سلمان أن يوصي به إلى آخر، فدله على رجل بنصيبين فلحق به، وأقام عنده، فلما نزل به الموت سأله أن يوصي به إلى آخر، فدله على رجل من أصحابه، يقيم بعمورية من بلاد الروم، فلحق به وأقام عنده، واكتسب حتى كانت له بقرات وغنيمة، ثم نزل به أمر الله، فسأله سلمان أن يوصي به إلى أحد، فأخبره أنه لايعرف أحدا ً قد بقي على ماهم عليه، وإنما قد حرف الناس ديانتهم وبدلوا فيها، ولكنه قد اقترب زمان نبي سيبعث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، وسيهاجر إلى أرض بين حرتين - كل أرض ذات حجارة سود- بينهما نخل، ، يأكل الهدية ولايأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، وطلب منه أن يهاجر إلى إرض العرب ليلتقي بهذا النبي، ثم مر بسليمان تجار، فطلب منهم أن يحملوه إلى أرض العرب مقابل إعطائهم كل مايملك، فقبلوا بذلك وحملوه، فلما بلغوا وادي القرى ظلموه وباعوه لرجل يهودي عبدا ً، فبينما هو عنده قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاع سلمان منه وحمله إلى المدينة، فلما رآها عرفها بوصف صاحبه لها، فأقام بها.
وفي يوم من الأيام، بينما هو يعمل على رأس نخلة لسيده، فإذا بابن عم لسيده يأتي إليه وهو جالس بجانب النخلة التي يعمل عليها سلمان، ليخبره أن هناك رجلا ً في قباء تلتف حوله الأوس والخزرج ويزعمون أنه نبي، فعرف سلمان أنه هو، وقد كان عنده شيء جمعه، فذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بقباء، وقال: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحابك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، فوجد أن النبي أمر أصحابه بالأكل ولكنه لم يأكل منه، فكان ذلك دليلا ً على صدق الصفة الأولى من صفاته، ثم انصرف وعاد إليهم بعد فترة، فأعطاهم هدية، فوجد أن النبي قد أكل منها، فعرف أنها صدق الصفة الثانية، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو في جنازة رجل من أصحابه وعليه كساء غليظ، فوقف خلفه يريد أن يرى العلامة التي هي خاتم النبوة على ظهره، فشعر به النبي صلى الله عليه وسلم، فألقى رداءه عن ظهره، وهنا رأى سلمان خاتم النبوة، وعرف صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فأكب على النبي يقبله ويبكي، وأخبر النبي بقصته، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده على ثمن يدفعه ليعتقه، فكاتبه، وتعاون هو وأصحابه على دفع الثمن حتى أصبح سلمان حرا ً، وكانت أول غزوة شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم هي غزوة الخندق التي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتصار المسلمين فيها.
كان سلمان رجلا ً فارسيا ً من أصبهان ، من قرية تدعى "جَيْ "، وكان أبوه شيخ قريته، يحب ابنه سلمان حبا ً شديدا ً دفعه لحبسه في البيت كما تحبس الجارية خوفا ً عليه ، وقد كان سلمان مجوسيا ً، مجتهدا ً في دينه، حتى أنه كان خادم النار الذي يوقدها لايتركها يخبو ساعة .
وكانت لأبيه ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يوما ً ، فطلب من سلمان الذهاب إلى الضيعة ومتابعة أحوالها ، وبينما هو في طريقة إليها ، مرَّ بكنيسة للنصارى، فأعجب بأصواتهم وصلاتهم عند سماعها، وقد ظن أن هذا خير من الدين الذي هو عليه، فرجع إلى أبيه بعد غروب الشمس دون أن يذهب إلى ضيعته، وروى له ماجرى معه أثناء رحلته، فخاف عليه من الخروج عن دينه ، فحبسه في البيت وقيده ، ولكن سلمان أصر على الديانة بهذا الدين لما وجده فيه من روحانية تملأ نفسه وتشبعها ، فبعث إلى النصارى يسألهم عن أصل هذا الدين، فعرف أنها الشام، وطلب منهم أن يخبروه إذا جاء إليهم ركب من الشام ليرحل معهم إليها، وقد حدث ذلك فعلا ً، وما أن وصل إلى الشام حتى سأل الناس عن أحسن الرجال فيهم دينا ً، فدلوه على الأسقف - عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم – في الكنيسة ، فجاءه وطلب أن يقيم عنده ويكون في خدمته ليتعلم منه الصلاة و أمور الدين الأخرى، فقبل بذلك، ولكن سلمان تفاجأ به عندما وجده أسوأ الرجال خلقا ً، فقد كان يأمر الناس بالصدقة ويأخذها لنفسه دون أن يعطي الفقراء منها شيئا ً، ثم مات الرجل واجتمع النصارى ليدفنوه، فأخبرهم سلمان بما شاهده ودلهم على مكان كنزه، فاستخرجوا سبع جرات عظيمات ملئت ذهبا ً وفضة ، فلم يدفنوه وصلبوه وقذفوه بالحجارة، واستبدلوه برجل صالح، أحبه سلمان حبا ً شديدا ً، فقد كان أفضل الرجال، أزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الأخرة، فأقام معه، ثم حضرته الوفاة، فسأله سلمان أن يوصي به إلى رجل مثله، فدله على رجل في الموصل، فذهب إليه وروى له ماحدث معه، فسمح له بأن يقيم عنده، وكان خير رجل على ماكان عليه صاحبه، فلما حضرته الوفاة سأله سلمان أن يوصي به إلى آخر، فدله على رجل بنصيبين فلحق به، وأقام عنده، فلما نزل به الموت سأله أن يوصي به إلى آخر، فدله على رجل من أصحابه، يقيم بعمورية من بلاد الروم، فلحق به وأقام عنده، واكتسب حتى كانت له بقرات وغنيمة، ثم نزل به أمر الله، فسأله سلمان أن يوصي به إلى أحد، فأخبره أنه لايعرف أحدا ً قد بقي على ماهم عليه، وإنما قد حرف الناس ديانتهم وبدلوا فيها، ولكنه قد اقترب زمان نبي سيبعث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، وسيهاجر إلى أرض بين حرتين - كل أرض ذات حجارة سود- بينهما نخل، ، يأكل الهدية ولايأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، وطلب منه أن يهاجر إلى إرض العرب ليلتقي بهذا النبي، ثم مر بسليمان تجار، فطلب منهم أن يحملوه إلى أرض العرب مقابل إعطائهم كل مايملك، فقبلوا بذلك وحملوه، فلما بلغوا وادي القرى ظلموه وباعوه لرجل يهودي عبدا ً، فبينما هو عنده قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاع سلمان منه وحمله إلى المدينة، فلما رآها عرفها بوصف صاحبه لها، فأقام بها.
وفي يوم من الأيام، بينما هو يعمل على رأس نخلة لسيده، فإذا بابن عم لسيده يأتي إليه وهو جالس بجانب النخلة التي يعمل عليها سلمان، ليخبره أن هناك رجلا ً في قباء تلتف حوله الأوس والخزرج ويزعمون أنه نبي، فعرف سلمان أنه هو، وقد كان عنده شيء جمعه، فذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بقباء، وقال: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحابك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، فوجد أن النبي أمر أصحابه بالأكل ولكنه لم يأكل منه، فكان ذلك دليلا ً على صدق الصفة الأولى من صفاته، ثم انصرف وعاد إليهم بعد فترة، فأعطاهم هدية، فوجد أن النبي قد أكل منها، فعرف أنها صدق الصفة الثانية، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو في جنازة رجل من أصحابه وعليه كساء غليظ، فوقف خلفه يريد أن يرى العلامة التي هي خاتم النبوة على ظهره، فشعر به النبي صلى الله عليه وسلم، فألقى رداءه عن ظهره، وهنا رأى سلمان خاتم النبوة، وعرف صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فأكب على النبي يقبله ويبكي، وأخبر النبي بقصته، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده على ثمن يدفعه ليعتقه، فكاتبه، وتعاون هو وأصحابه على دفع الثمن حتى أصبح سلمان حرا ً، وكانت أول غزوة شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم هي غزوة الخندق التي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتصار المسلمين فيها.