بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهيد الرائد عمر ادريس: قاهر الخونة و المستدمر الفرنسي
ولد محمد ادريس المدعو عمر في 15 مارس 1931 بمدينة القنطرة بولاية بسكرة، زاول دراسته بمسقط رأسه في مدرسة الهدى التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تعلم العربية والفرنسية كما حفظ القرآن الكريم. ونظرا للظروف الإجتماعية الصعبة إضطر إلى التوجه إلى الحياة المهنية فإشتغل في صناعة الأحذية. وتنقل إلى باتنة ثم العاصمة.
استدعي عمر ادريس في سنة 1951 لأداء الخدمة العسكرية في سلاح المدفعية في مدينة أريس. و عند إندلاع الثورة تكفل بالإتصالات في مدينته، ومنذ 1955 إنضم إلى جيش التحرير الوطني بالأوراس، ومن الأوراس إنتقل إلى الصحراء للعمل رفقة الشهيد عاشور زيان، وذلك بتكوين الأفواج لتقوم بعمليات جمع الأموال، الحراسة، التموين ، نقل الأخبار و غيرها.
نظرا لبراعته في تنظيم الثورة في المنطقة الثانية من الولاية السادسة، جعل القائد زيان عاشور يعتمد عليه في القيام بالتوعية و في عملية جمع السلاح و تنظيم الجيش نيابة عنه، و ذلك أثناء توجهه الى الأوراس في مارس 1956.
في ماي 1956 كلف عمر ادريس بالتصدي لجيش الخائن قوات الحركة الوطنية الجزائرية بقيادة بلونيس، الذي تسرب الى نواحى مناعة.
في 10 جوان 1956، عمر ادريس يخوض معركة قعيقع، التي أظهر خلالها استماتة رائعة في قتال العدو الفرنسي الذي تكبد خسائر معتبرة.
الواقفون من اليمين الى اليسار: القائد عمر ادريس، الضابط فرحات الطيب (شوقي)، سليماني سليمان (لكحل )، جلول مقلاتي، الضابط بوعمامة بوعبد الله
. الجالسون من اليمين الى اليسار : امحيمدة بوعزة، زناقة حمداني ابرهيم، الضابط ابن سليمان محمد
إثر استشهاد القائد زيان عاشور في 07 نوفمبر 1956، عين عمر ادريس خلفا له، فواصل تنظيم الثورة، فانطلقت العمليات و المعارك من جديد.
في ماي 1957 سافر إلى المغرب رفقة العقيد لطفي و إلتقى بعبد الحفيظ بوصوف، قائد الولاية الخامسة، الذي دعم الولاية السادسة بكتيبتين مسلحتين بعد تلقيهم نبأ مؤامرة بلونيس على المنطقة.
في جويلية 1957 تكوين المنطقة رقم 09 للعمليات بقيادة عمر ادريس.
في سبتمبر 1957، شن عمر ادريس حملات واسعة ضد الخائن بلونيس ، ألحق بجيشه هزائم عديدة، أهمها:
- معركة جبل مناعة (20 و 21 جانفي 1958)
- معركة الزعفرانية ، مارس 1958
صور كل من / عمر إدريس (فيصل) ، علي الراتمي (على اليمين )، علي بن مسعود ( في الوسط ) ، مخلوف بن قسيم
في شهر ماي 1958 عين عمر ادريس عضو قيادة الولاية السادسة برتبة رائد تحت قيادة العقيد سي الحواس الذي كلفه بقيادة الولاية السادسة أثناء سفره إلى تونس.
اثر عودته رفقة العقيد سي الحواس من اجتماع قادة الثورة بالولاية الثالثة أواخر 1958 ، خاض عمر ادريس معركة ضارية بجبل الحمرة قرب اولاد سيدي ابراهيم، كبد فيها العدو الفرنسي خسائر فادحة، و أصيب اثرها بجروح خطيرة في رجله اليمنى أقعدته عن الحركة لكنه واصل أداء دوره البطولي.
القائد عمر ادريس
في يوم 29 مارس 1959 أسر الرائد عمر ادريس اثر معركة جبل ثامر بعد اصابة بليغة في رأسه و كتفه و التي أدت الى استشهاد كل من العقيدين سي الحواس و عميروش.
وبعد أن عجزت القوات الفرنسية على الحصول على أية معلومات أثناء الإستنطاق قامت بإعدامه جنوب مدينة الجلفة دون محاكمة.