هل مات عيسى عليه السلام و هل سينزل في أخر الزمان؟؟؟سؤال يجيب عنه أئمة الاسلام ضمن سلسلة شريفة منيفة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,287
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
هل مات عيسى عليه السلام؟؟؟
سؤال يجيب عنه أئمة الاسلام ضمن سلسلة شريفة منيفة.

أولا: من موقع الاسلام سؤال و جواب.
هل توفي عيسى عليه السلام ؟ أين هو الآن ؟ وتعليق على نقل من إنجيل " متى "
السؤال:
أرغب في معرفة الدليل على عدم وفاة نبي الله عيسى عليه السلام ، وهل صح قوله عليه السلام في إنجيل متى " لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام ، وثلاث ليال ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال " ؟ ، وهل هذا دليل من الإنجيل على عدم وفاة نبي الله عيسى ؟ وهل ظل نبي الله عيسى على الأرض للمدة نفسها التي قضاها يونس في بطن الحوت ؟ وفقًا لمعلوماتي أن عيسى قضي يومين وليلتين فقط ( ليلة السبت ويوم السبت ، وليلة الأحد ويوم الأحد ، ثم لم يجدوه في قبره ، وفقًا لكلامهم ) ؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا تستطيع أمة من الأمم ـ سوى أمة الإسلام ـ أن تثبت إسناد قصصها وتاريخها إلى نبيها ؛ ذلك أن الله تعالى لم يتكفل بحفظ كتب الأديان التي قبل القرآن ، وليس يوجد أمة من الأمم عنيت بالأسانيد قبل أمة الإسلام ، لذا فإن كل ما ينقلونه من حوادث وأخبار عن نبيهم وتاريخهم السالف فهو مما لا يمكن إثباته ، ولذا فإن دياناتهم اعتراها التحريف ، والتقول ، والكذب .
وأما أمَّة الإسلام فإن الله تعالى قد أطلعها على شيء من أخبار من سلفها من الأمم ، وعن بعض أحوال الأنبياء والرسل السابقين ، وهي أخبار صدق ، ليس ثمة ما يضادها إلا الافتراء والكذب .
ومن الأخبار الغيبية التي عندنا خبرها الموثَّق ، والتي اختلفت فيها الأقوال عند غيرنا : هو ما حصل مع نبي الله عيسى عليه السلام ، حيث أخبرنا الله تعالى أنه لم يُقتل ، ولم يُصلب ، وأنه تعالى قد ألقى شبهه على غيره ، وأن هذا الآخر هو الذي قتلوه ، وصلبوه ، وليس عيسى عليه السلام ، وقد أخبرنا ربنا تعالى أنه رفعه إليه ، وأنه سينزل في آخر الزمان ، يقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويحكم بالإسلام ، وأما غيرنا ممن يدعي أنه من أتباعه فقد اختلفوا فيه اختلافاً عظيماً ، فمنهم من قال عنه إنه هو الله ! ومنهم من زعم أنه ابن الله ! وطائفة قليلة هم الذين شهدوا رفع عيسى عليه السلام وإلقاء الشبه على غيره ، وهم الذين لم يعتقدوا فيه أكثر من النبوة والرسالة .
قال ابن كثير رحمه الله في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 47 ) : " فإن المسيح عليه السلام لمَّا رفعه الله إلى السماء : تَفَرَّقت أصحابه شيَعًا بعده ، فمنهم من آمن بما بعثه الله به على أنه عبد الله ، ورسوله ، وابن أمَته ، ومنهم من غلا فيه فجعله ابن الله ، وآخرون قالوا : هو الله ، وآخرون قالوا : هو ثالث ثلاثة ، وقد حكى الله مقالاتهم في القرآن ، ورَدَّ على كل فريق ... " انتهى .

ثانياً:

عدم صلب المسيح عيسى عليه السلام ، وعدم قتله : عقيدة عند أهل السنَّة والجماعة ، ومصدر هذا الاعتقاد نصوص القرآن الواضحة البيِّنة ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل الإسلام ، ومن خالف فيه كان مرتدّاً .

سئل علماء اللجنة الدائمة :
هل عيسى بن مريم حي أو ميت ؟ وما الدليل من الكتاب أو السنَّة ؟ إذا كان حيّاً أو ميتا : فأين هو الآن ؟ وما الدليل من الكتاب والسنَّة ؟ .
فأجابوا : " عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حيٌّ ، لم يمت حتى الآن ، ولم يقتله اليهود ، ولم يصلبوه ، ولكن شبِّه لهم ، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه ، وهو إلى الآن في السماء ، والدليل على ذلك : قول الله تعالى في فرية اليهود والرد عليها : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء/ 157 ، 158 .
فأنكر سبحانه على اليهود قولهم إنهم قتلوه وصلبوه ، وأخبر أنه رفعه إليه ، وقد كان ذلك منه تعالى رحمةً به ، وتكريماً له ، وليكون آية من آياته التي يؤتيها من يشاء من رسله ، وما أكثر آيات الله في عيسى ابن مريم عليه السلام أولاً وآخراً ، ومقتضى الإضراب في قوله تعالى : ( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) : أن يكون سبحانه قد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام بدناً وروحاً حتى يتحقق به الرد على زعم اليهود أنهم صلبوه وقتلوه ؛ لأن القتل والصلب إنما يكون للبدن أصالة ؛ ولأن رفع الروح وحدها لا ينافي دعواهم القتل والصلب ، فلا يكون رفع الروح وحدها ردّاً عليهم ؛ ولأن اسم عيسى عليه السلام حقيقة في الروح والبدن جميعاً ، فلا ينصرف إلى أحدهما عند الإطلاق إلا بقرينة ، ولا قرينة هنا ؛ ولأن رفع روحه وبدنه جميعاً مقتضى كمال عزة الله ، وحكمته ، وتكريمه ، ونصره مَن شاء مِن رسله ، حسبما قضى به قوله تعالى في ختام الآية ( وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) .
الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ عبد الله بن قعود .
" انتهى "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 3 / 305 , 306 ) .
وانظر تفصيلاً أوفى في المرجع نفسه : ( 3 / 299 – 305 ) .
وانظر اعتقاد المسلمين في المسيح عليه السلام في جواب السؤال رقم : ( 43148 ) .
وفي جواب السؤال رقم : ( 10277 ) تجد نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام .
وفي جواب السؤال رقم : ( 12615 ) تجد حواراً مع نصراني حول صلب المسيح .
وفي جواب السؤال رقم : ( 43506 ) تجد إجابة عن إشكالات في آيات حياة المسيح عليه السلام وموته .

ثالثاً:

أما فيما يتعلق بقبر المسيح وخروجه منه ، وتشبيه تلك الآية بآية يونس عليه السلام : فقد تولَّى نقد هذه المسائل ، وبيان ضلالها ، وتنقضها : علماؤنا المختصون فبيَّنوا ما فيها من جهل ، وتناقض .
قال الهندي – رحمه الله – معلِّقاً على الفقرة الواردة في السؤال - :
فطلب الكتبة والفريسيون معجزة ، فما أظهرها عيسى عليه السلام في هذا الوقت ، وما أحالهم إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال ، بل سبَّهم ، وأطلق عليهم لفظ " الفاسق " و " الشرير " ، ووعد بالمعجزة التي لم تصدر عنه ، لأن قوله " كما كان يونان في بطن الحوت الخ " : غلط ، بلا شبهة - كما علمت في الفصل الثالث من الباب الأول - .
وإن قطعنا النظر عن كونه غلطاً : فمطلق قيامه لم يره الكتبة ، والفريسيون بأعينهم ، ولو قام عيسى عليه السلام من الأموات : كان عليه أن يُظهر نفسه على هؤلاء المنكرين الطالبين آية ليصير حجة عليهم ، ووفاء بالوعد ، وهو ما أظهر نفسه عليهم ، ولا على اليهود الآخرين ، ولو مرة واحدة ، ولذلك لا يعتقدون هذا القيام ، بل هم يقولون من ذاك العهد إلى هذا الحين : أن تلاميذه سرقوا جثته من القبر ليلاً .
" إظهار الحق " ( 4 / 1312 ) .
وللشيخ أحمد ديدات رحمه الله ثلاثة كتب في الباب نفسه ، وهي : " ماذا كانت آية يونان ؟ " و " قيامة أم إنعاش ؟ " و " من دحرج الحجر ؟ " ، فانظرها .
وليس ثمة قيمة – أصلاً – لنقولاتهم ، فقد دخلها التحريف والتبديل ، وقد احتوت على الافتراءات والأباطيل ، ومع ذلك فقد أبان علماؤنا عن عوارها .
وأخيراً :
ننصح الأخ السائل – وغيره ممن يقرأ هذه الكلمات – أن ينشغل بتعلم دينه ، ويتقوى في طاعة ربه تعالى ، وأن يصرِف نفسه عن تتبع ضلالات الفرَق والأديان ، فتلك معركة لها فرسانها ، ولا مانع أن يكون منهم ، لكن يحتاج هذا لخبرة علمية ، وطول نفس في طلب العلم ، ومعرفة الحق بدليله ، ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لما فيه خير دينهم ودنياهم .

والله أعلم





الإسلام سؤال وجواب
 
[font=&quot]أخي المسلم[font=&quot]:[/font] [font=&quot]لعلي أن ألخص لك عقيدة أهل السنة والجماعة في عيسى عليه السلام حتى تكون على بينة من أمرك فأقول وبالله التوفيق[/font]:

1 [font=&quot]ـ إن أهل الإيمان يؤمنون بعيسى عليه السلام وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قال تعالى[/font]: { [font=&quot]إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ[/font]} [[font=&quot]النساء : 171[/font]]

2 [font=&quot]ـ أن الله تعالى رفعه إليه بروحه وجسده، وأنه حي الآن في السماء، ولم يقتل ولم يصلب قال تعالى[/font]: {[font=&quot]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [/font][font=&quot]ۚ[/font][font=&quot] وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ [/font][font=&quot]ۚ[/font][font=&quot] مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ [/font][font=&quot]ۚ[/font][font=&quot] وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [/font][font=&quot]ۚ[/font][font=&quot] وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[/font]} [[font=&quot]النساء: 157 -158[/font]]

3 [font=&quot]ـ سينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان والله أعلم متى نزوله روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[/font]: « [font=&quot]والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، وزاد في رواية وحتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها[/font]»

4[font=&quot]ـ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفته في أحاديث منها ما رواه أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال[/font]: «[font=&quot]ليس بيني وبينه نبي ـ يعني عيسى ـ وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويُهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون[/font]»

5 [font=&quot]ـ بين النبي صلى الله عليه وسلم أين ينزل كما جاء في البخاري وغيره بأنه سينزل عند المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، لا كما يظنه النصارى بأنه سينزل عند البوابة الشرقية في القدس القديمة ( الباب الذهبي[/font] ) [font=&quot]وقد وضعوا هناك آلة تصوير حية لنقل نزول المسيح عليه السلام للعالم كله[/font].

6 [font=&quot]ـ سينزل عليه السلام وعليه مهرودتان ـ أي ثوبان مصبوغان بورس ثم زعفران ـ واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه[/font] .

7 [font=&quot]ـ يكون نزوله على الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق، وتكون مجتمعة لقتال الدجال، فينزل وقت إقامة صلاة الفجر، يصلي خلف أمير تلك الطائفة[/font].

8 [font=&quot]ـ يحكم عيسى عليه السلام بشريعة الإسلام، ويكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا ينزل بشرع جديد، لأن دين الإسلام خاتم الأديان، وباق إلى قيام الساعة، لا ينسخ، فيكون عيسى حاكماً من حكام هذه الأمة، ومجدداً لأمر الإسلام، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم[/font] .

9[font=&quot]ـ سيكون على يديه قتل الدجال فعندما يعلم الدجال بنزوله يهرب فيلحقه نبي الله إلى بيت المقدس فيدركه وقد حاصر عصابة من المسلمين، فيأمرهم عيسى بفتح الباب فيفعلون ويكون وراءه الدجال فينطلق هارباً فيلحقه نبي الله فيدركه عند باب اللد الشرقي[/font]([3]) [font=&quot]، فيقضي عليه وعلى من معه من يهود، وبعد أن يقضي على الدجال يخرج يأجوج ومأجوج فيفسد هؤلاء القوم في الأرض فساداً كبيراً، فيتضرع نبي الله إلى ربه فيهلكهم شر هلكة [/font]..

10[font=&quot]ـ ولقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن مدة بقاء نبي الله عيسى عليه السلام في الأرض أربعون عاماً، ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح[/font] .
[/font]​



 
[font=&quot]إجابة عن إشكالات في آيات حياة المسيح عليه السلام وموته

[/font]​
[font=&quot]أنا من متابعي موقعكم ولا أشك أبداً في أن حرفا واحدا من القرآن قد تم تحريفه وأرجو أن تشرح لي اللبس في هاتين الآيتين الأولى في سورة مريم ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33[font=&quot]) [/font][font=&quot]فما معني يوم أموت ؟ [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وفي آية " ) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً[/font][font=&quot] )[/font][font=&quot]النساء/159، فما معنى هذا ؟ )وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) النساء/157 [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]أدرس في الصين ولدي الكثير من الأصدقاء من أديان مختلفة ويسألوني عن القرآن وموقف الإسلام من عيسى عليه السلام ، أحاول أن أجيب على أسئلتهم وأرجو أن تجيبني في أسرع وقت[/font][font=&quot]. [/font]
[/font]​
[font=&quot]الحمد لله [/font]​
[font=&quot]بدايةً نشكر لك حرصك على السؤال عن أمر دينك، وسعيك للتبصر في تفسير كتاب الله جل وعلا، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع[font=&quot].[/font][/font]​
[font=&quot]أما فيما يتعلق بقوله تعالى : ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) مريم/33 ، فقد قال الطبري في تفسيره :" وقوله { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } يقول : والأمن من الله عليَّ من الشيطان وجنده يوم ولدت أن ينالوا مني ما ينالون ممن يولد عند الولادة ، من الطعن فيه ، ويوم أموت ، من هول المطلع ، ويوم أبعث حياً يوم القيامة أن ينالني الفزع الذي ينال الناس بمعاينتهم أهوال ذلك اليوم " [ تفسير الطبري 8 / 340[font=&quot] ] [/font][/font]​
[font=&quot]وقال القرطبي :" { والسلام علي } أي السلامة علي من[font=&quot]الله تعالى . قال الزجاج ذكر السلام قبل هذا بغير ألف ولام فحسن في الثانية ذكر[/font][font=&quot]الألف واللام . وقوله : يوم ولدت يعني في الدنيا . وقيل : من همز الشيطان كما تقدم[/font][font=&quot]في ( ( آل عمران ) ) . ويوم أموت يعني في القبر . ويوم أبعث حيا يعني في الآخرة ،[/font][font=&quot]لأن له أحوالاً ثلاثة : في الدنيا حياً ، وفي القبر ميتاً ، وفي الآخرة مبعوثاً ،[/font][font=&quot]فسلم في أحواله كلها " [ تفسير القرطبي 11 / 98[/font][font=&quot] ] [/font][/font]​
[font=&quot]ومما سبق من أقوال المفسرين تعلم أن قوله { ويوم أموت } ليس معناه أنه قد مات ، وإنما معناه أنه عند موته – وذلك بعد نزوله وقتله للدجال كما ثبت في الأحاديث – فإنه يسلم من الموت [font=&quot])[/font][font=&quot]على غير الإيمان بالله تعالى[/font][font=&quot]([/font][font=&quot] ، وهذا كما أنه قال { ويوم أبعث حيا } وليس معناه أنه قد بعث يوم القيامة !! ، فكلامه صلى الله عليه وسلم إنما هو عن أحواله في ولادته ، وفي موته ، وفي بعثه ، ولا شك أنه سيموت ، لكن كما دلت الآيات الأخرى التي سقتها ، فإنه لم يمت بالقتل أو الصلب ، وإنما رفعه الله إليه ، وسيموت بعد نزوله من السماء ، وقتله للدجال[/font][font=&quot] . [/font][/font]​
[font=&quot]أما قوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) النساء/ 159 ، فقد اختلف أهل العلم في مرجع الضمير في قوله { موته } على قولين[font=&quot] : [/font][/font]​
[font=&quot]القول الأول : أن مرجع الضمير إلى عيسى ابن مريم عليه السلام ، وعلى هذا يكون معنى الآية ، أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا سيؤمن بعيسى عليه السلام ، وذلك قبل موته – أي عيسى - ، فإنه إذا نزل من السماء ، وقتل الدجال ، فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام ، وحينها يؤمن أهل الكتاب به ، قبل موته صلى الله عليه وسلم ، ويعلمون أنه حق ، وأنه لم يمت من قبل ، فالكلام في الآية عن علامة من علامات الساعة ، وشرط من أشراط يوم القيامة ، سيكون بعد نزول عيسى ، وأنه قبل أن يموت في ذلك الزمان سيؤمن به أهل الكتاب . وقد ورد ما يؤيد هذا القول من قول أبي هريرة رضي الله عنه بعد روايته للحديث الدال على نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[font=&quot] : ( [/font][font=&quot]وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) [/font][font=&quot]النساء/159 [/font][font=&quot]) . [/font][font=&quot]البخاري 3192 مسلم 220 [/font][font=&quot]. [/font][/font]​
[font=&quot]القول الثاني : أن مرجع الضمير إلى الكتابي نفسه ، وعلى هذا يكون معنى الآية ، أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا سيؤمن بعيسى عليه السلام ، وأنه حق ، وأنه لم يمت ، وذلك عندما يعاين سكرات الموت ، ويرى الحقائق والبراهين ، فعند موت ذلك الكتابي سيعلم أن ما كان عليه هو الباطل ، لكن لا ينفعه ذلك الإيمان حينئذ[font=&quot] . [/font][/font]​
[font=&quot]وعلى كلا القولين السابقين فليس في الآية دليل أو إشارة إلى موته صلى الله عليه وسلم ، وإنما الكلام – في القول الأول – على أمر غيبي سيحصل في المستقبل ، وهو بلا شك سيموت عليه السلام ، لكن بعد نزوله كما سبق ، وعلى القول الثاني : فالمراد بقوله (قبل موته) أي موت الكتابي نفسه[font=&quot] . [/font][/font]​
[font=&quot]وقد رجح الطبري وابن كثير وغيرهما من أئمة التفسير القول الأول ، قال ابن كثير :" وقوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً[font=&quot] ) [/font][font=&quot]النساء/159 " ، قال ابن جرير : اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } يعني قبل موت عيسى ، يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدقون به إذا نزل لقتل الدجال ، فتصير الملل كلها واحدة ، وهي ملة الإسلام الحنيفية ، دين إبراهيم عليه السلام ..... عن ابن عباس قال [/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ، قال : قبل موت عيسى بن مريم عليه السلام . ... وعن الحسن { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : قبل موت عيسى والله إنه لحي عند الله ، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون ..... قال ابن جرير : وقال آخرون : يعني بذلك قبل موت صاحب الكتاب ، ذكر من كان يوجه ذلك إلى أنه علم الحق من الباطل لأن كل من نزل به الموت لم تخرج نفسه حتى يتبين له الحق من الباطل في دينه . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، في الآية ، قال : لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ..... وقال ابن عباس : لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى .... وعن ابن عباس ، قال : لا يموت اليهودي حتى يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله [/font][font=&quot]. [/font][/font]​
[font=&quot]قال ابن جرير : وأولى هذه الأقوال بالصحة القول الأول ، وهو أنه لا يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلام إلا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام ، ولا شك أن هذا الذي قاله ابن جرير هو الصحيح ، لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه ، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك ، فأخبر الله أنه لم يكن كذلك ، وإنما شبه لهم ، فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك ، ثم إنه رفعه إليه ، وإنه باق حي ، وإنه سينزل قبل يوم القيامة ، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة ... فيقتل مسيح الضلالة ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية يعني لا يقبلها من أحد من أهل الأديان ، بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم ، ولهذا قال : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته أي قبل موت عيسى عليه السلام الذي زعم اليهود ومن وافقهم من النصارى أنه قتل وصلب ، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً أي بأعمالهم التي شاهدها منهم قبل رفعه إلى السماء وبعد نزوله إلى الأرض " [ تفسير ابن كثير 1 / 762[font=&quot] ] [/font][/font]​
[font=&quot]ولا بد من التنبيه – أيها الأخ الكريم – على أن مناقشة النصارى لا بد أن تكون عن علم وبينة، حتى لا يكون الإنسان سببا في عدم قبول الناس للحق بسبب ضعف حجته ، وإلا فليس عند النصارى حجة صحيحة أصلا ، إلا إنهم يلقون بالشبهات ليزيفوا الحقائق ، وليلبسوا الحق بالباطل ، أعاذنا الله من طرق الزائغين [font=&quot].[/font][/font]​
[font=&quot]والله أعلم[font=&quot] .[/font][/font]​
[font=&quot]الإسلام سؤال وجواب[/font]​
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

من المعلوم أن التمايز بين الناس في ميزان الله ليس بإدراك المشاهدات والمحسوسات ، فهذا أمر يحسنه كل أحد ، ويستوي فيه المؤمن والكافر ، والحصيف والبليد ، ولكن الشأن كل الشأن إنما هو في الإيمان بالغيب الذي لا يراه الإنسان ولا يشاهده ، إذا قامت عليه الدلائل الصادقة من خبر الله وخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فهذا هو الإيمان الذي يتميز به المؤمن عن الكافر ، والبر عن الفاجر ، لأن مبناه على التصديق التام ، والتسليم الكامل لله ولرسوله ، بكل يقين ورضا ، وعدم معارضة الأخبار بعقل أو رأي .
فالمؤمن حقيقة هو الذي يؤمن بكل ما أخبر الله به ، وأخبر به رسوله -صلى الله عليه وسلم - ، سواء شاهد ذلك أم لم يشاهده ، وسواء عقله وفهمه ، أم لم يهتد إليه فهمُه وعقله .
وعندما جاء جمع من الصحابة رضي الله عنهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : " يا رسول الله ، أي قوم أعظم منا أجراً ؟ آمنا بك واتبعناك ، قال لهم : (ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم ، يأتيكم بالوحي من السماء ؟! بل قومٌ يأتون من بعدكم ، يأتيهم كتاب بين لوحين ، يؤمنون به ويعملون بما فيه ، أولئك أعظم أجراً ، أولئك أعظم أجراً ) رواه الطبراني وصححه الألباني .

وروى الحاكم وغيره عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كنا عند عبد الله بن مسعود جلوساً فذكرنا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وما سبقونا به ، فقال عبد الله : إن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - كان بيناً لمن رآه ، والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيماناً أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ ، ثم قرأ : { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب }( البقرة 1-3) .

ومن الإيمان بالغيب الإيمان باليوم الآخر وما يسبقه من علامات جاء بها الكتاب ، وصحت بها الأخبار عن النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه ، وتصديقها ، وعقد القلب عليها .

وقد دلت الآيات الكريمة على أن نبي الله عيسى عليه السلام رفع من الأرض إلى السماء بروحه وجسده ، عندما أراد اليهود قتله وصلبه فلم يمكنهم الله منه ، ودلت كذلك على أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة.

وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – تؤكد هذا المعنى ، وتبينه بأفصح عبارة ، وأظهر بيان ، وأنه ينزل بمشيئة الله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، حاكماً بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم – لا ناسخاً لها ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام ، ويفيض المال ، وتنزل البركات والخيرات .


بعض الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام

منها أحاديث في الصحيحين كحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - حكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها ) ، ثم يقول أبو هريرة : " واقرءوا إن شئتم : {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }( النساء 159). وفي رواية : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) .
وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ) .
وفي حديث حذيفة بن أسيد الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات ..... ذكر منها نزول عيسى بن مريم .
وروى الإمام أبو داود عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال ( ليس بيني وبينه نبي - يعني عيسى - ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، بين ممصرتين ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ) .



شبهات حول الأحاديث

ومع ذلك فقد تعرضت أحاديث نزوله - كما تعرض غيرها - للهجوم والنقد من قبل البعض ، لأنها لم ترق لهم ، محتجين بحجج واهية ، وشبه ساقطة ، حيث ادعوا أنه ليس في القرآن نص صريح في رفعه إلى السماء بروحه وجسده ، وليس فيه نص صريح أيضاً على نزوله وإنما تلك عقيدة النصارى ، كما أن الأحاديث الواردة في نزوله لم تبلغ درجة التواتر ، حتى يؤخذ منها عقيدة بنزوله ، وإنما هي أحاديث آحاد مضطربة في متونها ، منكرة في معانيها ، في معظمها يشتد ضعف الرواة ، وعليه فلا يجب على المسلم أن يعتقد ذلك .
وادعوا كذلك أنها ليست أحاديث محكمة الدلالة ولذا تأولها العلماء ، كما فعل محمد عبده حين تأول نزوله وحكمه في الأرض بغلبة روحه ورسالته على الناس ، وهو ما غلب في تعاليمه من الأمر بالرحمة والمحبة والسلم ، والأخذ بمقاصد الشريعة دون الوقوف عند ظواهرها ، والتمسك بلبابها دون قشورها ، فالمسيح عليه السلام لم يأت لليهود بشريعة جديدة ، ولكنه جاءهم بما يزحزحهم عن الجمود على ظواهر ألفاظ شريعة موسى عليه السلام ، ويوقفهم على فقهها والمراد منها ، ويأمرهم بمراعاته وبما يجذبهم إلى عالم الأرواح ، بتحري كمال الآداب ، ثم قال : ولما كان أصحاب الشريعة الأخيرة قد جمدوا على ظواهر ألفاظها ، بل وألفاظ من كتب فيها معبراً عن رأيه وفهمه ، وكان ذلك مزهقاً لروحها ، ذاهباً بحكمتها ، كان لا بد لهم من إصلاح عيسوي ، يبين لهم أسرار الشريعة ، وروح الدين وأدبه الحقيقي ، وكل ذلك مطوي في القرآن الذي حجبوا عنه بالتقليد الذي هو آفة الحق ، وعدو الدين في كل زمان ، فزمان عيسى على هذا التأويل ، هو الزمان الذي يأخذ الناس فيه بروح الدين ، والشريعة الإسلامية لإصلاح السرائر من غير تقييد بالرسوم والظواهر .


آيات الكتاب تدل على رفعه ونزوله
والجواب عما سبق أن يقال : إن الآيات في كتاب الله قد دلت على رفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء ، وبين العلماء أنه رفع بروحه وجسده ، ومن هذه الآيات قول الله جل وعلا : {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك }( آل عمران 55) .
فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية :
الأول : قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم ، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً .
الثاني : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير ( إني رافعك ومتوفيك ) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة .
الثالث : أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع ، والمعنى : ( إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك ) وهذا رأي ابن جرير .
وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً ، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض ، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى ( 4/322- 323) : " وأما قوله تعالى : {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت ، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية ، وكذلك قوله :{ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء .
وقد قال تعالى في الآية الأخرى : {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه }( النساء 157- 158) .
فقوله هنا :{بل رفعه الله إليه }يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه ، إذ لو أريد موته لقال : وما قتلوه وما صلبوه ، بل مات ، فقوله : {بل رفعه الله إليه } ، يُبَيِّن أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه .
ولهذا قال من قال من العلماء : {إني متوفيك } ، أي : قابضك ، أي : قابض روحك وبدنك ، يقال : توفيت الحساب واستوفيته ، ولفظ التوفي لا يقتضي نفسه توفي الروح دون البدن ، ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة .
وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى : {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها }(الزمر 42) ، وقوله : {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار }( الأنعام 60) ، وقوله : {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون }( الأنعام 61) " أهـ .
وحياته عليه السلام بعد رفعه لا يلزم منها أن تكون كحياة من على الأرض في احتياجه إلى الطعام والشراب ، وخضوعه للسنن والنواميس الكونية كسائر الأحياء ، وإنما هي حياة خاصة عند الله عز وجل .
كما أن الآيات القرآنية قد دلت أيضاً على نزوله إلى الأرض في آخر الزمان ، وذلك في ثلاثة مواضع من القرآن :
الأول : قوله –تعالى-: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }( النساء 159) فقد دلت الآية على أنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بعيسى عليه السلام عبداً لله ورسولاً من عنده ، وذلك سيكون قبل موت عيسى ، ومعلوم أن هذا لم يقع حتى الآن ، مما يعني أنه مما سوف يقع فيما نستقبله من الزمان ، لأن الآية جاءت في سياق تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه وتسليمه .
الثاني : قوله تعالى : {وإنه لعلم للساعة }( الزخرف 61) فإن الآيات قبلها كانت تتحدث عن عيسى عليه السلام ، ولذا فإن الضمير في هذه الآية يعود إليه ، فيكون خروجه من علامات الساعة وأماراتها ، لأنه ينزل قبيل قيامها ، ومما يدل على ذلك القراءة الأخرى {وإنه لَعَلَمٌ للساعة } بفتح العين واللام أي : علامة وأمارة ، وهي مروية عن ابن عباس و مجاهد وغيرهما من أئمة التفسير .
الثالث : قوله تعالى :{ويكلم الناس في المهد وكهلا }( آل عمران 46 ) وفي هذا الآية عدد الله تعالى بعض خصائص عيسى ودلائل نبوته ، فكان منها كلامه في المهد وهو رضيع ، وكلام الرضيع من الخوارق الدالة على النبوة ولا شك ، وذكر منها كلامه وهو كهل ، والكهولة سن بداية ظهور الشيب ، فما هو وجه كون كلامه وهو كهل من الآيات ، والكلام من الكهل أمر مألوف معتاد ؟! وكيف يحسن الإخبار به لا سيما في مقام البشارة ؟! لا بد أن يكون المراد بهذا الخبر أن كلامه كهلاً سيكون آية ككلامه طفلاً ، وهذه الحالة لم تقع فيما مضى من حياته التي كان فيها بين الناس لأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فلم يبق إلا أن هذه الخصيصة ستتحقق فيما يستقبل من الزمان ، ويكون المعنى أنه سيرفع إلى السماء قبل أن يكتهل ، ثم ينزل فيبقى في الأرض أربعين سنة - كما ثبت في الحديث - إلى أن يكتهل ، فيكلم الناس كهلاً كما كلمهم طفلاً ، وتتحقق له هذه الآية والمعجزة التي أخبر الله عنها في كتابه .
 
[FONT=&quot]إنَّ أحاديث نزول عيسى عليه السلام بلغت حدَّ التواتر [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot]، وهذه أقوال بعض علمائنا رحمهم الله التي تدل لذلك :[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]قال الإمام الطبري رحمه الله – بعد ذكر الخلاف في مسألة وفاة عيسى (عليه الصلاة و السلام) - :" وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال : معنى ذلك : إني قابضك من الأرض ورافعك إلي لتواتر الأخبار عن رسول الله (عليه الصلاة و السلام) أنه قال : ((ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال)) " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :" وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله (عليه الصلاة و السلام) أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماماً عادلاً ، وحكماً مقسطاً " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وقال العلامة صديق حسن خان بعدما أورد أحاديث نزوله عليه السلام :" جميع ما سقناه بالغ حدَّ التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطِّلاع " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وللشيخ العلامة محمد أنور شاه الكشميري كتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح) . [/FONT]​

[FONT=&quot]وقال الغُماري :" تواتر هذا – أي : أحاديث نزول عيسى (عليه الصلاة و السلام) - تواتراً لا شكَّ فيه ، بحيث لا يصح أن ينكره إلا الجهلة الأغبياء ؛ كالقاديانية ومن نحا نحوَهم " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وقال في عون المعبود :" تواترت الأخبار عن النبي (عليه الصلاة و السلام) في نزول عيسى بن مريم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة ، وهذا هو مذهب أهل السنة " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وقال العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله :" نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان مما لم يختلف فيه المسلمون ، لورود الأخبار الصحاح عن النبي(عليه الصلاة و السلام) بذلك ، وهذا معلوم من الدين بالضرورة ، لا يُؤمِنُ من أنكره " [FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot].

ماذا تقول يا إمام ؟ لم يختلف فيه المسلمون ! إذاً فمن أنكر ذلك فليبحث عن موضعٍ لقدميه ؛ فإنه ليس بمسلمٍ .[/FONT]
[/FONT]​

[FONT=&quot]وقال الشيخ الألباني رحمه الله :" اعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام متواترة يجب الإيمان بها"[FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][/FONT]​



[1][FONT=&quot]/ الحديث المتواتر ما رواه جمع غفير عن جمع غفير من مبدأ الإسناد إلى منتهاه بحيث تُحيل العادة تواطأهم على الكذب .
[/FONT] [2][FONT=&quot]/ جامع البيان (3/287) .
[/FONT] [3][FONT=&quot]/ تفسير القرآن العظيم (4/167) .
[/FONT] [4][FONT=&quot]/ الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة ، ص (160) .
[/FONT] [5][FONT=&quot]/ عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام ، ص (5) .
[/FONT] [6][FONT=&quot]/ عون المعبود (11/307) .
[/FONT] [7][FONT=&quot]/ حاشية تفسير الطبري (6/460) .
[/FONT] [8][FONT=&quot]/ حاشية شرح الطحاوية .
استفدت هذا التحقيق من أحد خطب أهل السنة بالسودان.
[/FONT]
 
نص السؤال :

ما قول السادة العلماء, علماء المذاهب الأربعة في وفاة أو حياة سيدنا عيسى عليه السلام ورفعه إلى السماء بجسده الشريف ثم نزوله من السماء إلى الأرض قرب يوم القيامة، وأن ذلك النزول من أشراط الساعة، أفتونا مأجورين؟

الجواب :


أ- عقيدة أهل السنة في رفع عيسى -عليه الصلاة والسلام-.
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله-:
وكان من خبر اليهود عليهم لعنة الله وسخطه وغضبه وعقابه، أنه لما بعث الله عيسى ابن مريم بالبينات والهدى، حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة، والمعجزات الباهرات التي كان يبرئ بها الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، عز وجل، إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه الله بها، وأجراها على يديه.
ومع ذلك كذبوه وخالفوه، وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم، حتى جعل نبي الله عيسى عليه السلام لا يسكانهم في بلد، بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام، ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان، وكان رجلاً مشركاً من عبدة الكواكب، وكان يقال لأهل ملته: اليونان، وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلاً يفتن الناس ويضلهم، ويفسد على الملك رعاياه.
فغضب الملك من هذا، وكتب إلى نائبه بالقدس أن يحتاط على هذا المذكور، وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه، ويكف أذاه عن الناس، فلما وصل الكتاب امتثل والي المقدس ذلك، وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام، وهو في جماعة من أصحابه اثنى عشر أو ثلاثة عشر، وقيل سبعة عشر نفراً.
وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت، فحاصروه هنالك، فلما أحس بهم وأنه لا محالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم قال لأصحابه: أيكم يلقى عليه شبهي وهو رفيقي في الجنة؟ فانتدب لذلك شاب منهم، فكأنه استصغره عن ذلك، فأعادها ثانية وثالثة وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب فقال: أنت هو.
وألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، وفتحت رونقة من سقف البيت، وأخذت عيسى عليه السلام سِنَةٌ من النوم فَرُفع إلى السماء، وهو كذلك كما قال الله تعالى: { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ }آل عمران-55.
فلما رُفع، خرج أولئك النفر، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى، فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه، وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك، وسلّم لهم طوائف من النصارى ذلك لجهلهم وقلة عقلهم، ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه.
وأما الباقون فإنهم ظنوا كما ظن اليهود، أن المصلوب هو المسيح ابن مريم، وقد أوضح الله الأمر وجلاه وبينه، وأظهره في القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله الكريم، المؤيد بالمعجزات والبينات والدلائل الواضحات.
فقال تعالى وهو أصدق القائلين، ورب العالمين المطلع على السرائر والضمائر، الذي يعلم السر في السماوات والأرض، العالم بما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ }النساء-157، أي: رأوا شبهه فظنوه إياه.
ولهذا قال: { وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ }النساء-157، يعني بذلك: من ادعى أنه قتله من اليهود، ومن سلمه إليهم من جهلة النصارى، كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال وسُعُر.
ولهذا قال: { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا }النساء-157، أي: وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا }النساء-158، أي: منيع الجناب لا يرام جنابه، ولا يضام من لاذ ببابه.
{ حَكِيمًا }النساء-158، أي في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها وله الحكمة البالغة، والحجة الدامغة، والسلطان العظيم، والأمر القديم.
وروى نحواً مما تقدم -من رفع المسيح عليه السلام- ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن عباس، وكذا ذكره غير واحد من السلف: أنه قال لهم: "أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني وهو رفيقي في الجنة؟".
ب- نزول عيسى -عليه السلام- آخر الزمان.
وقد وردت أحاديث كثيرة في نزول عيسى ابن مريم إلى الأرض من السماء، في آخر الزمان قبل يوم القيامة، وأنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
منها ما رواه البخاري رحمه الله، في كتاب "ذكر الأنبياء" من صحيحه المتلقى بالقبول، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة خيراً له من الدنيا وما فيها) ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }النساء-159، وكذا رواه مسلم.
ورواه ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، يقتل الدجال، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويفيض المال، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين) قال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }النساء-159، موت عيسى ابن مريم، ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات.
وروى البخاري عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري: أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح ابن مريم وإمامكم منكم) وهكذا رواه الإمام أحمد وأخرجه مسلم.
وروى أحمد عن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (الأنبياء إخوة لعَلاَّت، أمّهاتهم شتى، ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن نبي بيني وبينه، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعوا الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه المِلل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمانة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة ثم يُتوفى ويصلي عليه المسلمون)، كذا رواه أبو داود أيضاً.
ورواه ابن جرير ولم يورد عند هذه الآية سواه: عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فذكر نحوه، وقال: يقاتل الناس على الإسلام، وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمة عيسى ابن مريم من تاريخه عن بعض السلف: أنه يدفن مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حجرته، فالله أعلم.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، والأنبياء أولاد عَلاّت، ليس بيني وبينه نبي).
وفي لفظ آخر للبخاري أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ( أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، الأنبياء إخوة لعَلاّت، أمهاتهم شتى ودينهم واحد).
وأحاديث أخرى كثيرة بلغت درجة التواتر.
من موقع الأستاذ الدكتور محمد عبد الغفار الشريف.
 
السلام عليكم .

(سئل علماء اللجنة الدائمة :
هل عيسى بن مريم حي أو ميت ؟ وما الدليل من الكتاب أو السنَّة ؟ إذا كان حيّاً أو ميتا : فأين هو الآن ؟ وما الدليل من الكتاب والسنَّة ؟ .
فأجابوا : " عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حيٌّ ، لم يمت حتى الآن ، ولم يقتله اليهود ، ولم يصلبوه ، ولكن شبِّه لهم ، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه ، وهو إلى الآن في السماء ، والدليل على ذلك : قول الله تعالى في فرية اليهود والرد عليها : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء/ 157 ، 158 .).


يا علماءنا الكرام , إنكم تنتظرون نزول عيسى آخر الزمان .و بعد أداء مهمته سيموت و يدفن في الحجرة الشريفة .

و تبقى الآية الكريمة التي فهمتم منها أن عيسى صعد إلى السماء حيا , كما هي لن تتغير .

فهل ستفهمون منها يومئذ أن عيسى مات و دفن في الأرض؟.


يا علماءنا اتقوا الله .

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم . كلاهما إنسان و الإنسان يموت .و كما مات آدم مات عيسى بن مريم عليه السلام .

و لا يحسن بكم تجاهل سنن الله في خلقه . فحياة البشر إنما تكون في الأرض و ليس في السماء .

فانتبهوا يا علماء الأمة , إنكم تؤلهون عيسى أشد من تأليه النصارى له .

و لا يعني نزول عيسى آخر الزمان إلا ظهور رجل مثيل له لكن في أمة محمد صلى الله عليه و سلم .


إتقوا الله فقد جعلتم من قبل عقيدتكم هذه نصرانيا من غير وعي منه و لا منكم .

ثم إنكم تطعنون في نبوة محمد-ص-.

فكأنه فشل في رسالته , لذلك ادخر الله نبيا من بني غسرائيل لإصلاح ما فشل فيه محمد-ص-.

و تطعنون في خاتمية نبوة محمد-ص- فها هو عيسى عندكم سينزل و يصبح هو آخر النبيين .

إتقوا الله , إنكم تعطون رقابكم للمسيحية الكافرة لتفتن أبناءكم .و ترسخون فكرة شعب الله المختار .فلا سبيل لخلاص البشرية إلا على يد أنبياء بني إسرائيل .
 
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود الطيب ونفع بك وجزاك خيرا

وقد نقلت ما يلي من موقع اسلام ويب

من المعلوم أن التمايز بين الناس في ميزان الله ليس بإدراك المشاهدات والمحسوسات ، فهذا أمر يحسنه كل أحد ، ويستوي فيه المؤمن والكافر ، والحصيف والبليد ،
ولكن الشأن كل الشأن إنما هو في الإيمان بالغيب الذي لا يراه الإنسان ولا يشاهده ،
إذا قامت عليه الدلائل الصادقة من خبر الله وخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ،
فهذا هو الإيمان الذي يتميز به المؤمن عن الكافر ، والبر عن الفاجر ،
لأن مبناه على التصديق التام ، والتسليم الكامل لله ولرسوله ، بكل يقين ورضا ،
وعدم معارضة الأخبار بعقل أو رأي .

فالمؤمن حقيقة هو الذي يؤمن بكل ما أخبر الله به ، وأخبر به رسوله -صلى الله عليه وسلم - ، سواء شاهد ذلك أم لم يشاهده ، وسواء عقله وفهمه ، أم لم يهتد إليه فهمُه وعقله .

وعندما جاء جمع من الصحابة رضي الله عنهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : " يا رسول الله ، أي قوم أعظم منا أجراً ؟ آمنا بك واتبعناك ، قال لهم : ( ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم ، يأتيكم بالوحي من السماء ؟! بل قومٌ يأتون من بعدكم ، يأتيهم كتاب بين لوحين ، يؤمنون به ويعملون بما فيه ، أولئك أعظم أجراً ، أولئك أعظم أجراً ) رواه الطبراني وصححه الألباني .

بعض الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام

منها أحاديث في الصحيحين كحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - حكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها ) ،
ثم يقول أبو هريرة : " واقرءوا إن شئتم : { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }( النساء 159). وفي رواية : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم
 
آخر تعديل:
السلام عليكم .

يا أخي الكريم , هل عيسى بن مريم عليه السلام إنسان أم ليس إنسانا ؟.

إذا قلت : عيسى بن مريم إنسان .

ألزمت نفسك الحق و هو أن الإنسان يحي في الأرض , و ليس في السماء .{قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (25) سورة الأعراف.

و ألزمت نفسك الحق , لأن الإنسان يموت .و يبلغ أشده في الأربعين ثم الضعف و الشيبة ثم الموت .

فلا يمكن لعيسى أن يعيش في السماء لألف سنة و أكثر إلا أن يكون ذا طبيعة غير إنسانية .إما ملك أو إله كما تزعم النصارى و أنت تعرف أن هذا باطل .


الغيب يا حبيبي , يتخذه الشيوخ التقليديون ذريعة لتبرير خرافاتهم و تمرير شركياتهم .

و لو صح منهجهم في قولهم أنهم يصدقون خبر الله و رسوله , لكفاهم قول الله تعالى في عيسى بن مريم ( متوفيك).

و التي فسرها ابن عباس ب( مميتك) .صحيح البخاري .

فالقضية يا عزيزي مؤامرة ضد توحيد الله و ضد الإسلام .بل هي فتنة المسيح الدجال .و صدق رسول الله محمد-ص- إذ قال:

فوالله إن الرجل ليأتيه و هو يحسب أنه مؤمن , فما يلبث أن يفتنه لكثرة ما معه من شبهات).

و هذا الذي حدث في كثير من شيوخ الأمة و علمائها .فهم يحسبون أنفسهم مؤمنين , لكنهم يتبنون عقيدة بولس الكذاب في عيسى بن مريم . فأي فرق بين عقيدة الشيوخ و عقيدة النصارى في عيسى ؟.


أما نزول عيسى آخر الزمان فالقضية بسيطة جدا .

نزول عيسى يعني ظهور مثيلله من أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم . و هنا لا مساس بخاتمية نبوة محمد-ص-.لأن هذا المسيح المحمدي هو تابع لمحمد -ص-.

أما نزول مسيح بني إسرائيل مرة أخرى , فهي هدم للإسلام كله .

كيف يقبل عقلك أن يصبح عيسى رسولا للبشرية جمعاء , للناس كافة و القرآن فيه عن عيسى ( و رسول إلى بني إسرائيل) ؟.

هل تبطل هذه الآية ؟.

هل يحتاج القرآن إلى تعديل ؟.

لا تتركوا الشيوخ يجرونكم إلى الهاوية .فما هم إلا بشر مثلكم , و كثير منهم تحركه الدنيا بحطامها فلا يشهد شهادة الحق .
 
السلام عليكم .

يا أخي الكريم , هل عيسى بن مريم عليه السلام إنسان أم ليس إنسانا ؟.

إذا قلت : عيسى بن مريم إنسان .

ألزمت نفسك الحق و هو أن الإنسان يحي في الأرض , و ليس في السماء .{قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (25) سورة الأعراف.

و ألزمت نفسك الحق , لأن الإنسان يموت .و يبلغ أشده في الأربعين ثم الضعف و الشيبة ثم الموت .

فلا يمكن لعيسى أن يعيش في السماء لألف سنة و أكثر إلا أن يكون ذا طبيعة غير إنسانية .إما ملك أو إله كما تزعم النصارى و أنت تعرف أن هذا باطل .


الغيب يا حبيبي , يتخذه الشيوخ التقليديون ذريعة لتبرير خرافاتهم و تمرير شركياتهم .

قال الله تعالى: {الم [1] ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [2] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [3] وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [4] أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [5]} [البقرة:1- 5].

و لو صح منهجهم في قولهم أنهم يصدقون خبر الله و رسوله , لكفاهم قول الله تعالى في عيسى بن مريم ( متوفيك).

و التي فسرها ابن عباس ب( مميتك) .صحيح البخاري .

فالقضية يا عزيزي مؤامرة ضد توحيد الله و ضد الإسلام .بل هي فتنة المسيح الدجال .و صدق رسول الله محمد-ص- إذ قال:

فوالله إن الرجل ليأتيه و هو يحسب أنه مؤمن , فما يلبث أن يفتنه لكثرة ما معه من شبهات).

و هذا الذي حدث في كثير من شيوخ الأمة و علمائها .فهم يحسبون أنفسهم مؤمنين , لكنهم يتبنون عقيدة بولس الكذاب في عيسى بن مريم . فأي فرق بين عقيدة الشيوخ و عقيدة النصارى في عيسى ؟.


أما نزول عيسى آخر الزمان فالقضية بسيطة جدا .

نزول عيسى يعني ظهور مثيلله من أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم . و هنا لا مساس بخاتمية نبوة محمد-ص-.لأن هذا المسيح المحمدي هو تابع لمحمد -ص-.

أما نزول مسيح بني إسرائيل مرة أخرى , فهي هدم للإسلام كله .

كيف يقبل عقلك أن يصبح عيسى رسولا للبشرية جمعاء , للناس كافة و القرآن فيه عن عيسى ( و رسول إلى بني إسرائيل) ؟.

هل تبطل هذه الآية ؟.

هل يحتاج القرآن إلى تعديل ؟.

لا تتركوا الشيوخ يجرونكم إلى الهاوية .فما هم إلا بشر مثلكم , و كثير منهم تحركه الدنيا بحطامها فلا يشهد شهادة الحق .

وهل يمكن أن تقبل العقل أن يبقى إنسان حيا في بطن الحوت؟؟؟؟

والله تعالى يقول:​

فالتقمه الحوت وهو مليم ( 142 ) فلولا أنه كان من المسبحين ( 143 ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( 144 ) فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( 145 ) ) ( سورة الصافات )

صحيح الشيوخ بشر يصيبون ويخطون
في الأمور المفتوحة للإجتهاد
أما الأمور العقدية والتي جاء بيانها صريحا في الكتاب أو السنة
فليس لنا إلا أن نقول سمعنا وأطعنا
 
السلام عليكم .

يا أخي الكريم , هل عيسى بن مريم عليه السلام إنسان أم ليس إنسانا ؟.

إذا قلت : عيسى بن مريم إنسان .

ألزمت نفسك الحق و هو أن الإنسان يحي في الأرض , و ليس في السماء .{قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (25) سورة الأعراف.

و ألزمت نفسك الحق , لأن الإنسان يموت .و يبلغ أشده في الأربعين ثم الضعف و الشيبة ثم الموت .

فلا يمكن لعيسى أن يعيش في السماء لألف سنة و أكثر إلا أن يكون ذا طبيعة غير إنسانية .إما ملك أو إله كما تزعم النصارى و أنت تعرف أن هذا باطل .


الغيب يا حبيبي , يتخذه الشيوخ التقليديون ذريعة لتبرير خرافاتهم و تمرير شركياتهم .

و لو صح منهجهم في قولهم أنهم يصدقون خبر الله و رسوله , لكفاهم قول الله تعالى في عيسى بن مريم ( متوفيك).

و التي فسرها ابن عباس ب( مميتك) .صحيح البخاري .

فالقضية يا عزيزي مؤامرة ضد توحيد الله و ضد الإسلام .بل هي فتنة المسيح الدجال .و صدق رسول الله محمد-ص- إذ قال:

فوالله إن الرجل ليأتيه و هو يحسب أنه مؤمن , فما يلبث أن يفتنه لكثرة ما معه من شبهات).

و هذا الذي حدث في كثير من شيوخ الأمة و علمائها .فهم يحسبون أنفسهم مؤمنين , لكنهم يتبنون عقيدة بولس الكذاب في عيسى بن مريم . فأي فرق بين عقيدة الشيوخ و عقيدة النصارى في عيسى ؟.


أما نزول عيسى آخر الزمان فالقضية بسيطة جدا .

نزول عيسى يعني ظهور مثيلله من أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم . و هنا لا مساس بخاتمية نبوة محمد-ص-.لأن هذا المسيح المحمدي هو تابع لمحمد -ص-.

أما نزول مسيح بني إسرائيل مرة أخرى , فهي هدم للإسلام كله .

كيف يقبل عقلك أن يصبح عيسى رسولا للبشرية جمعاء , للناس كافة و القرآن فيه عن عيسى ( و رسول إلى بني إسرائيل) ؟.

هل تبطل هذه الآية ؟.

هل يحتاج القرآن إلى تعديل ؟.

لا تتركوا الشيوخ يجرونكم إلى الهاوية .فما هم إلا بشر مثلكم , و كثير منهم تحركه الدنيا بحطامها فلا يشهد شهادة الحق .
أظن أن الاستشكلات التي استشكلتها قد جاء جوابها فيما سبق من النقل عن كبار أئمة الدين سلفا و خلفا، فإن كان لك امام فيما تدّعيه من عقيدة و ما تزعمه من بصيرة فاذكر لنا رجالك و من تقدي بهم من الصحابة و التابعين و تابعيهم باحسان الى يوم الدين، خير الورى و أفضل القرون، من عصمهم الله في جملتهم من الزلل و انكار العقائد الواضحة التي جاء الأدلة متظافرة بقريرها .

لا أريد أن أطيل هو سؤال و سؤال واحد نريد له جواب واضح و صريح و من دون لف و لا دوران، من امامك في هذا الشأن؟؟؟؟
لا تقل لي من فضلك أن العقل هو امامك و قائدك اذ هي شنشنة أعرفها من أخزم، اذ لو كان العقل لوحده امام و يكتفي صاحبه به لمعرفة الحق و سلوك سبيله لما ضل عنه أكثر عقلاء الأمة ممن برزوا في ميادين شتى من تكنولوجيا و ريضيات و فزياء و فلك و طب و فلسلفة و... و...، عدد منهم ماشئت، لكنهم و لعدم استنارة قلوبهم بنور الوحي، صارو كالأنعام بل أضل سبيلا.
من امامك ؟؟؟
من سلفك ؟؟؟
من قدوتك و ما أصل دعوتك؟؟؟
من صاحب أصولها و الداعي اليها ؟؟؟
و من هي السلسلة الشريفة
المنيفة التي تدعوا الى عقيدة كمثل هذا طلعت علينا بها ؟؟؟
في انتظار جوابك، ان كنت ممن فاق أهل العلم من الأئمة الأربعة و غيرهم معرفتا و ادراكا.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top