بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
حديث أوقفني اليوم لمست فيه قوة إيمان زوجة جليبيب رضي الله عنهما وصدق توكلها على الله وفيه عبرة وقدوة لنا معشر النساء أَلاَ وهو:
"اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا".
فاقبلن مني هذا الجمع البسيط حول هذا الحديث المؤثر حقا.
أولاً : نص الحديث
الدعاء الوارد في السنة خاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى الصحابيات وقال فيه : " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا "
وهو جزء من حديث طويل في قصة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً إحدى فتيات المسلمين ، ونصه :
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه :
أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لامرأتي لا تدخلن عليكم جليبيبا إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن قال وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار زوجني ابنتك قال نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال إني لست أريدها لنفسي قال فلمن يا رسول الله قال لجليبيب قال أشاور أمها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت نعم ونعمة عين قال إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب قالت لجليبيب لا لعمر الله لا نزوجه فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية من خطبني إليكم فأخبرتها أمها فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال فلما أفاء الله عز وجل عليه قال هل تفقدون من أحد قالوا لا قال لكني أفقد جليبيبا قال فاطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه مرتين أو ثلاثا ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره لم يذكر أنه غسله قال ثابت فما كان في الأنصار أيِّم أنفقَ منها.
وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم صب عليها الخير صبا صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا " قال فما كان في الأنصار أَيِّمٌ أنفقَ منها.
ثانيا : معاني المفردات
( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن ) ، المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .
( أيِّم ) : توفي عنها زوجها .
( نُعْم عين ) : أي : نكرمك بها كرامة ، ونسر عينك بها مسرة .
( إنيه ) : قال ابن الأثير :
" قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أنها لفظة تستعملها العرب في الإنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أنت : أزيدنيه ، وأزيد إنيه ، كأنك استبعدت مجيئه " انتهى.
" النهاية " (1/78-79)
( هذا مني وأنا منه ) معناه : " المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى "
كما قال النووي في " شرح مسلم " (16/26)
________________________________________
فانظرن أخواتي الطيِّبات إلى قوَّة إيمان هذه المرأة وثقتها بربها وبرسولـه أنه لن يخيبها وأن ربَّها لن يختار لها إلَّا خيرًا .. فأين نحن من هذه المرأة؟؟
أين نحن من هذا الإيمان الراسخ؟؟ أين نحن من هذه الثقـة القويَّـة بربِّ العزَّة؟؟
نسأل الله أن يرزقني وإياكنَّ من فضلـه وأن يرزقنا قوة الإيمان وأن يجعلنا من عباده المتوكلين عليـه .. آمين
السلام عليكم ورحمة الله
حديث أوقفني اليوم لمست فيه قوة إيمان زوجة جليبيب رضي الله عنهما وصدق توكلها على الله وفيه عبرة وقدوة لنا معشر النساء أَلاَ وهو:
"اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا".
فاقبلن مني هذا الجمع البسيط حول هذا الحديث المؤثر حقا.
أولاً : نص الحديث
الدعاء الوارد في السنة خاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى الصحابيات وقال فيه : " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا "
وهو جزء من حديث طويل في قصة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً إحدى فتيات المسلمين ، ونصه :
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه :
أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لامرأتي لا تدخلن عليكم جليبيبا إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن قال وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار زوجني ابنتك قال نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال إني لست أريدها لنفسي قال فلمن يا رسول الله قال لجليبيب قال أشاور أمها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت نعم ونعمة عين قال إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب قالت لجليبيب لا لعمر الله لا نزوجه فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية من خطبني إليكم فأخبرتها أمها فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال فلما أفاء الله عز وجل عليه قال هل تفقدون من أحد قالوا لا قال لكني أفقد جليبيبا قال فاطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه مرتين أو ثلاثا ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره لم يذكر أنه غسله قال ثابت فما كان في الأنصار أيِّم أنفقَ منها.
وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم صب عليها الخير صبا صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا " قال فما كان في الأنصار أَيِّمٌ أنفقَ منها.
ثانيا : معاني المفردات
( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن ) ، المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .
( أيِّم ) : توفي عنها زوجها .
( نُعْم عين ) : أي : نكرمك بها كرامة ، ونسر عينك بها مسرة .
( إنيه ) : قال ابن الأثير :
" قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أنها لفظة تستعملها العرب في الإنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أنت : أزيدنيه ، وأزيد إنيه ، كأنك استبعدت مجيئه " انتهى.
" النهاية " (1/78-79)
( هذا مني وأنا منه ) معناه : " المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى "
كما قال النووي في " شرح مسلم " (16/26)
________________________________________
فانظرن أخواتي الطيِّبات إلى قوَّة إيمان هذه المرأة وثقتها بربها وبرسولـه أنه لن يخيبها وأن ربَّها لن يختار لها إلَّا خيرًا .. فأين نحن من هذه المرأة؟؟
أين نحن من هذا الإيمان الراسخ؟؟ أين نحن من هذه الثقـة القويَّـة بربِّ العزَّة؟؟
نسأل الله أن يرزقني وإياكنَّ من فضلـه وأن يرزقنا قوة الإيمان وأن يجعلنا من عباده المتوكلين عليـه .. آمين