بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
المثل هو: تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها
السلام عليكم ورحمة الله
المثل هو: تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها
معناه: أنّ الحرة تُؤْثِر ُأنْ تجوع و لا تكون مُرْضعا لغير أولادها لِقاء أجرٍ تأخذه فيلحقها عيب، أي: لا ترضع لبنها بالأجرة ثم تأكلها.
يُضرَب: لمن يصون نفسه في الضرّاء عن المكاسب الدنيّة، أي لا يمنعه من صيانة نفسه شدّة فقره.
قصّة المثل: هذا المثل للحارث بن سليل الأسدي، و كان خطب إلى علقمة بن خصفة الطائي – وكان شيخا – فقال علقمة لامرأته: اختبري ما عند ابنتك، فقالت: أي بنيّة، أي الرجال أحبّ إليك؟ الكهل الجحجاح الواصل الميّاح، أم الفتى الوضّاح، الذهول الطمّاح؟ قالت: بل الفتى، قالت: إنّ الفتى يُغيرك، وإنّ الشيخ يعيرك، قالت: يا أمّاه إنّ الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، يا أمّاه أخشى من الشيخ أن يدنّس ثيابي، و يُبْلي شبابي، و يُشمت بي أترابي، فلم تزل أمّها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوّجها الحارث، ثم ارتحل بها إلى أهله، و إنه لجالس ذات يوم بفِناء قبّته، و هي إلى جانبه إذ أقبل شباب من بني أسد يعتجلون، فتنفّست الصعداء ثم بكتْ، فقال لها: ما يُبكيك؟ قالت ما لي وللشيوخ، الناهضين كالفروخ... ، فقال: ثكلتك أمّك! تجوع الحرّة و لا تأكل بثدييها، ثم قال:... لرُبَّ غارةٍ شهدتها،... الْحقي بأهلك، فلا حاجة لي فيك.
[شرح مقامات الحريري للشريشي:1/419]