- إنضم
- 10 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 1,181
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 37
يحكى أن ملكاً من ملوك الهند نزل به صمم، فأصبح مسترجعاً مهتماً بأمور المظلومين وانه لا يسمع استغاثتهم، فأمر مناديه ألا يلبس أحد في مملكته ثوباً أحمر إلا مظلوم، وقال: لئن منعت سمعي لم أمنع بصري، فكان كل من ظلم لبس ثوباً أحمر ووقف تحت قصره، فيكشف عن ظلامته.
***
قال الهيثم بن عدي:
نزل على ابي حفصة الشاعر رجل من اليمامة، فأخلى له المنزل ثم هرب، مخافة ان يلمزه قراه في هذه الليلة، فخرج الضيف واشترى ما احتاج اليه، ثم رجع وكتب اليه:
يا ايها الخارج من بيته ... وهاربا من شدة الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له ... فارجع وكن ضيفا على الضيف
***
يروى عن القاضي يحيى بن أكثم أنه قال: كنت مع المأمون يوماً في بستان غصّ بالريحان فاجتزنا من طرقه طريقاً وشققناه من أوله إلى آخره، وكنت أنا مما يلي الشمس والمأمون مما يلي الظل، فكان يجذبني أن أتحول إلى الظل، ويكون هو إلى الشمس، فامتنع عن ذلك حتى بلغنا آخر البستان.
فلما رجعنا قال: يا يحيى، والله لتكونن في مكاني، ولأكونن في مكانك حتى آخذ نصيبي من الشمس، كما أخذت نصيبك، وتأخذ نصيبك من الظل كما أخذت نصيبي.
فقلت: والله يا أمير المؤمنين، لو قدرت أن أفديك بنفسي يوم الهول لفعلت، فلم يزل بي حتى تحولت إلى الظل، وتحول هو إلى الشمس، ووضع يده على عاتقه.
وقال: أقسم عليك إلا وضعت يدك على عاتقي مثل ما فعلت أنا فإنه لا خير في صحبة من لا ينصف، وقد سمعت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
***
يا أبتِ ما تصنــــــــع بي ؟
روى أن قيس بن عاصم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله بعض الأنصار عما يتحدث به عنه من الموءودات التي وأدهن من بناته ، فأخبر أنه ما ولدت له بنت قط إلا وأدها. ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه فقال له : كنت أخاف سوء الأحدوثة والفضيحة في البنات ، فما ولدت لي بنت قط إلا وأدتها، وما رحمت منهم موءودة قط إلا بنية لي ولدتها أمها وأنا في سفر ، فدفعتها أمها إلى أخوالها فكانت فيهم ، وقدمت فسألت عن الحمل ، فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولداً ميتاً . ومضت على ذلك سنون حتى كبرت الصّبية ويفعت ، فزارت أمها ذات يوم ، فدخلت فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها شيئا من خلوق ونظمت عليها ودعاً، وألبستها قلادة جزع ، وجعلت في عنقها مخنقة بلح ، فقلت : من هذه الصبية فقد أعجبني جمالها ؟ فبكت ثم قالت : هذه ابنتك ، كنت خبرتك أني ولدت ولداً ميتاً، وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ ، فأمسكت عنها حتى اشتغلت عنها، ثم أخرجتها يوماً فحفرت لها حفيرة فجعلتها فيها وهي تقول : يا أبت ما تصنع بي ؟! وجعلت أقذف عليها التراب وهي تقول : يا أبت أمغطيَّ أنت بالتراب ؟! أتاركي أنت وحدي ومنصرف عني ؟! وجعلت أقذف عليها التراب ذلك حتى واريتها وانقطع صوتها، فما رحمت أحدا ممن واريته غيرها . فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( إن هذه لقسوة، وإن من لا يرحم لايرحم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
***
قال الهيثم بن عدي:
نزل على ابي حفصة الشاعر رجل من اليمامة، فأخلى له المنزل ثم هرب، مخافة ان يلمزه قراه في هذه الليلة، فخرج الضيف واشترى ما احتاج اليه، ثم رجع وكتب اليه:
يا ايها الخارج من بيته ... وهاربا من شدة الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له ... فارجع وكن ضيفا على الضيف
***
يروى عن القاضي يحيى بن أكثم أنه قال: كنت مع المأمون يوماً في بستان غصّ بالريحان فاجتزنا من طرقه طريقاً وشققناه من أوله إلى آخره، وكنت أنا مما يلي الشمس والمأمون مما يلي الظل، فكان يجذبني أن أتحول إلى الظل، ويكون هو إلى الشمس، فامتنع عن ذلك حتى بلغنا آخر البستان.
فلما رجعنا قال: يا يحيى، والله لتكونن في مكاني، ولأكونن في مكانك حتى آخذ نصيبي من الشمس، كما أخذت نصيبك، وتأخذ نصيبك من الظل كما أخذت نصيبي.
فقلت: والله يا أمير المؤمنين، لو قدرت أن أفديك بنفسي يوم الهول لفعلت، فلم يزل بي حتى تحولت إلى الظل، وتحول هو إلى الشمس، ووضع يده على عاتقه.
وقال: أقسم عليك إلا وضعت يدك على عاتقي مثل ما فعلت أنا فإنه لا خير في صحبة من لا ينصف، وقد سمعت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
***
يا أبتِ ما تصنــــــــع بي ؟
روى أن قيس بن عاصم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله بعض الأنصار عما يتحدث به عنه من الموءودات التي وأدهن من بناته ، فأخبر أنه ما ولدت له بنت قط إلا وأدها. ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه فقال له : كنت أخاف سوء الأحدوثة والفضيحة في البنات ، فما ولدت لي بنت قط إلا وأدتها، وما رحمت منهم موءودة قط إلا بنية لي ولدتها أمها وأنا في سفر ، فدفعتها أمها إلى أخوالها فكانت فيهم ، وقدمت فسألت عن الحمل ، فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولداً ميتاً . ومضت على ذلك سنون حتى كبرت الصّبية ويفعت ، فزارت أمها ذات يوم ، فدخلت فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها شيئا من خلوق ونظمت عليها ودعاً، وألبستها قلادة جزع ، وجعلت في عنقها مخنقة بلح ، فقلت : من هذه الصبية فقد أعجبني جمالها ؟ فبكت ثم قالت : هذه ابنتك ، كنت خبرتك أني ولدت ولداً ميتاً، وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ ، فأمسكت عنها حتى اشتغلت عنها، ثم أخرجتها يوماً فحفرت لها حفيرة فجعلتها فيها وهي تقول : يا أبت ما تصنع بي ؟! وجعلت أقذف عليها التراب وهي تقول : يا أبت أمغطيَّ أنت بالتراب ؟! أتاركي أنت وحدي ومنصرف عني ؟! وجعلت أقذف عليها التراب ذلك حتى واريتها وانقطع صوتها، فما رحمت أحدا ممن واريته غيرها . فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( إن هذه لقسوة، وإن من لا يرحم لايرحم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .