قويدر علية
فوجئت السيدة علية، وهي طبيبة وباحثة تعيش وتعمل في أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية، قبل أيام، من حلول الذكرى الثامنة لوفاة والدها العلامة قويدر علية، وهو ابن العلامة عيسى علية المولود بسيدي عيسى ولاية المسيلة، عندما اتّصلت بها الهيئة العليا لعلم الفلك بالولايات المتحدة الأمريكية لتمنحها "شهادة النجوم " ممضاة من الهيئة.
- وبموجب هذه الشهادة، فقد أطلقت هذه الهيئة الأمريكية إسم والد هذه الباحثة الجزائرية، وهو قويدر علية، على إحدى النجوم، بالإضافة إلى منحها خريطة السماء، وهي الخريطة التي تحمل الإحداثيات الضرورية لتحديد موقع هذه النجمة المسماة "قويدر علية " في الفضاء.
-
- وتقول الشهادة المرفقة التي سُلّمت لهذه الباحثة الجزائرية، وهنا نُثبت مقاطع ذات دلالة من هذه الشهادة ".. أن تكون أباً ليس بالعمل السهل. لكنّه بكلّ تأكيد من المهام الصعبة التي لا يستطيع أيّ إنسان القيام بها. وفي خضمّ أحداث الحياة المتسارعة، تريدون التعبير عن مدى اعترافكم وشكركم لآبائكم من خلال هدية فريدة، تريدون أن تكون مميزة، وتزرع الابتسامة لدى الأهل.. ".
-
- في مقطع آخر من الشهادة نقرأ "..هناك عدد لا متناهي من النجوم في الفضاء، وأغلب هذه النجوم لا تحمل إسما. وهذه مناسبة جيدة لنا لإطلاق اسم والدكم على إحداها ليكون هدية خالدة لعائلة الفقيد.. ".
-
- ولتفسير أسباب إقدام الهيئة العليا لعلم الفلك الأمريكية على هذه الخطوة، وهي إطلاق إسم والد هذه الباحثة على إحدى النجوم، تُقدّم الشهادة تفسيرا بسيطا ".. إطلاق اسم الفقيد على نجمة، يتلاءم خاصة مع العائلات التي تحبّ الهدايا الروحية، وذات الدلالات الذكية، كما يتلاءم مع تلك العائلات التي لا تحتاج إلى شيء، أو تلك العائلات التي تسافر كثيرا عبر العالم، لأنّ النجمة لا تضيع أبدا، وهي دائمة الإضاءة في ظلمات الليالي. كما أنّ النجمة تحمل قيمة غير متناهية بالنسبة لكم، إضافة إلى كونها ستذكّركم بوالدكم الفقيد كلّما نظرتم إلى السماء في ليلة مزدانة بالنجوم ".
-
- وإضافة إلى هذا، تسلّمت هذه الباحثة "خريطة السماء "، وهي الخريطة التي بواسطتها تتمكن من تحديد موقع النجمة، وأخذ صورة تقريبية عن محيطها، كما تسهّل للباحثة رصدها في الفضاء عن طريق تليسكوب أو منظار.
-
- وشهادة النجوم، تقليد أمريكي لتكريم الشخصيات الاجتماعية الهامة، وتُمنح ممضاة وموقعة من طرف الهيئة العليا لعلم الفلك الأمريكية. ويتمُّ حفظ اسم النجمة في غرفة خاصة بالأرشيف، كما تُسجل في كتاب يودع في مكتب حقوق المؤلف للولايات المتحدة الأمريكية.
-
- الشجرة التي لا تلدُ إلاّ عالما..
-
- العلامة قويدر علية من تلاميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، وهو ابن العلامة الحاج عيسى علية، عضو مؤسس لجمعية العلماء المسلمين سنة 1931، وعضو مؤسس أيضا لنجم شمال إفريقيا الذي رأسه الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر. وكان قويدر علية من أعضاء حزب الشعب ومن أعضاء جمعية العلماء المسلمين كذلك. ونظرا لمكانته العلمية الراسخة، لم يتردد العلامة المرحوم الشيخ أحمد حماني، لما كان رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، في توجيه كلّ الجزائريين الذين كانوا يستفتونه من منطقة سيدي عيسى بولاية المسيلة أو المدن القريبة منها، إلى العودة للعلامة قويدر علية لطلب فتاواه، وهذه خير شهادة على رسوخ قدمه في العلم.
-
- وبحسب محمد الأمين علية، وهو ابن العلامة قويدر ومن قدماء أشبال الثورة، فإنّ هذا التتويج الذي تلقاه والده بعد وفاته بفضل ما تقدّمه ابنته الباحثة بالولايات المتحدة الأمريكية، يُعتبر اعترافا بفضل العلامة قويدر حيا وميتا، حيث أنجب 11 ولدا بين ذكور وإناث، بعضهم وصل إلى درجات علمية رفيعة، ويحتلّ مناصب عالية في مؤسسات وطنية ودولية، هذا إضافة إلى ما قدّمه لطلبة العلم من علم، بدأه بمدرسة التهذيب معلما ومديرا لها قبل أن تُغلق أبوابها سنة 1939، ومن جهاد حيث أسّس أول خلية جبهوية بسيدي عيسى سنة 1956، كما أسس المعهد الإسلامي القرآني بسيدي عيسى قبل وفاته في 2003، ناهيك عن آثاره المكتوبة التي يعمل أولاده وأحفاده على جمعها ونشرها.