bousaid
:: عضو منتسِب ::
السلام عليكم ... مقال جميل بجريدة الشروق
"
لم يعد يفصل الجزائر عن بلوغ رقم 80 مليار دولار،رقم أعمال تصدير المحروقات خلال عام واحد، إلا شهران، وهو رقم أشبه بالحلم بالنسبة لبلد نام، مازال يبحث عن حلول لمشاكل بدائية، يُمكن أن تُحلّ بالمجان، فما بالك أن يحافظ سعر البترول على رقمه المئوي منذ حوالي عشرة أشهر لأول مرة في تاريخ الذهب الاسود!!؟ وكان الوزير الأول الحالي عندما كان رئيسا للحكومة منذ ست سنوات، قد حاصره نواب بالمجلس الشعبي الوطني بطلبات التكفل السريع بانشغالات اجتماعية للمواطنين، فردّ قائلا بالحرف الواحد: "عندما يبلغ سعر البترول خمسين دولارا يمكنكم أن تطالبوا بحل كل مشاكل البلاد"، وعندما يُقدّر مسؤول سام في البلاد القيمة المالية التي تحل مشاكل البلاد ويمنحه الله ضعفها، ولا يمكنه حل نصفها، بل ولو جزء من هذه المشاكل، فإن الأمر يعني أننا مازلنا ضعافا في الحساب، ورقم الثمانين مليار دولار التي سنجنيها خلال عام 2012 من تصدير المحروقات، ستساوي صفرا في الاقتصاد. ?
الكل يعلم أن تبعيتنا للنفط تكاد تبلغ المئة بالمئة، وكلنا يعلم أن البترول زائل خلال عشرين سنة على أبعد تقدير، وكلنا نعلم أن كل الدول المصدرة للنفط، صارت تعتمد على موارد أخرى، وحققت لنفسها اقتصادا متنوعا، ومع ذلك يُفضل المواطن أن يشل نفسه بالاستهلاك، والابتعاد عن الثروات الحقيقية التي لا ?تزول، مثل الإنسان ?والأرض، وتفضل الدولة أن تستعرض قوتها بما حباها الله من خيرات باطنية زائلة، بل وتستهلك كل مالديها من نفط.. وبعدها الطوفان.وإلا كيف نُفسّر سعي مجمّع سوناطراك لأجل إنتاج أربعة ملايين ومئة ألف برميل يوميا، أي ضعف الحصة الحالية، رغم أن الوزير الأول قال، إن الجزائر قد تصبح مستوردة للبترول خلال عام 2028، ولسنا ندري من أين ستأتي الجزائر بالدولارات لأجل أن تستورد البترول، وهي ما كسبت ?أبدا ?الدولارات ?إلا ?من ?بيعها ?للبترول؟
وزارة الأشغال العمومية تفتخر بالطريق السيّار المنجز بمليارات النفط، ووزارة الصحة تفتخر بالمستشفيات المنجزة بمليارات النفط، ووزارة السكن تفتخر بملايين السكنات المنجزة بمليارات النفط، ووزارة التعليم العالي تفتخر بتعليمها لمليون ونصف مليون طالب بمليارات النفط، والسلطة تفتخر بمسح مليارات الدولارات من ديون زمن انخفاظ سعر النفط بمليارات النفط، في زمن ارتفاع أسعاره، والفرد الجزائري يفتخر بسيارة استهلاكية قادمة من أموال النفط، بينما الإنتاج يبقى مفردة غائبة عن قاموس الجزائريين!!
نماذج كثيرة لدول غير بترولية، تحررت اقتصاديا مثل ماليزيا وتركيا، ونماذج أخرى لدول بترولية استفادت من ثروتها، فنوعت اقتصادها وصادراتها، مثل المكسيك وإيران والإمارات العربية المتحدة، ماثلة أمامنا، ومع ذلك نسير في الطريق الذي نعلم جميعا أنه سيؤدي بنا إلى الهاوية، الجزائر فعلا في حاجة إلى ثورة "كل الفصول" يعرف فيها الشعب أن بقاءه مستهلك هو قمة العبودية للغير، ويستقيل كل الفاشلين، من المسؤولين الذين جعلونا عبيدا لأسعار النفط، لأجل أن تصبح الجزائر بلد خيرات، الله أعطاها.. وشعبها حمد وأعطى؟
"
لم يعد يفصل الجزائر عن بلوغ رقم 80 مليار دولار،رقم أعمال تصدير المحروقات خلال عام واحد، إلا شهران، وهو رقم أشبه بالحلم بالنسبة لبلد نام، مازال يبحث عن حلول لمشاكل بدائية، يُمكن أن تُحلّ بالمجان، فما بالك أن يحافظ سعر البترول على رقمه المئوي منذ حوالي عشرة أشهر لأول مرة في تاريخ الذهب الاسود!!؟ وكان الوزير الأول الحالي عندما كان رئيسا للحكومة منذ ست سنوات، قد حاصره نواب بالمجلس الشعبي الوطني بطلبات التكفل السريع بانشغالات اجتماعية للمواطنين، فردّ قائلا بالحرف الواحد: "عندما يبلغ سعر البترول خمسين دولارا يمكنكم أن تطالبوا بحل كل مشاكل البلاد"، وعندما يُقدّر مسؤول سام في البلاد القيمة المالية التي تحل مشاكل البلاد ويمنحه الله ضعفها، ولا يمكنه حل نصفها، بل ولو جزء من هذه المشاكل، فإن الأمر يعني أننا مازلنا ضعافا في الحساب، ورقم الثمانين مليار دولار التي سنجنيها خلال عام 2012 من تصدير المحروقات، ستساوي صفرا في الاقتصاد. ?
الكل يعلم أن تبعيتنا للنفط تكاد تبلغ المئة بالمئة، وكلنا يعلم أن البترول زائل خلال عشرين سنة على أبعد تقدير، وكلنا نعلم أن كل الدول المصدرة للنفط، صارت تعتمد على موارد أخرى، وحققت لنفسها اقتصادا متنوعا، ومع ذلك يُفضل المواطن أن يشل نفسه بالاستهلاك، والابتعاد عن الثروات الحقيقية التي لا ?تزول، مثل الإنسان ?والأرض، وتفضل الدولة أن تستعرض قوتها بما حباها الله من خيرات باطنية زائلة، بل وتستهلك كل مالديها من نفط.. وبعدها الطوفان.وإلا كيف نُفسّر سعي مجمّع سوناطراك لأجل إنتاج أربعة ملايين ومئة ألف برميل يوميا، أي ضعف الحصة الحالية، رغم أن الوزير الأول قال، إن الجزائر قد تصبح مستوردة للبترول خلال عام 2028، ولسنا ندري من أين ستأتي الجزائر بالدولارات لأجل أن تستورد البترول، وهي ما كسبت ?أبدا ?الدولارات ?إلا ?من ?بيعها ?للبترول؟
وزارة الأشغال العمومية تفتخر بالطريق السيّار المنجز بمليارات النفط، ووزارة الصحة تفتخر بالمستشفيات المنجزة بمليارات النفط، ووزارة السكن تفتخر بملايين السكنات المنجزة بمليارات النفط، ووزارة التعليم العالي تفتخر بتعليمها لمليون ونصف مليون طالب بمليارات النفط، والسلطة تفتخر بمسح مليارات الدولارات من ديون زمن انخفاظ سعر النفط بمليارات النفط، في زمن ارتفاع أسعاره، والفرد الجزائري يفتخر بسيارة استهلاكية قادمة من أموال النفط، بينما الإنتاج يبقى مفردة غائبة عن قاموس الجزائريين!!
نماذج كثيرة لدول غير بترولية، تحررت اقتصاديا مثل ماليزيا وتركيا، ونماذج أخرى لدول بترولية استفادت من ثروتها، فنوعت اقتصادها وصادراتها، مثل المكسيك وإيران والإمارات العربية المتحدة، ماثلة أمامنا، ومع ذلك نسير في الطريق الذي نعلم جميعا أنه سيؤدي بنا إلى الهاوية، الجزائر فعلا في حاجة إلى ثورة "كل الفصول" يعرف فيها الشعب أن بقاءه مستهلك هو قمة العبودية للغير، ويستقيل كل الفاشلين، من المسؤولين الذين جعلونا عبيدا لأسعار النفط، لأجل أن تصبح الجزائر بلد خيرات، الله أعطاها.. وشعبها حمد وأعطى؟
"
آخر تعديل: