- في مساء احدى الايام توقفت شاحنتي اسمنت لأحد المقاولين ومجموعة من عماله لتهيئة احد الشوارع الترابية في حي شعبي مكتظ وفي ضرف ساعة قام بصب الشاحنتين على طول الشارع وعرضه وارتفاعه الذي لا يحتوي على أرصفة مما أوقع اصحاب المساكن في صدمة وذهول فلا المتواجد داخل المنزل يستطيع الخروج ولا المتوجه الى بيته يستطيع الدخول وبعد ان قام عماله بتسوية الشارع انصرفو تاركين كل الشارع في فوضى والسكان في صدمه حيث اضطر الاهالي الى المشي فوق الاسمنت بحمل الحذاء باليد والتشمير على الساق في مشهد لم يخطر ببال بشر وتحول بفضل هذا المقاول المجنون الى مستنقع كبير من الاسمنت تحول في صبيحة اليوم التالي الى عجينة اسمنتية صلبة .
- لا عجب في بلادنا ان تخرج للعمل صباحا لتتفاجئ عند عودتك مساءا بمشهد الشارع الذي تقطن فيه وكانه تعرض لقصف مدفعي او ضربه زلزال فجعل اسفله عاليه وباطنه ظاهره فتهم بالعودة او تغيير الشارع ضنا منك انك اخطأته بسبب الارهاق وتعب العمل .
وكنت قد قرأت منذ ايام خبرا عن بدئ حملة تقليم الاشجار في مدينة اوروبية تم تبليغ سكان الشوارع والاحياء بايام بارسال رسالة اعتذار لكل منزل بيتا بيتا وزنقة زنقة وتحديد العملية بالثانية والجزء من الثانية حتى تأخذ الاحتياطات ولا ينزعج الاهالي .
تقليم الاشجار عندهم ازعاج للاهالي وعندنا قطع الكهرباء والغاز والماء والطريق والشارع وحفر الخنادق والمجاري وتكديس الفضلات البنائية والصناعية والمزابل لايام وشهور وحرث الارصفة والشوارع ليس من الازعاج في شيء بل هو فاتحة شهية وهدية تصطبح عليها وتبيت عليها واقع يومي نتعامل معه وكأنه فرض من فروض الطاعة والولاء دون اخطار ودون اعلام ودون تنبيه ودون حتى دراسة للعملية والا كيف يتم غرس الشجر هذا في الحالات النادرة ثم تزفييت الطريق وتهيئة الرصيف بعملية عكسية تقلب المخ والتفكير وتترك بدون عقل ثم يتم حفرها لتوصيل الانابيب والاسلاك وتكسير البلاط وقطع الاشجار ثم يعاد ترقيعها هذا في حال عادو اليها ولم يتركو اثار العملية الاجرامية والتخريبية التي يقترفها المقاولون في العلن وفي السر بدون رقابة وبدون متابعة وبدون تحضير او دراسة والمصيبة والوبال بدون " ضمير " ويبقى الهم الاساسي والدراسة التي تؤخذ بعين الاعتبار هي طريقة التقليل من المصاريف وضمان الربح الوفير والانفلات من المحاسبة بطريقة " كول ووكل "
كيف لا يتم معاقبة مقاول بالحبس او الغرامة عند ما يتضرر مواطن في الشارع بسبب تلك الاعمال والحفر والعقبات التي تبقى لشهور دون ان تتقدم فيها العمال وتبقى مهجورة ويصل الضرر الى حد الموت والعجز .
هذه عينة مشاهدة بسيطة توضح لنا التحالف الذي لا ينتهي بين لوبيات النهب والرشوة من هيئات وسلطات وطنية ومحلية ومقاولي التخريب والعبث وتبديد المشاريع والتلاعب بها .
لتتراكم هذه العبثية المدروسة في الاخير وتصبح عملية استنزاف المال العام واستفزاز المواطن واستفحال الكوارث والمشاكل . لنجد كمثال طريقا من 1 كلم استنزف ملايير من خزينة البلدية والولاية ليستفيد هذا الطريق كل سنة وكل شهر من عملية تهيئة في عملية اشبه بلعب الاطفال بلعبة تركيب المكعبات وطبعا الانسان "الفهلوي" كما يقال و"الحيلي " هو من يبقي هذا الطريق دائما بحاجة لصيانة وتهيئة حتى لا ينضب المال الحرام ولا يجف نبعه .
يوجد في واقع المشاريع ما لا يوجد في الدراسات هي مقولة تنطبق على هواة المقاولة ومع تكليفهم من قبل الدولة بكل الخدمات التي تخص المواطن فانها سلمت رقبة المواطن الى الجلاد ومصاصي الدماء والمدمرون والمفسدين في الارض ليضاف سوء الخدمات الى مصائب التسيير والعدالة والادارة . وأصبحت مهنة المقاولة تستقطب كل من هب ودب وتسيل لعاب االذئاب دون حساب لا للكفاءات ولا للضمانات ولا للنتائج في وقت نرى بعض المقاولون كجرذان المزرعة لا يتركو مكانا ولا زاوية الا وحفروها او دمروها وتركوها وكانها لم تكن ذكرا مذكورا ولا عادو لها فهي نسيا منسيا في عملية هستيرية تستعمل فيها البغال والالات الكلاسيكية القديمة والادوات التي استعملها الانسان في العصر البدائي بل انه كان اكثر تقدما وتحضرا وذكاءا من مقاولي هذا الزمان واحيانا يخيل اليك انها منطقة بحث وتنقيب عن تابوت لاحد فراعنة مصر حيث يأخذ هذا التنقيب سنوات ودهور في زمن يستعمل فيه القمر الصناعي في تسوية لافتة اشهارية بشارع في هونكونغ ويستعمل الحاسب في الميدان بينما المقاول لدينا يحسبها " ابو بري " بالتقريب و" بحالك تصلح ولا متصلحش" . وتاخذ حالة الطقس بالحسبان ومقاولنا في الجزائر لا يفرق بين البرد وبين " الحمان " .
ولازلنا نعيش زمن التدشينات وكاننا في الستينات والسبعينات يسافر الوزير والرئيس والوكيل ليدشن اشارة قف او يدشن كشك سجائر ليتركو المواطن واقفا في الشمس الحارقة وفي المطر المنهمرة ليتفرغو الى زردات المشوي والويسكي لتصرف فيها مبالغ اكبر مما صرفت في المشروع وتوزع فيها الهدايا ويقبض كل " حيلي " حقه وينصرف الى حيلة اخرى .
لا اصدق اننا مازلنا ندشن في 2011 ومازلنا ندشن !! الحنفية والعمود الكهربائي وخط الهاتف وكانها مشاريع كبرى تظاهي مشاريع الجسور المعلقة التي تربط قارة باخرى او خطوط سكك الحديد الخيالية او ناطحات السحاب او المدن الجديدة . لا يفارقني الضحك المبكي ونحن نرى وزير يدشن حنفية ماء وهو في غاية الغبطة والفرح وكانه في زمن الاستقلال القريب حيث كانت الحنفية تعتبر جهاز ميكانيكي فائق التعقيد لا يفقه استعماله الا من كان يعمل لدى المعمرين [ المستدمرين ]الفرنسيين وفوق ذلك يصف العملية انها مزية من الدولة او من سيادته ومحنة وصدقة لا توجد في اي دولة اخرى بينما هي حق وواجب كان يجب انجازه بعد الاستقلال وليس والعالم يهم بمغادرة الكرة الارضية الى كوكب جديد لتعميره وبناء مشاريع فيه .
قد يظهر الامر بسيطا لكن ترتباته وتداعياته على معيشة المواطن تشكل شرارة وضغط سرعانما ينفجر دون انذار مسبق .
خلاصة الحديث المر نحو المقاولين ونستثني منهم اصحاب الضمائر اتقو الله في مالكم واولادكم واتقو الله في الشعب الضعيف واتقو الله في بلادكم واذا كلفتم بمشروع او مهمة ضعو الله الرقيب الحسيب نصب اعينكم . كما وجب على المواطن ان يقوم بعملية المراقبة ومتابعة المشروع اذا كان في حيه او بلديته ولا يترك المقاول يتحايل على السكان ويقوم بالعمل بالشكل الكارثي ويوقفه عند حده قبل ان ياخذ اجره ويلوذ بالفرار وبعدها تبقى مدننا وشوارعنا وطرقاتنا وارصفتنا وكاننا لا نعيش في هذا الزمن المتقدم المتحضر الغربي يوجه نظره للفضاء ويفكر والعربي يوجه نظره للارض حتى لا يسقط ويتكسر .
في امان الله .
- لا عجب في بلادنا ان تخرج للعمل صباحا لتتفاجئ عند عودتك مساءا بمشهد الشارع الذي تقطن فيه وكانه تعرض لقصف مدفعي او ضربه زلزال فجعل اسفله عاليه وباطنه ظاهره فتهم بالعودة او تغيير الشارع ضنا منك انك اخطأته بسبب الارهاق وتعب العمل .
وكنت قد قرأت منذ ايام خبرا عن بدئ حملة تقليم الاشجار في مدينة اوروبية تم تبليغ سكان الشوارع والاحياء بايام بارسال رسالة اعتذار لكل منزل بيتا بيتا وزنقة زنقة وتحديد العملية بالثانية والجزء من الثانية حتى تأخذ الاحتياطات ولا ينزعج الاهالي .
تقليم الاشجار عندهم ازعاج للاهالي وعندنا قطع الكهرباء والغاز والماء والطريق والشارع وحفر الخنادق والمجاري وتكديس الفضلات البنائية والصناعية والمزابل لايام وشهور وحرث الارصفة والشوارع ليس من الازعاج في شيء بل هو فاتحة شهية وهدية تصطبح عليها وتبيت عليها واقع يومي نتعامل معه وكأنه فرض من فروض الطاعة والولاء دون اخطار ودون اعلام ودون تنبيه ودون حتى دراسة للعملية والا كيف يتم غرس الشجر هذا في الحالات النادرة ثم تزفييت الطريق وتهيئة الرصيف بعملية عكسية تقلب المخ والتفكير وتترك بدون عقل ثم يتم حفرها لتوصيل الانابيب والاسلاك وتكسير البلاط وقطع الاشجار ثم يعاد ترقيعها هذا في حال عادو اليها ولم يتركو اثار العملية الاجرامية والتخريبية التي يقترفها المقاولون في العلن وفي السر بدون رقابة وبدون متابعة وبدون تحضير او دراسة والمصيبة والوبال بدون " ضمير " ويبقى الهم الاساسي والدراسة التي تؤخذ بعين الاعتبار هي طريقة التقليل من المصاريف وضمان الربح الوفير والانفلات من المحاسبة بطريقة " كول ووكل "
كيف لا يتم معاقبة مقاول بالحبس او الغرامة عند ما يتضرر مواطن في الشارع بسبب تلك الاعمال والحفر والعقبات التي تبقى لشهور دون ان تتقدم فيها العمال وتبقى مهجورة ويصل الضرر الى حد الموت والعجز .
هذه عينة مشاهدة بسيطة توضح لنا التحالف الذي لا ينتهي بين لوبيات النهب والرشوة من هيئات وسلطات وطنية ومحلية ومقاولي التخريب والعبث وتبديد المشاريع والتلاعب بها .
لتتراكم هذه العبثية المدروسة في الاخير وتصبح عملية استنزاف المال العام واستفزاز المواطن واستفحال الكوارث والمشاكل . لنجد كمثال طريقا من 1 كلم استنزف ملايير من خزينة البلدية والولاية ليستفيد هذا الطريق كل سنة وكل شهر من عملية تهيئة في عملية اشبه بلعب الاطفال بلعبة تركيب المكعبات وطبعا الانسان "الفهلوي" كما يقال و"الحيلي " هو من يبقي هذا الطريق دائما بحاجة لصيانة وتهيئة حتى لا ينضب المال الحرام ولا يجف نبعه .
يوجد في واقع المشاريع ما لا يوجد في الدراسات هي مقولة تنطبق على هواة المقاولة ومع تكليفهم من قبل الدولة بكل الخدمات التي تخص المواطن فانها سلمت رقبة المواطن الى الجلاد ومصاصي الدماء والمدمرون والمفسدين في الارض ليضاف سوء الخدمات الى مصائب التسيير والعدالة والادارة . وأصبحت مهنة المقاولة تستقطب كل من هب ودب وتسيل لعاب االذئاب دون حساب لا للكفاءات ولا للضمانات ولا للنتائج في وقت نرى بعض المقاولون كجرذان المزرعة لا يتركو مكانا ولا زاوية الا وحفروها او دمروها وتركوها وكانها لم تكن ذكرا مذكورا ولا عادو لها فهي نسيا منسيا في عملية هستيرية تستعمل فيها البغال والالات الكلاسيكية القديمة والادوات التي استعملها الانسان في العصر البدائي بل انه كان اكثر تقدما وتحضرا وذكاءا من مقاولي هذا الزمان واحيانا يخيل اليك انها منطقة بحث وتنقيب عن تابوت لاحد فراعنة مصر حيث يأخذ هذا التنقيب سنوات ودهور في زمن يستعمل فيه القمر الصناعي في تسوية لافتة اشهارية بشارع في هونكونغ ويستعمل الحاسب في الميدان بينما المقاول لدينا يحسبها " ابو بري " بالتقريب و" بحالك تصلح ولا متصلحش" . وتاخذ حالة الطقس بالحسبان ومقاولنا في الجزائر لا يفرق بين البرد وبين " الحمان " .
ولازلنا نعيش زمن التدشينات وكاننا في الستينات والسبعينات يسافر الوزير والرئيس والوكيل ليدشن اشارة قف او يدشن كشك سجائر ليتركو المواطن واقفا في الشمس الحارقة وفي المطر المنهمرة ليتفرغو الى زردات المشوي والويسكي لتصرف فيها مبالغ اكبر مما صرفت في المشروع وتوزع فيها الهدايا ويقبض كل " حيلي " حقه وينصرف الى حيلة اخرى .
لا اصدق اننا مازلنا ندشن في 2011 ومازلنا ندشن !! الحنفية والعمود الكهربائي وخط الهاتف وكانها مشاريع كبرى تظاهي مشاريع الجسور المعلقة التي تربط قارة باخرى او خطوط سكك الحديد الخيالية او ناطحات السحاب او المدن الجديدة . لا يفارقني الضحك المبكي ونحن نرى وزير يدشن حنفية ماء وهو في غاية الغبطة والفرح وكانه في زمن الاستقلال القريب حيث كانت الحنفية تعتبر جهاز ميكانيكي فائق التعقيد لا يفقه استعماله الا من كان يعمل لدى المعمرين [ المستدمرين ]الفرنسيين وفوق ذلك يصف العملية انها مزية من الدولة او من سيادته ومحنة وصدقة لا توجد في اي دولة اخرى بينما هي حق وواجب كان يجب انجازه بعد الاستقلال وليس والعالم يهم بمغادرة الكرة الارضية الى كوكب جديد لتعميره وبناء مشاريع فيه .
قد يظهر الامر بسيطا لكن ترتباته وتداعياته على معيشة المواطن تشكل شرارة وضغط سرعانما ينفجر دون انذار مسبق .
خلاصة الحديث المر نحو المقاولين ونستثني منهم اصحاب الضمائر اتقو الله في مالكم واولادكم واتقو الله في الشعب الضعيف واتقو الله في بلادكم واذا كلفتم بمشروع او مهمة ضعو الله الرقيب الحسيب نصب اعينكم . كما وجب على المواطن ان يقوم بعملية المراقبة ومتابعة المشروع اذا كان في حيه او بلديته ولا يترك المقاول يتحايل على السكان ويقوم بالعمل بالشكل الكارثي ويوقفه عند حده قبل ان ياخذ اجره ويلوذ بالفرار وبعدها تبقى مدننا وشوارعنا وطرقاتنا وارصفتنا وكاننا لا نعيش في هذا الزمن المتقدم المتحضر الغربي يوجه نظره للفضاء ويفكر والعربي يوجه نظره للارض حتى لا يسقط ويتكسر .
في امان الله .