السلام عليكم يسعدني ان اضع بين ايدكماحد احسن اشعار شاعر الثورة مفدي زكريا
الذبيح الصاعد
قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوان يتلو النشيدا
باسم الثغر كالملائك أو كالط فل يستقبل الصباح الجديدا
شامخا أنفه جلالا وتيها رافعا رأسه يناجي الخلودا
رافلا في خلاخل زغردت تم لأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالما كالكليم كلّمه المج د فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى كالروح في ليلة القد ر سلاما يشعّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة مع راجا ووافى السماء يرجو المزيدا
وتعالى مثل المؤذن يتلو… كلمات الهدى ويدعو الرقودا
صرخة ترجف العوالم منها ونداء مضى يهز الوجودا:
((اشنقوني فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا))
.
((وامتثل سافرا محياك جلا دي ولا تلتثم فلست حقودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاض أنا راض إن عاش شعبي سعيدا))
((أنا إن مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا))
قولة ردّد الزمان صداها قدسيا فأحسن الترديدا
احفظوها زكية كالمثاني وانقلوها للجيل ذكرا مجيدا
وأقيموا من شرعها صلوات طيبات ولقنوها الوليدا
زعموا قتله…وما صلبوه ليس في الخالدين عيسى الوحيدا!
لفّه جبرئيل تحت جناحي ه إلى المنتهى رضيا شهيدا
وسرى في فم الزمان "زبانا"… مثلا في فم الزمان شرودا
يا"زبانا" أبلغ رفاقك عنا في السماوات قد حفظنا العهودا
.
وارو عن ثورة الجزائر للأف لاك والكائنات ذكرا مجيدا
ثورة لم تك لبغي وظلم في بلاد ثارت تفكّ القيودا
ثورة تملأ العوالم رعبا وجهاد يذرو الطغاة حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها وبهرنا بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثل الكواسر نرتا د المنأيا ونلتقي البارودا
من جبال رهيبة شامخات قد رفعنا عن ذراها البنودا
وشعاب ممنّعات براها مبدع الكون للوغى أخدودا
وجيوش مضت يد الله تز جيها وتحمي لواءها المعقودا
من كهول يقودها الموت للن صر فتفتكّ نصرها الموعودا
وشباب مثل النسور ترامى لا يبالي بروحه أن يجودا
.
وشيوخ محنّكين كرام ملّئت حكمة ورأيا سديدا
وصبأيا مخدّرات تبارى كاللّبوءات تستفز الجنودا
شاركت في الجهاد آدم حوا ه ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح أنملها اللّ دن وفي الحرب غصنها الأملودا
فمضى الشعب بالجماجم يبني أمة حرة وعزا وطيدا
من دماء زكية صبّها الأح رار في مصرف البقاء رصيدا
ونظام تخطّه ((ثورة التح رير)) كالوحي مستقيما رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا هبّ مستصرخا وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني هام في نيلها يدكّ السدودا
دولة الظلم للزوال إذا ما أصبح الحرّ للطّغام مسودا!
.
ليس في الأرض سادة وعبيد كيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟!
أمن العدل صاحب الدار يشقى ودخيل بها يعيش سعيدا؟!
أمن العدل صاحب الدار يعرى وغريب يحتلّ قصرا مشيدا؟
ويجوع ابنها فيعدم قوتا وينال الدخيل عيشا رغيدا؟؟
ويبيح المستعمرون حماها ويظل ابنها طريدا شريدا؟؟
يا ضلال المستضعفين إذا هم ألفوا الذل واستطابوا القعودا!!
ليس في الأرض بقعة لذليل لعنته السما فعاش طريدا…
يا سماء اصعقي الجبان ويا أر ض ابلعي القانع الخنوع البليدا
يا فرنسا كفى خداعا فإنّا يا فرنسا لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذرا فتصا ممت وأبديت جفوة وصدودا
.
سكت الناطقون وانطلق الرش اش يلقي إليك قولا مفيدا:
((نحن ثرنا فلات حين رجوع أو ننال استقلالنا المنشودا))
يا فرنسا امطري حديدا ونارا واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرض البلاد شعالي ل فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظا واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدم الهلال صلاح الد ين فاستصرخي الصليب الحقودا
واحشري في غياهب السجن شعبا سيم خسفا فعاد شعبا عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا إن في بربروس مجدا تليدا!!
واربطي في خياشم الفلك الدوّ ار حبلا وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عط لت من قبل "هوشمين"(1) المريدا…
.
إن من يهمل الدروس وينسى ضربات الزمان لن يستفيدا…
نسيت درسها فرنسا فلقنّا فرنسا بالحرب درسا جديدا!
وجعلنا لجندها "دار لقما ن"(2) قبورا ملء الثرى ولحودا!
يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" عشتم كالوجود دهرا مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت "شهيدا"!!
أنتم يا رفاق قربان شعب كنتم البعث فيه والتجديدا!!
فاقبلوها ابتهالة صنع الرش اش أوزانها فصارت قصيدا!!
واستريحوا إلى جوار كريم واطمئنوا فإننا لن نحيدا!!
إلياذة الجزائر 1
جزائر يا مطلع المعجزات و با حجة الله في الكائنات
و يابسمة الرب في أرضه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلو د تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود معاني السمة بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقآ بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا و تلهمها القيم الخالدات
و أسطورة رددتها القرون فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى التهاية فيها الجمال فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان فأهوى على قدميها الطفاة
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
***
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر من وحيها تلقب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحم الجما ل و يسبح في موجها الكافر
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادئ الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلا لصفاء الضمير يجل عن المثل السائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
إلياذة الجزائر 2
بلادي بلادي الأمان الأمان أغني علاك بأي لسان ؟
جلالك تقصر عنه اللغة و يعجزني فيك سحر البيان
وهام بك الناس حتى الطغاة
وما احترموا فيك حتى الزمانا
وأغريت مستعمريك فراحوا
يهيمون في الشرق بالصولجان
ولم يبرحوا الأرض لما استقلت شعوب
ولم تستكن للهوان
وزلزلت الأرض زلزالها
وضج لغاصبها النيّران
فتبيض صفحة افريقيا
وراهنه الشعب يوم التنادي
ورجّ به الشعب يوم الرهان
فتبيض صفحة افريقيا
ويسود وجه المغير الجبان
وإشراقة الروح منك تناهت
تشيع الجمال وتفشي الحنان
إليك صلاتي و أزكى سلامي بلادي بلادي الأمان الأمان
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
نشيد يا شباب الجيل
يا شباب الجيل راهو طال اللّيل قم واعمل تاويل رانا في حاله
ضيعنا الايمان وانهار البنيان واعمات الأذهان عن الأصاله
تبّعنا الاحقاد وانكرنا الامجاد بعد ان كنا اسياد صرنا حثاله
بلعتنا الخمور واتفشّا الفجور نيران الشرور فينا شعّاله
لا رجله لا نيف لا ضمير انظيف واعمالنا تزييف سودا قتّاله
واحد قد الفيل تلقى شعرو طويل زي المادموزيل بين الرجّاله
ماشي يترهوج مايل يتغنّج سروالو معوّج عين دبّاله
وافكارو عوجا واخلاقو مرجا واقدامو عرجا فيها دماله
ما تسمع ياحبيب غير كلام العيب وقلّة لحيا وسبّ الجلاله
والبنت تقلّد صبحت زيّ القرد عرّات الساقين صارت بوقاله
تمشي في الساحل كعيشة راجل في الكبريّات ديما جوّاله
والأم تربّي تستر وتخبّي وتقل يا حبّي ماكي هجّاله
والأب المسكين يخزر بالعينين عندو قلب حنين عينو همّاله
عصر الازدهار فيه البسنا العار ضيّعنا فيه الدّار واصبحنا عاله
بعنا فلسطين والهمّة والدين واخدعنا اليمين واصبحنا آله
واشربنا النفاق واشرينا الشقاق واذبحنا الاخلاق طوع الضّلاله
والفنا الاسراف والخطفة بزّاف جيل الإنحراف عرضو نخّاله
ياربّ والطف بالأمّة وارحم وانقذ جيل اليوم من الجهاله
إقرأ كتابك
هذا (نوفمبر).. قم وحيّ المدفعواذكر جهادك.. والسنين الأربعا!
واقرأ كتابك للأنام مفصّلاتقرأ به الدنيا الحديث الأروعا!
واصدع بثورتك الزمان وأهلهواقرع بدولتك الورى و(المجمعا)!
واعقد لحقّك في الملاحم ندوةيقف الزمان بها خطيبا مصقعا!
وقل: الجزائر..!!! واصغ إن ذكر اسمهاتجد الجبابر.. ساجدين وركّعا!
إن الجزائر في الوجود رسالةالشعب حرّرها.. وربّك وقّعا!
إن الجزائر قطعة قدسيّةفي الكون.. لحّنها الرصاص ووقّعا!
وقصيدة أزليّة أبياتهاحمراء.. كان لها (نفمبر) مطلعا!
نظمت قوافيها الجماجم في الوغىوسقى النجيع رويّها.. فتدفّعا
غنّى بها حرّ الضّمير فأيقظتشعبا إلى التحرير شمّر مسرعا
سمع الأصمّ دويّها فعنا لهاورأى بها الأعمى الطريق الأنصعا
ودرى الألى جهلوا الجزائر أنهاقالت: «أريد»!! فصمّمت أن تلمعا
ودرى الألى جحدوا الجزائر أنهاثارت.. وحكّمت الدّما.. والمدفعا!
شقّت طريق مصيرها بسلاحهاوأبت بغير المنتهى أن تقنعا
شعب.. دعاه إلى الخلاص بناتهفانصبّ مذ سمع الندا وتطوّعا
نادى به «جبريل» في سوق الفدافشرى وباع بنقدها وتبرّعا!
فلكم تصارع والزمان.. فلم يجدفيه الزمان - وقد توحّد - مطمعا!
واستقبل الأحداث.. منها ساخراكالشامخات.. تمنّعا.. وترفّعا..
وأراده المستعمرون عناصرافأبى - مع التاريخ - أن يتصدّعا!
واستضعفوه.. فقرّروا إذلالهفأبت كرامته له أن يخضعا
واستدرجوه.. فدبّروا إدماجهفأبت عروبته له أن يبلعا!
وعن العقيدة.. زوّروا تحريفهفأبى مع الإيمان.. أن يتزعزعا!
وتعمّدوا قطع الطريق.. فلم تردأسبابه بالعرب أن تتقطّعا!
نسب بدنيا العرب.. زكّى غرسهألم.. فأورق دوحه وتفرّعا
سبب بأوتار القلوب.. عروقهإن رنّ هذا.. رنّ ذاك ورجّعا!
إمّا تنهّد بالجزائر موجع..آسى «الشآم» جراحه وتوجّعا!
واهتزّ في أرض «الكنانة» خافق..وأقضّ في أرض «العراق» المضجعا!
وارتجّ في الخضراء شعب ماجدلم تثنه أرزاؤه أن يفزعا
وهوت «مراكش» حوله وتألمّت«لبنان» واستعدى جديس وتبّعا
تلك العروبة.. إن تثر أعصابهاوهن الزمان حيالها وتضعضعا!
الضاد.. في الأجيال.. خلّد مجدهاوالجرح وحّد في هواها المنزعا
فتماسكت بالشرق وحدة أمّةعربيّة وجدت بمصر المرتعا
ولمصر.. دار للعروبة حرّةتأوي الكرام.. وتسند المتطلّعا
سحرت روائعها المدائن عندماألقى عصاه بها «الكليم».. فروّعا
وتحدّث الهرم الرهيب مباهيابجلالها الدنيا.. فأنطق «يوشعا»
والله سطّر لوحها بيمينهوبنهرها.. سكب الجمال فأبدعا
النيل فتّح للصديق ذراعهوالشعب فتّح للشقيق الأضلعا!
والجيش طهّر بالقتال (قنالها)والله أعمل في حشاها المبضعا!
والطور.. أبكى من تعوّد أن يرىفي (حائط المبكى) يسيل الأدمعا
(والسدّ) سدّ على اللئام منافذاوأزاح عن وجه الذئاب البرقعا!
و تعلّم ( التاميز ) عن أبنائهاو ( السين ) درسا في السياسة مقنعا
و تعلّم المستعمرون حقيقةتبقى لمن جهل العروبة مرجعا
دنيا العروبة لا ترجّح جانبافي الكتلتين .. و تفضّل موضعا !
للشرق في هذا الوجود رسالةعلياء .. صدّق وحيها .. فتجمّعا !
يا مصر .. يا أخت الجزائر في الهوىلك في الجزائر حرمة لن تقطعا
هذي خواطر شاعر .. غنّى بهافي ( الثورة الكبرى ) فقال .. و أسمعا
و تشوّقات .. من حبيس موثقما انفكّ صبّا بالكنانة مولعا
خلصت قصائده .. فما عرف البكايوما .. و لا ندب الحمى و المربعا
إن تدعه الأوطان .. كان لسانهاأو تدعه الجلّى .. أجاب و أسرعا
سمع الذبيح ( 2 ) ( ببربروس ) فأيقظتصلواته شعر الخلود .. فلعلعا!
و رآه كبّر للصلاة مهلّلافي مذبح الشهدا .. فقام مسمّعا !
ورأى القنابل كالصواعق.. إن هوتتركت حصون ذوي المطامع بلقعا
ورأى الجزائر بعد طول عنائهاسلكت بثورتها السبيل الأنفعا
وطن يعزّ على البقاء.. وما انقضىرغم البلاء.. عن البلى متمنّعا!
لم يرض يوما بالوثاق ولم يزلمتشامخا.. مهما النّكال تنوّعا
هذي الجبال الشاهقات شواهدسخرت بمن مسخ الحقائق وادّعى
سل (جرجرا..) تنبئك عن غضباتهاواستفت (شليا) لحظة.. (وشلعلعا)
واخشع (بوارشنيس) إن ترابهاما انفكّ للجند (المعطّر) مصرعا
كسرت (تلمسان) الضليعة ضلعهووهى (بصبرة) صبره فتوزّعا
ودعاه (مسعود) فأدبر عندمالاقاه (طارق) سافرا ومقنّعا
الله فجّر خلده برمالناوأقام «عزرائيل».. يحمي المنبعا!!
تلك الجزائر.. تصنع استقلالهاتخذت له مهج الضحايا.. مصنعا
طاشت بها الطرقات.. فاختصرت لهانهج المنايا للسيادة مهيعا
وامتصّها المتزعّمون!! فأصبحتشلوا.. بأنياب الذئاب ممزّعا
وإذا السياسة لم تفوّض أمرهاللنار.. كانت خدعة وتصنّعا!!
إنّي رأيت الكون يسجد خاشعاللحقّ.. والرشّاش.. إن نطقا معا!!!
خبّر فرنسا.. يا زمان.. بأنناهيهات في استقلالنا أن نخدعا!
واستفت يا «ديغول» شعبك.. إنهحكم الزمان.. فما عسى أن تصنعا؟
شعب الجزائر قال في استفتائهلا.. لن أبيح من الجزائر إصبعا
واختار يوم (الاقتراع) (نفمبرا)فمضى.. وصمّم أن يثور ويقرعا!!
الذبيح الصاعد
قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوان يتلو النشيدا
باسم الثغر كالملائك أو كالط فل يستقبل الصباح الجديدا
شامخا أنفه جلالا وتيها رافعا رأسه يناجي الخلودا
رافلا في خلاخل زغردت تم لأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالما كالكليم كلّمه المج د فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى كالروح في ليلة القد ر سلاما يشعّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة مع راجا ووافى السماء يرجو المزيدا
وتعالى مثل المؤذن يتلو… كلمات الهدى ويدعو الرقودا
صرخة ترجف العوالم منها ونداء مضى يهز الوجودا:
((اشنقوني فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا))
.
((وامتثل سافرا محياك جلا دي ولا تلتثم فلست حقودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاض أنا راض إن عاش شعبي سعيدا))
((أنا إن مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا))
قولة ردّد الزمان صداها قدسيا فأحسن الترديدا
احفظوها زكية كالمثاني وانقلوها للجيل ذكرا مجيدا
وأقيموا من شرعها صلوات طيبات ولقنوها الوليدا
زعموا قتله…وما صلبوه ليس في الخالدين عيسى الوحيدا!
لفّه جبرئيل تحت جناحي ه إلى المنتهى رضيا شهيدا
وسرى في فم الزمان "زبانا"… مثلا في فم الزمان شرودا
يا"زبانا" أبلغ رفاقك عنا في السماوات قد حفظنا العهودا
.
وارو عن ثورة الجزائر للأف لاك والكائنات ذكرا مجيدا
ثورة لم تك لبغي وظلم في بلاد ثارت تفكّ القيودا
ثورة تملأ العوالم رعبا وجهاد يذرو الطغاة حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها وبهرنا بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثل الكواسر نرتا د المنأيا ونلتقي البارودا
من جبال رهيبة شامخات قد رفعنا عن ذراها البنودا
وشعاب ممنّعات براها مبدع الكون للوغى أخدودا
وجيوش مضت يد الله تز جيها وتحمي لواءها المعقودا
من كهول يقودها الموت للن صر فتفتكّ نصرها الموعودا
وشباب مثل النسور ترامى لا يبالي بروحه أن يجودا
.
وشيوخ محنّكين كرام ملّئت حكمة ورأيا سديدا
وصبأيا مخدّرات تبارى كاللّبوءات تستفز الجنودا
شاركت في الجهاد آدم حوا ه ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح أنملها اللّ دن وفي الحرب غصنها الأملودا
فمضى الشعب بالجماجم يبني أمة حرة وعزا وطيدا
من دماء زكية صبّها الأح رار في مصرف البقاء رصيدا
ونظام تخطّه ((ثورة التح رير)) كالوحي مستقيما رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا هبّ مستصرخا وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني هام في نيلها يدكّ السدودا
دولة الظلم للزوال إذا ما أصبح الحرّ للطّغام مسودا!
.
ليس في الأرض سادة وعبيد كيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟!
أمن العدل صاحب الدار يشقى ودخيل بها يعيش سعيدا؟!
أمن العدل صاحب الدار يعرى وغريب يحتلّ قصرا مشيدا؟
ويجوع ابنها فيعدم قوتا وينال الدخيل عيشا رغيدا؟؟
ويبيح المستعمرون حماها ويظل ابنها طريدا شريدا؟؟
يا ضلال المستضعفين إذا هم ألفوا الذل واستطابوا القعودا!!
ليس في الأرض بقعة لذليل لعنته السما فعاش طريدا…
يا سماء اصعقي الجبان ويا أر ض ابلعي القانع الخنوع البليدا
يا فرنسا كفى خداعا فإنّا يا فرنسا لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذرا فتصا ممت وأبديت جفوة وصدودا
.
سكت الناطقون وانطلق الرش اش يلقي إليك قولا مفيدا:
((نحن ثرنا فلات حين رجوع أو ننال استقلالنا المنشودا))
يا فرنسا امطري حديدا ونارا واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرض البلاد شعالي ل فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظا واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدم الهلال صلاح الد ين فاستصرخي الصليب الحقودا
واحشري في غياهب السجن شعبا سيم خسفا فعاد شعبا عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا إن في بربروس مجدا تليدا!!
واربطي في خياشم الفلك الدوّ ار حبلا وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عط لت من قبل "هوشمين"(1) المريدا…
.
إن من يهمل الدروس وينسى ضربات الزمان لن يستفيدا…
نسيت درسها فرنسا فلقنّا فرنسا بالحرب درسا جديدا!
وجعلنا لجندها "دار لقما ن"(2) قبورا ملء الثرى ولحودا!
يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" عشتم كالوجود دهرا مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت "شهيدا"!!
أنتم يا رفاق قربان شعب كنتم البعث فيه والتجديدا!!
فاقبلوها ابتهالة صنع الرش اش أوزانها فصارت قصيدا!!
واستريحوا إلى جوار كريم واطمئنوا فإننا لن نحيدا!!
إلياذة الجزائر 1
جزائر يا مطلع المعجزات و با حجة الله في الكائنات
و يابسمة الرب في أرضه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلو د تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود معاني السمة بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقآ بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا و تلهمها القيم الخالدات
و أسطورة رددتها القرون فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى التهاية فيها الجمال فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان فأهوى على قدميها الطفاة
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
***
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر من وحيها تلقب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحم الجما ل و يسبح في موجها الكافر
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادئ الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلا لصفاء الضمير يجل عن المثل السائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
إلياذة الجزائر 2
بلادي بلادي الأمان الأمان أغني علاك بأي لسان ؟
جلالك تقصر عنه اللغة و يعجزني فيك سحر البيان
وهام بك الناس حتى الطغاة
وما احترموا فيك حتى الزمانا
وأغريت مستعمريك فراحوا
يهيمون في الشرق بالصولجان
ولم يبرحوا الأرض لما استقلت شعوب
ولم تستكن للهوان
وزلزلت الأرض زلزالها
وضج لغاصبها النيّران
فتبيض صفحة افريقيا
وراهنه الشعب يوم التنادي
ورجّ به الشعب يوم الرهان
فتبيض صفحة افريقيا
ويسود وجه المغير الجبان
وإشراقة الروح منك تناهت
تشيع الجمال وتفشي الحنان
إليك صلاتي و أزكى سلامي بلادي بلادي الأمان الأمان
***
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
نشيد يا شباب الجيل
يا شباب الجيل راهو طال اللّيل قم واعمل تاويل رانا في حاله
ضيعنا الايمان وانهار البنيان واعمات الأذهان عن الأصاله
تبّعنا الاحقاد وانكرنا الامجاد بعد ان كنا اسياد صرنا حثاله
بلعتنا الخمور واتفشّا الفجور نيران الشرور فينا شعّاله
لا رجله لا نيف لا ضمير انظيف واعمالنا تزييف سودا قتّاله
واحد قد الفيل تلقى شعرو طويل زي المادموزيل بين الرجّاله
ماشي يترهوج مايل يتغنّج سروالو معوّج عين دبّاله
وافكارو عوجا واخلاقو مرجا واقدامو عرجا فيها دماله
ما تسمع ياحبيب غير كلام العيب وقلّة لحيا وسبّ الجلاله
والبنت تقلّد صبحت زيّ القرد عرّات الساقين صارت بوقاله
تمشي في الساحل كعيشة راجل في الكبريّات ديما جوّاله
والأم تربّي تستر وتخبّي وتقل يا حبّي ماكي هجّاله
والأب المسكين يخزر بالعينين عندو قلب حنين عينو همّاله
عصر الازدهار فيه البسنا العار ضيّعنا فيه الدّار واصبحنا عاله
بعنا فلسطين والهمّة والدين واخدعنا اليمين واصبحنا آله
واشربنا النفاق واشرينا الشقاق واذبحنا الاخلاق طوع الضّلاله
والفنا الاسراف والخطفة بزّاف جيل الإنحراف عرضو نخّاله
ياربّ والطف بالأمّة وارحم وانقذ جيل اليوم من الجهاله
إقرأ كتابك
هذا (نوفمبر).. قم وحيّ المدفعواذكر جهادك.. والسنين الأربعا!
واقرأ كتابك للأنام مفصّلاتقرأ به الدنيا الحديث الأروعا!
واصدع بثورتك الزمان وأهلهواقرع بدولتك الورى و(المجمعا)!
واعقد لحقّك في الملاحم ندوةيقف الزمان بها خطيبا مصقعا!
وقل: الجزائر..!!! واصغ إن ذكر اسمهاتجد الجبابر.. ساجدين وركّعا!
إن الجزائر في الوجود رسالةالشعب حرّرها.. وربّك وقّعا!
إن الجزائر قطعة قدسيّةفي الكون.. لحّنها الرصاص ووقّعا!
وقصيدة أزليّة أبياتهاحمراء.. كان لها (نفمبر) مطلعا!
نظمت قوافيها الجماجم في الوغىوسقى النجيع رويّها.. فتدفّعا
غنّى بها حرّ الضّمير فأيقظتشعبا إلى التحرير شمّر مسرعا
سمع الأصمّ دويّها فعنا لهاورأى بها الأعمى الطريق الأنصعا
ودرى الألى جهلوا الجزائر أنهاقالت: «أريد»!! فصمّمت أن تلمعا
ودرى الألى جحدوا الجزائر أنهاثارت.. وحكّمت الدّما.. والمدفعا!
شقّت طريق مصيرها بسلاحهاوأبت بغير المنتهى أن تقنعا
شعب.. دعاه إلى الخلاص بناتهفانصبّ مذ سمع الندا وتطوّعا
نادى به «جبريل» في سوق الفدافشرى وباع بنقدها وتبرّعا!
فلكم تصارع والزمان.. فلم يجدفيه الزمان - وقد توحّد - مطمعا!
واستقبل الأحداث.. منها ساخراكالشامخات.. تمنّعا.. وترفّعا..
وأراده المستعمرون عناصرافأبى - مع التاريخ - أن يتصدّعا!
واستضعفوه.. فقرّروا إذلالهفأبت كرامته له أن يخضعا
واستدرجوه.. فدبّروا إدماجهفأبت عروبته له أن يبلعا!
وعن العقيدة.. زوّروا تحريفهفأبى مع الإيمان.. أن يتزعزعا!
وتعمّدوا قطع الطريق.. فلم تردأسبابه بالعرب أن تتقطّعا!
نسب بدنيا العرب.. زكّى غرسهألم.. فأورق دوحه وتفرّعا
سبب بأوتار القلوب.. عروقهإن رنّ هذا.. رنّ ذاك ورجّعا!
إمّا تنهّد بالجزائر موجع..آسى «الشآم» جراحه وتوجّعا!
واهتزّ في أرض «الكنانة» خافق..وأقضّ في أرض «العراق» المضجعا!
وارتجّ في الخضراء شعب ماجدلم تثنه أرزاؤه أن يفزعا
وهوت «مراكش» حوله وتألمّت«لبنان» واستعدى جديس وتبّعا
تلك العروبة.. إن تثر أعصابهاوهن الزمان حيالها وتضعضعا!
الضاد.. في الأجيال.. خلّد مجدهاوالجرح وحّد في هواها المنزعا
فتماسكت بالشرق وحدة أمّةعربيّة وجدت بمصر المرتعا
ولمصر.. دار للعروبة حرّةتأوي الكرام.. وتسند المتطلّعا
سحرت روائعها المدائن عندماألقى عصاه بها «الكليم».. فروّعا
وتحدّث الهرم الرهيب مباهيابجلالها الدنيا.. فأنطق «يوشعا»
والله سطّر لوحها بيمينهوبنهرها.. سكب الجمال فأبدعا
النيل فتّح للصديق ذراعهوالشعب فتّح للشقيق الأضلعا!
والجيش طهّر بالقتال (قنالها)والله أعمل في حشاها المبضعا!
والطور.. أبكى من تعوّد أن يرىفي (حائط المبكى) يسيل الأدمعا
(والسدّ) سدّ على اللئام منافذاوأزاح عن وجه الذئاب البرقعا!
و تعلّم ( التاميز ) عن أبنائهاو ( السين ) درسا في السياسة مقنعا
و تعلّم المستعمرون حقيقةتبقى لمن جهل العروبة مرجعا
دنيا العروبة لا ترجّح جانبافي الكتلتين .. و تفضّل موضعا !
للشرق في هذا الوجود رسالةعلياء .. صدّق وحيها .. فتجمّعا !
يا مصر .. يا أخت الجزائر في الهوىلك في الجزائر حرمة لن تقطعا
هذي خواطر شاعر .. غنّى بهافي ( الثورة الكبرى ) فقال .. و أسمعا
و تشوّقات .. من حبيس موثقما انفكّ صبّا بالكنانة مولعا
خلصت قصائده .. فما عرف البكايوما .. و لا ندب الحمى و المربعا
إن تدعه الأوطان .. كان لسانهاأو تدعه الجلّى .. أجاب و أسرعا
سمع الذبيح ( 2 ) ( ببربروس ) فأيقظتصلواته شعر الخلود .. فلعلعا!
و رآه كبّر للصلاة مهلّلافي مذبح الشهدا .. فقام مسمّعا !
ورأى القنابل كالصواعق.. إن هوتتركت حصون ذوي المطامع بلقعا
ورأى الجزائر بعد طول عنائهاسلكت بثورتها السبيل الأنفعا
وطن يعزّ على البقاء.. وما انقضىرغم البلاء.. عن البلى متمنّعا!
لم يرض يوما بالوثاق ولم يزلمتشامخا.. مهما النّكال تنوّعا
هذي الجبال الشاهقات شواهدسخرت بمن مسخ الحقائق وادّعى
سل (جرجرا..) تنبئك عن غضباتهاواستفت (شليا) لحظة.. (وشلعلعا)
واخشع (بوارشنيس) إن ترابهاما انفكّ للجند (المعطّر) مصرعا
كسرت (تلمسان) الضليعة ضلعهووهى (بصبرة) صبره فتوزّعا
ودعاه (مسعود) فأدبر عندمالاقاه (طارق) سافرا ومقنّعا
الله فجّر خلده برمالناوأقام «عزرائيل».. يحمي المنبعا!!
تلك الجزائر.. تصنع استقلالهاتخذت له مهج الضحايا.. مصنعا
طاشت بها الطرقات.. فاختصرت لهانهج المنايا للسيادة مهيعا
وامتصّها المتزعّمون!! فأصبحتشلوا.. بأنياب الذئاب ممزّعا
وإذا السياسة لم تفوّض أمرهاللنار.. كانت خدعة وتصنّعا!!
إنّي رأيت الكون يسجد خاشعاللحقّ.. والرشّاش.. إن نطقا معا!!!
خبّر فرنسا.. يا زمان.. بأنناهيهات في استقلالنا أن نخدعا!
واستفت يا «ديغول» شعبك.. إنهحكم الزمان.. فما عسى أن تصنعا؟
شعب الجزائر قال في استفتائهلا.. لن أبيح من الجزائر إصبعا
واختار يوم (الاقتراع) (نفمبرا)فمضى.. وصمّم أن يثور ويقرعا!!