- إنضم
- 10 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 1,181
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 37
عن صحيفة الإتحاد الإماراتية
يقول صاحب القصة : أقدم قصتي هذه الى جميع الشباب وأقول لهم : لا تنقادوا وراء الإنترنت والشات فأنا ضحية هذه البدعة ·· أقول للشباب ابتعدوا عن إقامة العلاقات الوهمية التي تتعلق بها القلوب الواهمة فتصطدم بالحقيقة المرة الزائفة فإذا حدثت الصدمة انهار كل شيء··
أقول لهم: اتركوا اللعب وتوجهوا للطريق الذي حدده الله تعالى لكم وهو اختيار ذات الدين والارتباط مباشرة بها دون المرور بعلاقات تستنزف المشاعر والأحاسيس وأكثرها وهم لا تؤدي إلى نتائج ولا تثمر وإنما تولد التعب النفسي والإحباط والفشل·· لا تعيشوا على أوهام سخيفه وإنما اتجهوا للعبادة والطاعة وتزوجوا مباشرة إنه أجمل وأحلى وأطهر للمشاعر لا تعيشوا أوهاماً قاتلة كما عشتها أنا فدمرتني وتركتني إنساناً مقتولاً لا روح فيه·· إنها شجون، سبب بلائي وتعاستي وألم حياتي المدمر الذي لا ينتهي عذابه أبداً· هل تعرفون من هي شجون؟ إنه إسم·· إسم كاذب·· مجرد كذبة أو لعبة من ألعاب الشات·· اسم وهمي استنزف كل مشاعري وعقلي وهجرني وانصرف دون أدنى كلمة، فقدت صحتي وفقدت كل شيء جميل في حياتي·· أتمنى أن يقرأ الناس قصتي ليعرفوا ماذا فعلت بي شجون·· كيف استطاعت أن تقهر رجولتي وشبابي وحولتني إلى شيخ كهل بائس وأنا في عز الشباب·· أريد أن تقرأ شجون قصتي علها تتعذب أو يستيقظ ضميرها الميت فيعرف أية جريمة ارتكبت وأي عمل بشع قد قامت به·· تلك الإنسانه الأنانية المخادعة·
استطاعت أن تخدعني وأن تسرق سبع سنوات من أجمل أيام عمري ودون أية كلمة·· هكذا أخذت كل شيء وانصرفت·· ذهبت شجون وتركت وراءها إنساناً ضائعاً تائهاً لا يعرف ماذا يفعل··
لم أكن مختلفاً عن باقي الشباب في مثل سني فقد كنت في العشرين من عمري وعلى درجة من الوسامة وكنت طالباً جامعياً مميزاً بشخصية محبوبة ومرحة ولكني لم أكن عابثاً لأنني لم أكن مقتنعاً بما يقوم به الشباب من حولي من علاقات هدفها الوحيد العبث واللعب والمتعة، وفي صيف عام 1994 قررت أن أنظم إلى الكورس الصيفي الذي تطرحة الجامعة لتعويض مادة فاتتني فلم أكن طالباً مجتهداً جداً وإنما كانت درجاتي على الحافة تقريباً··
في أحد الأيام الحارة قال لي صديقي: دعنا ندخل قاعة الإنترنت حيث يوجد هناك ما يسمى بـ (الشات) وزين لي الأمر للتسليه مع الفتيات والحديث معهن بمختلف الامور·· لم أكن اعرف شيئاً عن الانترنت ولكن صديقي أصر على تعليمي·· المهم تحدثت مع أول فتاة وكانت تسمي نفسها شجون وهو اسم وهمي طبعاً تبادلت معها حديثاً كله كذب·· أسماء كاذبة وأخبار كاذبة ومواصفات خادعة·· وهذه بداية اللعبة·· استمر الحال حوالى ساعة وتكرر ذلك يومياً·· بعدها صرت أقضي الساعات أمام الشاشة بدون وعي وتفكير وأنا أتحدث معها·· وفي احدى المرات أعطيتها رقم هاتفي لتتحدث معي· وفجأة انقطعت شجون عن الشات ولم أجدها كان ذلك مفاجأة كبيرة لي وصرت أفكر بها كثيراً وطوال الوقت حتى أصبحت همي الوحيد أخيراً انتهى الكورس الصيفي برسوبي طبعاً لإهمالي دروسي وانقيادي وراء الشات·· مرت الأيام وأنا في تفكير دائم بها وأحس بأن المعجزة ربما تحدث وتعود شجون للتحدث معي عبر الشات ولم أكن أتوقع أبداً بأن المعجزة ستكون أكبر من ذلك بكثير إذ رن جرس الهاتف وإذا بصوت رقيق يخترق أذني·· لم أصدق نفسي وتخيلت بأنني أحلم عندما أخبرتني بأنها شجون····· شجون؟ طرت من الفرح والسعادة·· حدثتها كما لو كنت أعرفها منذ زمن طويل·· وبقيت أتحدث معها لمدة ساعتين وأنا أدعو ربي بأن لا تنتهي هذه المكالمة أبداً وأن يتوقف الزمن عند هذه اللحظات الجميلة حيث كنت أحدثها بمرح وبهجة وهي تضحك بسعادة بالغة·· المهم فقد تواصلنا بالإتصال لمدة ستة شهور وبشكل متواصل يومياً ولم أحاول أن أعرف اسمها الحقيقي وكان همي الوحيد هو أن لا تزعل ولا تغضب مني وتستمر بالتحدث معي وقد أخبرتها كل شيء عن نفسي ولم أكذب عليها في شيء أبداً·· وقد عاهدت نفسي بأن لا أكذب عليها وأن أحاول ألا أخسرها أو أسيء إليها بشي أبداً فقد أحببتها بشكل كبير جداً على الرغم من عدم رؤيتي لها·· نعم لقد أحببتها من صوتها ومن صدق المشاعر والأحاسيس التي أحسستها، وأحببتها لرقتها وشفافيتها·· أحببتها جداً ولكن····
قررت مصارحتها بما يجول في قلبي وعقلي وعلى الرغم من خوفي الشديد من رفضها إلا أنني تجرأت وصارحتها بأحاسيسي كلها·· وسكتت على الهاتف·· وكاد قلبي أن يتوقف ثم قالت: سوف أتركك الآن·· مع السلامة· وأغلقت الخط وقد اعتقدت بأنني فقدتها إلى الأبد وهرب الدم من عروقي وكدت أموت لولا أنها عادت فاتصلت وأخبرتني بأنها تبادلني نفس الشعور مع أنها لا تعرف ما هو شكلي وأنا أيضاً لا أعرف شكلها· أحببنا بعضنا بشدة وصارت تشجعني على الدراسة وصرت أنجح وكنت عندما تنتهي محاضراتي اليومية أعود مباشرة إلى البيت للدراسة أو لانتظار مكالماتها تاركاً وراء ظهري كل شيء آخر في هذا العالم وقد مرت السنون ودخلت شجون الجامعة ودخلت بنفس تخصصي وصرنا نكمل المشوار سوية نشجع بعضنا ونناقش الدروس وننجح بمعدلات مرتفعة·· تخيلوا كم أحببنا بعضنا وكم تعلقت بها وأنا لا أعرف حتى اسمها الحقيقي·· وأخيراً طلبت مني أن تراني في مكان عام من بعيد وأن أراها وكان هذا هو حلمي الكبير ولو أن ذلك لن يغير من عواطفي نحوها وقد وضعت نفسي أمام احتمالات متعددة وقررت بأن شكلها لن يغير من عواطفي نحوها مهما كان·· وقد حدثت المفاجأة عندما رأيتها فقد كانت جميلة جداً بشكل يفوق كل تصوراتي·· لذلك فقد ازداد حبي لها وتعلقي بها بشكل كبير كبير جداً· لم أفكر بأن أنظر لفتاة أخرى أبداً ولم أفكر بايذائها أبداً·· كنا نتقاسم السعادة والحزن·· كنا نتشارك بكل الأفكار·· كنا نتفهم بعضنا البعض لدرجة أنها صارت تعرف مايدور بداخلي دون أن أتكلم لقد تغيرت حياتي في تلك السنوات من السيء إلى الممتاز·· تغير تفكيري وابتعدت عن كل ما هو سيء لا تحبه شجون·· ابتعدت عن التدخين وابتعدت عن السرعة في قيادة السيارة وابتعدت عن قضاء الوقت مع الشباب·· وصارت شجون هي كل حياتي أعيش لأجلها وأتنفس الهواء لأن فيه شيئاً من أنفاسها·· انتظر كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة لأعبر لها عن مشاعري وأرسل الخواطر الجميلة الحساسة·· نسيت من حولي وكل ما أعرفه في الدنيا هو شجون ولم أفكر بأن أعرف عنها أكثر من ذلك لأني أعيش الحب المخلص الخالص من كل تفكير دنيء أو استغلال·· الحب الشريف الطاهر الذي لا يتدنس أبداً·
تخرجت من الجامعة وصرت مؤهلاً للتقدم لخطبتها وكان هذا هو حلمي الوحيد الذي عشت من أجله وصارحتها برغبتي تلك ولكنها أخبرتني بأن والدها لن يقبل بهذا الزواج لأنني لست من جنسيتها وأخذت ألح عليها بأن أتقدم لوالدها وسأحاول اقناعه بكل الطرق الممكنه ولكنها رفضت ذلك لخوفها من أن أباها سوف يقتلها إذا عرف بأمر هذه العلاقة وطلبت مني أن أجمع مبلغاً كبيراً من المال من أجل اقناع والدها بامكانيتي المادية··
وصرت أعمل بشكل جاد وكبير ولا أصرف شيئاً من أجل أن أحقق حلمي، وفعلاً استطعت أن أجمع مبلغاً طيباً وكنت مستعداً لكل طلبات والدها مهما كانت وقد بدأت بالإلحاح عليها لإعطائي اسمها الحقيقي واسم والدها وعنوانهم من أجل أن أتقدم إليها فيتحقق حلمنا ونكون أسرة سعيدة متحابه يملؤها الإخلاص والفرح·· فماذا كان من شجون؟ شجون التي صنتها وأخلصت لها·· شجون التي من أجلها صنعت المعجزات·· شجون التي غيرت حياتي·· شجون التي نذرت لها عمري وشبابي·· شجون التي حلمت بأن تكون عروسي الجميلة·· ماذا حدث من شجون؟·· لا شيء ببساطة·· هكذا قالت مع السلامة وذهبت إلى الأبد بلا رجعة وبلا أثر استدل عليها من خلاله هكذا وبكل بساطة وبدون أية مقدمات اختفت شجون·· أغلقت الهاتف الذي كانت تتحدث معي من خلال وكتمت أنفاسه إلى الأبد·· جلست انتظر وأنتظر يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وثانية بعد ثانية·· يمر الزمن ولا وجود لشجون·· مرت الأيام والأشهر والسنون وأنا أنتظر معجزة أسمها شجون·· الدموع تنهمر من عيني وقلبي يتقطع ولا معجزة تحدث ولا وجود لشجون·· نعم لقد ضاعت شجون·· لم يعد لها وجود·· تبخرت·· بحثت عنها وأين أبحث؟ إنها إبره في كومة كبير ةمن قش·· فقدت كل شيء تمزقت مشاعري واحترق قلبي وبعد أن كنت ممتلئاً بالحيوية، أصبحت كئيباً يائساً·· أصبت بانهيار عصبي ورقدت في المستشفى وتضاءلت صحتي شيئاً فشيئاً واصبت بارتفاع الضغط وبأمراض لا أعرف لها أولاً ولا آخر·
أصبحت إنساناً آخر·· بعد ما كنت أحب كل الناس أصبحت أكرههم·· حتى نفسي كرهتها·· كرهت الأكل وأصبحت لا أثق بأحد أبداً حتى أني فقدت كل أصدقائي وفقدت محبة أخوتي وأهلي فقد أصبحت خشناً جافاً لا أعرف المجاملة قاسي القلب كريه اللسان لقد تدمرت نفسياً وعقلياً وعاطفياً·· لقد دمرت كل أحلامي وحياتي·· عدت للتدخين وصرت أدخن النرجيلة وأجلس في المقاهي إلى ساعة متأخره أصاب بدوار يفقدني عقلي واستمر في تدخين الشيشه مع أني لا أحبها وكأنني أعاقب نفسي·· انقضت أموالي كلها في تفاهات·· تعرضت لأربعة حوادث وأنا أقود سيارتي بسرعة وتكررت الإنذارات في عملي لأنني أصحبت لا أركز ولا ألتزم بدوامي·
جربت أن أستمع لنصيحة أهلي وأن أتقدم لأخرى وأتزوجها·· إلا أنني قوبلت برفض الفتيات لي·· أتدرون لماذا؟ لأنني فقدت الوسامة وفقدت الجاذبية وصار شكلي هزيلاً وكأنني مصاب بمرض خطير·· عابس الوجه مكفهر النظرات أعيش بدوامة سوداء كئيبة·· فكرت بالانتحار ولكني سوف أموت كافراً فأخسر الآخرة كما خسرت الدنيا وأتساءل ألف ألف مرة يومياً·· لماذا تركتني شجون ماذا فعلت بها؟·· هل هذا هو جزاء حبي لها؟ هل هذا جزاء إخلاصي؟·· لماذا فعلت شجون ذلك؟ لم قتلتني؟ لم دمرتني وأحرقتني؟ ماذا فعلت لأستحق منها كل ذلك؟ لماذا تركتني؟
لا توجد هناك أية أسباب·· وحتى لو كانت هنالك أسباب لِمَ لم تخبرني بها؟ ولم لم تعطني فرصة التقدم إليها أو مجرد المحاولة؟ لم رضيت بأن تمر معي بهذه العلاقة وهي تعرف بأنها كاذبة وغير حقيقية؟ لم فعلت بي ذلك·· لم تركتني شجون وإلى أين رحلت؟·
استطاعت أن تخدعني وأن تسرق سبع سنوات من أجمل أيام عمري ودون أية كلمة·· هكذا أخذت كل شيء وانصرفت·· ذهبت شجون وتركت وراءها إنساناً ضائعاً تائهاً لا يعرف ماذا يفعل··
لم أكن مختلفاً عن باقي الشباب في مثل سني فقد كنت في العشرين من عمري وعلى درجة من الوسامة وكنت طالباً جامعياً مميزاً بشخصية محبوبة ومرحة ولكني لم أكن عابثاً لأنني لم أكن مقتنعاً بما يقوم به الشباب من حولي من علاقات هدفها الوحيد العبث واللعب والمتعة، وفي صيف عام 1994 قررت أن أنظم إلى الكورس الصيفي الذي تطرحة الجامعة لتعويض مادة فاتتني فلم أكن طالباً مجتهداً جداً وإنما كانت درجاتي على الحافة تقريباً··
في أحد الأيام الحارة قال لي صديقي: دعنا ندخل قاعة الإنترنت حيث يوجد هناك ما يسمى بـ (الشات) وزين لي الأمر للتسليه مع الفتيات والحديث معهن بمختلف الامور·· لم أكن اعرف شيئاً عن الانترنت ولكن صديقي أصر على تعليمي·· المهم تحدثت مع أول فتاة وكانت تسمي نفسها شجون وهو اسم وهمي طبعاً تبادلت معها حديثاً كله كذب·· أسماء كاذبة وأخبار كاذبة ومواصفات خادعة·· وهذه بداية اللعبة·· استمر الحال حوالى ساعة وتكرر ذلك يومياً·· بعدها صرت أقضي الساعات أمام الشاشة بدون وعي وتفكير وأنا أتحدث معها·· وفي احدى المرات أعطيتها رقم هاتفي لتتحدث معي· وفجأة انقطعت شجون عن الشات ولم أجدها كان ذلك مفاجأة كبيرة لي وصرت أفكر بها كثيراً وطوال الوقت حتى أصبحت همي الوحيد أخيراً انتهى الكورس الصيفي برسوبي طبعاً لإهمالي دروسي وانقيادي وراء الشات·· مرت الأيام وأنا في تفكير دائم بها وأحس بأن المعجزة ربما تحدث وتعود شجون للتحدث معي عبر الشات ولم أكن أتوقع أبداً بأن المعجزة ستكون أكبر من ذلك بكثير إذ رن جرس الهاتف وإذا بصوت رقيق يخترق أذني·· لم أصدق نفسي وتخيلت بأنني أحلم عندما أخبرتني بأنها شجون····· شجون؟ طرت من الفرح والسعادة·· حدثتها كما لو كنت أعرفها منذ زمن طويل·· وبقيت أتحدث معها لمدة ساعتين وأنا أدعو ربي بأن لا تنتهي هذه المكالمة أبداً وأن يتوقف الزمن عند هذه اللحظات الجميلة حيث كنت أحدثها بمرح وبهجة وهي تضحك بسعادة بالغة·· المهم فقد تواصلنا بالإتصال لمدة ستة شهور وبشكل متواصل يومياً ولم أحاول أن أعرف اسمها الحقيقي وكان همي الوحيد هو أن لا تزعل ولا تغضب مني وتستمر بالتحدث معي وقد أخبرتها كل شيء عن نفسي ولم أكذب عليها في شيء أبداً·· وقد عاهدت نفسي بأن لا أكذب عليها وأن أحاول ألا أخسرها أو أسيء إليها بشي أبداً فقد أحببتها بشكل كبير جداً على الرغم من عدم رؤيتي لها·· نعم لقد أحببتها من صوتها ومن صدق المشاعر والأحاسيس التي أحسستها، وأحببتها لرقتها وشفافيتها·· أحببتها جداً ولكن····
قررت مصارحتها بما يجول في قلبي وعقلي وعلى الرغم من خوفي الشديد من رفضها إلا أنني تجرأت وصارحتها بأحاسيسي كلها·· وسكتت على الهاتف·· وكاد قلبي أن يتوقف ثم قالت: سوف أتركك الآن·· مع السلامة· وأغلقت الخط وقد اعتقدت بأنني فقدتها إلى الأبد وهرب الدم من عروقي وكدت أموت لولا أنها عادت فاتصلت وأخبرتني بأنها تبادلني نفس الشعور مع أنها لا تعرف ما هو شكلي وأنا أيضاً لا أعرف شكلها· أحببنا بعضنا بشدة وصارت تشجعني على الدراسة وصرت أنجح وكنت عندما تنتهي محاضراتي اليومية أعود مباشرة إلى البيت للدراسة أو لانتظار مكالماتها تاركاً وراء ظهري كل شيء آخر في هذا العالم وقد مرت السنون ودخلت شجون الجامعة ودخلت بنفس تخصصي وصرنا نكمل المشوار سوية نشجع بعضنا ونناقش الدروس وننجح بمعدلات مرتفعة·· تخيلوا كم أحببنا بعضنا وكم تعلقت بها وأنا لا أعرف حتى اسمها الحقيقي·· وأخيراً طلبت مني أن تراني في مكان عام من بعيد وأن أراها وكان هذا هو حلمي الكبير ولو أن ذلك لن يغير من عواطفي نحوها وقد وضعت نفسي أمام احتمالات متعددة وقررت بأن شكلها لن يغير من عواطفي نحوها مهما كان·· وقد حدثت المفاجأة عندما رأيتها فقد كانت جميلة جداً بشكل يفوق كل تصوراتي·· لذلك فقد ازداد حبي لها وتعلقي بها بشكل كبير كبير جداً· لم أفكر بأن أنظر لفتاة أخرى أبداً ولم أفكر بايذائها أبداً·· كنا نتقاسم السعادة والحزن·· كنا نتشارك بكل الأفكار·· كنا نتفهم بعضنا البعض لدرجة أنها صارت تعرف مايدور بداخلي دون أن أتكلم لقد تغيرت حياتي في تلك السنوات من السيء إلى الممتاز·· تغير تفكيري وابتعدت عن كل ما هو سيء لا تحبه شجون·· ابتعدت عن التدخين وابتعدت عن السرعة في قيادة السيارة وابتعدت عن قضاء الوقت مع الشباب·· وصارت شجون هي كل حياتي أعيش لأجلها وأتنفس الهواء لأن فيه شيئاً من أنفاسها·· انتظر كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة لأعبر لها عن مشاعري وأرسل الخواطر الجميلة الحساسة·· نسيت من حولي وكل ما أعرفه في الدنيا هو شجون ولم أفكر بأن أعرف عنها أكثر من ذلك لأني أعيش الحب المخلص الخالص من كل تفكير دنيء أو استغلال·· الحب الشريف الطاهر الذي لا يتدنس أبداً·
تخرجت من الجامعة وصرت مؤهلاً للتقدم لخطبتها وكان هذا هو حلمي الوحيد الذي عشت من أجله وصارحتها برغبتي تلك ولكنها أخبرتني بأن والدها لن يقبل بهذا الزواج لأنني لست من جنسيتها وأخذت ألح عليها بأن أتقدم لوالدها وسأحاول اقناعه بكل الطرق الممكنه ولكنها رفضت ذلك لخوفها من أن أباها سوف يقتلها إذا عرف بأمر هذه العلاقة وطلبت مني أن أجمع مبلغاً كبيراً من المال من أجل اقناع والدها بامكانيتي المادية··
وصرت أعمل بشكل جاد وكبير ولا أصرف شيئاً من أجل أن أحقق حلمي، وفعلاً استطعت أن أجمع مبلغاً طيباً وكنت مستعداً لكل طلبات والدها مهما كانت وقد بدأت بالإلحاح عليها لإعطائي اسمها الحقيقي واسم والدها وعنوانهم من أجل أن أتقدم إليها فيتحقق حلمنا ونكون أسرة سعيدة متحابه يملؤها الإخلاص والفرح·· فماذا كان من شجون؟ شجون التي صنتها وأخلصت لها·· شجون التي من أجلها صنعت المعجزات·· شجون التي غيرت حياتي·· شجون التي نذرت لها عمري وشبابي·· شجون التي حلمت بأن تكون عروسي الجميلة·· ماذا حدث من شجون؟·· لا شيء ببساطة·· هكذا قالت مع السلامة وذهبت إلى الأبد بلا رجعة وبلا أثر استدل عليها من خلاله هكذا وبكل بساطة وبدون أية مقدمات اختفت شجون·· أغلقت الهاتف الذي كانت تتحدث معي من خلال وكتمت أنفاسه إلى الأبد·· جلست انتظر وأنتظر يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وثانية بعد ثانية·· يمر الزمن ولا وجود لشجون·· مرت الأيام والأشهر والسنون وأنا أنتظر معجزة أسمها شجون·· الدموع تنهمر من عيني وقلبي يتقطع ولا معجزة تحدث ولا وجود لشجون·· نعم لقد ضاعت شجون·· لم يعد لها وجود·· تبخرت·· بحثت عنها وأين أبحث؟ إنها إبره في كومة كبير ةمن قش·· فقدت كل شيء تمزقت مشاعري واحترق قلبي وبعد أن كنت ممتلئاً بالحيوية، أصبحت كئيباً يائساً·· أصبت بانهيار عصبي ورقدت في المستشفى وتضاءلت صحتي شيئاً فشيئاً واصبت بارتفاع الضغط وبأمراض لا أعرف لها أولاً ولا آخر·
أصبحت إنساناً آخر·· بعد ما كنت أحب كل الناس أصبحت أكرههم·· حتى نفسي كرهتها·· كرهت الأكل وأصبحت لا أثق بأحد أبداً حتى أني فقدت كل أصدقائي وفقدت محبة أخوتي وأهلي فقد أصبحت خشناً جافاً لا أعرف المجاملة قاسي القلب كريه اللسان لقد تدمرت نفسياً وعقلياً وعاطفياً·· لقد دمرت كل أحلامي وحياتي·· عدت للتدخين وصرت أدخن النرجيلة وأجلس في المقاهي إلى ساعة متأخره أصاب بدوار يفقدني عقلي واستمر في تدخين الشيشه مع أني لا أحبها وكأنني أعاقب نفسي·· انقضت أموالي كلها في تفاهات·· تعرضت لأربعة حوادث وأنا أقود سيارتي بسرعة وتكررت الإنذارات في عملي لأنني أصحبت لا أركز ولا ألتزم بدوامي·
جربت أن أستمع لنصيحة أهلي وأن أتقدم لأخرى وأتزوجها·· إلا أنني قوبلت برفض الفتيات لي·· أتدرون لماذا؟ لأنني فقدت الوسامة وفقدت الجاذبية وصار شكلي هزيلاً وكأنني مصاب بمرض خطير·· عابس الوجه مكفهر النظرات أعيش بدوامة سوداء كئيبة·· فكرت بالانتحار ولكني سوف أموت كافراً فأخسر الآخرة كما خسرت الدنيا وأتساءل ألف ألف مرة يومياً·· لماذا تركتني شجون ماذا فعلت بها؟·· هل هذا هو جزاء حبي لها؟ هل هذا جزاء إخلاصي؟·· لماذا فعلت شجون ذلك؟ لم قتلتني؟ لم دمرتني وأحرقتني؟ ماذا فعلت لأستحق منها كل ذلك؟ لماذا تركتني؟
لا توجد هناك أية أسباب·· وحتى لو كانت هنالك أسباب لِمَ لم تخبرني بها؟ ولم لم تعطني فرصة التقدم إليها أو مجرد المحاولة؟ لم رضيت بأن تمر معي بهذه العلاقة وهي تعرف بأنها كاذبة وغير حقيقية؟ لم فعلت بي ذلك·· لم تركتني شجون وإلى أين رحلت؟·