اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً

ABOUTORAB

:: عضو مُشارك ::
إنضم
2 أكتوبر 2008
المشاركات
231
نقاط التفاعل
0
النقاط
6


الحمد لله ربِّ العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

110.gif


flower64.gif

أحبتنا في الله من أسباب دخول الجنان بعد الغل عن القلوب قال الله عز وجل : ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر : 10]
وعليه هناك أمور ينقي بها المومن قلبه من الغل و يقطع أسبابه ومنها ما ذكر في الحديث
في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهى الصحابة، عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما :( ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ،
ولزوم جماعة المسلمين ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم
) .[ رواه الترمذي والشافعي وأحمد وابن ماجة من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وصححه ابن حبان ].


وقد شرح ابن القيم هذه الحديث شرحاً موجزاً جميلاً جاء فيه:
" ... قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم ) إلى آخره، أي: لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغل والغش ومفسدات القلب وسخائمة. فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ فمن أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنه السوء والفحشاء.
... وقوله: ( ومناصحة أئمة المسلمين ) وهذا –أيضا- مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل، إذ هي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل.
وقوله: ( لزوم جماعتهم ) هذا –أيضاً- مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وغشّاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة، وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين ...
وقوله: ( فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام وهم داخلوها، لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين؛ أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم . فالدعوة تجمع شمل الأمة ، وتلُم شعثها ، وتحيط بها ، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته ".
وقال أيضاً في [مدارج السالكين (2/90)] :
" فإن القلب يغلُّ على الشرك أعظم غل ، وكذلك يغلُّ على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاً ، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص، والنصح، ومتابعة السنة ".
و بهذا الشرح الجميل يتًّضح معنى هذا الحديث، ويظهر أن له شأنا عظيماً في شريعة الإسلام.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بعد ذكر هذه الخصال الثلاث: " ... لم يقع خللٌ في دين الناس ودنياهم إلاّ بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها "



flower64.gif





حمل كتاب شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


flower64.gif

يا قارىء الخط والعينان تنظرهُ
star.gif
لا تنس صاحبه بالله واذكرهُ

وهب له دعـوةً لله خالـصةً
star.gif
لعلها في صروفِ الدهر تنصرهُ


flower64.gif

102.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أحسن الله إليكم على ما نقلتم
فوائد طيِّبة جدًا اللهم بارك

 
ولِعُموم الفائـدة أنقل هذا الكلام الطيِّب للشيخ محمد بن صالح العُثيمين -رحمه الله تعالى- من شرحه لزاد المستقنع، أسأل الله أن ينفع به:

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

ترك التشاحن : أي يأمر الإمام الناس أن يتركوا التشاحن فيما بينهم وهي : الشحناء والعداوة والبغضاء ، لأن التشاحن سبب لرفع الخير. ودليل ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم " خرج ذات يوم ليخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحا رجلان من المسلمين فرُفعت " [ أخرجه البخاري ] أي : رُفع العلم بها أي : أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنسيها من أجل التشاحن. قال العلماء : فنأخذ من هذا أنه إذا كنا نطلب الخير من الله فلابد أن ندع التشاحن فيما بيننا. فإذا قال قائل : كيف يمكن أن يزيل الإنسان ما في قلبه من الحقد أو الغل على أخيه ؟

الجواب : يستطيع الإنسان أن يتخلص من ذلك بمايلي :

أولا : أن يذكر ما في بقاء هذه العداوة من المأثم وفوات الخير ، حتى إن الأعمال تعرض على الله يوم الإثنين والخميس ، فإذا كان بين اثنين شحناء قال : " أنظروا هذين حتى يصطلحا " أي : الرب عزّوجل لا ينظر في عملك يوم الإثنين والخميس إذا كان بينك وبين أخيك شحناء .

ثانيا : أن يعلم أن العفو والإصطلاح فيه خير كثير للعافي ، وأنه لا يزيده ذلك العفو إلا عزا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " [ أخرجه مسلم ] .

ثالثا : أن يعلم أن الشيطان ـ وهو عدوه ـ هو الذي يوقد نار العداوة والشحناء بين المؤمنين ، لأنه يحزن أن يرى المسلمين متآلفين متحابين ويفرح إذا رآهم متفرقين والعداوة والشحناء بينهم . فإذا ذكر الإنسان المنافع والمضار فإنه لابد أن يأخذ ما فيه المصالح والمنافع ، ويدع ما فيه المضار والمفاسد . فعليك أن تجاهد نفسك ولو أهنتها في الظاهر ، فإنك تعزها في الحقيقة ، لأن من تواضع لله رفعه ،وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا . وجرب تجد أنك إذا فعلت هذا الشيء وعفوت وأصلحت ما بينك وبين إخوانك تجد أنك تعيش في راحة وطمأنينة وانشراح صدر وسرور قلب ، لكن إذا كان في قلبك حقد عليهم أو عداوة فإنك تجد نفسك في غاية ما يكون من الغم والهم ، ويأتيك الشيطان بكل احتمالات يحتملها كلامه ، أي : لو احتمل كلامه الخير والشر قال لك الشيطان : احمله على الشر . مع أن المشروع أن يحمل الإنسان كلام إخوانه على الخير ما وجد له محملا . فمتى وجدت محملا للخير فاحمله على الخير ، سواء في الأقوال أو في الأفعال ، ولا تحمله على الشر . وبعض الناس ـ والعياذ بالله ـ يحمل الفعل أو القول على الشر ثم يؤزه الشيطان إلى أن يتجسس على أخيه ، ويتابع أخاه ، وينظر ماذا فعل ؟ وماذا قال ؟ فتجده دائما يحلل أقواله وأفعاله ، وليته يحمله على الأحسن ، أو على الحسن ، ولكن على السيء والأسوء ، وذلك بإيحاء الشيطان ـ والعياذ بالله ـ والذي يجب على المؤمن إذا رأى من أخيه ما يحتمل الخير أو الشر أن يحمله على الخير ما لم توجد قرائن قوية تمنع حمله على الخير ، فهذا شيء آخر ، فلو صدر مثل هذا ، من رجل معروف بالسوء ومعروف بالفساد ما كان بأس أن تحمله على ما يحتمله كلامه ، أما رجل مستور ولم يعلم عنه الشر ، فإذا وجد في كلامه ، أو في فعاله ما يحتمل الخير والشر فاحمله على الخير حتى تستريح . وربما يصاب هذا الرجل الذي يتبع عورات الناس وأخطاءهم القولية والفعلية بأن يسلط الله عليه من يتابعه هو بنفسه ، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته .

المصدر :
الشرح الممتع على زاد المستقنع
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [ ج 2 ص 341 ] .

 
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اخي على الموضوع
وفقك الله و رعاك
 
بارك الله فيكم، أستفدت منكما، و عرفت غاية الأدب كيف يكون، أسأل أن يرزقني و كل مؤمن فاضل حسن الخلق وسلامة الصدر و طمأنينة القلب.
وفقكم الله الى ما فيه رضاه.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top