الحمد لله ربِّ العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتنا في الله من أسباب دخول الجنان بعد الغل عن القلوب قال الله عز وجل : ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر : 10]
وعليه هناك أمور ينقي بها المومن قلبه من الغل و يقطع أسبابه ومنها ما ذكر في الحديث في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهى الصحابة، عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما :( ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ،
ولزوم جماعة المسلمين ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) .[ رواه الترمذي والشافعي وأحمد وابن ماجة من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وصححه ابن حبان ].
وقد شرح ابن القيم هذه الحديث شرحاً موجزاً جميلاً جاء فيه:
" ... قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم ) إلى آخره، أي: لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغل والغش ومفسدات القلب وسخائمة. فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ فمن أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنه السوء والفحشاء.
... وقوله: ( ومناصحة أئمة المسلمين ) وهذا –أيضا- مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل، إذ هي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل.
وقوله: ( لزوم جماعتهم ) هذا –أيضاً- مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وغشّاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة، وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين ...
وقوله: ( فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام وهم داخلوها، لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين؛ أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم . فالدعوة تجمع شمل الأمة ، وتلُم شعثها ، وتحيط بها ، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته ".
وقال أيضاً في [مدارج السالكين (2/90)] :
" فإن القلب يغلُّ على الشرك أعظم غل ، وكذلك يغلُّ على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاً ، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص، والنصح، ومتابعة السنة ".
و بهذا الشرح الجميل يتًّضح معنى هذا الحديث، ويظهر أن له شأنا عظيماً في شريعة الإسلام.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بعد ذكر هذه الخصال الثلاث: " ... لم يقع خللٌ في دين الناس ودنياهم إلاّ بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها "
حمل كتاب شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
أحبتنا في الله من أسباب دخول الجنان بعد الغل عن القلوب قال الله عز وجل : ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر : 10]
وعليه هناك أمور ينقي بها المومن قلبه من الغل و يقطع أسبابه ومنها ما ذكر في الحديث في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهى الصحابة، عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما :( ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ،
ولزوم جماعة المسلمين ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) .[ رواه الترمذي والشافعي وأحمد وابن ماجة من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وصححه ابن حبان ].
وقد شرح ابن القيم هذه الحديث شرحاً موجزاً جميلاً جاء فيه:
" ... قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم ) إلى آخره، أي: لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغل والغش ومفسدات القلب وسخائمة. فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ فمن أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنه السوء والفحشاء.
... وقوله: ( ومناصحة أئمة المسلمين ) وهذا –أيضا- مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل، إذ هي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل.
وقوله: ( لزوم جماعتهم ) هذا –أيضاً- مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وغشّاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة، وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين ...
وقوله: ( فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام وهم داخلوها، لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين؛ أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم . فالدعوة تجمع شمل الأمة ، وتلُم شعثها ، وتحيط بها ، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته ".
وقال أيضاً في [مدارج السالكين (2/90)] :
" فإن القلب يغلُّ على الشرك أعظم غل ، وكذلك يغلُّ على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاً ، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص، والنصح، ومتابعة السنة ".
و بهذا الشرح الجميل يتًّضح معنى هذا الحديث، ويظهر أن له شأنا عظيماً في شريعة الإسلام.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بعد ذكر هذه الخصال الثلاث: " ... لم يقع خللٌ في دين الناس ودنياهم إلاّ بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها "
حمل كتاب شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
يا قارىء الخط والعينان تنظرهُ
لا تنس صاحبه بالله واذكرهُ
وهب له دعـوةً لله خالـصةً
لعلها في صروفِ الدهر تنصرهُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته