ديسق
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 3 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 414
- نقاط التفاعل
- 899
- النقاط
- 21
إكتشف تقلباتك المزاجية..؟
ليس الإنسان في حالة مزاجية واحدة , فهو أحيانا رائق وأحيانا أخرى متوتر, والأمر لا إلى أفعال
إرادية دائما , بل بعضها يرتبط بالتقلبات الجوية , وبعضها بالبيئية , وبعضها بما لانعلم...
المهم أن علينا أن نعرف ماذا يدور في أمزجتنا , حتى لا نسمح لتعكر المزاج أن يفرض علينا
شروطه .
وبالطبع فإنه يمكن لتقلباتك المزاجية أن تكون خداعة للغاية , فيمكنها وهي تفعل ذلك فعلا , أن
تقودك إلى الإعتقاد أن حياتك اسوأ مما هي عليه فعلا.
فعندما يكون مزاجك صافيا تبدو الحياة رائعة , حيث تنظر للأمور بمنظار سليم وتتمتع كذلك بالفطنه
والحكمة , فمزاج الإنسان عندما يكون رائقا فإنه لن يرى أن الأمور على درجة كبيرة من السوء ,
بل تبدو المشكلات أقل صعوبة وأكثر طواعية للحل , وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل
يسر , وإذا حدث وانتقدك شخص ما , فإنك تتقبل ذلك بصدر رحب.
وعلى العكس , إذا كان مزاجك غير رائق , فإن الحياة تبدو لك صعبة ومضجرة بدرجة لا تحتمل ,
وتكون نضرتك للأمور غير سليمة , كما تأخذ الأمور بمحمل شخصي , وغالبا ما تسيء الظن بمن
حولك , حيث تنسب إلى تصرفاتهم دوافع شريرة.
والمشكلة إن الناس لا يدركون أن أمزجتهم دائمة التقلب وبدلا من ذلك يعتقدون أن حياتهم قد
انقلبت إلى الأسوأ من السابق , ولذا فإن الرجل الذي يتمتع بمزاج رائق منذ الصباح قد يشعر
بالحب تجاه زوجته ووظيفته واحبائه , وربما يشعر بالتفاؤل بشأن مستقبله وبالرضا عن ماضيه ,
ولكن في الظهيرة , إذا كان المزاج متعكرا , فقد يقول : إنه يكره وظيفته , ويعتقد أن زوجته
مزعجة , وأن أقربائه لا يستحقون المحبة منه وأنه لن يحقق هدفا في مستقبله العملي , ولو سألته
عن طفولته لربما أخبرك أنها كانت صعبة للغاية , وربما ألقى اللوم على أبويه وعائلته.
قد تبدو هذه التناقضات السريعة والجذرية ضربا من السخف , إلا أننا جميعا سواء في ذلك , فعندما
يتعكر مزاجنا نفقد نظرتنا الصائبة للأمور , ويبدو كل شئ كما لو كان سيئا , وننس تماما أنه عندما
يكون مزاجنا صافيا يبدو كل شئ على حال أفضل , إننا نتعرض لذات الظروف بشكل مختلف تمام
الأختلاف , تبعا لحالتنا المزاجية , فعندما يتعكر مزاجنا , فبدلا من إلقاء اللوم على المزاج المتعكر
نتجه إلى الشعور بأن حياتنا برمتها سيئة , وكأن حياتنا قد انهارت فعلا في الساعة أو الساعتين
الماضيتين.
بينما في الحقيقة أن حياتنا لا تكون على نفس درجة السوء التي تبدو عليها عندما يتعكر مزاجنا .
ولذا , فبدلا من الإستمرار في الإعتقاد بأن الحياة هي فعلا سيئة , عليك أن تتعلم التشكيك في هذا
الحكم ومحاولة معرفة الدوافع ورائه في المزاج , فعندما يتعكر مزاجك , تعلم أن تنظر إليه على أنه
: حالة طارئة , قد تحدث لنا ولكنها سوف تزول مع مرور الوقت , إذا كنت تركتها وشأنها , إن
المزاج المتعكر لا يتعبر الوقت المناسب لتحليل حياتك , ولذلك فهو بمثابة إنتحار عاطفي .
فإن كان لديك مشكلة لها ما يبررها , فإنها ستبقى بعد تحسن مزاجك لتحاول إصلاحها , والحيلة في
هذه الحالة تتمثل في أن تشعر بالإمتنان عندما يصفو مزاجك , وإن تتقبل الأمور عندما يتعكر وألا
تأخذها على درجة كبيرة من الجدية , وفي المرة التالية التي تشعر فيها بتعكر مزاجك , لأي سبب
كان , فإن عليك أن تذكر نفسك بـ (إن ذلك أيضا سوف يمر).
الكاتب: م.يوسف مزهر يحيى عباس