
همسات في أذن كل طبيب
انظر الى قول بعض العامة :لقد خرجت من عندالطبيب فلان وقد تعافيت !... وهولم يشتري الوصفة ويتناول الدواء بعد ... وهذا والله صحيح ... وصدقوني ان الطبيب يشفي في كثير من الاحيان بسمته وكلامه اكثر من طبه ودوائه ... تأمل كيف يمدح الناس طبيبهم المفضل ... يتكلمون عن سمته وبسماته وحلاوةكلماته وطيب لقائه ووداعه اكثر بكثير مما يتطرقون الى نوعية ادويته ووصفاته وتنوع محاليله وعلاجاته ...
وهل تعتقد ان دواءك هو الذي يشفي العليل ويبرئ الاكمه والاصم والسليل ؟... ان الادوية قد تساعد على اختفاء الاعراض وقد تسرع التماثل للصحة والشفاء ولكن باذن الله ورحمته وعفوه وقدرته... الم يحدث معك ان جاءك مريضين مصابين بنفس العلة والداء ووصفت لهما نفس العينة من الدواء... ثم خرجا ... واحد عاداليك بعد اسبوع يشكرك والآخر مضى الى ربه واتاك قريبه يخبرك وقد يشكوك ويفجرك ؟...
لماذا يرتاح المرضى لطبيب ويذهبون اليه راضين مبتهجين وينفرون من اخرولايقصدونه الا مضطرين ومكرهين؟... لماذا عيادة ذلك الطبيب ملآى بالمراجعين بينماعيادة الآخر على عروشها خاوية والشهادات واحدة والخبرات متقاربة؟...
ان في الامر سرا :واذا اردت ان تكون من اهل النجاح فابحث عن هذا السر وتأكد انه بداخلك ولاتستطيع كل كليات الطب في العالم ان تمنحك اياه بتزكية تأخذها او ورقة تملكهاولابشهادة او شهادات تنالها ...
الهمسة الأولى
أهتم بمظهرك

يجب على كل من يتعرض للعمل العام والاختلاط بالناس ان يحافظ على مستوى مقبولا من حسن المظهر وترتيب الهندام وتصفيف الشعر ونظافة الثوب وطيب الرائحة ...
والطبيب من اكثر الناس اختلاطا بالمجتمع واتصالا بأفراده واحتكاكا بكل الوان طيفه وشرائحه ... فلابد ان يولي لمظهره اهتماماخاصا ولأناقته عناية زائدة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال احد الصحابة : يا رسول الله ان احدنا يحب ان يكون ثوبه جميلا ونعله جميلة قال : ليس ذلك بالكبر . ان الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس) .
ان حسن مظهر الطبيب يبعث في نفس الطبيب (الهدوء والسكينة) مما يساعده على (سلامة التفكير).
ويبعث في نفس المريض (الراحة والطمأنينة) مما يزيد في تفاؤله (بالبرء والشفاء) .
ويخلع على الطبيب (الهيبة والوقار)مما يفرض على مريضه (الاحترام والتقدير) فيكون كلام الطبيب أعظم أثرا واقوي مفعولافي نفس المريض .
ويبعث في نفس المريض (الراحة والطمأنينة) مما يزيد في تفاؤله (بالبرء والشفاء) .
ويخلع على الطبيب (الهيبة والوقار)مما يفرض على مريضه (الاحترام والتقدير) فيكون كلام الطبيب أعظم أثرا واقوي مفعولافي نفس المريض .
الهمسة الثانية
أتقن مهنتك

ان اتقان العمل لهو اهم خصائص الطبيب الناجح...ان اهم ما يهم المريض في الطبيب هو ان يكون حاذقا في مهنته ماهرا في صنعته متقنا لفنه ... فالمريض عندما يأتيك... يأتي باحثا عن العلاج والدواء ... واكثر ما يهمه هو ان يجد عندك الدواء الناجع والعلاج النافع ... يجب الاتغفل عن هذه الحقيقة الهامة ... انظر وتأمل... في هذا الذي يدفع الكثير من المرضى في بلادنا الى الذهاب الى الغرب بحثا عن العلاج ؟... اليس لانهم يعتقدون بأن (جاك وميشيل وباتريك) هم اتقن لفن الطب من (أحمد ومحمد وعبدالله)؟ !!!...
نحن – معاشر المسلمين – جاءنا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... لو فهمناه كماينبغي ... وانزلناه منزلته التي اليها يرتقي ... ووضعناه موضع التطبيق في كل عمل نعمله او كل صنيع نصنعه ... لتغير حالنا وارتقت درجاتنا وعلت مكانتنا... الا وهوحديث ( الاتقان)... انظر الى روعة كلامه صلى الله عليه وسلم : (ان الله فرض الاحسان على كل شيء) رواه مسلم... والاحسان هو : الاتقان... فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاتقان فرضا في كل عمل نعمله او كل امر نتناوله... وقال صلى الله عليه وسلمفي حديث اخر : (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) . والعجيب !... ان أمة جاءها هذين الحديثين لهي أبعد ما تكون في وقتها الراهن عن الاتقان!... بينما هي احوج ما تكون اليه ... انظراليها كيف تشكو الضعف والخذلان ... وكيف هي تتقلب في مراتع الذل والهوان !...
وكيف يتقن الطبيب مهنته ؟
ان تداوم على مطالعة كتبك الطبية ومصادرك العلمية : ( بمناسبة )عندما تعترضك حالةتوجب عليك استذكاربعضا من المعلومات التي نسيتها( او بغيرمناسبة)كاجراء مراجعات دورية شاملة لمنهاج اختصاصك .
ان يكون لك اشتراكات في المجلات التخصصية والدوريات الشهرية والنشرات الطبية : كي تطلع على كل جديد في تخصصك.
ان تحضر المؤتمرات الطبية السنوية : فلهذه المؤتمرات فوائد جمة : فهي تسهم في اطلاعك على كل جديد في اختصاصك بالاضافة انها تحثك على مداومةالمذاكرة والمطالعة .
ان تشارك مشاركة فعالة في الندوات واللقاءات الطبيةالدورية : وذلك من خلال : الاعداد لهذه اللقاءات والمشاركة في المناقشات والتشخيصات والعلاجات والتعليقات حيث لها فائدة كبيرة في حثك للاستزادة من البحث والعلم والمعرفة.
ان يكون لك اشتراكات في المجلات التخصصية والدوريات الشهرية والنشرات الطبية : كي تطلع على كل جديد في تخصصك.
ان تحضر المؤتمرات الطبية السنوية : فلهذه المؤتمرات فوائد جمة : فهي تسهم في اطلاعك على كل جديد في اختصاصك بالاضافة انها تحثك على مداومةالمذاكرة والمطالعة .
ان تشارك مشاركة فعالة في الندوات واللقاءات الطبيةالدورية : وذلك من خلال : الاعداد لهذه اللقاءات والمشاركة في المناقشات والتشخيصات والعلاجات والتعليقات حيث لها فائدة كبيرة في حثك للاستزادة من البحث والعلم والمعرفة.
الهمسة الثالثة
لا تطعن ولا تشهر بزملائك
لا يجوز للطبيب وتحت أي ظرف كان ان ينتقد زميله لابوجوده ولا بغيابه لاامام المريض ولا بوجود الناس ...
يمكن ان يناقشه ويطلب منه تفسيرا وتوضيحا لكن في حدود اللباقة والاحترام المتبادل دون ان يخرج ذلك عن روح الزمالة بل والصداقة والادب قال صلى الله عليه وسلم : (بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم) ...
كما ويجب ان يتجنب اثارة الشكوك حول التشخيص الموضوع او العلاج الموصوف من قبل زميل آخر امام المريض حتى ولو كان يعتقد غير ذلك ...
ان في الطب مدارس وآراء... والطب علم متبدل متحرك فما نداوي به اليوم قد يصبح مضاد استطباب غدا...
كما ان الطب اليوم علم واسع شاسع لايمكن لانسان ان يحيط به كله حتى ولو كان ذلك في الاختصاصات المحدودة ...
فلايجوز اذن لأي طبيب ان يدعي (مهما كانت شهاداته واوراقه وخبراته) انه جمع الطب من اطرافه وتعمق في كل اختصاصاته ووقف عند كل مستجداته حتى اصبح فوق كل زملائه ويعلو على كل اقرانه ورفقائه ...
ان التشهير بالزملاء : سار في مجتمعاتنا بكل اسف وهو علامة تخلف وانحطاط ... ان هذا التشهير الغير منضبط وامام المريض قد افقد ثقة المرضى بالطبيب ...
كما ان الطب اليوم علم واسع شاسع لايمكن لانسان ان يحيط به كله حتى ولو كان ذلك في الاختصاصات المحدودة ...
فلايجوز اذن لأي طبيب ان يدعي (مهما كانت شهاداته واوراقه وخبراته) انه جمع الطب من اطرافه وتعمق في كل اختصاصاته ووقف عند كل مستجداته حتى اصبح فوق كل زملائه ويعلو على كل اقرانه ورفقائه ...
ان التشهير بالزملاء : سار في مجتمعاتنا بكل اسف وهو علامة تخلف وانحطاط ... ان هذا التشهير الغير منضبط وامام المريض قد افقد ثقة المرضى بالطبيب ...
انظر كيف يأتي اليك المريض وهو يحمل اليك وصفة زميلك ليقول لك بكل جرأة انه لم يستفد منها... لا بل وزادت آلامه واحتدت اعراضه وساءت حالاته ... واذا نظرت الى تاريخ وصفها لوجدته لم يمضي على استعماله الدواء يوما او يومين... ولو دققت لتبينت انه لم يأخذ منه اكثر من جرعة او جرعتين... لكن عدم ثقته بالطبيب الاول جاءك يبحث عن دواء افعل واسرع ... واعلم : ان شهرت بزميلك لزدت الطينة بللا لانك اكدت له عدم الثقة التي كانت لاتزال شكا في رأسه... واعلم : انه لو خرج من عندك ربما ذهب الى زميل اخر يسأل علاجا انجع واقوى ! ...
الحقيقة ان هذه الظاهرة (ظاهرة المرضى الذين لايشفون) :
الحقيقة ان هذه الظاهرة (ظاهرة المرضى الذين لايشفون) :
الهمسة الرابعة
لا تلقى مريضك بعبوس

لايجوز للطبيب وتحت أي مبرر كان ان يلقى مريضه وهو عاقد الجبين مكفهر الوجه خافت الكلمات بطيء العبارات مكتئب الملامح او مشدود القسمات ... قال تعالى وفي حق افضل الخلق : (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك). آل عمران 159 ...
ان كانت هذه الاية الكريمة تشكل تذكرة لمن اراد النجاح في العلاقات العامة او اراد كسب ود الناس والمعارف والخاصة... فيجب ان تشكل دستورا عند الطبيب يتذكره عند كل مريض يفحصه او عليل يعالجه ...ان المريض يقصدك وهو في مستوى نفسي صعب ووضع معنوي اصعب وجاء بابك ينشد الراحة والطمأنينة ويبحث ان ترفع من معنوياته وتحسن من نفسياته وتبرئ له كل ادوائه وعلاته .
الهمسة الخامسة
أحفظ أمانة مريضك
فالمريض قد اودع عندك أمانة وهي صحتة : فالصحة اثمن ما يملكه المرء وهي رأسماله الحقيقي في الحياة بعد الوقت... وهي شيء اغلى من المال...لماذا؟... لانها هي التي تأتي بهذاالمال... والمال يذهب ولكن قد يعود وغالبا ما يعود... ولكن الصحة ان ذهبت فقدلاتعود وغالبا ما لاتعود!... اما تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قولهاغتنم خمسا قبل خمس ومنها ( صحتك قبل سقمك) ففيه اشارةواضحة الى هذا المعنى على ان الصحة ان عزمت الرحيل فهيهات ان تقبل معك العودة!... فالمريض قد اودع عندك هذه الامانة الغالية وعليك ان تكون اهلا لحملها وحريصا على برئها وشفائها ...
فمتى تكون امينا على صحة مريضك يا ترى؟ ...
فمتى تكون امينا على صحة مريضك يا ترى؟ ...
اولا :
عندما تكون ماهرا في طبكمتقنا لفنك عارفا لكل تخصصك مطلعا على آخر ما استجد في علمك... ثم تصف له الدواءالشافي والعلاج الناجع... وتشرح له النصيحة المفيدة والمعلومة السديدة ... عندهاسوف تساهم وبلا شك في برئه وشفائه وتكون حينها وبحق امينا على صحته ودفع سقمه.
وثانيا :
عندما ترفض وتحت أي ظرف كان(حتى ولو كان بطلب منه) ان تعطيه دواء ساما او آخر يقرب في حتفه ويسرع في اجله فيما يعرف في عرف الاطباء (بالقتل شفقة او رحمة) وذلك فيحال اصابته بمرض ميؤوس من علاجه... وذلك استجابة لقول الله عز وجل (ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) ... حينها ستكون ايضاامينا على صحته وعافيته .
وثالثا :
وهذه والله ثقيلة... وهي عندما تكون حالة مريضك خارجة عن حدود علمك ودرجة معرفتك ... او حين يغم عليك التشخيص ويشكل في ذهنك العلاج... يجب ان تتذكر ان ( وفوق كل ذي علم عليم) ولايجوز ان تطببه بجهل او بظن ... وتطلب لمريضك استشارة عند زميل آخر او في مركزاومشفى... حينها كذلك ستكون حارسا امينا على عودة صحته واسترجاع معافاته.
للموضوع بقية .....
آخر تعديل: