- إنضم
- 23 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 2,328
- نقاط التفاعل
- 25
- النقاط
- 77
كتب الناقد توماس شتاينفلد في صحيفة زود دويتشه معلقاً على فوز الألمانية هيرتا موللر بجائزة نوبل للآداب قبل عامين: سيكون على قراء الأدب أن يتخلوا عن فكرة ظلوا يؤمنون بها ويرتاحون إليها وهي أن جائزة نوبل تقدير لا يناله إلا أفضل كتاب عن أفضل الأعمال الأدبية.
وباعتقادي أن هذا ينطبق على كل مجالات وحقول جائزة نوبل خصوصاً التي تعطى للسلام، فنظرة واحدة على قائمة أسماء بعض الفائزين بجائزة نوبل للسلام تكفي لمعرفة طبيعة التوجه السياسي لمانحيها، ومنهم السياسي الأمريكي هنري كيسنجر عام ،1973 والمنشق السوفييتي أندريه زخاروف عام 1975، وأنور السادات ومناحيم بيغن عام 1978، ومؤسس حركة تضامن البولندية المناهضة للسوفييت ليخ فاليسا عام 1983، أيليا ويزل عام 1986، والمنشق الصيني الدايلي لاما عام 1989، ومقوض الاتحاد السوفييتي ميخائيل غور****وف عام 1990، وموقعو اتفاقية أوسلو ياسر عرفات وشمعون بيريز وإسحق رابين عام 1994، وكوفي عنان عام 2001، والمعارِضة الإيرانية شيرين عبادي عام 2003، ورئيس هيئة الطاقة النووية الدولية محمد البرادعي عام 2005، وأخيراً باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، عام ...2009 قبل أن ينهي ولايتهأو ينجز شيئاً، وربما كانت الأخيرة تعويضاً لأوباما عن تراجعاته أمام اللوبي اليهودي حول مطلبه بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية بالكامل...!
ترددت طويلا قبل كتابة هذه الكلمات..لأنها تتعلق بأول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل، ولأنها قد لا تعجب الكثيرين بل وتغضبهم أيضاً لأن كلماتي تخرج عن المألوف وضد قاعدة ما يطلبه القراء..
بداية أود التأكيد أنني لست مع الهجوم عليها لأنها مسلمة أو الدفاع عنها لأنها ترتدي الحجاب لأن هذا جدل عقيم وضعيف أمام القصد من منحها جائزة نوبل للسلام.
عندما لمع اسم الناشطة اليمنية "توكل كرمان" في الشارع تعاطفت معها بقوة وكنت أول من نشر لها حواراً مطولاً على صفحات صحافة وإعلام في "العرب اليوم" إيمانا بها كشابة ناشطة وإعلامية تشق طريقاً للصفوف الاولى.
ولكنني استهجنت منحها وعندما فازت بجائزة نوبل للسلام ورأيت أنه بدري على شابة -32- نيل جائزة بحجم نوبل..وأنه وبمقارنة تجربتها مع نساء أخريات تجرعن الويل من الاضطهاد والإقصاء ومن صنوف التعذيب في السجون من أجل كلمة حق...ألخ على سؤال لماذا توكل كرمان؟! لماذا هذه الثائرة العربية الشابة؟
عدت إلى سيرة الناشطة اليمنية كرمان وتفحصت كل ما كتب عن إخبارها وتصريحاتها المنشورة باللغة الانجليزية وفي كبرى الصحف الغربية استخلصت أنه لم تكن مفاجأة لها نيل الجائزة، بل أن جهود السفارات الأمريكية كانت تدفع باتجاه أن تلعب توكل دوراً مشرفاً في السياسة اليمنية...فقد كانت السفارة الأمريكية في اليمن أول المبادرين بالاتصال بها وتهنئتها بالجائزة والإشادة بدورها في الديمقراطية وحقوق الإنسان. (مع التنويه هنا أن الداعية إلى اللاعنف المهاتما غاندي الذي وضعت كرمان صورة له على مكتبها لم ينل شرف الجائزة فإن كان تشجيع محاربة اللاعنف هو هدف نوبل للسلام، فهو لم يحصل عليها، مع أنه رشح لها عدة مرات)!
هذه الشابة قليلة الخبرة مقارنة بكل النساء الثائرات في مصر وفلسطين وتونس واليمن، كان بداية تحضيرها لتكون نموذجاً أمريكياً بين الشباب الثائرين هو دبلوم صحافة استقصائية من أمريكا. ففي لقاء بعد تسلمها جائزة نوبل للسلام مع الصحافي "سودارسن راغنان" مراسل الواشنطن بوست تمنت توكل أن تزيد أمريكا والمجتمع الدولي من الضغوطات على علي عبدالله صالح ليتنحى.....أي أنها مع التدخل الأجنبي في اليمن.
وكانت السفارة الأمريكية في صنعاء قد رشحتها العام الماضي لجائزة المرأة الشجاعة!!! ففي سياق التحضير لدورها المشرف قام السفير الأمريكي ستيفن شيس (حسب صحيفة (BahrainEve) والملحقية الإعلامية بالسفارة الأمريكية "ديبرا سميث" بصنعاء بزيارة لمقر منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها توكل كرمان، لتكريمها ومنحها جائزة الشجاعة، وأثنى السفير الأمريكي على نشاط منظمة بلا قيود ورئيستها في الدفاع عن حقوق الإنسان، وقال أن سفارة بلاده حريصة على العمل على تمكين المرأة اليمنية في المشاركة السياسية الفاعلة وأنها تنظر بإعجاب لنضالات الحركة النسائية في اليمن، كما تساند الدور الفاعل والايجابي لمنظمة صحافيات بلا قيود في المجتمع المدني وتعزيز حرية الصحافة.
وقالت كرمان، وأيضا حسب صحيفة (BahrainEve) ، أنها ممتنة لهذه الزيارة وقبلها للدور البارز للسفارة والمنظمات المدنية الأمريكية في مساندة المجتمع المدني ونشطاء حقوق الانسان في اليمن، أن منظمتها ترحب وتراهن على الدور الأمريكي في الشراكة لتعزيز حقوق الإنسان والحريات المدنية في اليمن.
وأشارت نائبة السفير "انجي براين" في حفل التكريم إلى أن اختيار السفارة الأمريكية ل"توكل كرمان" لتكريمها ومنحها الجائزة في اليوم العالمي للمرأة يأتي لأنها من أبرز المدافعين عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان في اليمن وأول ناشطة تطلق في عام2007 مرحلة احتجاجات واعتصامات.
كما اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية للقب أكثر النساء ثورية في التاريخ!!! واختارتها المجلة ذاتها في المرتبة11 من قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2011.
لا أعتقد أن الناشطة اليمنية كرمان تستحق هذا الكم من الألقاب والجوائز الأجنبية، فهناك نساء كثيرات قمن بدور مميز في ثورات الربيع العربي، حتى في صنعاء وتعز هناك ناشطات بقين في الظل وقمن بأدوار كبيرة وخضن تجارب مريرة لإنجاح الثورات ضد الظلم ولم تمنحن السفارات الأمريكية بركتها ..
لا أقصد التشويش على "توكل كرمان" أو اغتيال فرحتها أو الانتقاص من دورها كناشطة ولكنني أريد أن أوصل رسالة تفيد أن خيارات اللجنة التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للسلام خيارات منحازة لها بعدها السياسي وعمقها غير المكشوف الذي يتجاوز الأهداف التي وضعت من أجلها الجائزة.
أريد الكشف عن دور الولايات المتحدة وتدخلها في الربيع العربي بوساطة أصدقائها ومؤسسات المجتمع المدني التي تمولها، وهو دور ينشط تحت مظلة دعم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
المصدر: العرب اليوم الأردنية
وباعتقادي أن هذا ينطبق على كل مجالات وحقول جائزة نوبل خصوصاً التي تعطى للسلام، فنظرة واحدة على قائمة أسماء بعض الفائزين بجائزة نوبل للسلام تكفي لمعرفة طبيعة التوجه السياسي لمانحيها، ومنهم السياسي الأمريكي هنري كيسنجر عام ،1973 والمنشق السوفييتي أندريه زخاروف عام 1975، وأنور السادات ومناحيم بيغن عام 1978، ومؤسس حركة تضامن البولندية المناهضة للسوفييت ليخ فاليسا عام 1983، أيليا ويزل عام 1986، والمنشق الصيني الدايلي لاما عام 1989، ومقوض الاتحاد السوفييتي ميخائيل غور****وف عام 1990، وموقعو اتفاقية أوسلو ياسر عرفات وشمعون بيريز وإسحق رابين عام 1994، وكوفي عنان عام 2001، والمعارِضة الإيرانية شيرين عبادي عام 2003، ورئيس هيئة الطاقة النووية الدولية محمد البرادعي عام 2005، وأخيراً باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، عام ...2009 قبل أن ينهي ولايتهأو ينجز شيئاً، وربما كانت الأخيرة تعويضاً لأوباما عن تراجعاته أمام اللوبي اليهودي حول مطلبه بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية بالكامل...!
ترددت طويلا قبل كتابة هذه الكلمات..لأنها تتعلق بأول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل، ولأنها قد لا تعجب الكثيرين بل وتغضبهم أيضاً لأن كلماتي تخرج عن المألوف وضد قاعدة ما يطلبه القراء..
بداية أود التأكيد أنني لست مع الهجوم عليها لأنها مسلمة أو الدفاع عنها لأنها ترتدي الحجاب لأن هذا جدل عقيم وضعيف أمام القصد من منحها جائزة نوبل للسلام.
عندما لمع اسم الناشطة اليمنية "توكل كرمان" في الشارع تعاطفت معها بقوة وكنت أول من نشر لها حواراً مطولاً على صفحات صحافة وإعلام في "العرب اليوم" إيمانا بها كشابة ناشطة وإعلامية تشق طريقاً للصفوف الاولى.
ولكنني استهجنت منحها وعندما فازت بجائزة نوبل للسلام ورأيت أنه بدري على شابة -32- نيل جائزة بحجم نوبل..وأنه وبمقارنة تجربتها مع نساء أخريات تجرعن الويل من الاضطهاد والإقصاء ومن صنوف التعذيب في السجون من أجل كلمة حق...ألخ على سؤال لماذا توكل كرمان؟! لماذا هذه الثائرة العربية الشابة؟
عدت إلى سيرة الناشطة اليمنية كرمان وتفحصت كل ما كتب عن إخبارها وتصريحاتها المنشورة باللغة الانجليزية وفي كبرى الصحف الغربية استخلصت أنه لم تكن مفاجأة لها نيل الجائزة، بل أن جهود السفارات الأمريكية كانت تدفع باتجاه أن تلعب توكل دوراً مشرفاً في السياسة اليمنية...فقد كانت السفارة الأمريكية في اليمن أول المبادرين بالاتصال بها وتهنئتها بالجائزة والإشادة بدورها في الديمقراطية وحقوق الإنسان. (مع التنويه هنا أن الداعية إلى اللاعنف المهاتما غاندي الذي وضعت كرمان صورة له على مكتبها لم ينل شرف الجائزة فإن كان تشجيع محاربة اللاعنف هو هدف نوبل للسلام، فهو لم يحصل عليها، مع أنه رشح لها عدة مرات)!
هذه الشابة قليلة الخبرة مقارنة بكل النساء الثائرات في مصر وفلسطين وتونس واليمن، كان بداية تحضيرها لتكون نموذجاً أمريكياً بين الشباب الثائرين هو دبلوم صحافة استقصائية من أمريكا. ففي لقاء بعد تسلمها جائزة نوبل للسلام مع الصحافي "سودارسن راغنان" مراسل الواشنطن بوست تمنت توكل أن تزيد أمريكا والمجتمع الدولي من الضغوطات على علي عبدالله صالح ليتنحى.....أي أنها مع التدخل الأجنبي في اليمن.
وكانت السفارة الأمريكية في صنعاء قد رشحتها العام الماضي لجائزة المرأة الشجاعة!!! ففي سياق التحضير لدورها المشرف قام السفير الأمريكي ستيفن شيس (حسب صحيفة (BahrainEve) والملحقية الإعلامية بالسفارة الأمريكية "ديبرا سميث" بصنعاء بزيارة لمقر منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها توكل كرمان، لتكريمها ومنحها جائزة الشجاعة، وأثنى السفير الأمريكي على نشاط منظمة بلا قيود ورئيستها في الدفاع عن حقوق الإنسان، وقال أن سفارة بلاده حريصة على العمل على تمكين المرأة اليمنية في المشاركة السياسية الفاعلة وأنها تنظر بإعجاب لنضالات الحركة النسائية في اليمن، كما تساند الدور الفاعل والايجابي لمنظمة صحافيات بلا قيود في المجتمع المدني وتعزيز حرية الصحافة.
وقالت كرمان، وأيضا حسب صحيفة (BahrainEve) ، أنها ممتنة لهذه الزيارة وقبلها للدور البارز للسفارة والمنظمات المدنية الأمريكية في مساندة المجتمع المدني ونشطاء حقوق الانسان في اليمن، أن منظمتها ترحب وتراهن على الدور الأمريكي في الشراكة لتعزيز حقوق الإنسان والحريات المدنية في اليمن.
وأشارت نائبة السفير "انجي براين" في حفل التكريم إلى أن اختيار السفارة الأمريكية ل"توكل كرمان" لتكريمها ومنحها الجائزة في اليوم العالمي للمرأة يأتي لأنها من أبرز المدافعين عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان في اليمن وأول ناشطة تطلق في عام2007 مرحلة احتجاجات واعتصامات.
كما اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية للقب أكثر النساء ثورية في التاريخ!!! واختارتها المجلة ذاتها في المرتبة11 من قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2011.
لا أعتقد أن الناشطة اليمنية كرمان تستحق هذا الكم من الألقاب والجوائز الأجنبية، فهناك نساء كثيرات قمن بدور مميز في ثورات الربيع العربي، حتى في صنعاء وتعز هناك ناشطات بقين في الظل وقمن بأدوار كبيرة وخضن تجارب مريرة لإنجاح الثورات ضد الظلم ولم تمنحن السفارات الأمريكية بركتها ..
لا أقصد التشويش على "توكل كرمان" أو اغتيال فرحتها أو الانتقاص من دورها كناشطة ولكنني أريد أن أوصل رسالة تفيد أن خيارات اللجنة التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للسلام خيارات منحازة لها بعدها السياسي وعمقها غير المكشوف الذي يتجاوز الأهداف التي وضعت من أجلها الجائزة.
أريد الكشف عن دور الولايات المتحدة وتدخلها في الربيع العربي بوساطة أصدقائها ومؤسسات المجتمع المدني التي تمولها، وهو دور ينشط تحت مظلة دعم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
المصدر: العرب اليوم الأردنية