جبهة الصمود والممانعة العربية تقتات من دماء شعوبها
أضيف في 23 نونبر 2011
في البداية يمكننا أن نطرح السؤال التالي :
ما مصير ثنائي الصمود والممانعة ( سوريا والجزائر ) بعد مقتل القذافي ؟
لقد استطاعت الأنظمة البوليسية الديكتاتورية في سوريا والجزائر وليبيا أن تحكم شعوبها بقبضة من حديد وأن تركب على ظهورها وتفعل بها ما تشاء ، وعاشت هذه الشعوب باستهلاك الشعارات الجوفاء ، شعارات الثورة ، شعارات الصمود في وجه العدو الصهيوني شعارات الصمود والتحدي ، شعارات الحرب على الأنظمة العربية الرجعية ، إلى أن ظهر لشعوب هذه الدول الثلاث أن شعار الصمود معناه الصمود في وجه الشعوب العربية الحالمة بالحرية والكرامة البشرية ذات البعد الكوني ...وشعار الممانعة معناه الممانعة ضد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في هذه الدول الثلاث ، وتحدي إرادات شعوبها التواقة للديمقراطية والتعددية ونبذ حكم الحزب الوحيد ، أما العدو الصهيوني فقد نَعِمَ مع هذه الأنظمة بالسلام والطمأنينة وراحة البال لأنه ضَمِنَ أن جبهة الصمود والتصدي للدول العربية ( التقدمية الثورية ) هي جبهة التصدي للشعوب العربية المقهورة ، جبهة من أجل ذبح هذه الشعوب وتقتيلها ...و ضَمِنَ العدو الصهيوني كذلك أن سلاح هذه الدول الثلاث هو موجه لصدور شعوبها فلا خوف على الشعب الإسرائيلي من هذا السلاح !!!.
1. الجيش الجزائري أول جيش يقتل شعبه بسلاحه :
فما جرى في الجزائر في العشرية السوداء ما بين 1992 و 2001 ما هو إلا صمود العسكر الحاكم في الجزائر في وجه إرادة الشعب الجزائري من أجل التحرر من قبضة الفاشيست الحاكم حينما صوت بقوة لصالح جبهة الإنقاذ الإسلامية فانبرى التحالف الجزائري الليبي الفاشيستي الاستبدادي للتصدي للشعب الجزائري فأمعنوا فيه ذبحا وتقتيلا وبقوة الجيش وأسلحته الفتاكة ، ونجح هذا التحالف في ترعيب الشعب الجزائري الذي لا يزال لحد الساعة مرعوبا مفزوعا يرتجف خـوفا من خيــاله من شدة ما لــقيه و ما عاناه من تقتيل وذبح وتشريد على يد العسكر الحاكم في الجزائر ...لقد استعمل الجيش الجزائري قوته العسكرية ضد المدنيين العزل فنكَّل بهم أبشع تنكيل لم يشهد تاريخ البشرية مثله ، لأول مرة في تاريخ البشرية يتصدى جيش بكامل عدته وعتاده للشعب الأعزل بدل مواجهة جيش مثله !!! نجح الجيش الجزائري في سفك دماء الشعب الجزائري وأرعبه أشد الرعب .
2. كاد سيناريو العشرية السوداء الجزائرية أن يتكرر في ليبيا :
وبعد عشر سنوات مما جرى في الجزائر ثار الشعب الليبي في 17 فبراير 2011 ضد شعارات القذافي الجوفاء ، فتوعد القذافي شعبه واحتقره ووصفه بالجرذان فأرسل طائراته وبوارجه الحربية لقتل الشعب وسفك دمائه وكاد سيناريو العشرية السوداء في الجزائر أن يتكرر في ليبيا لكن ضمير الإنسانية أبى أن تتكرر مجزرة العشرية السوداء الجزائرية فضحى الشعب الليبي بالآلاف من شبابه من أجل تحرير ليبيا من طغيان آل القذافي ...وهكذا انهار قطب من أقطاب الممانعة العربية العجفاء وقُتِلَ القذافي شر قتلة !!!
3. هل سيتكرر سيناريو العشرية السوداء الجزائرية في سوريا ؟ :
أما ركن الصمود والممانعة في الشرق العربي نظام الأسود السورية الهرمة الجبانة فقد شرع في تنفيذ سيناريو العشرية السوداء الجزائرية ... فلما انتفض الشعب السوري شرع الجيش في الذبح والتقتيل أمام كاميرات العالم وهو مزهو بتناثر جثث الأطفال والشيوخ في شوارع درعا وحمص وحماة ودمشق وغيرها من المدن السورية ...لقد كشر المستأسد الجبان عن أنيابه وأعمل أسلحة الجيش العربي السوري في رقاب الشعب السوري ، فقد انتهت مسرحية الصمود والممانعة وانكشف عدو الجيش السوري إنه الشعب السوري بنفسه فويل لمن يقف في وجهه !!! إنه استفاد من تجربة المجرمين الحاكمين في الجزائر فنزل جيش الأسد إلى الشوارع يمطر صدور الثوار برصاص الدبابات في مجازر لا تقل وحشية عن مجازر الجيش الجزائري ...
4. آلة توفيق مدين في الجزائر تتحرك بعد مقتل القذافي .
بسقوط القذافي سقط ركن مهم من أركان جبهة الصمود والممانعة المكون من الثلاثي الفاشستي الاستبدادي ( سوريا ليبيا الجزائر ) ، ولايزال الشعب السوري يموت يوميا من أجل إسقاط نظام الذل والعار العربي في سوريا ، أما الشعب الجزائري الذي لا يزال يعاني من الآثار التي خلفتها فيه العشرية السوداء ، ويخشى أن تتكرر وقد تكون أبشع من سابقتها ، فقد تحركت آلة المخابرات العسكرية لتوفيق مدين بعد مقتل القذافي فظهرت لافتات في ملاعب كرة القدم الجزائرية تترحم على الشهيد القذافي بل إن بعض الملاعب الجزائرية وقفت دقيقة صمت ترحما على الشهيد القذافي ، وتلك إشارة قوية من نظام القبضة الحديدية البوليسي بأنه لا يزال مستمرا في الجزائر وويل لمن يقف في وجه صموده ... تلك إشارة من المخابرات العسكرية الجزائرية مفادها : إذا سقط النظام الفاشستي في ليبيا فهو لا يزال قويا في الجزائر وويل لمن يقف في وجهه ..إن العسكر الحاكم في الجزائر يعطي للشعب الجزائري ولجيران الجزائر إشارات قوية بأنه لا يزال ممسكا بالسلطة بشدة وحزم وأنه قادر على إعادة العشرية السوداء في الجزائر وبأبشع صورة وأفزعها ...
5. البوليزاريو بعد حزب الله قريبا في سوريا :
إن شعارات الماضي البئيس عادت للساحة الجزائرية بإيعاز من المخابرات العسكرية الجزائرية الحاكمة في الجزائر ، شعارات مثل المؤامرة الإمبريالية الصهيونية والرجعية العربية والاستعمار الجديد والطمع في ثروات الشعوب العربية [ وكأن الشعب الجزائري استفاد من خيراته !!! ] الخ الخ الخ ...
وليس من المستبعد أن ينخرط النظام الحاكم في الجزائر في أي تحالف قد يظهر للدفاع عن النظام السوري ولِمَ لا إعادة أي شكل من أشكال الديكتاتورية في ليبيا ، فقد بدت ملامح تحالف جزائري إيراني لإنقاذ النظام السوري ظهرت ملامحه في تَلَكُّؤ الجزائر الرسمية في الجامعة العربية وخروجها عن الصف العربي ضد اتخاذ أي قرار رادع للنظام السوري ، كما فعلت الديبلوماسية الجزائرية الرسمية مع الشعب الليبي أيام محنته مع كتائب القذافي هاهي تعيد الموقف نفسه مع الشعب السوري ، فلا شك أننا سنسمع في يوم من الأيام عثور الشعب السوري على مرتزقة البوليزاريو ضمن فيالق القتلة من الجيش السوري بعدما تأكد مشاركة جيش حزب الله في تقتيل الشعب السوري وكذلك بعض أفراد من الحرس الثوري الإيراني ... إنها جبهة الصمود والممانعة العربية التي تقتات من دماء الشعوب العربية ، لقد انتعش النظام الجزائري السفاك بعد أن شرب من دماء الشعب الجزائري في العشرية السوداء حتى أصبح الشعب الجزائري شبحا مرعوبا يخاف من خياله ... ولاشك أن مجرمي النظام الحاكم في الجزائر قد وضعوا خبرتهم في فنون تقتيل الشعوب رهن إشارة النظام السوري السفاك ، فكما حاول الحركي الحاكم في الجزائر إنقاذ القذافي سيحاول إنقاذ بشار الأسد في طار مناصرة الفاشيست لبعضهم البعض ...
لقد انتقل النظام الجزائري من الدفاع عن الشعوب من أجل تقرير مصائرها إلى الدفاع عن الديكتاتوريات العربية من أجل خلودها لقهر شعوبها .
سمير كرم