عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي شاعر قريش و فتاها ، وهو أحد شعراء الدولة الأموية . هو أرق شعراء عصره ، من طبقة جرير والفرزدق ، ولم يكن في قريش أشعر منه .
ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب سنة 23 هـ ، فسمي باسمه.
شب الفتى المخزومي على دلال وترف ، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ . لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة ، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون ، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن ، ويرافقهن ، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن . وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا = كل يومين حجة واعتمارا
ومما يروى أن سليمان بن عبد الملك سأله : «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنالا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء و طرائقهن في الكلام و حركاتهن و برع في استعمال الأسلوب القصصي و الحوار....
و قد كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. و في العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا.والنساء يتهافتن عليه. ويتنافسن في طلبه.بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة . و كيف يعرفنه من أول نظرة.لان القمر لا يخفى على أحد:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ = قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتهــا = قد عرفناه وهل يخفى القمر
يقال أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن ، فنفاه إلى دهلك . وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو و المجون و ذكر النساء إلى أن توفي عام 93 هـ.
من شعره :
قلت من أنت، فقالت : أنا من = شفه الوجد وأبلاه الكمد
نحن أهل الخيف من أهل = منى مالمقتول قتلناه قود
عروة بن الورد بن زيد العبسي ، شاعر من غطفان من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد .
كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم . وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى ، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه = مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنى من دهره كـل لـيلة = أصاب قراها من صديق ميسر
ولله صعلوك صفيحة وجـهـه = كضوء شهاب القابس المتنـور
قال معاوية بن أبي سفيان : «لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم».
وقال الحطيئة في جوابه على سؤال عمر بن الخطاب كيف كانت حروبكم؟
قال: «كنا نأتم في الحرب بشعره».
قال عبدالملك بن مروان: «من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد»
من شعره :
فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتُه = ولم يلهني عنه غزال مقنع
أُحدّثُه ، إنّ الحديثَ مِن القِرى = وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
***
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه = شكا الفقرَ، أو لامَ الصّديقَ، فأكثرا
وصارَ على الأدنَينَ كَلاًّ، وأوشكتْ = صلات ذوي القربى له أن تنكرا
وماطالب الحاجات من كل وجهة = من الناس إلا من أجد وشمرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى = تَعِشْ ذا يَسارٍ، أو تموتَ فتُعذَرا
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب ، أبو الأسود ، من بني تغلب. شاعر جاهلي ، أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة. كان من أعز الناس نفساً ، وهو من الفتاك الشجعان ، ساد قومه ، تغلب ، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند .و ذلك ان ام عمرو بن هند ادعت يوما انها اشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة و زوجة ملك وام ملك فقالت احدى جليساتها : "ليلى بنت المهلهل اشرف منك فعمها كليب وابوها المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك افرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فاجابتها : " لاجعلنها خادمة لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند ان يدعو عمرو بن كلثوم وامه لزيارتهم فكان ذلك . واثناءالضيافة حاولت ام الملك ان تنفذ نذرها فاشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فاجابتها : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها " فلما الحت عليها صرخت :" يا ويلي يالذل تغلب" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالسا مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق و قتله به ثم امر رجاله خارج القصر فقامو بنهبه. أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فاصبحينا"، يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب، مات في الجزيرة الفراتية.
قال في ثمار القلوب: كان يقال: «فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة ، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».
المُثقِّب العَبدِي هو العائذ بن محصن بن ثعلبة ، من بني عبد القيس ، من ربيعة . شاعر جاهلي ، من أهل البحرين [ إقليم البحرين ] اتصل بالملك عمرو بن هند وله فيه مدائح ومدح النعمان بن المنذر .
في شعره حكمة ورقة . ذكر ابن قتيبة الدينوري أنه سمي بالمثقب لأنه قال :
رددن تحية وكنن أخرى = وثقبن الوصاوِص للعيون
من شعره :
ولَلمَوتُ خـيرٌ للفتى من حياتِه = إذا لم يَثِبْ للأمرِ إلاّ بقائدِ
فعالجْ جسيماتِ الأمـورِ ولا تكنْ = هبيتَ الفـؤادِ همهُ للوسائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَت بالجَهامِ تَشُلُّهُ = هذا ليلهُ شلَّ القلاصِ الطَّرائدِ
وأَعقَـبَ نَوءَ المِرزَمَـينِ بـغُبرَة = وقطٍ قليلِ الماءِ بالَّليلِ باردِ
كفى حـاجة َ الاضيافِ حتى يريحها = على الحيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريجِ الأمـورِ ولـفِّها = لما نالَ منْ معروفها غيرَ زاهدِ
وليسَ أخونا عند شَـرٍّ يَخافُـهُ = و لا عندَ خيرٍ إن رَجاهُ بواحدِ
إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ = عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ
أوس بن حَجَر
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
من شعراء العصر الجاهلي توفي سنة 74 ق.هـ - 550 م من أهل العراق ، أحد فحول شعراء الطبقة الثانية ، وأحد سادات العرب وحكمائها وشجعانها ، انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب وفي أيامه كانت حرب البسوس فاعتزل القتال مع قبائل من بكر
قل لأم الاغر تبكي بجيراً = حيل بين الرجال والاموالِ ولعمري لا بكين بجيراً = ماأتى الما من رؤوس الجبالِ لهف نفسي على بجير اذا ما = جالت الخيل يوم حرب عضالِ وتساقى الكماة سماً نقيعاً = وبدا البيض من قباب الحجالِ وسعت كل حرة الوجه تدعو = يالبكر غراء كالتمثالِ يابجير الخيرات لا صلح حتى = نملأ البيد من رؤوس الرجالِ وتقر العيون بعد بكاها = حين تسقي الدماء صدور العوالي
هو ميمون بن قيس كان أعمى جاهلياً قديماً أدرك الإسلام فخرج يريد الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قيل أن أبو سفيان لقيه فسأله عن وجهه الذي يريد فقال أريد محمد فقال له أبو سفيان أنه يحرم عليك الخمر والزنا والقمار فقال: أما الزنا فقد تركني ولم أتركه ، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً وأما القمار فلعلي أصيب منها خلفاً قال : أبو سفيان فهل لك إلى خير : قال : ما هو ؟ بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء فأن ظهر ظهر بعد ذلك أتيته ، وأن ظفرنا به كنت قد أصبت عوضاً فجمت له قريش مائة ناقة حمرا فانصرف فلما كان بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله . وكان يسمى صناجة العرب لأنه ذكر الصَّنج في شعره إذ شبه العود بالصنج ، وقد كثرة الألفاظ الفارسية في شعره لما كان يفد على ملوك فارس
هو زياد بن معاوية من غطفان ، أبو أمامة ويقال أبو ثمامة نبغ في الشعر بعدما طعن في السن وكان مع النعمان بن المنذر ومع أبيه وجده وكانوا له مكرمين ، كانت له قبةٌ في سوق عكاظ تأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها .
وأكثر من مدح النعمان وهو القائل فيه : فأنك شمس والملوك كواكب = إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وغضب عليه الملك فهرب منه إلى الغساسنة ثم عاد بعد مدة وقال قصائده في الاعتذار واختلف في السبب .
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته . وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال
أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم = فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ ! فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ = وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛ وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن = الأذى وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ = سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ = وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ = لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ