دخان القلوب

Mr.Tahar

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
3 ديسمبر 2007
المشاركات
4,004
نقاط التفاعل
1,526
النقاط
191
كان جالس في طرف الغرفة الفارغة و المظلمة مثل قلبه البارد المهجور ينفث دخان السجائر وفي كل مرة يرى وجهها من خلال الدخان فيسترجع تلك الأيام التي كان يقضيها معها وتلك الذكريات الجميلة التي لطالما أنعشت ذاكرته بكل ما هو جميل، لكن كل هذا سرعان ما تلاشى مع تشتت أبخرة الدخان المنبعث من رئتيه المرهقتين بدأ في شفط الدخان من جديد ونفثه أمام عينيه فخُيلَ إليه ذلك اليوم الذي رآها فيهِ أول مرة حيث شعر بنوع من القشعريرة التي سرت في جسده مع توقف الوقت وقلبهِ في آن واحد ومع انقشاع الدخان تذكر كيف إنها تركته واختارت غيره وفي المرة الثالثة عندما أخرج الهواء الرمادي من بين شفتيه تذكر كيف رآها في اليوم الثاني تبتسم له وكيف إنه تجمد ساكناً في مكانه و قلبه يخفق بشدة ومع تبدد الدخان لم يرى سوى الظلام مثل الذي حلّ على عينيه عندما أكْتَشَفَ أنها كانت تبتسم لأي شخص ينظرُ إليها منبهر بجمالها .. وظل يُشعِل السيجارة تلو الأخرى لعل وعسى تذكره بالأوقات الحلوة وتشعره بنوع من الدفء والسعادة لكن سرعان ما يتلاشى كل ذلك مع ذهاب الدخان ولم يتوقف عن التدخين ظناً منه إنه سيجدد ذلك الحب الذي عايشه خلال فترة قصيرة أحس فيها بطول الوقت وعيش الثانية بكل لحظاتها وفجأة يصحو من هذا الوهم بألم شديد في قلبه الذي شعَرَ بِيهِ نتيجة التعاسة والحزن الذي حل بيه طبعا مع الإكثار من التدخين .... ثم بعد ذلك سمع صوت دافئ وشجي ينبعث من الظلام ولعل ذلك صوت قلبه وعقله اللذان أرهقهما من البؤس والمرض الذي بثه فيهما نتيجة الإرهاق النفسي والجسدي من كثر الحزن والتدخين يقول له :- يا فلان إن المرحلة التي مررت بها ما هي إلا دخان وسراب مثل الذي أشْبَعَتَ رِئتيك بيه سيظل مادمت مستمراً في الحزن وإشعال السجائر فقف لِنَفسك كما وجدتَ الحب مرة ستجده مرة أخرى أخرج وتنفسْ هواء نقي ليصفى قلبك وذهنك أَطْفئ تلك النار التي مشتعلة في قلبك وبين إصبعيك وأَرْمِي سيجارتك وهمومك وأتركها سيبعثرها الزمان كما تُبَعْثِرُ الرياح الهباء الناتج من أعقاب السجائر
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top