- إنضم
- 23 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 2,328
- نقاط التفاعل
- 25
- النقاط
- 77

يحتفل الشعب الجزائري بالذكرى الواحد و الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعتبر منعرجا حاسما في تاريخ حرب التحرير الوطني. و كشفت هذه المظاهرات التي قامت ببلوزداد (بلكور سابقا) بالعاصمة قبل أن تتوسع إلى الأحياء و المدن و المناطق الجزائرية الأخرى مرة أخرى الأسالييب القمعية و الوحشية التي كان ينتهجها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري. بالفعل فقد كشفت هذه الأحداث للعالم أجمع الحقيقة الإجرامية للمستعمر الفرنسي و وحشيته و عبرت عن وحدة الشعب الجزائري و التفافه حول جبهة التحرير الوطني. ففي ذلك اليوم خرج الجزائريون إلى الشارع للتعبير بقوة عن رفضهم للإستعمار و عن تمسكهم بالإسقلال و الحرية. و خلال هذه المظاهرت أعلن الجزائريون عن رفضهم لسياسة دي غول الجديدة التي كانت تهدف إلى الإبقاء على الجزائر كجزء من فرنسا و كذا لموقف المستعمرين الفرنسيين الذين كانو يحلمون بجزائر فرنسية. و حسب المؤرخين فإن الجنرال دي غول كان يريد من خلال هذه المحاولة الفاشلة عزل جبهة التحرير الوطني و أعضاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عن الشعب الجزائري. لكن الشعب الجزائري أظهر مرة أخرى نضجه السياسي المتميز و أفشل مناورة القادة الفرنسيين آنذاك. و برفعهم لشعارات تعكس تطلع الشعب إلى قيام "جزائر مسلمة و مستقلة" و تعبيرهم عن دعمهم لجبهة التحرير الوطني و لجيش التحرير الوطني و للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من خلال رفعهم للأعلام الجزائرية فإن المتظاهرين كتبوا بدمائهم صفحة أخرى مجيدة من تاريخ مقاومة الشعب الجزائري للمستعمر الفرنسي. و قد خلفت هذه المظاهرات التي واجهتها قوات الاحتلال الفرنسي بالعنف مئات الضحايا من السكان الجزائريين من بينهم اطفال. و على الصعيد الدولي كان لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 الفضل ايضا في اسماع صوت الجزائر للمنظمات الدولية حيث تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة ايام قليلة بعد هذه الاحداث لائحة تعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير و الحرية. كما كان من نتائج هذه المظاهرات توسيع دائرة دعم القضية الجزائرية و كفاح الشعب الجزائري من أجل حريته و استقلاله عبرالعالم. ان الاحتفال بالذكرى 51 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي يعتبرها الكثير من المؤرخين مرحلة هامة في تاريخ حرب التحرير الوطني تذكرنا بضرورة كتابة تاريخ الثورة حتى تعرف الاجيال الصاعدة تضحيات الشعب الجزائري.