[font="]المستوى الثاني من الصراع :
[font="]بعد أن عرضت موجزاً للمستوى الأول من الصراع سأنتقل إلى المستوى الثاني من الصراع ، والذي تؤسسه عبارات البناء العلمي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والثقافي للدول العربية ، وصراع السلطة ، والتحالفات والصراعات الإقليمية ، والتوجهات السياسية والرؤى الإستراتيجية للدول العربية ، لنتمكن أخيراً من الإجابة عن السؤال المنتظر : كيف نحرر فلسطين ؟
[/font]
[/font]
[font="]وفي هذا المستوى تلعب الدول دورها حسب حجومها وأوزانها الشعبية والديمغرافية والجيوسياسية والاقتصادية ، لذلك سوف سأتناول بالبحث الدول العربية المؤثرة وذات الفاعلية في قيادة الصراع وحسمه ، وهي العراق وسورية والسعودية ومصر والجزائر ، وكنت سأتناول السودان ولكن حجمه ودوره انتهى بعد تقسيمه ، وتعميق المشاكل الداخلية فيه ، كما سيمر بحثي بالدولتين الإقليميتين إيران وتركيا وبالقوى الدولية والتوازنات العالمية التي ستكون فاعلة في هذا الصراع .
[/font]
[/font]
[font="]أولاً : البناء العلمي و الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والثقافي للدول العربية : [/font]
[font="]لم تتمكن الدول العربية خلال العقود المنصرمة منذ نيلها استقلالها من المستعمر (الفرنسي أو الانكليزي) من بناء بلدانها علمياً و ثقافياً واجتماعياً بالشكل الأمثل ، في ظل غياب رؤى إستراتيجية واضحة المعالم الأمر الذي انعكس سلباً على كافة المجالات الزراعية والصناعية والاقتصادية والعسكرية ، في ظل هدر للموارد الوطنية وعدم استخدامها بالشكل الأمثل ، وفي ظل الفساد المالي والأخلاقي والثقافي ، وكانت المرحلة الأفضل في البناء الاقتصادي والصناعي لهذه الدول باستثناء السعودية هي مرحلة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم ، أما السعودية فلم تشهد بناء حقيقياً لاقتصادها وتفكيراً جدياً بتطوير صناعاتها إلا في العقد الأول من القرن العشرين ويشوب هذا البناء الاقتصادي والصناعي الكثير من العيوب والعقبات والمشاكل ، كما بدأت الجزائر في هذا العقد ببناء صناعاتها واقتصادها على نحو جيد رغم الكثير من العقبات والمشاكل ، [/font][font="]ولا يجب أن نغفل هنا دور القوى الكبرى العالمية في الحد من التطور على هذه الصعد في البلدان العربية ،[/font][font="] ولكل هذه الأسباب لم تعد هذه الدول الخمسة قادرة على إدارة صراع طويل الأمد مع العدو الصهيوني وتحمل تبعاته .
[/font]
[/font]
[font="]ثانياً : صراع السلطة والتحالفات والصراعات الإقليمية والتوجهات والرؤى الإستراتيجية : [/font]
[font="]لم تسلم دولة عربية من صراع السلطة ، ففي العراق كان صراع السلطة على أوجه في الخمسينات والستينات وفي سورية أيضاً كان صراع السلطة على أوجه في الخمسينات والستينات والسبعينات حتى منتصف الثمانينات ، وفي مصر كان صراع خفي على السلطة أواخر عهد عبد الناصر ، وفي الجزائر كان صراع السلطة 1990 مدمراً للبلاد ، أما صراع السلطة في السعودية فأخذ شكلاً سرياً بين أعضاء وأفراد الأسرة الحاكمة . [/font]
[font="]وكل هذه الصراعات أعاقت التطور بنسب متفاوتة في هذه البلدان .
[/font]
[/font]
[font="]أما التحالفات والصراعات الإقليمية والتوجهات والرؤى الإستراتيجية فلم تخدم بحال من الأحوال القضية الفلسطينية في هذا المستوى من الصراع ، فكان اتجاه العراق شرقاً خلال عقد الثمانينات ، ثم جنوباً نحو الكويت واتجاهه نحو الداخل بعدها ، وكان اتجاه مصر نحو الداخل بعد وفاة عبد الناصر ، وكان اتجاه الجزائر نحو الداخل منذ التسعينات ، وكان اتجاه السعودية شرقا ًخلال الثمانينات والتسعينات من العراق إلى أفغانستان وشمالاً إلى الدول الإسلامية في أوروبة ، وأما سورية فالوحيدة التي أبقت البوصلة بالاتجاه الصحيح نحو فلسطين بحكم الجغرافيا أولا وبحكم التوجهات والرؤى السياسية ثانياً . وبسبب كل هذا نشأت تحالفات في المنطقة منها السعودية العراقية ، والسورية الإيرانية ، والسورية الجزائرية في الثمانينات ، مع دعم سوفييتي لسورية والجزائر ودعم أمريكي للسعودية ، ثم التحالفات المصرية السورية السعودية ، والسورية الإيرانية في التسعينات ، مع دعم الولايات المتحدة للسعودية ،ثم المصرية السعودية الأمريكية ، والسورية الإيرانية في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ، وفي الوقت الحاضر تبرز التحالفات السورية الإيرانية الروسية ودخول العراق التدريجي على هذا الحلف ، مع تقوقع مصر إلى الداخل بعد خلع مبارك ، وبروز التحالف السعودي التركي الأمريكي ، وبداية تحرك الجزائر نحو مسار الوسطية العربية . [/font]
[font="]
[/font]
[font="]ويبقى السؤال : كيف نحرر فلسطين ؟
[/font]
[font="]يتبع [/font]
آخر تعديل: