التليفزيون مِن أكبر معوقات التربية

oumliyane

:: عضو مُشارك ::
إنضم
18 أوت 2010
المشاركات
237
نقاط التفاعل
53
النقاط
7
تبه/ فاروق الرحماني -رحمه الله- (*) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال السدي -رحمه الله- في الآية الكريمة: (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا) (النحل:92): "هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئًا؛ نقضته بعد إبرامه".
إننا نهدم كل ما بنيناه في أبنائنا من الفضائل والأخلاق حينما نضعهم أمام لهب البرامج المدمرة، والأفكار المنحرفة التي تُعرَض على شاشة التلفزيون، في مرحلةٍ يسعى الأطفال فيها إلى فهم العالم من حولهم، وإدراك بدايات الأخلاق، والمعارف، والقيم باعتبار هذه البرامج والأفكار مصدرًا للمعلومات.
إننا -معاشر الكبار- لا نستطيع أن ننكر تأثيره فينا، مع أن الكبار يشاهدونه بغرض الترفيه والتسلية، وعلى الرغم من أنهم ينتقدون مواده وأفكاره أحيانًا.
ففي واحدة من الدراسات الغربية التي تناولت هذا التأثير، ومن خلال استبانة أُجريت على ألفين من المُشاهدين؛ ترددت بكثافة عبارات مثل: "أحس أنني منوم مغناطيسيًّا ومسلوب الإرادة"، "إنه يمتص طاقتي"، "إنه يغسل دماغي"، "أحس بالبلاهة عندما أكون ملتصقًا هناك أمام الشاشة"، "أنه يبعثرني"، "التلفزيون إدمان وأنا مدمن"، "أحس بأولادي مسلوبي الإرادة أثناء التفرج"، "إنه يحكم عقلي"، "إنه يجعل الناس أغبياء"، "إنه يحتل عقلي"، "إنه يجعل العقل كالمهلبية -لا شكل له-"، "كيف يمكنني أن أبعد أبنائي عنه وأعيدهم إلى الحياة الطبيعية "!
هذا تأثيره على الكبار البالغين الذين يعلمون بأن كثيرًا من مشاهده من: الخدع، والأوهام، والخرافات؛ فما بالنا بالأطفال الأبرياء؟!
مظاهر تأثير التليفزيون الفكري والانفعالي على الأطفال:
أ- على مستوى العقيدة والفكر:
من خلال سيطرة السوق الأمريكية واليابانية على مسلسلات وأفلام الصغار، ينعكس الاعتقاد في قوة الشمس، والطبيعة، والصليب، وغيرها، بل إن المسلسل يتضمن أحيانًا أكثر من رب، هذا بالإضافة إلى تشويه مسيرة الإسلام وقيمه من خلال المواد المعروضة.
ب- على مستوى الأخلاق:
1- القيم السلبية: في بحث كتبه "جون كوندري" حول التليفزيون والطفل الأمريكي أكد أن البيئة القيمية للتليفزيون يشوبها الخلل بنفس القدر الذي يشوب البيئة الفكرية، ومن خلال ما تطرحه الإعلانات التلفزيونية كانت قيم: السيطرة، والنفعية، والأناقة، والتميز الاجتماعي من أكثرها ورودًا، وكانت قيم الشجاعة، والتسامح من أقلها ورودًا، هذا بالإضافة إلى تحريف الحقائق والقيم حول الجريمة والعقاب.
وفي نهاية البحث يقول جون كوندري: "إن التليفزيون لا يمكن أن يكون مفيدًا كمصدر للمعلومات للأطفال، بل إنه يمكن أن يمثل مصدرًا خطرًا للمعلومات، فهو يقدم أفكارًا تتسم بالزيف والبعد عن الواقعية، وهو لا يملك نسق قيم متماسكًا، بخلاف تعميقه للنزعة الاستهلاكية، وهو لا يقدم سوى قدر محدود من المعلومات عن الذات، وذلك كله يجعل من التلفزيون أداة رديئة للتكيف الاجتماعي".
2- الجنس: كثير من الأطفال في بداية سن المراهقة أو قبلها بقليل يشاهدون التليفزيون على أنه مصدر للمعلومات حول السلوك الجنسي؛ خاصة عند إحجام الوالدين عن التحدث مع أبنائهم حول أمور الجنس.
إنه يصور الجنس على نحو زائف ومحرف، وعلى وجه حيواني لا يراعي قيمًا، ولا مُثلاً، ولا آدابًا .
3- العنف: أحصت إحدى المجلات الفرنسية مشاهد العنف التي رآها المشاهدون خلال أسبوع واحد من شهر أكتوبر 88، فكانت كالتالي: "670 جريمة قتل، 15 حالة اغتصاب، 848 مشاجرة، 419 حالة تراشق بالرصاص أو انفجار، 14 حالة خطف أو سرقة، 32 حالة احتجاز رهائن، 27 مشهد تعذيب، علمًا أنه لم يؤخذ بالحسبان مشاهد العنف النفسي أو اللفظي أو الإيجابي. والدراسات الغربية كافة تؤكد أن الذين يقومون بالأعمال العدوانية هم من المدمنين على مشاهدة برامج التلفزيون العنيفة.
بل أثبت باحثان أمريكيان أن معدل انتحار المراهقين ازداد بنسبة 13.5% لدى الفتيات و5.2% لدى الصبيان خلال الأيام التي تعقب الإشارة أو الإعلان عن وقوع حالة انتحار في الأخبار المصورة أو في أحد الأفلام.
4- سارق الوقت: هذا عنوان الدراسة التي كتبها "جون كوندري" حول التلفزيون والطفل الأمريكي، ذكر فيها أنه فيما قبل التليفزيون كان أغلب الأطفال يمضون أوقاتهم في ملاحظة الأفراد، يتعلمون المهارات والمواقف الضرورية التي تتناسب مع المجتمع، فيكتسبون معرفة بالعالم الحقيقي الذي يعيشون فيه.
ثم تغير الوضع، فأصبح الأطفال يمضون نحو 40 ساعة كل أسبوع في مشاهدة التليفزيون، وعندما نضيف لذلك أربعين ساعة أخرى تأخذها المدرسة؛ فلن يبقى لهم سوى 32 ساعة للتفاعل مع نظرائهم وأسرهم. فكيف يتعلمون الحياة؟!
إذن كيف يتعلم الصغار من الصورة التليفزيونية؟
الأطفال يحبون التليفزيون، وذلك أمر بديهي، فالصورة التي تلتقطها العين تمارس سحرًا هو أبلغ من الكلمة المقروءة أو المسموعة مهما كان المضمون الذي تنطوي عليه الصورة، ومهما كان الطفل صغيرًا.
"إن الطفل -ومنذ سن مبكرة جدًا- قادر على إدراك معنى الصورة والتأثر بها"، وبرهان ذلك هو هذه التجربة التي أنجزها "أندريو ملتزوف" من جامعة "واشنطن"، فلقد وضع أربعين طفلاً لا يتجاوز عمر كل منهم السنة أمام شاحنة تتحرك فيها دمية شخص كبرى، فتؤدي بعض الحركات المحددة، ثم أعطى اللعبة المعنية إلى نصف الأطفال ولم يعط الآخرين اللعبة إلا بعد أربع وعشرين ساعة لاحقة، دون أن يشاهدوا الصورة التلفزيونية مرة أخرى في هذه الأثناء، وتبين بالمقارنة مع مجموعات لم تر التليفزيون أن النسبة المئوية للمشاهدين للتلفزيون الذين قلدوا حركات الأنموذج كانت ذات مغزى.
الصغار يتعلمون بلا خيار منهم:
ليس للأطفال خيار عند وجودهم أمام "هذا الصندوق"؛ إلا أن يتجرعوا ما أراد آباؤهم من السموم!
وقد أحصى "المركز الدولي للطفولة" أربع صور يتعلم بها الطفل من التليفزيون، وهي:
- التقليد: وفيها يتقمص الطفل الشخصية التي يقلد تصرفاتها أو يتبنى آراءها "عملية إرادية".
- التشبع: وفيها يكون التقليد والتمثيل بطريقة غير إرادية.
- تبدد التثبيط: بتشجيع صور تليفزيونية معينة انتقال الطفل إلى مرحلة الفعل.
- تبدد التحسيس: فبالتكييف مع الأحداث العنيفة نتيجة تكرارها، يألفها الطفل بعد ذلك فتصبح عادية.
وبعد؛
فيا أيها الآباء والأمهات، هذه تقارير بحوث في أمم لا تؤمن بالله ربًّا ولا بالإسلام دينًا، ومع ذلك تستشعر الخطر في هذا الجهاز، فكيف إذا كان الخطر نفسه في أمة تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله؛ خاصة بعد وجود "الدش" و"الكيبل" الذي لم يترك فرقًا بين عربي ولا أعجمي؟!
فكيف يتم لك المرتقى إذا كنت تبني وهم يهدمون؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) المقالة من تراث الشيخ فاروق -رحمه الله-، أعدنا نشرها؛ لتعم بها الفائدة، وغَنِيٌّ عن الذكر أن "العائلة التليفزيونية" قد انضم إليها مؤخرًا الفضائيات والتي فاق ضررُها ضررَ "التلفزيون الرسمي" عشرات المرات؛ مما يجعل المقالة منطبقة عليها من باب أَوْلَى، كما وُجِدَتْ قنواتٌ إسلامية لم تتعرض لها المقالةُ بطبيعة الحال، وفي الموقع مقالاتٌ وفتاوى أُخَر متعلقة بها.

موقع صوت السلف
 
76.gif
 
بارك الله فيك أجل انا أوفقك الرأي من حيث سلبيات التلفاز فقد بات العامل الرئيسي في تغيير العقلية و التفكير لأبنائنا فأصبح مصدر قدوتهم في جين كان المسجد و حلقات التدريس قدوة أجدادنا
فاولادنا هم جيل المستقبل فإذا ما ضاعوا ضاعت أمتنا
 

نوّرتم الموضوع وحياكم الله
شاكرا لكم المرور الكريم على الموضوع
تحياتي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
دائما ماأفكر في موضوع التلفاز
ومالحل في ذلك
فكما ان لديه الكثير جدا من السلبيات
يبقى أيضا حرمان الأطفال التام منه ليس حلا لان كل ممنوع مرغوب وربما يتكون لديهم فضول سلبي
ربما الحل هو الوسطية لكن كيف؟؟؟
بارك الله فيك وجزاك خيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
دائما ماأفكر في موضوع التلفاز
ومالحل في ذلك
فكما ان لديه الكثير جدا من السلبيات
يبقى أيضا حرمان الأطفال التام منه ليس حلا لان كل ممنوع مرغوب وربما يتكون لديهم فضول سلبي
ربما الحل هو الوسطية لكن كيف؟؟؟
بارك الله فيك وجزاك خيرا
الوسطية أختي في ظل الأدلة الشرعية ووفق الأصول الأثرية المرضية، وهذا لا يتأتى الا في قلة قليلة من القنوات هذا مع احكام النظر من عدم تسرب بعض الأفات عند قلة العلم و ضعف المراقبة.
 
السلام عليكم ورحمة الله

والله يا غالية موضوع قمة لكن يجب ان لا ننسى شيء ان اصل الشيء في الاسلام الاباحة مالم يحرم في الكتاب او في السنة فاستخدامنا للشي هو من يحرمنا عليه او يححلنا له

فمثلا التلفاز انا ضد من يحرم التلفاز تحريما مطلقا لاننا اذا استخدمناه في مرضاة الله لا يحرم بالعكس نفس الشي للبحر لا يجب نحرمه تحريما مطلقا كما يفعل بعض الناس هداهم الله فاذا ذهبنا الى بحر خالي من العري والخزي فهذا جائز فالبحر دواء لعدة امراض وهناك شواطئ خالية غير محروسة وانا شخصيا اذهب اليها والله اكن فقط وزوجي على كل الشاطئ

فالتلفاز فيه الامور السلبية وفيه الاجابية مثله مثل الانترنيت استخدامنا له هو من يحرمنا عليه اذا استخدمناه في معصية الله ويححلنا له اذا استخدمناه في طاعة الله

وبه يمكن ان يميز الطفل بين الخبيث والطيب بين الامور التي تحل مشاهدتها وتحرم

فسأذكر لك تجربة والله رأيتها بأم عيني وعشتها

فأخت زوجي ليس في بيتها تلفاز والله اولادها كأنهم ترعرعوا على كوكب مارس او زحل لما يروا التلفاز في بيت جدهم يبقوا مندهشين ولا يتركون الة التحكم وينامون امام التلفاز وسألت ابنها الاكبر الذي يبلغ من العمر العاشر عن ما سيريد فعله في المستقبل اتدرين ما اجابني

فقد قال لي اول شي ادخله الى بيتي لما اكبر و اتزوج التلفازززززز

لماذاكل هذ الحرمان

(فانا شخصيا ليس لدي تلفاز بالبيت ولا احتاجه عندي النت ابحث عليه كل ما احتاجه من فتاوى او اي شيء تنفعني مثل الطبخ الخياطة

لكن اذا رزقت بالاطفال بأذن الله سأدخل التلفاز الى بيتي وانا من اختار البرامج والقنوات طبعا التي ترضي الله وينتفع بها ابني)

وكذالك جارنا انسان ملتزم وزوجته كذلك ونعم الجار ونعم الالتزام ووالله تارك للتلفاز في بيته ولم ينزعه عن ابنائه والله ابنه الذي يبلغ السابعة من عمره يعرف الحلال من الحرام ومقتنع به وينهى اخته الصغرى التي لا تعرف شي عن الغناء وعن مشاهدة النساء اللواتي يظهرن واذا كانت تتفرج رسوم يتخلله المسيقى يأمرها ان تنقص من الصوت والا تفعل يطفئ عليها التفاز هذا لما كان صغيرا فتحكيلي امه عندما كبر والله نعم الابن

كل شيء يفعله فطريا

شفتي الفرق غاليتي

الطفل مثل الصفحة البضاء وانتي من تكتبين فيه ما تشائين
اذا كان منذ نعومت اظفاره يرى والدته تنظر فقط الى مشايخ السنة وابيه لا يرى الافلام او الموسيقى واذا سمع الموسيقى يجري ليطفأها ينشئ الطفل على الفطرة السليمة

لكن اذا حرمت الطفل من شي اسمه التلفاز يصبح يرى كل ما فيه ولا يميز بين الخبيث والطيب حيث ابن اخت زوجي والله كم مرة ادخل الغرفة اجده يرى عاديا الافلام و يسمع الموسيقى حتى نأمره بأطفائها

فيصبح يرى اي شيء المهم يرى التلفاز

فختام قولي يجب الا نحرم ما لم يحرم في كتاب الله وسنة نبيه فالتلفاز يمكن ان نستعمله في مرضاة الله ويمكن ان نستعمله في معصيته

وكل انسان وضميره وكل انسان وتربيته وكل انسان ودرجة خوفه من الله

يجب ان نربي ابناءنا على الخوف من الله لا من العبد ويجب ان نربيه على الاستحايء اولا من الله

فلما يسكن في قلبه منذ الصغر الخوف من الله ومن النار وتوعده بالجنة من لا يعي الله ومن يخافه ومن يتبع اوامره ويجتنب نواهيه

تقبلي رأيتي للموضوع وراي الذي استنبطته من تجاربي الشخصية
وفقكم الله

 
تعليقا على كلام الأخت أم أنس (وفقها الله الى كل خير و أقر عينها بما يسعدها) أقول ، زيادة على تربية الأبناء على أخلاق الايمان و الاخلاص، يجيب أن نوجد لهم جوا من الاستقامة و المراقبة التامة و المتابعة الحثيثة بتعلقيهم بالقرءان و السنة أكثر من تعليقهم بالتلفاز و شغل وقتهم بالنافع من الأمور من مثل اطلاعهم و حكاية السيرة لهم بأسلوب مبسوط و مبسط في شكل سلسلة يومية في وقت راحة يجتمع فيه كل أفراد العائلة يستمعون الى الأب وهو يروي لهم أو الأم تروي لهم سيرة الرسول المجتبى و النبي المرتضى (عليه الصلاة و السلام) و كذلك أصحابه الكرام ممن كانوا على عهده صغارا أو كبارا (رضوان الله عليهم) و هذا بعد الاعداد لذلك، كذلك سلسلة في الأخلاق و الأداب تكون من المهمات و أهم من ذلك سلسلة في التوحيد و العقيدة بأسلوب بسيط يفهمه الصغار فلا يشكل، ثم ان كان لابد من ادخل التلفاز بيته فلا يُغفل عن برمجة المستقبل و ضبطه على القنوات السنية الأثرية المشهود لها بذلك، و لا داعي بل خلاف العقل و الرشد ابقاء القنوات الغنائية أوالاباحية و أعظم من ذلك البدعية، اذ الامر ليس على مطلقه، في كون تربية الأبناء كافية في ايجاد ملكة الاختيار، فقد يتأتى لبعض الأطفال هذا، لكن لا يتأتى للبقية المتبقية وفقا لما نراه و نسمعه من قصص تقض مضاجع الصالحين و تنذر بالخطر على جيل كان المفروض فيه أن يكون هو جيل الصحوة ان صح التعبير.
هذا و قد توفرت الأن مستقبلات اسلامية هي على الأقل أفضل بكثير من تلك التي يكثر فيه الخلط و التخليط، و ان كان لا بد لها أيضا مراقبة و متابعة.
هذا و الله أعلى و أعلم، وفق الله الجميع الى ما فيه رضاه.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top