أويس مصطفى
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 5 جويلية 2008
- المشاركات
- 710
- نقاط التفاعل
- 283
- النقاط
- 23
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
[FONT="]
[/FONT]
2-أستاذَةَ رشو لكِ أن تُحدثِينَا على تَجربتَكِ في القصَصِيَة ثم الروائِيَة ومَا هي المشكِلاتِ التِي كبَّلتِ مَسِيركِ في بدايَةَِ الأمَر ؟.
بداية.. المشكلة التي كبلت مسيرتي كانت تكمن بي أنا وليس بمجتمعي أو بالآخرين.. شعور أسبابه الهيبة والرهبة أمام هذا العالم الثري الذي كنت أجلّه، ويوم نشر لي أول عمل في الصحف السورية - وكانت قصة قصيرة- كان شرطي أن تكون باسم مستعار.. لن أطيل هنا، لذا وحين ورد اسمي عمداً ذات مرة شعرت بالمسؤولية المرعبة التي عليّ التصدي لها بالقراءة الجادة، التي كانت في السابق لعشق كبير لها من جهة ومن جهة أخرى لملء الوقت الفائض عن مسؤولياتي المتعددة. أما صدور أول مجموعة قصصية لي فكانت بمسابة هدية القدر التي ستحملني إل عالم جديد كان حلماً من الأحلام.. ثم انتقلت إلى كتابة أول رواية بعد صدور مجموعتين قصصيتين وهي (هرولة فوق صقيع توليدو) واستحوزت بها على جائزة في سوريا.
3-أعَجبتنِي روايتُكِ باسِمِ طفلة الكوليرا كَثيراً بما فيهَا مِنَ الاعْمَالِ الادبيَةِ الرائِقَةِ هل ممكِنْ ان تحدثينا عنهَا قلِيلاً ؟ ثم ورأيتُ فِي آخِر الِروَايَةِ انكِ سَاويتِ بينَ اليهُودِ ... فهل هُم حقاً قَومِيَة ولهُم جغرافيتهُم الخاصَة ؟
أكثر ما أردت الحديث عنه في رواية طفلة الكوليرا التي تدور وقائعها بين بلاد الأناضول (تركيا) ومن ثم بلاد الشام (سوريا) عن محنة الأرمن، هو لفت الانتباه إلى وجود الشر في هذا العالم الذي أكثر ما يحتاجه هو الخير.. أحداث طفلة الكوليرا أقل بكثير من الواقع الذي حاولت نقل صورة موثقة عنه في بداية القرن العشرين. ومما لفت انتباهي آنذاك هو تحكم بعض الرجال في مصير أناس لاذنب لهم بوجودهم وانتماءاتهم، والأكثر من هذا أن هؤلاء الرجال (الحكام) الذين استطاعوا تدمير شعب مؤمن لم يكونوا من المسلمين.. بل كانوا دخلاء على الدين الإسلامي. وكلنا نعرف أن طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا السفاح الذين حكموا الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين لم يكونوا مسلمين قبل وصولهم إلى التحكم بمصير تركيا. أظن أنهم استعملوا الدين لتحقيق غايات تعود بالخير على أهدافهم المبطنة آنذاك.
أما بالنسبة للإشارة بمساواة اليهود، قد يتساوون بالإنسانية إن وقع عليهم ظلم، ويختلفون إن ردوا الظلم بأسوأ منه.. اليهود تجاهلوا من أساء إليهم وصبوا نقمتهم على من لاذنب له ن دون تمييز. فهم لايتساوون مع أي شعب على الإطلاق، وإن ورد الحديث عنهم في طفلة الكوليرا فللتذكير أن بلاد العرب والمسلمين هم من استقبلهم وآواهم ومنحهم فرص العيش بسلام، لكنهم قابلوا ذلك بالجحود، والتسلط على أقدس أرض في العالم وهي فلسطين.. محاولين كسب الرأي العالمي الجاهل والمتجاهل، واغتصاب القضية من شعبها الأصلي..ولأن قضاياهم وهمية وباطلة فلابد من الوصول إلى الحقيقة إن عاجلاً أم آجلاً.. فلسطين لأهلها وستبقى.
4- هل الروايَةِ العَربيَةِ وبحسَِبِ تعبير الدكتورَةِ نجَاح العطَار في تقديمِهَا رواية " الشَمْس فِي يومٍِ غَائِم " ما تزال " تعابث صَخْرَة سيزيفِ، وتراوِحُ بين السَقفِ والقمة " أم أن لَهَا اليَوم شَأواً آخر خاصَة ونحنُ نشهَدُ جيلاً ِمن الرِوائِيينَِ هَاماً، ولعلَ أسمَاء من مثَل إبرَاهيم الكَونِي وغيرهُ مِن الأسمَاءِ الدالة على نُضجِ هذا الَفن؟
كما أرى من خلال قراءاتي البسيطة نسبياً، أن الأمر الآن يختلف بطريقة أو بأخرى، فعدد التجارب التي نشهدها تفوق أي مقولة سابقة. هنالك كتاب وروائيون عرب وصلوا إلى العالمية، إن كانت في الجزائر أو المغرب والأردن ومصر وغيرها.. وأسماء من أصول عربية أيضاً تركت الكثير من البصمات، إلى جانب أقلام نسائية موزعة على الوطن العربي، فالتجارب متعددة بهذا الفن، ومن مستويات عمرية مختلفة، بخاصة جيل الشباب، وحين تكثر التجربة ستفرز أعمالاً متنوعة، ولا بد أن يكون بينها الجيد والمتجدد، ولدينا أمثلة في سوريا، حتى المرأة خرجت نسبياً من نمطية الكتابة الذاتية، وانطلقت للكتابة بمنطق أوسع وأشمل، أو تحت المظلة (الذكورية)، وتتبادل قضايا متنوعة، منها الخيالي والعلمي والثقافي والتاريخي وغيرها.
5-أسلوبك فِي اسْتخِدَام الحُروفِ وحَواسُهَا بِطريقَةٍ سلسَة ، يمكِن القَولُ إنهَا لا نهائيَة .. فهل لدَيكِ تجربَة فِي الشِعرِ وأينَ تجدينَ راحتكِ أكثََر ؟ .
ليتني نهجت كتابة الشعر، في وقت ليس لدي أية تجربة فيه إن استثنينا تسطير بعض الخواطر التي لها علاقة بالمشاعر، أحب قراءة الشعر وأراه أكثر تعبيراً عن الحالة الإنسانية، فالشعر أكثر صدقاً لحظة الكتابة، على عكس العمل الروائي الذي تتدخل فيه الصناعة والتجربة والثقافة بأنواعها. بالنسبة لي أحب الاشتغال على العمل الروائي لأنه أصبح جزءاً من هاجس لاينفك عن متابعتي.
6- راويَة "أول حب آخر حب " هل لهَا دخلُ في حياتِكِ الشخصِيَة ؟ وما هِي مناسبتهَا ؟
الحقيقة لادخل لحياتي الشخصية في كل كتاباتي أو أعمالي. اللهم إلا ما تسرب من رؤية شخصية أو حالات لاشعورية تدخلت بطريقة أو بأخرى.. حياتي لن أعيشها أكثر من مرة، وهذا ما يردعني عن كتابة سيرة ذاتية.. أقول مبدئياً، ولا أدري إن فكرت بهذا لاحقاً.. أما مناسبة كتابة "أول حب آخر حب" فهي الجزء الثالث لسيرة شخصيات عربية ومتأمركة في مجتمع أمريكي عبر أعمال ثلاثة بدءاً من الجيل الأول إلى الثالث، من خلال العمل الأول "هرولة فوق صقيع توليدو" وتوليدو هي البلد التي تجري فوقها الأحداث. ثم "توليدو ثانية" إلى "أول حب آخر حب" وأرى نفسي متورطة في الكتابة عن الأجواء الأمريكية أو الشعب الأمريكي الذي أتعاطف معه لتوريطه المتعمد في الاستسلام للمشيئة التي هي من خطط الرؤوس المدبرة.. وفي كل زيارة لي لتلك البلاد أعبأ بالتوتر من هذا التطور المزيف إن شئنا تسميته بذلك، لي أكثر من عمل له علاقة بالمجتمع الأمريكي وعلاقته بالبرمجة الأمريكية التي لابد أن تنهار.
8- لقد أبحَرْتِ في روايَتكِ " أول حب آخر حب " بالمَرأة فِي ذاكَ العالََم الأمْرِيكِي الموار غير انَّ هذا عكسَ ما يوجدُ في البلِادِ العَربيةِ والإسلامِيَة ككل ،ما هو قولكِ ؟ وهل يمكن القول بان هذا نوعُ مِن فكِ القيد عن المرأة ؟.
لا ليس للمرأة ما أردت توضيحه في العالم الأمريكي. بالنسبة لدور المرأة الأمريكية في رواية أول حب آخر حب كان في الاحتكاك بالمرأة العربية التي تأثرت الأمريكية بها وعقدت معها المقارنات لتصل أخيراً إلى الاقتداء بها. وما الانتقال بين الفصل الأول والثاني في رواية أول حب آخر حب، وهو الانتقال المباشر بين صورة فتيات البارات في الفصل الأول وبين الجدة التي تهدهد لحفيدتها بأنشودة وطنية في الفصل الثاني سوى الإشارة إلى الفارق الأخلاقي والإنساني والثقافي بين البلدين. بالنسبة لي أعتز أنني في بلد عربي، تأثرت فيه بالمسيحية والإسلام اللذيين منحاني الكثير من القيم الإنسانية، فهما تاريخي وثقافتي التي لاغنى لي عنهما، أشكر الله أنني سورية المنشأ. عربية الانتماء، أما بالنسبة لفك القيد عن المرأة فأراه ضرورة عامة، بخاصة إن تفهمت المرأة دورها الحقيقي والضروري لرفع من شأنها كإنسان جميل، له حق المشاركة في الحياة بحرية نظيفة وواعية، وهذا موضوع واسع للاستفاضة بالحديث عنه.. في كل الأحوال أنا أؤيد حرية المرأة التي افتخر بها العرب يوم وصفوها ب (المرأة الحرة).
9- مازلنَاَ مع روايتكِ "ساندي متأثرة فهي ستفقد زاهي عن قريب .انتهت المهمة التي شغلتها عامين. سيحدث الطلاق ويجف النبع الذي تدفق بغزارة" هذا مقطَعٌ مِن روايتِكِ ، فهل نقولُ بأننَا باشتِيَاقٍِ لعلاقة تنتهي بالزوَاج ، كيف هذا؟
لم يقع الذنب في الرواية على ساندي الأمريكية بقدر ماهو واقع على زاهي العربي أيضاً. كلاهما استغلا الآخر. هو لكسب الجنسية وهي لكسب المال "النبع". للأسف هذا مايحصل باستمرار. بالنسبة لسياق العمل لم أقصد نهاية علاقة خاطئة لنهاية مشرّفة.. إنما كشف غاية المرأة الأمريكية المستغلة لشاب عربي الذي خسرته بعودته إلى بلاده، بناء على رغبة والده الذي استعاض عن شهادته المهملة والمؤجلة بسبب تدهور وضعه العام، ومنحه شرف العودة التي كانت بمثابة مكسب ووسام وضعه الأب على صدر ابنه. في كل الأحوال أنا مع العلاقات النظيفة ونهايتها بالزواج، غير إنني لا أحبذ زواج الإنسان العربي من امرأة غربية وبالعكس. وذلك للفارق الكبير في نمط حياة تعيق كليهما عن الاستمرار.
14- الربيعُ العربِي وهو المرحلَة الانتقالِيةَ في بلاد العرب حَديثاً ، هل سينعكَس هذا على أقلام الأدباءِ في الوَطِنِ العَربي عاَمة وسُوريا خاَصَة؟
هذا أمر طبيعي، فكلنا معنيون بمرحلة الانتقال هذه. وكل يرى الأمر من رؤيته وشهادته.. لكننا في النهاية متفقون على أن الوطن بحاجة للتغيير الجدي، بخاصة بعد انتشار الاستهتار والتسيب والفساد وتعشيش ذلك في أوصال الصغير والكبير. حتى بات جزءاً من حياته اليومية. وأرى أن الانعكاس سيكون إيجابياً مادامت الغاية جاءت في مصلحة الوطن بشكل خاص والمواطن بشكل عام، الكاتب مواطن كغيره ويرى مايراه غيره، لكنه معني بنقل الواقع والحقيقة قبل المرحلة وبعدها. الكاتب السوري ككل كاتب عربي يرى الفوضى الآن متفشية في التفاصيل الصغيرة منها والكبيرة، ولابد من أن تخلق عنده رؤية جديدة.. مهم جداً الخروج من مرحلة الظلمة إلى حالة يحلم بها الإنسان العربي، الذي كان مستسلماً وربما خنوعاً، وهنا يأتي دور أقلام الأدباء بنقلة جديدة لها ثقلها على الساحة الأدبية.
15- ما هي تطلعاتُكِ الأدبَيةِ ككاتبَة لهَا ثقل في المجتمَعِ في الهجمَة الصُهيونية التِي تستهدفُ الثقافة العربيَة بالدرجَةِ الأولَى ؟
أضيف إلى مقولة (اعرف عدوّك) كلمتي و(تحاشى غدره).. أما معرفة عدوك فهي في حفظ لغته وأساليبه وكشف عوراته من خلال قراءة تاريخه وأفكاره والاطلاع على معتقداته وما هو محلل أو محرم عنده وما هو مرغوب به أو ممنوع عنه. أما تحاشي غدره فيكون في التسلح بالمعرفة والاتحاد وفي الثقة بمكانتنا كأمة لها ثقافتها الخاصة. إضافة إلى ما يجمعها من عوامل كاللغة والتاريخ وجغرافيتها الممتدة.. بالنسبة لي أراها هجمة مسلحة بأسباب مهما عظمت فهي واهية لاعتمادها على الضلال، وما علينا سوى الانتباه إلى الخطر الذي يجب مجابهته بتوحيد الصفوف لنكون يداً واحدة.. علينا أن نكون على قدر من الوعي، فالصهيونية العالمية لاتستهدفنا كأمة عربية فقط. هي تستهدف كل خير في العالم. والشر قوي ومتفش إن لم يبتر من جذوره.
مايحدث الآن في الوطن العربي ككل يدعو للانتباه إلى وجوب وحدة صفوفنا بعيداً عن المشاحنات بأنواعها.. فكلنا أبناء هذا الوطن الغالي، الذي حلمنا له بالحرية الحقيقية وليست الحرية المستوردة، فنحن أمة حباها الله بالنعم التي علينا حفظها وحمايتها من كل الهجمات، وقد نكون في طريقنا إلى مانستحقه من خيرات.. لم لا؟؟ وعلينا أن نحقق مطلب هو حق لنا، وليس أملاً أو حلماً كما يقال باستعادة أرض فلسطين العربية، ستعود فلسطين والقدس، ولسوف نصلي في الأقصى الشريف وكنيسة القيامة معاً.
16- سَمعُت ان هناَك دعَوةُ لخلَقِ وإنشاءَ مجال للحِوَاِر مع الغربِ وإسرائيلَ . فهل برأيك أن الحِوارَ هو مشُروع علومِي ثقَافي او انه طَريقُ لفتح اتِصَال سياسِي ؟؟
مما لاشك فيه أن أي حوار تسعى إليه إسرائيل هو في الدرجة الأولى يصب في مصلحتها، إن كان هذا الحوار مع الغرب أو مع العرب، فهمّها وهاجسها الوصول إل أهدافها بأي وسيلة أو عن أي طريق كان. وأكثر ما يشغلها هو ترابطنا كعرب، وما اهتمامها إلا تجزئتنا ليسهل عليها توسعها. لو كانت الغاية مشروع علمي ثقافي لما أخافنا التطبيع، لأننا نملك ثقافتنا الخاصة بنا .. فكرة حوار كهذا هو أولاً وأخيراً كشكل من أشكال الرسم على خريطة مخطّط لها سلفاً وتصب في مصلحتها هي لامصلحة فلسطين العربية. أنا لست ضد حوار إن كان يبتدئ باعتراف صادق للهمجية التي تعاملت فيها إسرائيل مع العرب الفلسطينيين منذ عام 48 إلى الآن...
17-ما موقِفُ الأسْتاذة في الاحَداث السُورية اليَِوم ؟ وهل تتمنى ان يمسها هي أيضاُ الربيعُ العَربي ؟ الله نسأله ان يبث فيهاَ الامَان
جميل جداً إطلاق صفة الربيع العربي، لكن أين هو هذا الربيع؟ بالنسبة لأحداث سوريا أرى مايحدث إلى الآن لاعلاقة له سوى بالظلمة.. من يحب سوريا عليه إنقاذها مما هي فيه لا أن يزيد من أوجاعها.. ليس دم السوري أو العربي برخيص على الإطلاق.. ولابد من إيجاد حلول سريعة، وبمساندة كل الأطراف المعنية. الدولة والشعب والمعارضة والداخل والخارج. أرجو أن نصل إلى حل في القريب العاجل.. سوريا مختلفة عن كثير من البلدان.. سوريا جميلة بمجتمعها وتعددها وبتلك الإلفة التي تجمع بين أفرادها، هنالك من يرجو تفاقم الوضع وتصاعد الفتنة، وهنالك الكثير من الشرفاء الذين يقاومون استفحال هذا الشر، فكلنا نعرف من هو المستفيد الأول من تفرقتنا، علينا أن نفهم أن الإصلاح الجذري بكل صوره ضرورة حتمية ولا تراجع عن تحقيقه بعد الآن، وعلينا بالمقابل أن نفهم أن مايحدث له أوجه أخرى لم تعد مخفية على أحد، وهذا أكثر ما يخيفني الآن.
18- فِي الجَزائِر : َهل لكِ معارفٍ وعلاقاتٍ ادبيَةٍ مع بعضِ الكُتابِ في الجَزائرِ؟ وهل سبقَ وان زرتهَا ؟ . حدثينَا عَنها قليلاً .
مازالت زيارة الجزائر في نفسي حلماً.. ولم لا وأكثر الكتاب الرائعين خرجوا منها؟ الكاتب الجزائري له تجربته التي أفرزت ثقافة خاصة، ربما لاحتكاكهم المباشر بالثقافات الأخرى، أكثرهم كتب في بداياته بالفرنسية قبل أن ينتقل للكتابة بالعربية، ومنهم من وصل للعالمية، لن أعدّد هنا الأسماء، لكن باستطاعتي القول إنهم من أسياد الرواية العربية، وكلنا نعرف أن العقلية العربية متعددة المفاهيم بتعدد الأقطار، والكاتب هو مواطن قبل أن يكون كاتباً، وبالتالي عليه التحرك بحرية الاحتكاك بالواقع كما هو دون تزييف، وهذا ما أجده عند الكاتب الجزائري. بالنسبة للكتاب الجزائريين تعرفت إلى بعض منهم في سوريا، وتركوا انطباعاً جميلاً لدي، وأحب أن أذكر الشاعرة الرقيقة جداً ربيعة الجلطي التي تركت الأثر الجميل والطيب في سوريا.
19- ما هِي رسالتكِ لشَباِب الجَزائر اليوم؟
شباب الجزائر كبقية الشباب العربي.. تقع على عاتقهم حتمية النهضة نحو الأفضل، يشكلون مع اخوتهم العرب الذراع الواحدة والمتوحدة في وجه الهجمات الآثمة.. الجزائر في الذاكرة مشرّفة للإنسانية. وشبابها يعرفون معنى النضال والحرية المتوارثين.. أما الملاحظة على الكتابة بلغة غير عربية كان من ضمن الإفرازات الثقافية الخاصة بهم كما قلنا، في حين جميل جداً إتقان أكثر من لغة، لكن الأجمل الكتابة بلغتنا العربية الأم التي هي أجمل اللغات على الإطلاق، ومن ثم تأخذ دورها في الترجمة إلى لغات أخرى.
20- كلمَة اخيرة وتوقيعة نيرة لمنتديات اللمة الجزائرية
أشكركم على اهتمامكم ومتابعتكم للثقافة في الوطن العربي، وشاغلكم المشّرف للوقوف في وجه الصهيونية العالمية وإسرائيل، والشكر لك أستاذ أويس.
[/FONT]
مبدئياً أستاذة رشو أهلا وسهلاً بكِ في منتديات اللمة الجزائرية ....
هل بالامكَانِ اولاً ان نعِرفَ من هِيَّ الكاتِبَة مَارِي رَشُو ؟؟؟
اسمي (مريم رشو) عضو منظمة الهلال الأحمر.. عضو اتحاد الكتاب العرب. أكتب القصة القصيرة والرواية.. صدر لي سبعة عشر عملاً مابين قصة ورواية أم لابنتين وجدة لحفيد. تربيت في أسرة محافظة ومتفهّمة.. طفولتي ملأى بالفرح والاكتفاء.. هويت القراءة والاستماع إلى الموسيقى منذ الصغر.. أحلم بعالم تجمعه الإلفة والمحبة إلى ما لانهاية. 2-أستاذَةَ رشو لكِ أن تُحدثِينَا على تَجربتَكِ في القصَصِيَة ثم الروائِيَة ومَا هي المشكِلاتِ التِي كبَّلتِ مَسِيركِ في بدايَةَِ الأمَر ؟.
بداية.. المشكلة التي كبلت مسيرتي كانت تكمن بي أنا وليس بمجتمعي أو بالآخرين.. شعور أسبابه الهيبة والرهبة أمام هذا العالم الثري الذي كنت أجلّه، ويوم نشر لي أول عمل في الصحف السورية - وكانت قصة قصيرة- كان شرطي أن تكون باسم مستعار.. لن أطيل هنا، لذا وحين ورد اسمي عمداً ذات مرة شعرت بالمسؤولية المرعبة التي عليّ التصدي لها بالقراءة الجادة، التي كانت في السابق لعشق كبير لها من جهة ومن جهة أخرى لملء الوقت الفائض عن مسؤولياتي المتعددة. أما صدور أول مجموعة قصصية لي فكانت بمسابة هدية القدر التي ستحملني إل عالم جديد كان حلماً من الأحلام.. ثم انتقلت إلى كتابة أول رواية بعد صدور مجموعتين قصصيتين وهي (هرولة فوق صقيع توليدو) واستحوزت بها على جائزة في سوريا.
3-أعَجبتنِي روايتُكِ باسِمِ طفلة الكوليرا كَثيراً بما فيهَا مِنَ الاعْمَالِ الادبيَةِ الرائِقَةِ هل ممكِنْ ان تحدثينا عنهَا قلِيلاً ؟ ثم ورأيتُ فِي آخِر الِروَايَةِ انكِ سَاويتِ بينَ اليهُودِ ... فهل هُم حقاً قَومِيَة ولهُم جغرافيتهُم الخاصَة ؟
أكثر ما أردت الحديث عنه في رواية طفلة الكوليرا التي تدور وقائعها بين بلاد الأناضول (تركيا) ومن ثم بلاد الشام (سوريا) عن محنة الأرمن، هو لفت الانتباه إلى وجود الشر في هذا العالم الذي أكثر ما يحتاجه هو الخير.. أحداث طفلة الكوليرا أقل بكثير من الواقع الذي حاولت نقل صورة موثقة عنه في بداية القرن العشرين. ومما لفت انتباهي آنذاك هو تحكم بعض الرجال في مصير أناس لاذنب لهم بوجودهم وانتماءاتهم، والأكثر من هذا أن هؤلاء الرجال (الحكام) الذين استطاعوا تدمير شعب مؤمن لم يكونوا من المسلمين.. بل كانوا دخلاء على الدين الإسلامي. وكلنا نعرف أن طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا السفاح الذين حكموا الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين لم يكونوا مسلمين قبل وصولهم إلى التحكم بمصير تركيا. أظن أنهم استعملوا الدين لتحقيق غايات تعود بالخير على أهدافهم المبطنة آنذاك.
أما بالنسبة للإشارة بمساواة اليهود، قد يتساوون بالإنسانية إن وقع عليهم ظلم، ويختلفون إن ردوا الظلم بأسوأ منه.. اليهود تجاهلوا من أساء إليهم وصبوا نقمتهم على من لاذنب له ن دون تمييز. فهم لايتساوون مع أي شعب على الإطلاق، وإن ورد الحديث عنهم في طفلة الكوليرا فللتذكير أن بلاد العرب والمسلمين هم من استقبلهم وآواهم ومنحهم فرص العيش بسلام، لكنهم قابلوا ذلك بالجحود، والتسلط على أقدس أرض في العالم وهي فلسطين.. محاولين كسب الرأي العالمي الجاهل والمتجاهل، واغتصاب القضية من شعبها الأصلي..ولأن قضاياهم وهمية وباطلة فلابد من الوصول إلى الحقيقة إن عاجلاً أم آجلاً.. فلسطين لأهلها وستبقى.
4- هل الروايَةِ العَربيَةِ وبحسَِبِ تعبير الدكتورَةِ نجَاح العطَار في تقديمِهَا رواية " الشَمْس فِي يومٍِ غَائِم " ما تزال " تعابث صَخْرَة سيزيفِ، وتراوِحُ بين السَقفِ والقمة " أم أن لَهَا اليَوم شَأواً آخر خاصَة ونحنُ نشهَدُ جيلاً ِمن الرِوائِيينَِ هَاماً، ولعلَ أسمَاء من مثَل إبرَاهيم الكَونِي وغيرهُ مِن الأسمَاءِ الدالة على نُضجِ هذا الَفن؟
كما أرى من خلال قراءاتي البسيطة نسبياً، أن الأمر الآن يختلف بطريقة أو بأخرى، فعدد التجارب التي نشهدها تفوق أي مقولة سابقة. هنالك كتاب وروائيون عرب وصلوا إلى العالمية، إن كانت في الجزائر أو المغرب والأردن ومصر وغيرها.. وأسماء من أصول عربية أيضاً تركت الكثير من البصمات، إلى جانب أقلام نسائية موزعة على الوطن العربي، فالتجارب متعددة بهذا الفن، ومن مستويات عمرية مختلفة، بخاصة جيل الشباب، وحين تكثر التجربة ستفرز أعمالاً متنوعة، ولا بد أن يكون بينها الجيد والمتجدد، ولدينا أمثلة في سوريا، حتى المرأة خرجت نسبياً من نمطية الكتابة الذاتية، وانطلقت للكتابة بمنطق أوسع وأشمل، أو تحت المظلة (الذكورية)، وتتبادل قضايا متنوعة، منها الخيالي والعلمي والثقافي والتاريخي وغيرها.
5-أسلوبك فِي اسْتخِدَام الحُروفِ وحَواسُهَا بِطريقَةٍ سلسَة ، يمكِن القَولُ إنهَا لا نهائيَة .. فهل لدَيكِ تجربَة فِي الشِعرِ وأينَ تجدينَ راحتكِ أكثََر ؟ .
ليتني نهجت كتابة الشعر، في وقت ليس لدي أية تجربة فيه إن استثنينا تسطير بعض الخواطر التي لها علاقة بالمشاعر، أحب قراءة الشعر وأراه أكثر تعبيراً عن الحالة الإنسانية، فالشعر أكثر صدقاً لحظة الكتابة، على عكس العمل الروائي الذي تتدخل فيه الصناعة والتجربة والثقافة بأنواعها. بالنسبة لي أحب الاشتغال على العمل الروائي لأنه أصبح جزءاً من هاجس لاينفك عن متابعتي.
6- راويَة "أول حب آخر حب " هل لهَا دخلُ في حياتِكِ الشخصِيَة ؟ وما هِي مناسبتهَا ؟
الحقيقة لادخل لحياتي الشخصية في كل كتاباتي أو أعمالي. اللهم إلا ما تسرب من رؤية شخصية أو حالات لاشعورية تدخلت بطريقة أو بأخرى.. حياتي لن أعيشها أكثر من مرة، وهذا ما يردعني عن كتابة سيرة ذاتية.. أقول مبدئياً، ولا أدري إن فكرت بهذا لاحقاً.. أما مناسبة كتابة "أول حب آخر حب" فهي الجزء الثالث لسيرة شخصيات عربية ومتأمركة في مجتمع أمريكي عبر أعمال ثلاثة بدءاً من الجيل الأول إلى الثالث، من خلال العمل الأول "هرولة فوق صقيع توليدو" وتوليدو هي البلد التي تجري فوقها الأحداث. ثم "توليدو ثانية" إلى "أول حب آخر حب" وأرى نفسي متورطة في الكتابة عن الأجواء الأمريكية أو الشعب الأمريكي الذي أتعاطف معه لتوريطه المتعمد في الاستسلام للمشيئة التي هي من خطط الرؤوس المدبرة.. وفي كل زيارة لي لتلك البلاد أعبأ بالتوتر من هذا التطور المزيف إن شئنا تسميته بذلك، لي أكثر من عمل له علاقة بالمجتمع الأمريكي وعلاقته بالبرمجة الأمريكية التي لابد أن تنهار.
8- لقد أبحَرْتِ في روايَتكِ " أول حب آخر حب " بالمَرأة فِي ذاكَ العالََم الأمْرِيكِي الموار غير انَّ هذا عكسَ ما يوجدُ في البلِادِ العَربيةِ والإسلامِيَة ككل ،ما هو قولكِ ؟ وهل يمكن القول بان هذا نوعُ مِن فكِ القيد عن المرأة ؟.
لا ليس للمرأة ما أردت توضيحه في العالم الأمريكي. بالنسبة لدور المرأة الأمريكية في رواية أول حب آخر حب كان في الاحتكاك بالمرأة العربية التي تأثرت الأمريكية بها وعقدت معها المقارنات لتصل أخيراً إلى الاقتداء بها. وما الانتقال بين الفصل الأول والثاني في رواية أول حب آخر حب، وهو الانتقال المباشر بين صورة فتيات البارات في الفصل الأول وبين الجدة التي تهدهد لحفيدتها بأنشودة وطنية في الفصل الثاني سوى الإشارة إلى الفارق الأخلاقي والإنساني والثقافي بين البلدين. بالنسبة لي أعتز أنني في بلد عربي، تأثرت فيه بالمسيحية والإسلام اللذيين منحاني الكثير من القيم الإنسانية، فهما تاريخي وثقافتي التي لاغنى لي عنهما، أشكر الله أنني سورية المنشأ. عربية الانتماء، أما بالنسبة لفك القيد عن المرأة فأراه ضرورة عامة، بخاصة إن تفهمت المرأة دورها الحقيقي والضروري لرفع من شأنها كإنسان جميل، له حق المشاركة في الحياة بحرية نظيفة وواعية، وهذا موضوع واسع للاستفاضة بالحديث عنه.. في كل الأحوال أنا أؤيد حرية المرأة التي افتخر بها العرب يوم وصفوها ب (المرأة الحرة).
9- مازلنَاَ مع روايتكِ "ساندي متأثرة فهي ستفقد زاهي عن قريب .انتهت المهمة التي شغلتها عامين. سيحدث الطلاق ويجف النبع الذي تدفق بغزارة" هذا مقطَعٌ مِن روايتِكِ ، فهل نقولُ بأننَا باشتِيَاقٍِ لعلاقة تنتهي بالزوَاج ، كيف هذا؟
لم يقع الذنب في الرواية على ساندي الأمريكية بقدر ماهو واقع على زاهي العربي أيضاً. كلاهما استغلا الآخر. هو لكسب الجنسية وهي لكسب المال "النبع". للأسف هذا مايحصل باستمرار. بالنسبة لسياق العمل لم أقصد نهاية علاقة خاطئة لنهاية مشرّفة.. إنما كشف غاية المرأة الأمريكية المستغلة لشاب عربي الذي خسرته بعودته إلى بلاده، بناء على رغبة والده الذي استعاض عن شهادته المهملة والمؤجلة بسبب تدهور وضعه العام، ومنحه شرف العودة التي كانت بمثابة مكسب ووسام وضعه الأب على صدر ابنه. في كل الأحوال أنا مع العلاقات النظيفة ونهايتها بالزواج، غير إنني لا أحبذ زواج الإنسان العربي من امرأة غربية وبالعكس. وذلك للفارق الكبير في نمط حياة تعيق كليهما عن الاستمرار.
10- يقولونَ بان النقَدَ المغربِيِ هُو الذي يحمِلُ مشعَل النقدَ الَعَربي في العُقود الأخيِرَة من السِنين "فكيف تريَن ذلك ؟؟؟
من خلال معلوماتي البسيطة أرى بأن حركة النقد المغربي اعتمدت على مجهود النقاد المغاربة الذين استطاعوا إمداد النقد بمساهمات عدة في مجال تحليل النصوص الأدبية بأنواعها. وربما استفادوا للوصول إلى هذا المستوى من الخصوصية باطلاعهم على التجارب الأخرى ومنها التجارب العربية التي تنهل من ثقافات متعددة. ومنها ما أنجز في النقد الفرنسي الغربي والاطلاع على نظريات ومناهج نقدية حديثة، فتعددت المفاهيم لديهم وبالتالي التطبيقات. فخرج نقاد على درجة من الأهمية ببلوغهم مستوى من العمق في إغناء الثقافة العربية وتنوع روافدها. 11 ـفي ظلِ جَفَاء الكِثِيرينَ عَن القِراءة ومنهُم الشبَاب ، فما أسبابُ هذهِ الأزمَة للكِتَابِ العربي ؟وماهي الامحُوضَة –النصيحة الخالصة – التي يمكن ان نحثَ بهِا للعودَةِ إلى الكتاب.؟ وهل ترين الغزو الثقافي هو السبب بذلك ؟ ماذا تقترحي ؟
هي أزمة حقيقية من دون أدنى شك. وهي أزمة بلد ومسؤولية دولة ومجتمع وأسرة.. وكل ما يلزمنا قبل أن نرمي الذنب على الغزو الثقافي العودة إلى الأسس التربوية. فالقصور مرتبط بالتعليم وتربية الأجيال على الخلق والإبداع. فالقراءة عادة حياتية ويومية مسؤول عنها الجميع. وتبدأ في حب اللغة وسبر أغوارها ومفاهيمها. لغتنا جميلة ويلزمها الاهتمام والتواصل. نحن لانفتح آفاقاً للأجيال القادمة. هنالك العديد من الأساليب التي تجذب الطفل. منها الاهتمام بيوم خاص في العام مثلاً يكون عيداً للكتاب، أو يوم خاص للتعريف بالإصدارات الخاصة بالطفل وإضفاء البهجة والقيم المثلى عليها كما نحتفي ببقية الأعياد؟ لابأس من التشديد ثانية على أن القراءة عادة والتعود عليها من أجمل العادات. وأحب التنويه بأن العالم العربي بشكل عام يعاني قحطاً في الإنتاج الثقافي وخاصة الترجمة بأنواعها التي تعرفنا بالعالم الخارجي. كما علينا التذكر والنظر بعين جادة إلى إصدار طبعات شعبية تسوق بسعر التكلفة.. فالخصم قوي إذا استعرضنا وسائل الإعلام.. الإنترنت ووسائل التكنولوجيا بأنواعها. 12-أستاذتنا الكريمة : ماهو الكاتِبُ الذي تلهمكِ كتاباتَهُ ويسبرُ أغواركِ قلمُه ؟ ومَا هو قدوتُكِ سواءً في المجَال الحياتِي أو الأدَبي ؟
الحقيقة لاأسماء لكتاب معينين. الكتّاب الجيدون كثر، والعمل الجيد يفرض نفسه، والقراءات المتعددة تعزّز المخزون الفكري والثقافي. والثقافة بأنواعها تعطي الحياة اتساعاً ، وتمنح الأدب تنوعاً وجمالاً. 13-الأستاذة رشو : س ـ ما هو المقياسُ في تقييمِ عمَلٍ مَا ، بعبارة أخرَى كيفَ نرمُقُ إلا أن العمَل مميزُ أو أنه لا يصلحً للنَشرِ؟
لكل كاتب أسلوبه ولكل قارئ ذائقته، بالنسبة لي لاأرى مقياساً في تقييم عمل ما. بخاصة الآن، فالفساد أطاح بأكثر المقاييس. أقول أكثر كي أترك مكاناً للكتّاب وللقرّاء الجادّين التي لاتخلو الساحة الأدبية منهم. فالسوق أتاح الفرصة لبعض الكتب بالانتشار السريع. بعض منهم لايستحق التقييم، وبعض آخر أصاب المكانة عن جدارة وبامتياز. ما أراه لا يصلح للنشر قد يلاقى أجمل صدى عند البعض، وقد تراه دور النشر عملاً هاماً. أكثر دور النشر تسعى للكسب المادي. لاألومهم.. هذه الظاهرة عامة تقريباً. أما ما يصلح للنشر برأيي فهو ما يضيف إلى الإنسانية معرفة جديدة. علمية أو ثقافة اجتماعية أو تاريخية. أو ما يسمو بمشاعرنا وينهض بأحلامنا بطريقة نبيلة خالية من الإسفاف، ولست أرفض الكتابة أو الغوص في بعض المفاهيم المغلوطة أو المتفشية في مجتمعاتنا وربما في أكثر المجتمعات، شرط توظيف سلبياتها وكشف مثالبها لخدمة الإيجابيات. فدور الكاتب الإشارة إلى الجميل من خلال عرضه للبشع أو من خلال رؤيته الخاصة. 14- الربيعُ العربِي وهو المرحلَة الانتقالِيةَ في بلاد العرب حَديثاً ، هل سينعكَس هذا على أقلام الأدباءِ في الوَطِنِ العَربي عاَمة وسُوريا خاَصَة؟
هذا أمر طبيعي، فكلنا معنيون بمرحلة الانتقال هذه. وكل يرى الأمر من رؤيته وشهادته.. لكننا في النهاية متفقون على أن الوطن بحاجة للتغيير الجدي، بخاصة بعد انتشار الاستهتار والتسيب والفساد وتعشيش ذلك في أوصال الصغير والكبير. حتى بات جزءاً من حياته اليومية. وأرى أن الانعكاس سيكون إيجابياً مادامت الغاية جاءت في مصلحة الوطن بشكل خاص والمواطن بشكل عام، الكاتب مواطن كغيره ويرى مايراه غيره، لكنه معني بنقل الواقع والحقيقة قبل المرحلة وبعدها. الكاتب السوري ككل كاتب عربي يرى الفوضى الآن متفشية في التفاصيل الصغيرة منها والكبيرة، ولابد من أن تخلق عنده رؤية جديدة.. مهم جداً الخروج من مرحلة الظلمة إلى حالة يحلم بها الإنسان العربي، الذي كان مستسلماً وربما خنوعاً، وهنا يأتي دور أقلام الأدباء بنقلة جديدة لها ثقلها على الساحة الأدبية.
15- ما هي تطلعاتُكِ الأدبَيةِ ككاتبَة لهَا ثقل في المجتمَعِ في الهجمَة الصُهيونية التِي تستهدفُ الثقافة العربيَة بالدرجَةِ الأولَى ؟
أضيف إلى مقولة (اعرف عدوّك) كلمتي و(تحاشى غدره).. أما معرفة عدوك فهي في حفظ لغته وأساليبه وكشف عوراته من خلال قراءة تاريخه وأفكاره والاطلاع على معتقداته وما هو محلل أو محرم عنده وما هو مرغوب به أو ممنوع عنه. أما تحاشي غدره فيكون في التسلح بالمعرفة والاتحاد وفي الثقة بمكانتنا كأمة لها ثقافتها الخاصة. إضافة إلى ما يجمعها من عوامل كاللغة والتاريخ وجغرافيتها الممتدة.. بالنسبة لي أراها هجمة مسلحة بأسباب مهما عظمت فهي واهية لاعتمادها على الضلال، وما علينا سوى الانتباه إلى الخطر الذي يجب مجابهته بتوحيد الصفوف لنكون يداً واحدة.. علينا أن نكون على قدر من الوعي، فالصهيونية العالمية لاتستهدفنا كأمة عربية فقط. هي تستهدف كل خير في العالم. والشر قوي ومتفش إن لم يبتر من جذوره.
مايحدث الآن في الوطن العربي ككل يدعو للانتباه إلى وجوب وحدة صفوفنا بعيداً عن المشاحنات بأنواعها.. فكلنا أبناء هذا الوطن الغالي، الذي حلمنا له بالحرية الحقيقية وليست الحرية المستوردة، فنحن أمة حباها الله بالنعم التي علينا حفظها وحمايتها من كل الهجمات، وقد نكون في طريقنا إلى مانستحقه من خيرات.. لم لا؟؟ وعلينا أن نحقق مطلب هو حق لنا، وليس أملاً أو حلماً كما يقال باستعادة أرض فلسطين العربية، ستعود فلسطين والقدس، ولسوف نصلي في الأقصى الشريف وكنيسة القيامة معاً.
16- سَمعُت ان هناَك دعَوةُ لخلَقِ وإنشاءَ مجال للحِوَاِر مع الغربِ وإسرائيلَ . فهل برأيك أن الحِوارَ هو مشُروع علومِي ثقَافي او انه طَريقُ لفتح اتِصَال سياسِي ؟؟
مما لاشك فيه أن أي حوار تسعى إليه إسرائيل هو في الدرجة الأولى يصب في مصلحتها، إن كان هذا الحوار مع الغرب أو مع العرب، فهمّها وهاجسها الوصول إل أهدافها بأي وسيلة أو عن أي طريق كان. وأكثر ما يشغلها هو ترابطنا كعرب، وما اهتمامها إلا تجزئتنا ليسهل عليها توسعها. لو كانت الغاية مشروع علمي ثقافي لما أخافنا التطبيع، لأننا نملك ثقافتنا الخاصة بنا .. فكرة حوار كهذا هو أولاً وأخيراً كشكل من أشكال الرسم على خريطة مخطّط لها سلفاً وتصب في مصلحتها هي لامصلحة فلسطين العربية. أنا لست ضد حوار إن كان يبتدئ باعتراف صادق للهمجية التي تعاملت فيها إسرائيل مع العرب الفلسطينيين منذ عام 48 إلى الآن...
17-ما موقِفُ الأسْتاذة في الاحَداث السُورية اليَِوم ؟ وهل تتمنى ان يمسها هي أيضاُ الربيعُ العَربي ؟ الله نسأله ان يبث فيهاَ الامَان
جميل جداً إطلاق صفة الربيع العربي، لكن أين هو هذا الربيع؟ بالنسبة لأحداث سوريا أرى مايحدث إلى الآن لاعلاقة له سوى بالظلمة.. من يحب سوريا عليه إنقاذها مما هي فيه لا أن يزيد من أوجاعها.. ليس دم السوري أو العربي برخيص على الإطلاق.. ولابد من إيجاد حلول سريعة، وبمساندة كل الأطراف المعنية. الدولة والشعب والمعارضة والداخل والخارج. أرجو أن نصل إلى حل في القريب العاجل.. سوريا مختلفة عن كثير من البلدان.. سوريا جميلة بمجتمعها وتعددها وبتلك الإلفة التي تجمع بين أفرادها، هنالك من يرجو تفاقم الوضع وتصاعد الفتنة، وهنالك الكثير من الشرفاء الذين يقاومون استفحال هذا الشر، فكلنا نعرف من هو المستفيد الأول من تفرقتنا، علينا أن نفهم أن الإصلاح الجذري بكل صوره ضرورة حتمية ولا تراجع عن تحقيقه بعد الآن، وعلينا بالمقابل أن نفهم أن مايحدث له أوجه أخرى لم تعد مخفية على أحد، وهذا أكثر ما يخيفني الآن.
18- فِي الجَزائِر : َهل لكِ معارفٍ وعلاقاتٍ ادبيَةٍ مع بعضِ الكُتابِ في الجَزائرِ؟ وهل سبقَ وان زرتهَا ؟ . حدثينَا عَنها قليلاً .
مازالت زيارة الجزائر في نفسي حلماً.. ولم لا وأكثر الكتاب الرائعين خرجوا منها؟ الكاتب الجزائري له تجربته التي أفرزت ثقافة خاصة، ربما لاحتكاكهم المباشر بالثقافات الأخرى، أكثرهم كتب في بداياته بالفرنسية قبل أن ينتقل للكتابة بالعربية، ومنهم من وصل للعالمية، لن أعدّد هنا الأسماء، لكن باستطاعتي القول إنهم من أسياد الرواية العربية، وكلنا نعرف أن العقلية العربية متعددة المفاهيم بتعدد الأقطار، والكاتب هو مواطن قبل أن يكون كاتباً، وبالتالي عليه التحرك بحرية الاحتكاك بالواقع كما هو دون تزييف، وهذا ما أجده عند الكاتب الجزائري. بالنسبة للكتاب الجزائريين تعرفت إلى بعض منهم في سوريا، وتركوا انطباعاً جميلاً لدي، وأحب أن أذكر الشاعرة الرقيقة جداً ربيعة الجلطي التي تركت الأثر الجميل والطيب في سوريا.
19- ما هِي رسالتكِ لشَباِب الجَزائر اليوم؟
شباب الجزائر كبقية الشباب العربي.. تقع على عاتقهم حتمية النهضة نحو الأفضل، يشكلون مع اخوتهم العرب الذراع الواحدة والمتوحدة في وجه الهجمات الآثمة.. الجزائر في الذاكرة مشرّفة للإنسانية. وشبابها يعرفون معنى النضال والحرية المتوارثين.. أما الملاحظة على الكتابة بلغة غير عربية كان من ضمن الإفرازات الثقافية الخاصة بهم كما قلنا، في حين جميل جداً إتقان أكثر من لغة، لكن الأجمل الكتابة بلغتنا العربية الأم التي هي أجمل اللغات على الإطلاق، ومن ثم تأخذ دورها في الترجمة إلى لغات أخرى.
20- كلمَة اخيرة وتوقيعة نيرة لمنتديات اللمة الجزائرية
أشكركم على اهتمامكم ومتابعتكم للثقافة في الوطن العربي، وشاغلكم المشّرف للوقوف في وجه الصهيونية العالمية وإسرائيل، والشكر لك أستاذ أويس.
ملاحظة : الاسئلة راقية جداً استاذ أويس
نتمنى لك دوام الصحة والعافية
أخوك أويس نتمنى لك دوام الصحة والعافية