- إنضم
- 18 أوت 2010
- المشاركات
- 1,385
- نقاط التفاعل
- 123
- النقاط
- 39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدروس العلمية الاسلامية بالجامع الأخضر ومسجد سيدي قموش
خطبة الافتتاح
ألقاها عبد الحميد ابن باديس بعد صلاة العشاء بالجامع الاخضر مفتتحا بها درس تفسير القرآن العظيم الذي افتتح به التدريس كما هي العادة كل سنة .
خطبة الافتتاح
ألقاها عبد الحميد ابن باديس بعد صلاة العشاء بالجامع الاخضر مفتتحا بها درس تفسير القرآن العظيم الذي افتتح به التدريس كما هي العادة كل سنة .
الحمد لله كبرا كثيرا، ومجده أكبر، ورفده أكثر.
والشكر لله شكرا جزيلا وفيرا، ونعمته أجزل ورحمته أوفر.
أحمده، قذف بالحق على الباطل فدمعه فأزهقه.
وأشكره، نصر حزب الحق وبحلية آلائه طوقه.
وخذل حزب الباطل وبغصه كيد أشرقه.
فله الحمد، وله الشكر بدءا وعودا رب العالمين.
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريكله، توحيدا خالصا له في ألوهيته وربوبيته.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله تصديقا صادقا له في نبوته ورسالته، شهادة تتنكب بها عن سبل الغالين والمقصرين.
ونكون بها على مله ابراهيم _ عليه السلام_ :
"ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما، وما كان من المشركين".
ونرجو بها فضل ربنا أن نكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والصلاة والسلام على الشاهد المبشر النذير، الداعي الي الله باذنه والسراج المنير، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب العربي القرشي الهاشمي امام الأنبياء وخاتم المرسلين.
ورضي الله عن آله الطيبين الطاهرين، وعن أصحابه الهادين المهتدين وعن أئمة الهدى من صالح سلف المؤمنين، وعن التابعين لهم باحسان من جميع المسلمين.
أما بعد، فقد عدنا_ بفضل الله_ اللا رياض القرآن المونقة، وأنهاره العذبة المتدفقة، وأنواره الواضحة المشرقة، نتعظ بمواعظه الملينة للصخور، ونتعالج بدوائه الشافي لما في الصدور، ونستهدي بهداه الموضح للصراص المستقيم، ونستنزل رحمته العامة للمؤمنين.
وعدنا _ والحمد لله _ الى مدرسة القرآن العظيم الذي أنزله الله آمرا وزاجراأ وسنة خالية، ومثلا مضروبا فيه نبأنا، وخبر من كان قبلنا وحكم ما بيننا لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عبره، ولا تفنى عجائبه، لا يشبع منه العلماء، ولا تزيغ له الأهواء، هو الحق ليس بالهزل.
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن قسم به قسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي الى صراط مستقيم.
من طلب الهدى في غيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله.
هو الذكر الحكيم، وهو النور المبين، وهو الصراط المستقيم، وهو حبل الله المتين، فمن تمسك به نجا، ومن تركه كان من الهالكين _ عياذا بالله السميع العليم.
فالله نسأله _ كما وفقنا لقراءته ومدارسته _ ان يوفقنا لفقهه ومتابعته، وأن يجعله _ في الدارين _ حجة لنا لا علينا، وان يكون نورا لنا في الدنيا والآخرة، وفي عرصات القيامة، وعلى متن الصراط حتى ندخل معه الجنة دار السلام بسلام آمنين، آمين يا رب العالمين.
من كتاب :ابن باديس
حياته وآثاره (الجزء الاول)
للدكتور عمار الطالبي
حياته وآثاره (الجزء الاول)
للدكتور عمار الطالبي